باختصار .. عاشوا بسلام ورحلوا في سلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أكلات باردة تصلح للسفر والمصيف.. ساندويتشات هيلثي وسلطات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 6927 )           »          ‏‪العقل في معاجم العرب: ميزان الفكر وقيد الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف نتعامل مع الفوضى في المسجد؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          شكر الله بعد كل عبادة، عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الفتن والاختبارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأرض المقدسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سعة الأفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الانشغال بما خلقنا له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الألفة والمحبّة بين المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2025, 03:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,315
الدولة : Egypt
افتراضي باختصار .. عاشوا بسلام ورحلوا في سلام



باختصار .. عاشوا بسلام ورحلوا في سلام

في خِضَمِّ حياةٍ تعجُّ بالضجيج وصخب الأيام، وتتصارع القلوب فيها على حظوظ الدنيا، يمر بين الناس أشخاص كأنهم نسيمٌ رقيق من لطف السماء، لا يحدثون صخبًا، ولا يطلبون أضواء الشهرة، يمشون على الأرض هونًا، عاشوا بسلامٍ داخلي يتغلغل في أعماقهم، ورحلوا كذلك بسلام تاركين خلفهم في الأرواح ظلا وذكرى طيبة لا تمحى. لقد وصفهم رب العزة في محكم تنزيله فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، وقال عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «كل قريب هيّن ليّن سهل»، هذا هو جوهر الإنسان المسالم: قلبه قريب من القلوب، وطبعه رقيق لين، وتعاملُه سهل طيب. وحين سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أي الناس أفضل؟» قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلّ ولا حسد»، إنه ذلك القلب المرتبط بالسماء، المتصل بخالقه، الذي تطمئن نفسه بذكره: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28). وفي توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لعباده نحو العمل الذي يدخلهم الجنة، أمر - صلى الله عليه وسلم - بفعل يُحيي القلوب ويزرع المودة، فقال: «لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ»؛ فالسلام -إذًا- ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو رسالة حبّ وأمان، وبذله دليل صدق القلب ونقاء السريرة. إن السلام ليس فكرةً نظريةً تُحفظ؛ بل هو قيمة تُمارسُ في تفاصيل حياتنا اليومية، ونورٌ يهدي خطواتنا؛ فالذين يعيشون في سلام هم منبع أمان وطمأنينة لمن حولهم، يمرّون بينهم كنسمة تهبّ بهدوء، يسلم الناس من ألسنتهم وأيديهم؛ فلا يجرحون قلوبًا، ولا يثقلون ظهورًا. إنهم كالغيث النافع، يروون الأرض بطيب أخلاقهم، ويزرعون في النفوس بذور السلام؛ ويتركون وراءهم أثرًا طيبًا في نفوس الناس وصفاءً لا يتبدد. إن العيش بسلام مع النفس ومع الآخرين، هو من أعظم القيم الإنسانية والإيمانية، وهو درب السعادة في الدنيا والآخرة التي لا تعكر صفوها الهموم؛ فالمؤمن الذي يعيش في سلام يرحل وهو مطمئن، لا يحمل في صدره خوفًا ولا قلقًا؛ لأنه أعدّ العدة لذلك اليوم العظيم؛ كما قال -تعالى-: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} (الفجر). هذه هي النهاية التي يحلم بها كل من عاش بسلام: نفسٌ راضيةٌ مرضية، تدخل جنات الخُلد لتنعم بالسلام الأبدي؛ السلام الذي يعجز عنه الكلام، وينطق به القلب وحده.



اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]