|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الرابع عشر: كيف نتعامل مع التوراة محمد بن سند الزهراني الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. بينَّا في الدرس الماضي أن الإيمان بالكتب: • إما أن يكون إيمانًا مجملًا؛ فنعتقد أنه ما من نبي أرسَله الله إلا وأنزل عليه كتابًا. • والنوع الثاني من الإيمان بالكتب: الإيمان التفصيلي؛ الإيمان بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى، وأن نؤمن بالقرآن العظيم. إلا أننا قرَّرنا أن هذه الكتب عدا القرآن الكريم قد حُرِّفت، فما الذي يجب علينا نحو هذه الكتب؟ نحن أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - شريعتنا وديننا في القرآن الكريم، والقرآن الكريم ناسخٌ لجميع الكتب التي قبله، ناسخ للتوراة، وناسخ للإنجيل. • ولهذا جاء مرةً عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان بيده قطعة من التوراة، وقرأ على النبي - عليه الصلاة والسلام - شيئًا مما فيها، فغضِبَ وقال: « أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ »؛ رواه أحمد وغيره. وقال - عليه الصلاة والسلام – من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: «والذي نفسي بيده، لا يسمَع بي يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بالذي جئتُ به، إلا كان حقًّا على الله أن يُدخله النار» [صحيح مسلم حديث 153]. • فالواجب على المسلم أن يُقبل على كتاب الله - تبارك وتعالى - أما ما يتعلَّق بتلك الكتب، فهو على أقسام بيَّنها العلماء: 1- إما أن يكون حقًّا دل القرآن على صدقه، فنحن نقول: إنه حقٌّ وصِدق؛ لأن القرآن شهد له بالصدق. 2- وإما أن يكون كذبًا دل القرآن على أنه كذبٌ، والكتب المحرَّفة مليئة بالكذب، والكذب على الله وعلى أنبيائه وعلى دينه، وعلى شرعه وعلى عباده، فما دل كتابُنا على أنه كذب نَجزم ونقطَع أنه كذبٌ بشهادة كتاب ربِّنا بذلك. والأمر الثالث: أننا نتوقَّف فيما لا ندري هل هو صدق أو كذب، فهذه أمور أخرى في التوراة وفي الإنجيل، وفي تلك الكتب أمور أخرى ليس في القرآن ما يصدِّقها، وليس في القرآن ما يكذِّبها، فهذه نتوقَّف فيها، ولا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بقراءة تلك الكتب، خاصةً أن الآن فيما يسمى بعصر الانفتاح عبر القنوات وعبر الإنترنت، ووسائل الاتصال، قد تيسَّر لكثير من الناس الوقوفُ على تلك الكتب وغيرها، فالواجب على المسلم أن يصون وقته، وأن يحفَظ نفسه، وألا يُدخل على نفسه الضلال والشبهات والباطل. • إذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لعمر: «أمتهوِّكون فيها يا بن الخطاب!»، فكيف بمن لا فقهَ عنده ولا علم عنده! كيف يُسوَّغ للمسلم أن يقرأ في تلك الكتب! • ولهذا تُطرح وتُترَك، ولا يُقرأ فيها، وإنما يُقرَأ في القرآن الكريم، نعم العلماء الكبار إذا احتاج المقام للرد على اليهود والنصارى ولبيان الاضطراب والتناقض، فإنهم يقرؤون تلك الكتب لهذا الغرض، والسلف - رحمهم الله - لهم مؤلفات من أشهرها كتاب [الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح]، وكتب أخرى لابن القيم - رحمه الله. فنحو هذه الكتب بين العلماء - رحمهم الله - ما في هذه الكتب من التحريفات، فكان قراءتهم من باب تحذير المسلمين مما فيها من التناقض، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |