|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري العالم الإسلامي بحاجة إلى كفايات لمواكبة التفاعل الإيجابي في وسائل الاتصال الفقيه: ضعف المناعة لدى الشباب سببه التناقض بين المدارس الإسلامية الشريف: إنشاء قنوات فضائية باللغات الأجنبية هدفها التعريف بقيمنا للشعوب الأخرى عقبات: مؤسسات التكوين الإعلامي مطالبة بمواكبة التحولات التكنولوجية حظي المؤتمر العالمي الثاني (العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول) الذي عقدته الرابطة أخيرا بالعديد من البحوث المهمة في شتى المجالات، ومنها الإعلام وأثره في تحقيق التضامن الإسلامي، ومن هذه البحوث: (التحدي الإعلامي والثقافي) للدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي في الأردن، وبحث: (الثقافة والإعلام في العالم الإسلامي الواقع.. والتحديات) للدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات في مصر، وبحث (التضامن في مجال الدعوة والإعلام) للدكتور أحمد مطهر عقبات، مستشار جامعة صنعاء، عميد كلية الإعلام «سابقا» باليمن. ومن خلال ما قدمه الباحثون نعرض في هذا الملف رؤيتهم في أهمية الثقافة والإعلام والدعوة في تحقيق التضامن والتحصين مما يواجه بالأمة الإسلامية من معضلات.التحدي الإعلامي يؤكد الدكتور الصادق الفقيه بأن العالم الإسلامي يواجه اليوم تحديات من الداخل والخارج، والمشكلات الحرجة هي ما يشهده من توترات أساسية في ربوعه، ونحن حتى إذا تجاهلنا المواقف والانتقادات الأكثر شيوعا في جميع أنحاء العالم، بِعدِّها مضللة أو معادية فيجب علينا مواجهة الخلافات المؤدية لهذه التوترات داخل العالم الإسلامي بالشجاعة والحكمة والجماعية المطلوبة. وبالمعنى الجغرافي البسيط، كيف يتسنى للمسلمين البدء في التعامل مع مراكز الإسلام المتغيرة، أو ما يمكن بحثه من خلال الاختلافات المذهبية، ونزعة الفرق والطوائف المتنامية لتأسيس مراكزها الدينية، أو معاقل نفوذها خاصة؟ لقد مهد الغزو الإعلامي لتوطيد دعائم كثيرة من المفاهيم والأفكار والأنظمة في العالم الإسلامي، ويمكن القول ابتداء: إن الصحافة والإعلام أديا أدوارا في النكسات والهزائم المتتالية التي لحقت بمعظم الشعوب الإسلامية، وما زالت أجهزة الإعلام المتعددة توالي المخطط نفسه على شتى الجبهات. وإذا كانت الحضارة الغربية المعارصة لا تزال مسيطرة على الفعل العسكري والاقتصادي والسياسي، فإن الثقافات الكبرى الأخرى، مثل الثقافات الصينية والهندية والإفريقية، وكذلك العربية والإسلامية، مواجهة بمهمة صعبة هي إثبات قدرتها على الوجود والمشاركة في تقديم المعرفة في عالم يتعولم بسرعة فائقة، فالعلماء والفلاسفة والمتخصصون في كل من هذه الثقافات يتحملون مسؤولية تجاه الإنسانية، تتمثل في التفاعل الإيجابي والمشاركة البناءة في الفكر الإنساني، وفي بناء الحضارة الإنسانية، وما الثقافة هنا إلا حمالة معان مؤكدة لضرورات التكافؤ في العلاقات الإنسانية. وهذا التفاعل الإيجابي يفرض الانفتاح تجاه التقدم المعاصر في وسائل الاتصال، كما يفرض هضم هذه المعارف وطرائق التعامل معها وبها، ثم في النهاية تقديم تصورات أصيلة جديدة تسهم في تقدم العلاقات الإنسانية وتطورها عن طريقها. والثقافة الإسلامية هي بكل تأكيد واحدة من الآليات الكبرى، وتتحمل بصفتها هذه المسؤولية عن المشاركة الفاعلة في الاتصال الإنساني المعاصر، من خلال هذه السمات الأساسية للمشاركة، والانتفاح، والاستيعاب، والإبداع، إن إحدى القنوات الأساسية، في عالم اليوم للتواصل ما بين الشعوب دون شك، هو فضاء المعلوماتية، وعلى الثقافة الإسلامية، من خلال هذا الواقع، تحقيق المتطلبات الضرورية للمشاركة الإيجابية في عالم اليوم. أسباب الضعف ويرجع الفقيه حالة الضعف التي تعيشها المجتمعات الإسلامية والتخلف الحضاري والتراجع الثقافي إلى «الانبهار المتهافت بما أبدعته المدنية الغربية من مبتكرات علمية، وما حققته من منجزات تقنية هائلة، وما ترتب عليها من رفاهية اقتصادية، وتحسن في المستوى الصحي والمعاشي؛ الأمر الذي سهل للغزو الثقافي لمجتمعاتنا مهمة التشكيك في قدراتها الذاتية الكامنة على النهوض، وبناء حضارتها العصرية، وشجع النخب المحلية فيها على الجري وراء الغرب، وتقليده تقليدا أعمى، باستعارة نظم الحياة عندهم، واستنساخ نمط سلوكياتهم، حتى ولو لم تكن متوافقة مع خصوصيات تلك البلدان. وقد تسربت آثار الغزو الثقافي منذ آماد بعيدة، سبقت في بعض مظاهرها التجربة الاستعمارية التي مر بها العالم الإسلامي، وكان الاستشراق من بين أخطر أنواعها، بما كوَّنه من تحد واضح للمعرفة الإسلامية، بهدف قتل روح الأمة من خلال الإساءة إلى الإسلام، والتشكيك بقدسية نصوصه، ووصمه بالتخلف، فلا شك أن وسائل الغزو الثقافي في التربية والتعليم، من خلال إنشاء المدارس والجامعات الأجنبية في الوطن العربي والإسلامي، التي تعتمد التدريس باللغات الأجنبية، وإقصاء اللغة العربية من الاستخدام بقصد صياغة الأجيال كما يريدون، لم تكن أقل منه خطرًا في التأثير إن لم تفقه. بيد أن الغزو الثقافي من خلال الفضاء الإعلامي المفتوح في كل الاتجاهات، هو من أشد أساليب الاختراق خطرًا من خلال ما يتيحه من إمكانيات تقنية في بث القيم والسلوكيات الغربية، في برامج مُعَدَّة بعناية فائقة، لكي تحظى بتأثير قوي في الرأي العام في تلك البلدان؛ لسهولة وصولها إلى كل بيت، وما يعنيه هذا النهج الخطير منعبث بقيم الجيل. وأخطر ما يضعف المناعة في حاضرنا، ولاسيما عند الشباب، فضلاً عن رسائل الإعلام الغربي وبرامج الواقع الغربي المعربة، هو هذا التنازع الإعلامي الفضائي العربي والإسلامي المحموم، وفوضى الفتاوى، والشعوذة ونشر الأباطيل، واستسهال التكفير الذي يبلبل الأفكار، ويظهر التناقضات والخلافات بين المدارس الإسلامية، واختلاف الروايات، وتعارض الحجج وجميعه على الهواء مباشرة، ويبث كله بلسان عربي مبين، يشوش العقل ويخلخل القناعات. مخاطر العولمة وعن الكيفية التي يجب أن نواجه بها التحدي الثقافي يبين دكتور الفقيه بأنها تبدأ بتفعيل أدوار مؤسساتنا الإعلامية، وربط أدائها بحاجات الجمهور المستهدف في المجتمعات الإسلامية ومعالجة قضاياه، وإشباع رغباته الثقافية والتعليمية والتنويرية، وحتى الترفيهية والترويحية، مع ضرورة توعية المجتمعات الإسلامية وتنبيهها لخطورة هذا الغزو، والتشديد على التربية الإسلامية الصحيحة، وإيجاد العالم الإسلامي بديلا يمتلك وسائل التقنية الحديثة المتطورة ويتأهل بالاحترافية والمهنية العالية، ويكون قادرا على التنافسية في فضاء مزدحم بالخيارات. ولا يخفى على المتابعين الجادين أن أخلاق المجتمع الإسلامية وقيمه وعاداته تتعرض لهجمة شرسة عبر المواد الإعلامية والإعلانية، التي تبث عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وكل مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، وهو في حقيقته غزو منظم غير أن بعض أبناء المسلمين لا يعلم حقيقة هذا الغزو ولا يشعر به أصلا. وفي ضوء ما تقدم، فإن الأمر يتطلب الانتباه الدائم إلى مخاطر العولمة، وفضح أساليب التغريب والغزو الثقافي، والعمل على حماية الأمة من مخاطره، من خلال ترسيخ ثوابت الخصوصيات المحلية، ومحاربة محاولات طمس معالمها بالمسخ، حفاظا على الهوية، وتلافيا للتفريط في مقومات الوجود؛ بحيث يأتي هذا النهج في مقدمة الأولويات الوطنية، بمغادرة نهج التبعية من دون تردد، واعتماد نموذج الطريق المستقل للتنمية، بالنهج الذي يقلص من الفجوة القائمة بين الغرب والبلدان النامية على تجاوز هواجس التهيب من الانخراط في ثورة الاتصال والمعلوماتية، خوفا من تداعياتها المحتملة على الهوية الوطنية. التحدي الثقافي ومن جانبه يرى الدكتور سامي الشريف بأننا نعيش في عصر يتطلع فيه العالم إلى البلاد الإسلامية بوصفها قوة مستقبلية؛ مما يجعل الدعوة الإسلامية مطلبا إنسانيا حضاريا يفرض علينا -نحن المسلمين- مهمة نشر الإسلام ودعمه وتعزيزه وإحياء مبادئه في المناطق التي غزتها عقائد وتيارات أخرى في العصور المظلمة، كما أن من واجب المسلمين التعريف بمدلول الإسلام الصحيح المطابق لتطورات العصر، ودعوة الناس إليه بالحسنى ليتبينوا ما فيه من قيم ومبادئ ونظم تصلح لكل زمان ومكان. ومن هنا كانت الهجمة الشرسة لقوى الغرب على الإسلام والمسلمين في شتى المجالات، وواجه عالمنا الإسلامي تحديات ضخمة في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، بهدف تحجيم إمكانياته والحد من قدرته على اللحاق بركب الحضارة المعاصرة. وإذا كانت هذه التحديات تمثل أخطارا محدقة يجب الاستعداد لمواجهتها؛ فإن التحديات الثقافية والإعلامية تأتي في مقدمتها وربما تكون أكثرها خطورة وتأثيرًا. ولا يمكننا القول إن تلك التحديات تقتصر على ما يتهدد عالمنا الإسلامي من الخارج فحسب، ذلك أن واقع الثقافة والإعلام في مجتمعاتنا الإسلامية ليس في أفضل أحواله، بل ربما يكون عاملا مساعدا ودافعا لنجاح التهديدات الخارجية في تحقيق أهدافها. اعداد: عبدالله الشيعاني
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (2) دعم الحرية المهنية التي يتمتع بها العاملون في مجال البث الفضائي حتى ينهضوا للقيام بمسؤولياتهم الإعلامية الإعلام الإسلامي المعاصر يرتكز على أسس مهنية مرسومة ومحددة في أخلاقيات العمل الصحفي في طرائق استقاء المعلومة وتناولها إن متطلبات العصر وما تقتضيه من معرفة وإتقان ومهارة، تحتاج إلى تعاون بين الدول الإسلامية التنسيق وضروراته: وعن التنسيق بين السياسات الثقافية والإعلامية يؤكد الشريف بأنه ما يزال هدفا، طالما سعى إليه المخلصون من أبناء الأمة الإسلامية. وعلى كثرة ما أنشئ من منظمات ومؤسسات، وعلى كثرة ما عقد من اجتماعات ومؤتمرات، وما صدر عنها من قرارات وتوصيات، فإن ما تحقق على أرض الواقع في هذا المجال ربما لا يساوي حجم ما أنفق من أموال لإنشاء تلك المنظمات والمؤسسات، وإقامة تلك الاجتماعات والمؤتمرات. ومع دخول المنطقة عصر الفضاء، وامتلاكها للتقنيات الحديثة في مجال الاتصال والمعلومات، وما تتعرض له المنطقة من تحديات على المستويين الداخلي والخارجي، برزت الحاجة الملحة إلى ضرورة السعي إلى إيجاد تنسيق إسلامي في مجالات الثقافة والإعلام. ولا شك أن تطوير المضمون الثقافي والبرامجي للقنوات الفضائية العربية رهن بتجاوزها لمفهوم كونها أجهزة إعلام تمثل الدول التي تصدر عنها، إلى كونها الجهاز العصبي للثقافة العربية التي يمكن للمواطنين العرب التجاوب معها، والتحصن خلفها لمواجهة التحديات السياسية والثقافية التي تحيط بهم.ولست مع أولئك المغرقين في التفاؤل بصدد التنسيق بين القنوات العربية إلى الدرجة التي قد تصل ببعضهم إلى تصور إمكانية ذوبان تلك القنوات في بعضها دفاعا عن الهوية والثقافة العربية، أو توحيد الرؤى والاتجاهات في تلك القنوات إلى حد التطابق الكامل، بل إن المطالبة بإنشاء «قناة عربية موحدة» للتعبير عن الثقافة العربية أراه اتجاها سوف يلقى معارضة شديدة من جانب القنوات الفضائية العربية. ومن هنا فإن كل ما يمكن أن نسعى إليه، في ظل تلك الاعتبارات، هو إيجاد الحد الأدنى من التنسيق بين القنوات الفضائية، وخلق المجالات التي يمكن أن تشهد تنسيقا وتكاملا فاعلا بين تلك القنوات الفضائية، وخلق المجالات التي يمكن أن تشهد تنسيقا وتكاملا وتفاعلا بين القنوات، بعيدا عن المحاذير السياسية ومناطق الخلاف الفكرية والأيديولوجية والعقائدية. ويطرح الدكتور الشريف بعض المقترحات التي يرى أنها نوافذ لتحقيق مثل هذا التعاون والتنسيق؛ فالقنوات الفضائية مدعوة إلى حمل جزء من مسؤولية بناء الشخصية العربية، وتحصينها ضد محاولات الغزو الثقافي، وتهديد الهوية الثقافية للشعوب العربية، وذلك بتقديم برامج ومواد تسهم في إرساء قواعد هذا البناء بالقدر الذي لا يصطدم بأهداف تلك القنوات وتوجهاتها، كما أن القنوات الفضائية العربية ينبغي عليها مراعاة الاتساق والتكامل بين ما تقدمه من مواد وبرامج، وما تدعو إليه من قيم وأفكار مع ما تتضمنه برامج المؤسسات الثقافية والتربوية والدينية الأخرى في المجتمعات العربية، حتى نتمكن - في النهاية - من خلق شخصية سوية منسقة مع نفسها ومع مجتمعها، كما أن القنوات الفضائية مدعوة لأن تكون منابر تحمل الثقافة الإسلامية، وتنهل من معين التراث الإسلامي لتحقيق التقارب، وهذا مجال متسع يتيح لهذه القنوات فرصا عظيمة لتطوير إنتاجها البرامجي، وتحقيق التميز على القنوات الأخرى، كما أن القنوات الفضائية مدعوة إلى الإسهام في التصدي للمشكلات الحيوية الرئيسة التي تعيق عمليات التنمية في المجتمعات العربية، وعلى رأسها مشكلة الأمية؛ فالعار كل العار أن يدخل عالمنا العربي إلى القرن الحادي والعشرين وأكثر من نصف أبنائه أميون، ولا يشفع لنا هنا ما نملكه من أقمار صناعية، ولا ما نطلقه من قنوات فضائية! ويجب تشجيع القنوات الفضائية على الاهتمام بمشاريع الإنتاج التلفزيوني المشترك، بهدف إنعاش صناعة البرامج التلفزيونية على المستوى العربي، وتحقيق التكامل والتعاون في هذا المجال؛ ولعل من أهم الموضوعات القابلة للإنتاج البرامجي المشترك «الأفلام التسجيلية والوثائقية، وبرامج الأطفال، والبرامج الثقافية، وبرامج الندوات والمناقشات التي تتناول موضوعات وقضايا تهم المواطنين في شتى المجالات»، والتأكيد على ضرورة الإسراع في إصدار ميثاق شرف إعلامي تلتزم به كل القنوات الفضائية يتضمن: - دعم الحرية المهنية التي يتمتع بها العاملون في مجال البث الفضائي حتى ينهضوا للقيام بمسؤولياتهم الإعلامية على أكمل وجه. - ضمان الحصول على إعلام موضوعي متوازن يخدم الأهداف العليا للأمة. - احترام الخصوصية الثقافية لكل دولة، والالتزام بعدم تقديم ما يسيء لشعب أو عرق، أو يثير نعرات شعوبية تؤدي إلى المساس باستقرار الأوضاع السياسية والاجتماعية في الدول الإسلامية. - التزام القنوات الفضائية بأداء حقوق التأليف والإبداع للمصنفات الفنية والبرامجية التي تقدمها، وسن تشريعات تجرم عمليات السطو والقرصنة في هذا المجال. وضرورة السعي إلى إنشاء قنوات فضائية إسلامية تبث إرسالها باللغات الأجنبية يكون هدفها التعريف بثقافتنا وحضارتنا وقيمنا لدى الشعوب الأخرى؛ ولعل هذا هو السبيل الأمثل للتصدي للقنوات القضائية الأجنبية، والرد الحقيقي على ما تقدمه وسائل الإعلام الأجنبية من تشويه للشخصية والثقافة الإسلامية. وإلى أن يتم ذلك فعلى القنوات الفضائية العربية الحالية العمل على إذاعة ترجمة باللغات الأجنبية لبعض البرامج ذات الصبغة الثقافية والحضارية، ليستطيع المشاهدون غير الناطقين بالعربية، وأبناء الجيل الثاني للمغتربين العرب من متابعتها، ويذكر في هذا المجال أنه لا يجب أن نغفل تجربة بعض القنوات العربية الحكومية ودورها في أداء هذه المهمة عبر بث برامجها باللغات الأجنبية بما يمثل تجارب رائدة في مجال مخاطبة غير الناطقين بالعربية. التحدي الدعوي ويرى الدكتور أحمد مطهر عقبات بأنه ثمة تحديات تتعلق بالجانب الدعوي؛ فعلى الداعي إلى الله أن يعي واقع الحياة المعيشية والفكرية والعادات والتقاليد المتفاوتة في كل دولة، وأن يراعي الأعراف الاجتماعية المتبعة ويحترمها، ويدرس أساليب التعامل مع الناس وفق طبائعهم واستيعاب ما يحبونه وما يبغضونه، ودراسة أوضاع الناس واتجاهاتهم ورغباتهم وميولهم والأسلوب الأمثل في كسب ثقتهم واللغة المفضلة لديهم للتحدث بها، هذه مداخل مهمة للتعرف على الوسط الاجتماعي المرشح لمكان النشاط وبيئته التي ستسهل اختيار الأسلوب الأمثل للتواصل بثقة وليونة، ولاسيما في حال ممانعة بعضهم. ويتجسد دور الإعلام الإسلامي في التضامن والوحدة في تعزيز التوعية بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه، وشرح المتغيرات والتحولات الدولية التي تسببت في فتور العلاقة والتضامن بين المسلمين، وكشف الافتراءات الظاهرة وتحليلها والتبصير بسبل دحضها وتجنيب الشبهات عنها، ويساعد في هذا الإطار لقاء علماء المسلمين وكبار الدعاة لتدوال المواضيع المطروحة وتبادل الآراء والتنسيق حولها واستنباط الخبرات المفضلة في كيفية الإعداد السليم للرسائل الإعلامية الإسلامية بما يتماشى ومتطلبات العصر، والنظر في تقوية وسائل حديثة مؤثرة للدعوة وتجديدها ونقلها بطريقة تلفت انتباه المستقبل وتنال ثقته. والإعلام الإسلامي المعاصر يرتكز على أسس مهنية مرسومة ومحددة في أخلاقات العمل الصحفي في طرائق استقاء المعلومة وتناولها بدقة وموضوعية وصدق وأمانة. والإعلامي في البرامج الدينية كالصحفي في وسائل الإعلام الجماهيرية؛ عليه أن يتابع الأحداث من مكان وقوعها بمصداقية وسرعة؛ لأن المتلقي للأخبار ينظر إلى محتواها بعين الصحفي الراوي لها، وهذا يعني أن الإعلام الإسلامي قادر على تقديم بديل أفضل للجمهور المسلم من أية وسيلة إعلامية أخرى، ويصبح مصدرا جيدا لها إذا تمكن من المتابعة المستمرة للأحداث الساخنة من مسارح وقوعها، وهذه الميزة تكمن في أهمية بلورة الفكرة وسرد الأحداث وروايتها بنظرة ذات مرجعية أصيلة تترك أثرها المطلوب. ثانيا: استيعاب طبيعة الخطاب الإعلامي ومكونات الأنواع التكنولوجية والفنية والأبعاد الظاهرة والمخفية في التعبير اللفظي والصوري، وبمعنى آخر: فهم فنون العمل الأعلامي وقدرة استيعابه بشقيه اللفظي والصوري (السمع بصري)؛ وذلك لأهمية التعامل مع الوافد الإعلامي بقراءة ما بين السطور والأبعاد المعرفية لمحتويات الصورة واللوحة المرئية المعروضة لتتبع الأهداف في بثها، والوقت نفسه حسن استخدام أدوات الإنتاج الحديثة في بث المادة الإعلامية بكفاءة عالية. وهذا يعني أن استراتيجية الإعلام الإسلامي المعاصر تقتضي التعامل مع كل جديد يساعد في تحميل الخطاب المعاني المستوحاة من روح الدعوة الإسلامية المتعاملة مع لغة العصر ووسائل الإنتاج الإعلامي الجديد وأدواته بطريقة معبرة وجذابة ومقبولة من شرائح المجتمع المختلفة. لقد تجلت الرؤى والإشكالات الكامنة في الإعلام الجديد للممارسات التي فتحت الباب أمام الباحثين المتخصصين في الإعلام المرئي، بتركيز شديد على طبيعة التقنيات الحديثة ووظائفها وخدماتها اللامحدودة في الجانب التربوي سلبا وإيجابا، وبحسب المبتغى من عملية التكوين والعرض وتقبل الجمهور وتقييمه ورد الفعل المنتظر في العمق المعرفي والسلوكي. التحولات المتلاحقة يمثل العمل الإعلامي الذي ينبغي أن يستوعبه الداعية أثناء تواصله عبر وسائل الإعلام المتاحة عند الدكتور عقبات سلسلة حلقات مترابطة لإنجاز وجبة إعلامية توعوية تلبي طموح المستقبل، ابتداء بالتدريب، مرورا بتنفيذ العمل المقروء والمسموع والمرئي، انتهاء بتقييم الأداء وتحقيق أهدافه بمشاركة أفراد من ذوي المؤهلات والتخصصات الإعلامية الصحفية والفنية السمعية والبصرية التي تُكَوِّن فريق عمل يوكل إليه إعداد البرامج الإعلامية، ولاسيما الإذاعية والتلفزيونية منها. كما أن التدريب بمختلف أنواعه هو السبيل الأمثل لاستيعاب قواعد الأداء المهني وأصوله، ولاسيما في تلك الأعمال التي تتطلب قدرا وافيا من المعرفة الفكرية باستخدام الآلة لإنجاز الأعمال بالصورة السليمة، ومنها الحقل الإعلامي الذي يربط معرفيا ومهنيا بين نظريات مفردات المناهج التخصصية وتزامن التطبيق العملي، لتأكيد اكتساب الخبرة باستخدام الأجهزة والأدوات المساعدة، ولاسيما السمعية والبصرية منها. إن التطور العلمي المتواصل لأدوات الإنتاج الاتصالية وتقدم صناعة الأجهزة والمعدات الإنتاجية - من كاميرات رقمية حديثة وميكرفونات متعددة الوظائف ومازجات سمعية وبصرية بمؤثرات متنوعة والحاسبات والأدوات التي تسهم في اكتمال الرسوم والصور الطبيعية والمفترضة وفق رؤية المخرج والسيناريو المقترح - يحتاج إلى معرفة طرائق التشغيل وتكوين العمل الصحفي والفني بالصورة التي تتناسب مع كل حالة؛ لأن الأشكال التعبيرية في الإعلام المرئي (مثلا) تحتل مكانة مهمة في تقديم البرامج الوثائقية والدرامية والفنية والاستعراضية كافة، باستخدام الصورة وومشتقاتها، والوسائط البصرية المتعددة الأغراض، وإمكانات الاستديوهات من إضاءة وديكور وإكسسوار وماكياج وملابس وأجهزة إليكترونية تقليدية وحديثة. ومن هنا يتضح أن إنتاج المواد الإعلامية يشارك فيه فريق إعلامي وفني، وتتعاظم الحاجة دوريا إلى التدريب في التخصص الدقيق بجرعات تتعرف على آخر المستجدات في عالم الاتصال تكنولوجيا معرفيا، نظريا وتطبيقا، من أجل الغوص في أعماق المادة المستهدفة وتقصي أسرار استيعابها وتنفيذ الأعمال المناطة بها، لتكوين وجبة إعلامية مقبولة بمساعدة المدربين من ذوي الكفاءة الإعلامية المهنية والأكاديمية والخبرات المتميزة. وفي ظروف ممارسة هذه المهن برأي المتابعين، أصبحت لمؤسسات التكوين المستمر أهمية خاصة لتمكين المهنيين من التأقلم مع هذه التحولات، وأصبح لزاما على الصحفي أن يتعلم مهارات حديثة لم يكن مطالبا بها في الماضي. كما أن مؤسسات التكوين الإعلامي أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمواكبة هذه التحولات التكنولوجية، حتى يجيد الطالب التعامل مع الأجهزة المعلوماتية، ويتعلم الاستغلال الأفضل للإنترنت في الوصول إلى المعلومات والتراسل الإلكتروني، وكذا يتدرب الطالب على مختلف البرمجيات الخاصة بالمعالجة الآلية أو السمعية البصرية، وبالتركيب الرقمي للبرامج الإذاعية التي أصبحت مادة للتدريس، وهي أيضا محور رئيس من محاور البحث الأكاديمي. تأهيل الدعاة إن متطلبات العصر وما تقتضيه من معرفة وإتقان ومهارة، تحتاج إلى تعاون بين الدول الإسلامية في مجال تدريب الدعاة والقائمين على برامج الإعلام الإسلامي وتأهيلهم، نظرا للعلاقة الديناميكية المهنية بين الداعي المقدم للمادة في الموضوع المستهدف، وبين بقية أعضاء الإنتاج الإعلامي وبحسب متطلبات المرحلة، ويمكن هنا اقتراح بعض الجوانب المفيدة في هذا المضمار كما يلي: - ملامسة واقع الإعلام الإسلامي وتقييمه بحثيا بمشاركة متخصصين مهنيين من الكفاءات الأكاديمية، ومن المجربين والمشهود لهم بالمشاركة الناجحة في طاقم الإنتاج الإعلامي، ومتابعة سير العملية الإنتاجية بطرائق علمية سليمة، واستغلال أمثل للإعلام الجديد، وأدوات الإنتاج الحديثة في عملية التكوين الذي حقق نجاحات مضطردة ولاقت قبولا لدى شرائح المجتمع المختلفة. - استنباط جوانب القوة والضعف في الإنتاج البرامجي الإسلامي لتعزيز الإيجابيات واكتشاف جوانب الضعف التي تحتاج إلى تدريب وتطوير وتحديث ومهارة أداء. - الاستفادة من برامج التدريب العملي في مؤسسات التعليم أو التدريب الإعلامي التي تزخر بكفاية علمية ومهنية لأعضاء هيئة التدريس والبرامج والمناهج الحديثة واستخدام أدوات الإنتاج المتطورة. - توفير مكتبة إعلامية ورقية وإلكترونية تحوي الكتب والأبحاث والدراسات الحديثة العلمية والمحكمة، للاستفادة من المحتوى المرتبط بتطوير الأداء الإعلامي في الدول الإسلامية. - تبادل الزيارات الميدانية لمعاهد التدريب الإعلامي وكليات الإعلام واستوديوهات الإنتاج الإعلامي الحديثة، في الدول ذات الخبرات والتجارب المعروفة لتتبع طرائق الإفادة منها. - التواصل المستمر مع مراكز الدراسات والبحوث الإعلامية في كل العالم للاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة من أي معلومات يمكن تطويعها لتطوير الإعلام الإسلامي. - مشاركة الجمعيات الدولية الإعلامية المتخصصة نشاطاتها ومؤتمراتها وحلقات نقاشاتها البحثية لاستنباط ما يلائم تطوير الإعلام الإسلامي. وبصفة عامة فإن وضع استراتيجية للإعلام الإسلامي المعاصر تحتاج إلى استيعاب حقيقي للتطورات المتلاحقة لتكنولوجيا الاتصال، وممارسة أداء إعلامي تمكن الدعاة ومقدمي البرامج من استغلال أمثل لأدوات الإنتاج الحديثة بمؤثراتها السمعية والبصرية، لإبراز الوجبة الإعلامية الموجهة بقدر عال من الموضوعية والتأثير والإقناع، وتحقيق الأهداف الموضوعة في الاستراتيجية العامة المدرجة في السياسة الإعلامية، ولعل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات واعتماد الكفاءات في التدريب، سيساعد في تأهيل الدعاة لمواجهة متطلبات العصر والتبصير بالأساليب الناجعة لبث ثقافة تضامنية أكثر فاعلية وفق البرامج المقترحة في هذا الشأن. اعداد: عبدالله الشيعاني
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |