|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ميتٌ يمشي على الأرض! منصور بن محمد المقرن بعد أن تحدث معه وقتاً عن التضليل والتجهيل الإعلامي، سأله: ما اسمك؟ قال: ماجد. فقال له: ما شاء الله! ما أكثر العظماء الذين يُسمّون بـ "ماجد"!. فرح بكلامه وقال: مِثل مَن؟ قال: مثل "ماجد عبدالباقي" وهو من أشهر مفسري القرآن، وكذلك "ماجد أبو الوفاء" من كبار علماء الحديث. فانفرجت أساريره وفرح أكثر، وقال: ومثل مَن أيضاً؟. قال: ومثل اللاعب والمهاجم الخطير "ماجد حسن". فأوقفه مستغرباً وقال: لحظة! لا يوجد لاعب اسمه "ماجد حسن"، أنا أعرف اللاعبين جيداً، حتى القدامى!. ابتسم صاحبنا وردّ قائلاً: صحيح، ولا يوجد كذلك عالِمان بالاسمين اللذين ذكرتُ لك، لكن أردتُ أن أعطيك مثالاً حيًّا على موضوعنا، وكيف يمكن تمرير معلومات مغلوطة على الناس متى ما جهلوا ما تتحدث عنه. عندما ابتعد كثير من المسلمين عن تلقي العلم من مصادره الموثوقة، استغل المفسدون جهلهم بدينهم وتاريخهم، وحقيقةِ الأحداث من حولهم؛ فأغرقوهم بسيلٍ جارفٍ من المعلومات المضللة والمغلوطة، فغيّروا أفكارهم، ومواقفهم، وسلوكهم. فمن ذلك: قالوا لهم: إن الدين في المسجد فقط. ولأنهم لا يعلمون ولا يقرؤون، صدّقوا، فلم يُحكِّموا الدين في أنفسهم وبيوتهم. وقالوا لهم: إن كثيراً من المحرمات جائزة، لكن حرّمها المتشددون. ولأنهم لا يعلمون ولا يقرؤون، صدّقوا، فارتكبوا المحرمات. وقالوا لهم: إن الدين للجميع، ويعرف أحكامه الجميع، فلا نحتاج إلى علماء. ولأنهم لا يعلمون ولا يقرؤون، صدّقوا، فأخذوا الفتاوى من كل أحدٍ إلا العلماء. وقالوا لهم: إن هؤلاء أعداؤنا، وهؤلاء أصدقاؤنا. ولأنهم لا يعلمون ولا يقرؤون، صدّقوا، فعادَوا إخوانهم، وأحبّوا أعداءهم. ليس عيباً أن يجهل الإنسان أمراً ما، لكن العيب أن يرضى بجهله، والأسوأ أن يظن أنه ليس بجاهل، وأسوأ من ذلك كله أن يُكابر فيردّ الحق إذا جاءه. قال ابن تيمية: "من لم يعلم الحق فهو جاهل جهلاً بسيطاً، فإن اعتقد خلافه فهو جاهل جهلاً مركباً". ومن الأمثال العالمية: "من يُقِر بجهله يُظهره مرة واحدة، ومن يُحاول إخفاءه يُظهره مراتٍ عديدة". فالواجب أن يسأل المرءُ أهلَ العلم الثقات عمّا يجهله، قال الله تعالى: {(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)} ، وفي الحديث {(شِفَاء العِيِّ السؤال)} رواه أبو داود، والعِيّ الجهل. ختاماً .. كم هو مؤلم أن تجد أناساً قد حازوا الشهادات الأكاديمية والمكانة الرفيعة، لكنهم لا يعرفون عن جمال دينهم وعدل أحكامه إلا النزر اليسير، ولا يعرفون عن تاريخ أمتهم إلا أقل القليل، والأشدّ إيلاماً أن تراهم -بسبب ذلك- قد سلّموا عقولهم لغيرهم، يذهبون بهم يميناً وشمالاً في أودية الجهل والضلال، فجعلوهم أمواتاً وهم ما زالوا يمشون على الأرض، كما قيل: وَفي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ وَأَجسادُهُم قَبلَ القُبورِ قُبورُ كتبه / منصور بن محمد المقرن
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |