|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أولادنا وإدمان الألعاب الإلكترونية عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنَعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله: الألعاب الإلكترونية هي إحدى الظواهر المنتشرة بين الشباب والفتيات في هذا العصر، وقد جاءت نتيجة انتشار الأجهزة الإلكترونية، وزيادة التواصل الاجتماعي، وما فيها من التنافس والمتعة، حتى أصبحت من روتين الشباب اليومي. تقول إحدى الأمهات: عند رجوع ابني من المدرسة يركض مسرعًا إلى غرفته، وقبل أن يُغيِّر ملابسه، يجلس على أريكته ممسكًا بجهازه اللوحي، مستمتعًا بلعبته الإلكترونية، منعزلًا عنا ويستمر بالساعات الطوال حتى يخلد إلى النوم، متكاسلًا عن صلاته وطعامه وجلوسه معنا، تعبِت من حالته، ماذا أفعل معه؟ أيها المسلمون، إذا رأيت ابنك يقوم بمثل هذه السلوكيات، فاعلم أنه دخل مرحلة الإدمان على الألعاب الإلكترونية، ومن ظواهر الإدمان عليها: التفكير فيها طوال اليوم، والشعور بالسوء والألم عند بُعده عنها، وترك النشاطات الأخرى، وعدم رغبته في التواصل مع الآخرين، والعصبية الشديدة وفقدان التركيز. وللإدمان – يا عباد الله - أسباب متعددة؛ منها: ضعف تواصل الوالدين مع أولادهما، وانشغالهما بأنفسهما وأعمالهما عن تربية الأولاد، وشعور الفتى والفتاة بالفراغ وسده بالألعاب، وقلة الأنشطة والبرامج الترفيهية في البيت وخارجه، والشعور بالسعادة والإنجاز وتحقيق الذات عند الفوز، والرغبة بالهروب من الواقع المحيط بالمراهق، ونسيان المشاكل والضغوطات. ولعلاج إدمان الألعاب والأجهزة الإلكترونية، أنصح المربِّين بالآتي: أولًا: اشغل وقت فراغ أولادك بما ينفعهم؛ مثل: المسابقات الشرعية، وحفظ القرآن والسنة، والبرامج الثقافية والرياضية، والخروج للنزه والرحلات. ثانيًا: ضَع قوانينَ أُسرية تحكم البيت؛ مثل: المحافظة على الصلوات، وأوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية والمذاكرة، وغيرها. ثالثًا: تقرَّب من ابنك أكثر، وحاول معرفة آلامه ومشاكله، وهواياته وقدراته، وكن صديقًا وقريبًا ومحبًّا له، وساعده على استغلال مواهبه وقدراته. رابعًا: لا تستخدم العنف والصراخ، والضرب والحرمان لتغيير سلوكياته، بل اتبع الأساليب التربوية، واستشِر المتخصصين ليساعدوك على تخطي مثل هذه المشكلة. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيِّه، وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لَغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فإذا أردنا مساعدة أولادنا في استغلال أوقاتهم بما ينفعهم، علينا توفير البدائل المفيدة من الألعاب الحركية والتربوية، وألعاب الذكاء، وتجنب شراء أو تحميل الألعاب العنيفة، أو المدمِّرة للأخلاق، أو القاتلة، مع الحرص على ألَّا تكون أجهزة الألعاب داخل غرفة النوم، وتأكد دائمًا من إغلاق جهاز الإنترنت، خاصة وقت النوم، وأوقات المذاكرة. أيها المسلمون، علينا أن نتحدث معهم عن الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية، وأن نحرص على زيارة المؤسسات والمستشارين المتخصصين، حتى يسمعوا منهم آثارها السلبية على الفرد والمجتمع. أخيرًا، أرسِل له المقاطع التوجيهية التي تنتجها وزارة الصحة والداخلية والأمن السيبراني، ودعْهُ يرَ بنفسه الآثار المترتبة على الشخص، وعلى المجتمع والوطن. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |