|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاماتُ الساعةِ (1) تركي بن إبراهيم الخنيزان نتحدَّثُ فِي هذَا الدرسِ عن عَلاماتِ الساعة، وهي: العَلاماتُ الَّتي تَسبِقُ وُقوعَ يومِ القيامةِ، وتدُلُّ علَى قُربِ حُصولِه. واصطُلِحَ علَى تَقْسيمِها إلى: صُغرى وكُبرى: فالصُّغْرى -فِي الغالِبِ- تَسبِقُ يومَ القيامةِ بمدَّةٍ طويلةٍ، ومنها مَا وقَعَ وانْقَضى -وقد يتكرَّرُ وقوعُه- ومنها مَا ظهَرَ ولا يَزالُ يظهَرُ ويتتابَعُ، ومنها مَا لم يقَعْ حتَّى الآنَ، وحتمًا سيقَعُ كمَا أخبَرَ الصادِقُ المَصدوقُ صلى الله عليه وسلم. وعلاماتُ الساعةِ الصُّغرى كثيرةٌ، منها: قبضُ العلمِ، وانتشارُ الفِتَنِ، وشُيوعُ الفواحِشِ، وكثرةُ القتلِ والزلازلِ، وتقارُبُ الزمانِ[1]، وادِّعاءُ النبوَّةِ من قِبَلِ دجَّالينَ كُثُرٍ، وتطاوُلُ الحُفاةِ العُراةِ العالةِ [أيِ: الفُقراءِ] رُعاةِ الشاةِ فِي البُنيانِ، وتَداعي الأمَمِ علَى المُسلمينَ، ثمَّ انتصارُ المُسلمينَ علَى اليهودِ فِي النهايةِ فِي مواجَهةٍ يتكلَّمُ فيها الحَجرُ والشجَرُ، ويدُلَّانِ فيها المُسلمينَ علَى مكانِ اخْتباءِ اليهودِ.. وغيرُها منَ العلاماتِ. كمَا قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ[2]، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ[3]» [متفق عليه]. نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمَشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ عن علاماتِ الساعةِ الكُبرى. [1] قيلَ: بِقِلَّةِ البَركَةِ فيهِ وسُرعَتِه وقِصَرِه في آخِرِ الزَّمانِ، وقيلَ: أنَّه مَعَ تَوفُّرِ وسَائِلِ النَّقلِ الحديثَةِ التي قَرَّبَتْ البَعِيدَ. [2] والمُراد بالعلمِ هنا: العلمُ الشرعي، وهو العلمُ بكتابِ الله تعالى وسُنَّةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ويكونُ رفعُ العلمِ بموتِ حَمَلَتِهِ، وهم العلماءُ بالشريعة، كما في الحديث: «إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا» [رواه البخاري]. [3] القيِّمُ: القائِمُ على شُؤُونِهِنَّ. وقَدْ يَكونُ بِسَبَبِ الحُرُوبِ والقَتلِ، أو أنَّ النِّسَاءَ يَلِدْنَ الإِنَاثَ أَكْثَرَ مِنَ الذُّكورِ، أو بِسببِ الأوبِئَةِ أو غيرِ ذلك.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() علاماتُ الساعةِ (2) تركي بن إبراهيم الخنيزان عن حُذَيْفةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ»؛ [رواه مسلم]. ومِمَّا يَجِبُ على المسلِمِ عِندَ انتِشارِ الفِتَنِ: الإكثارُ مِنَ العِبادَةِ وسؤالُ اللهَ الثَّباتَ على دِينِهِ، واجتنابُ الفِتَنٍ والبُعدُ عنها، كما يجبُ عليهِ الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عنِ المنكرِ ونُصحُ النَّاسِ حَسْبَ طاقَتِهِ ووُسْعِهِ. قال صلى الله عليه وسلم: «الْعِبادَةُ في الهَرْجِ[1] كَهِجْرَةٍ إلَيَّ» [رواه مسلم]، وكان من أكثر دعائه: «يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قَلبي على دينِكَ» [رواه الترمذي وصححه الألباني]،، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»؛ [رواه مسلم]. نسألُ اللهَ أن يُلهمَنَا رُشدَنَا، وأنْ يَقيَنَا شرَّ الفتنِ مَا ظهَرَ منها ومَا بطَنَ، نَكتفِي بهذَا القَدرِ، ونتحدَّثُ -بمشيئةِ اللهِ تعالَى- فِي الدرسِ القادِمِ عنِ الركنِ السادِسِ والأخيرِ من أركانِ الإيمانِ، وهو الإيمانُ بالقَدَرِ خيرِه وشرِّه. [1] المرادُ بالهَرجِ هُنا: وقتُ الفِتَنِ واختِلاطِ الأُمورِ وتَخبُّطِ النَّاسِ في فَسادِ الدُّنيا وانهماكِهِم فيه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |