|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية ممارسة الهوايات عند الشباب عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنَعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله: يعيش الإنسان عشراتِ السنين وهو لا يعرف حقيقةَ ذاته بوضوحٍ، ولو عرف إمكاناتِه وهواياتِه، وقدراتِه واهتماماتِه، لَتغيرت حياته، وزالت عنه كثير من المصاعب، وزادت فرصته في الإبداع. ومعنى الهواية هي استعداد الإنسان لبذل أقصى جهدٍ نحو عمل أو نشاط معين، والاستمرار فيه لأطول فترة ممكنة بحبٍّ وشغفٍ. جاء في صحيح الترمذي، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ((أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتابَ يهود، قال: إني والله ما آمَن يهود على كتابي، قال: فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود، كتبتُ إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم))؛ ففي الحديث اكتشاف الرسول صلى الله عليه وسلم لمهارة زيد وقدراته واهتماماته، استثمرها وطوَّرها بما ينفعه وينفع المجتمع. أيها المسلمون، تقول إحدى الأمهات: ابني يبلغ من العمر أربع عشرة سنة، يعيش في فراغ كبير، بين ألعاب السوني والأجهزة الإلكترونية، وبين النوم وضياع الأوقات، أنا ووالده نريد اكتشاف اهتماماته وهواياته؛ حتى ننمِّيها لديه ونهتم بها، لكننا نجهل الطريق. يا عباد الله، يمارس الشباب والفتيات هوايات كثيرة، منها ما يكون ظاهرًا للأسرة، ومنها ما يكون خفيًّا ويحتاج إلى اكتشاف، وتختلف الهوايات من جيل إلى آخر، فما كان مناسبًا لجيل الآباء اختلف كليًّا عن جيل الأبناء؛ لذا كان على الآباء والمربِّين الاهتمام بميول وهوايات الشباب والفتيات، واكتشافها، ثم تطويرها؛ لأنها تساعد في النمو الجسماني والنفسي، والعاطفي والعقلي، ومن فوائد الهوايات عند الشباب: أولًا: القدرة على مواجهة التوتر والقلق والاكتئاب؛ حيث إن بعض الأنشطة الترفيهية والرياضية تمد الشاب بمشاعرَ إيجابية للتعامل معها؛ مثل: ممارسة السباحة والرسم والمشي. ثانيًا: تتطلب بعض الاهتمامات تحديدَ أهداف ومتابعة في التقدم؛ مثل: حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لذا عند الانتهاء منها يشعر الشباب والفتيات بالإنجاز مما يحفزهم للتقدم. ثالثًا: بعض الاهتمامات والهوايات طريق لإشباع الرغبة المكبوتة عند الشباب؛ مثل: لعبة الكاراتيه؛ ففيها تنفيس عن الرغبات العدوانية، وفيها الدفاع عن النفس ضد المتنمرين. رابعًا: الهوايات تعطي فرصةً لإشباع رغبة التملك، خاصة عندما تكون الهواية لها آلة معينة لممارستها؛ مثل: هواية الدراجة، أو كرة القدم، أو مضارب التنس، هنا نجد الشاب حريصًا جدًّا عليها وعلى عدم تلفها. خامسًا: الهوايات والاهتمامات تزيد من فرصة الاندماج الاجتماعي، ومن التعرف على الأصدقاء؛ لأن معظم الألعاب الجماعية لا بد من ممارستها مع الآخرين. سادسًا: الالتزام بالقوانين، وكبت جماح النفس عند الفوز والخسارة؛ لأن الالتزام بالقوانين يساعد الشاب على تشكيل شخصيته، واحترام حقوق الآخرين. يا عباد الله، ولكي ننجح كآباء وأمهات ومربِّين في اكتشاف وتطوير ميول واهتمامات الشباب والفتيات؛ علينا بالآتي: • عدم فرض اهتمام أو هواية على الشاب هو لا يرغب فيها، وإنما توجيه نظره لبعض الاهتمامات المفيدة لنفسه وجسده، مع ذكر السلبيات والإيجابيات. • توفير الأجهزة والمكان المناسب لممارسة هواياته، مع وضع خطة زمنية تراعي الصلوات والدراسة، ومتطلبات الأسرة، وممارسة الهواية. • تحذيره من الهوايات المدمِّرة لشخصيته ودينه ومجتمعه؛ مثل: الألعاب الإلكترونية القاتلة، أو التفحيط بالسيارات. • التحاقه بمراكز آمنة ومرخَّصة من الدولة، وتعريفه ببعض الأصدقاء الصالحين والناجحين؛ حتى يُعينوه على ممارسة هواياته في أمن وطمأنينة. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيِّه، وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لَغفور رحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فعلينا تعريف الشباب بأهمية وخطورة الهوايات التي يمارسها، والحذر من المغامرات المتهورة؛ مثل: تربية الحيوانات، أو الدفاع عن النفس، ومعرفة الضوابط المناسبة لها، وعلينا تحذيره من أصحاب السوء؛ لأن بعض الهوايات تتطلب الاختلاط مع ممارسي الهواية والتواصل، والسهر والسفر معهم، مهما كانت أخلاقهم. أيها المسلمون، علينا أن نحترم الشابَّ وهواياته واهتماماته، وعلينا مناقشته والحوار معه عنها؛ لأنها ستكون فرصةً للتعرف على شخصيته، وبناء القيم والأخلاق فيه، ثم الاستعانة بمختص ليساعدنا في تطوير واكتشاف وتحديد الهوايات والاهتمامات عند أولادنا، وآلية تطويرها. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |