|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية د.محمود طباخ الرائعة القرآنية الأولى: قال تعالى ![]() اذن طريق السعادة والحياة الطيبة لكل من الذكر والأنثى بالإيمان والعمل الصالح لا غير لكن ما يشد انتباهنا (فلنحيينه)بالإفراد لتؤكد أن السعادة والطمأنينة هي في داخل النفس وقد لا يطلع أقرب الناس عليها وانما يرى ما ظاهره الفقر والبؤس والشقاء لكن الحقيقة هي الأنس بالله والرضا عنه . أما (ولنجزينهم) فجاءت بالجمع لأن دخول الجنة يكون على زمر وجماعات .(وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا) ولذا جاءت (خالدين فيها) بالجمع فقط في حق المؤمنين وكأنها تقول :ليس هناك نعيم حقيقي مع الوحدة والانفراد. بينما جاءت (خالداً وخالدين ) في حق أهل النار . وكأنها تقول لهم: لدينا في النار حبس إفرادي وحبس جماعي وقد فعل الظلمة سجونهم كذلك ولكن على المؤمنين لا على المجرمين . حفظنا الله وإياكم من كل سوء ومكروه . ووفقنا للعمل الذي يسعدنا وينجينا . فما أروع البيان في آي القرآن؟! الرائعة القرآنية الثانية : قال الله تعالى ![]() الرائعة القرآنية الثالثة : قال الله تعالى : (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )النور/27 (تستأنسوا) أي تسلموا . لكن لماذا كانت( تستأنسوا) بدل تستأذنوا ؟ لعله والله أعلم لما في (تستأنسوا) من اضافة على الاستئذان وهي اشراقة الأنس والبشر التي يحسن أن ترتسم على محيا المضيف والضيف يستأذنه ليدخل وهو منشرح النفس مرتاح الضمير لأنه قد يسمع ( تفضل ) ثم يقرأ الحرج في وجه صاحبه الذي منعه الحياء من الاعتذار . وليت من يدعون الإسلام ويباغتون البيوت وأهلها فيها نيام أن يلتزموا منهج القرآن في الاستئذان ! فما أروع البيان في آي القرآن ! الرائعة القرآنية الرابعة : قال تعالى (وأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي )الشعراء/52 ثم قال سبحانه ![]() لسائل أن يسأل لماذا اختلفت تسمية بني اسرائيل فكانت (عبادي)مرة و(أصحاب موسى ) أخرى ذلك والله أعلم لأنهم كانوا في الأولى على أعلى درجات الإيمان فاستحقوا وسام الشرف(عبادي)واختارهم ربي للنجاة من الطاغية فرعون . لكن لما وصلوا النيل واهتز ايمانهم وثقتهم بنصر الله لما رأوا فرعون ورآهم فرعون وأدركوا أنه لامفر لهم منه عندها سلبوا وصف(عبادي) وتحول اسمهم الى (أصحاب موسى)ليتأكد لنا أن القرآن الكريم يختار كلماته بعناية فائقة فيضع اللفظ المناسب في مكانه المناسب .والله أعلم بمراده . فما أروع البيان في آي القرآن ؟!
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(2) د.محمود طباخ قال الله تعالى ![]() قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين .) الأنبياء / 68ـ 70 وقال سبحانه : (قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ) الصافات / 97 ، 98 إنها إذن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين غلب بحجته الطاغية النمرود ، فكان لا بد لهذا الطاغية من أن ينتصر لهزيمته ، بإحراق خصمه ، كما يفعل الطواغيت على مَرّ الزمان عندما يُهزمون. لكنهم في النهاية يخسرون ويسقطون. لكن الذي يشد انتباهنا روعة الاختيار في : (فجعلناهم الأخسرين) ، (فجعلناهم الأسفلين) حيث جاءت (الأخسرين) مع ( وانصروا آلهتكم ) ، لأن الذي يقابل النصر إنما هو الخسران المبين . أما (فجعلناهم الأسفلين) فإنها جاءت لتناسب (ابنوا له بنياناً) وقد أرادوا لهذا البناء أن يعلو ويرتفع فناسب أن يقابله (فجعلناهم الأسفلين) ، لتكون كل كلمة في مكانها المناسب لسياقها ، تعشقه ولا ترضى بديلاً عنه . فما أروع البيان في آي القرآن ؟!
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(3) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية الثالثة : قال الله تعالى : (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها .) [النور/27] تشير الآية الكريمة إلى أدب رفيع نلحظه في قوله سبحانه : (تستأنسوا) أي : تستأذنوا . لكننا إذا أردنا أن نصغي إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ((احرثوا هذا القرآن)) أي فتّشوه وثوّروه . كما في النهاية لغريب الحديث والأثر لابن الأثير ، وغريب الحديث لابن الجوزي [حرث] ، وغيرهما ، فإننا سوف نجد بعد الحرث في (تستأنسوا) بعداً لغوياً يضيء لنا إشراقة جديدة تنطوي عليها تلك الكلمة ، ولا نجدها في : تستأذنوا ، حيث تفوح رائحة الأنس من تستأنسوا، وهي التي يتمناها كل زائر حين يستأذن ، فقد يسمع كلمة : تفضل التي توحي بالإذن ، لكنه يحس الحرج في وجه مضيفه ، وكأنه يردد بداخله ليته جاءني في غير هذه الساعة ، لكن حياءه منعه من الاعتذار . لذا فهو يريد أن يطفح وجه مضيفه بالبشر، وتعلو محياه علامات الأنس والسرور ، ليكون الإذن مشفوعاً بكل الأنس والبهجة والارتياح ، ولعل هذه الإشراقة تزيد في ألفة المتزاورين، وتجعلهم أكثر حباً وتقديراً ، وبعداً عن مقالة السوء في غيبتهم . ومن هنا ندرك روعة الاختيار لكلمة (تستأنسوا) مكان (تستأذنوا) والله سبحانه أعلم . وليت من يدعون الإسلام ويباغتون البيوت وأهلها فيها نيام أن يلتزموا منهج القرآن في الاستئذان ! فما أروع البيان في آي القرآن ؟!
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(4) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية الرابعة ما أجمل أن يعيش المسلم في ظلال القرآن في رمضان ! قال الله تعالى : (وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ) الشعراء / 52 ثم قال سبحانه : (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون . قال كلا إن معي ربي سيهدينِ )الشعراء/61 لسائل أن يسأل لماذا اختلفت تسمية بني إسرائيل في الآيتين ، فكانت بلفظ (عبادي)في الأولى ثم صارت (أصحاب موسى) في الثانية؟ ذكرنا أن القرآن الكريم يختار ألفاظه بعناية فائقة، فيضع كل لفظة في مكانها الذي لا يصلح فيه غيرها ، وعلى هذا فإنه لما كانت قلوب بني إسرائيل عامرة بالإيمان ، واستحقوا أن ينجيهم الله من فرعون وعمله ، وصفهم بقوله (عبادي) وهو أعلى وسام يحصل عليه المؤمن ، وقد حصل عليه سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) لكن في الآية الثانية حين وصل موسى عليه السلام بهم إلى ضفاف النيل ، ورأوا فرعون الذي كان قد لحقهم ، وعلموا أنه قد رآهم ، وأيقنوا أنه سيدركهم لا محالة ويهلكهم . هنا تحركت بشريتهم وتغلبت على إيمانياتهم التي كانوا عليها يوم خرجوا ، فعبَّروا عن ضعف إيمانهم بقولهم (إنا لمدركون) عندها لم يعد الوصف الإيماني الرائع (عبادي) يناسبهم ، واستحقوا أن يطلق عليهم وصف(أصحاب موسى) لتكون كل كلمة في مكانها الذي تصلح له دون سواه . والله أعلم . فما أروع البيان في آي القرآن ! أما موسى عليه السلام الذي امتلأ قلبه إيماناً ويقيناً بربه ، فقد استنكر مقولة قومه ، وعبر عما بداخله بقوله : (كلا إن معي ربي سيهدين) فكانت نجاته وقومه من فرعون طاغية مصر الذي أهلكه الله بالغرق ، ثم شاء أن يخرجه وينجيه ببدنه بعد موته ، ليرى الناس هذا الطاغية الذي نصب نفسه إلهاً عليهم واستعبدهم ، كيف أنه عجز عن إنقاذ نفسه من الغرق ، ليكون لمن خلفه آية . ولما كان التاريخ يعيد نفسه فإننا نهيب بشعبنا السوري البطل الذي ابتلي بأعتى طغاة العصر، ألا يتزعزع إيمانه بنصر الله لأنه مظلوم مقهور ، وعدوه ظالم متجبر متكبر متغطرس ، ومعه قوى الشر في العالم أجمع ، وحاشاه سبحانه أن ينصر الظالم ويخذل المظلوم ، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فكيف إذا كانت من صائم لا ترد دعوته ؟!
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(5) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية الخامسة : قال الله تعالى ![]() وقال سبحانه ![]() تثير الآيتان فينا أربعة قضايا أرجو أن يتسع صدركم لذكرها:
ثم أمر آخر استدعى التفريق بين الوصيتين ، وهو أن الوالدين في الأولى كانا كافرين ، بينما كانا في الثانية مؤمنين وبذا يتضح لكل منصف أن القرآن الكريم يختار ألفاظه بعناية فائقة إذ يضع في كل سياق اللفظ الذي يناسبه دون سواه . فما أروع البيان في آي القرآن ؟!
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(6) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية السادسة : قال الله تعالى : أ- (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل . إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم . ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لَمِن عزم الأمور ) الشورى/41-43 ب- (يا بُنَيَّ أقم الصلاة وامر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان/17 تثير فينا هذه الآيات أربع وقفات : 1-المظلوم من حقه أن يغضب ويدفع الظلم عن نفسه وينتصر لكرامته، حتى لا يستعذب الطغاة ظلم الناس وقهرهم إذا لم يجدوا إلا الخنوع والاستسلام . وهذا حق مشروع لا يماري فيه إلا الظلمة ومن وقف نفسه وعلمه لخدمتهم. (ولَمَن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل.) 2- وإذا كان لا بد من توجيه اللوم لأحد الطرفين، فيجب أن يتوجه إلى الظالم الجلاد،لا إلى المظلوم الضحية(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ) 3- إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا يستسيغه من أخذته العزة بالإثم بل يرفضه . لذا فهو قد يتخذ من ذلك ذريعة لظلمه وأذاه ، فليعلم من أخذ على نفسه العهد في الدعوة أن الأذى سيلحقه ، فليوطّن نفسه لاحتماله الصبر عليه، لأنه نتيجة حتمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 4- لكن لما كان هذا النوع من الصبر ، من أجل الدعوة وفي سبيلها ، يبدو عذباً مستساغاً، وكأنه لم يكن ، وكأنه بلا غريم لأن الداعية بأمره ونهيه هو الذي صنع هذا الغريم ، وقد حسب وتوقع لأذاه كل حساب ، وهو طامع بعظيم الثواب . لذا فإن هذا الصبر لن يكون صعباً على النفس كسابقه ، حين كان الظلم لمجرد الظلم ، أو لمجرد الانتقام لأحقاد دفينة وثارات مفتعلة موهومة . من أجل ذلك لم يكن التوكيد باللام مع هذا النوع من الصبر كسابقه بل كان (إن ذلك من عزم الأمور) ، وليس : لمن عزم الأمور، والله أعلم . وذلك لتتأكد حقيقة أن القرآن قد اختيرت ألفاظه بعناية فائقة، فكانت كل لفظة في مكانها الذي يناسبها دون سواه . فما أروع البيان في آي القرآن !
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(7) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية السابعة : قال الله تعالى : ( فإذا جاءت الصاخة . يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . ) عبس/33-37وقال سبحانه : ( يُبصَّرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومِئذ ببنيه . وصاحبته وأخيه . وفصيلته التي تؤويه . ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ) المعارج/11-14 إن ما يشد انتباهنا في سورة عبس أن المرء لشدة أهوال يوم القيامة يفر حتى من أمه وأبيه ، وفي الوقت نفسه والأهوال هي الأهوال نجد المجرم يود أن يفتدي نفسه من العذاب ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ، دون أن يقدم أمه وأباه ليفتدي بهما نفسه ، لأنه والله أعلم يعلم أن ذلك يسخط ربه ويغضبه ، لأن رضا الله في رضا الوالدين ، وهو في أمس الحاجة في هذا الموقف العصيب ، إلى استرضاء ربه واستعطافه ، فمع أنه المجرم إلا أنه تأدب مع والديه ، فلم يقدمهما فداء له من النار . فهل يليق بأبناء المسلمين أن يكونوا أقل أدباً وبراً بآبائهم من هذا المجرم ؟! اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(8) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية الثامنة : قال الله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) [آل عمران/103] عملاً بوصية ابن مسعود رضي الله عنه((احرثوا هذا القرآن)) أي فتشوه وثوّروه ، كما في النهاية لغريب الحديث والأثر، وغريب الحديث لابن الجوزي ، فإننا نجد أنفسنا مدفوعين لمعرفة سبب اختيار (واعتصموا) مكان وتمسكوا إذا كان معناهما واحداً ؟والجواب والله أعلم أن (واعتصموا) فيها أبعاد لغوية لا نجدها في :وتمسكوا . فالاعتصام : الإمساك ، ومنه سمي المعصم لإمساكه السوار. والاعتصام : الامتناع، لقوله تعالى):والله يعصمك من الناس) أي يمنعك . والاعتصام : الملازمة، ومنه قيل للقلادة :العصمة ، وللحناء: العُصم ، لملازمته الكف . وعلى هذا فيمكن القول:بأن الله حين أمرنا بالاعتصام بحبله ، كأنه أرادنا أن نعي هذه الأبعاد اللغوية في الاعتصام ، بمعنى أن على المعتصم أن يدرك بأن عليه أن يتمسك بدين الله ، وأن يعتقد بأن الله سيمنعه من عدوه ويحفظه ، كما أن عليه أن يفهم أن تمسكه بدين الله يجب أن يلازمه ولا يفارقه ، تحت أي ظرف إلا ما سمح به الشارع من الضرورات ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ، وبذا ندرك أن (واعتصموا) لا يمكن أن تحل محلها وتمسكوا ، لما حوته من الأبعاد اللغوية الهامة ، لتتأكد حقيقة أن القرآن قد اختيرت ألفاظ بعناية فائقة ، بحيث لا تغني كلمة عن غيرها في موضعها الذي اختارها الله فيه دون سواه . فما أروع البيان في آي القرآن ! أما عن قوله سبحانه(ولا تفرقوا )بعد(جميعاً)فهو لغرض نبيل قد يغيب عن بعضهم حين يظن أنه إذا تمسك المسلمون بدين الله جميعاً ولو كانوا متفرقين ، فإنه وحده كاف لتحقيق مطالب الأمة وتطلعاتها في نصرها وتمكينها ونيل حريتها وكرامتها ، لكن مجيء (ولا تفرقوا ) بعد (جميعاً) جعلنا ندرك أن تمسك المسلمين ولو كانوا جميعاً بدينهم غير كاف إلا إذا كان تمسكهم جميعاً وهم مجتمعون غير متفرقين . (جميعاً ولا تفرقوا) فكيف إذا كان مع الفرقة نزاع وخصومة نسأل الله السلامة ؟ عندها علينا ألا نعجب من الفشل وذهاب الريح(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) أسأل الله سبحانه وقد دخلنا في عشر المغفرة من رمضان، أن نغتنمها فرصة لنعمل بمنطوق (واعتصموا) بكل أبعادها ومراميها ، ليحقق الله لنا ما وعدنا من النصر والمنعة والتمكين ، إنه وحده دون سواه وليّ ذلك والقادر عليه . اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(9) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية التاسعة : قال الله تعالى ![]() لنا أربع وقفات مع هاتين الآيتين : 1-الله وحده هو الفعال المطلق ، فهو الذي ردّ الذين كفروا في غزوة الأحزاب دون قتال ، وهو الذي أنزل يهود بني قريظة من حصونهم أذلة ، وهو الذي ألقى الرعب في قلوبهم فمن سواه يستحق اللجوء إليه وقت المصائب والنكبات ؟! 2-نقض يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واصطفوا مع الأحزاب ، لتتأكد حقيقة أن ملة الكفر واحدة ، وأنها على استعداد أن تدوس كل المعاهدات والمواثيق بقدمها حين ترى فرصة سانحة لذلك ، فلا عجب إن رأينا اليوم تكالب الصهيونية والصليبية على الإسلام الناصع الساطع وأهله، ولو خالفوا كل الأعراف والمعاهدات. 3- معلوم أن إلقاء الرعب في قلوب بني قريظة سابق لنزولهم من صياصيهم ، لأن سبب النزول هو الرعب ، فلماذا كان هذا التقديم ؟ ذلك لأن سرور المؤمنين بنزولهم أعظم وإخبارهم به أهم ، والله أعلم . 4-تقدم المفعول (فريقاً) على فعله (تقتلون)للاهتمام بذكره ، لأن ذلك الفريق هم رجال القبيلة الذين بقتلهم يتم الاستيلاء على الأرض والأموال والأسرى ، بينما لم يقدم مع الأسرى، فكان على أصله (وتأسرون فريقاً) لأن الأسر مع هذا الفريق من الذراري والنساء هو الأهم ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم. 5- ولنا أن نلاحظ استخدام المضارع في حادثة ماضية، فبعد أن كان الحديث في الماضي ![]() ![]() فما أروع البيان في آي القرآن !
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() روائع قرآنية(10) د.محمود طباخ الرائعة القرآنية العاشرة : قال الله تعالى : (حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون . وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون .) [ فصلت/20، 21] لنا ثلاث وقفات مع هاتين الآيتين : 1-الضمير في (جاؤوها) يعود على جهنم ، ولا بد لكل عاقل فضلاً عن المؤمن أن يدرك بأن جهنم مسألة حتمية يوم القيامة ، لأنه لابد من معاقبة المجرمين المفسدين في الأرض بها، إذا لم يحاسبوا في الدنيا لحكمة يعلمها الله ، ليتحقق العدل الإلهي ، حتى إنه ليقاد من الشاة القرناء للشاة الجمّاء ، لذا وجب ألا يمر المؤمن على ذكر النار مرور الغافلين . 2- في يوم القيامة لا يجرؤ أحد مهما بلغت إساءته وبلغ مكره أن يخفي جرائمه ، لأن الله سيفضحه ، حين يجعل أعضاءه تنطق بالشهادة عليه رغماً عنه ، فليحسب الطغاة حسابهم لهذا الموقف ، وليعلموا أنه لا مكان لأي حجة لهم ما دامت أعضاؤهم هي التي ستنطق عن جرائمهم بما ارتكبت . 3- حين تشهد الأسماع والأبصار والجلود على أفعال المجرمين يوم القيامة ، فإنهم يتوجهون باللوم إلى جلودهم فقط مع أن أسماعهم وأبصارهم قد شهدت عليهم أيضاً ، فهل لذلك من دلالة ؟ نعم وكأن المجرم يعاتب جلده قائلاً :كيف شهدت عليّ ؟ مع أنك أنت الذي ستذوق العذاب دون سواك ، لأن فيك أعصاب الحس، التي بسببها يكون الإحساس بالألم، ولعل هذا هو السبب الذي من أجله يبدل الله جلود المعذبين في جهنم كلما تلفت ، ليستمر العذاب عليهم ولا يتوقف ، كما قال سبحانه (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً)[النساء/ 56]، لأن كلما تفيد الاستمرارية . وهذا الذي أشار إليه القرآن الكريم من وجود أعصاب الحس في الجلد كما أشارت إليه الآيتان هو ما تم اكتشافه حديثاً . فلله در القرآن ! ما أروع بيانه ! وما أعظم إعجازه !
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |