|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (1) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فقد رأيتُ أن أكون في مقالاتي هذه منصفًا، غير متعصب لرأي أو فكرة، حتى إن كنت مدافعًا عن العربية، متحمسًا لها. وأحببتُ أن يكون حوارًا مشتركًا بين جميع أبناء الأمة: أولًا: المهتمون بقضايا اللغة العربية، من: أساتذة، ونقاد، وأدباء، ومفكرين، ومثقفين، وغيرهم. ثانيًا: القائمون على اتخاذ القرار في بلادنا العربية. ثالثًا: الجيل الناشئ، وهو جيل يقع بين المطرقة والسندان، فهناك من يناديه بضرورة أن تكون العربية أصلًا في ثقافته وتفكيره، وهناك مَن يعزم على أن يتخذ القرار بأن يجعلها في هامش دراسته ومنهج حياته. رابعًا: القائمون في بلادنا العربية على وسائل الإعلام، وكتابة الجرائد والمجلات، والكتابة في المواقع الإخبارية، وغيرها، بشتى أنواعها. خامسًا: عامة الخاصة، أو أنصاف المثقفين، وهم فريقان: فريق يعترف بعدم نضج ثقافته وفكره، وأنه في حاجة دائمة إلى البحث والقراءة والتعلم حتى يصل إلى أوج النضج الثقافي والمعرفي، مع قناعته واعتقاده بأنه لا بد له من أن يكون مع المحبرة إلى المقبرة، وهذا فريق ممدوح. وفريق آخر يوهم نفسه والآخرين بأنه وصل إلى أوج النضج الثقافي والمعرفي مع أنه لا يزال يحبو في أول الطريق، فيظل يحبو حتى يأخذ نصف العلم ويترك النصف الآخر، ومن ثم يكتفي بما قرأ وبحث وتعلم، وبعد ذلك يتعالم ويدعي المعرفة الناضجة، وهذا فريق مذموم. سادسًا: عامة الناس ودهماؤهم. وكي نضع أيدينا على الجرح، ونتلمس له الشفاء، ولا شافي إلا الله -سبحانه-، ينبغي على الجميع -وذكرنا أنه حوار مشترك- أن يجيبوا عن الأسئلة الآتية: السؤال الأول: هل يدرك الجميع مدى أهمية اللغة العربية الفصحى في دراسة ماضينا، ومعايشة حاضرنا، ونهضة مستقبلنا؟ السؤال الثاني: هل من بيننا من عنده الوعي الكافي بأهمية الفصحى، كي يداوي الجروح، ويبث فينا الروح؟ السؤال الثالث: هل يتفق الجميع على ضرورة وضع العربية الفصحى في مكانها المناسب لها؛ لتحقيق الغاية المأمولة منها في نهضة الأمة، وجمع شتاتها، وإحياء رفاتها؟ السؤال الرابع: هل تمثل العربية -في نظرنا- الحبل المتين، الذي يصل بين أبناء الأمة العربية، مهما اختلفت أماكنهم ومذاهبهم؟ السؤال الخامس: هل احتاجت الأمة العربية إلى العربية الفصحى كي يستمر التواصل اللغوي بين أبنائها، من القديم إلى الحديث؟ السؤال السادس: هل هذا الثبات اللغوي للغة العربية الفصحى بين لغات العالم -والذي يستعصي على قانون تطور جميع اللغات- بمثابة علامة فارقة لها، أو هو سوء يعتريها؟ السؤال السابع: إن كان ثباتها يميزها عن سائر اللغات، فهل يليق بنا أن نتنازل عنها؟ السؤال الثامن: هل دخولنا اللغة العربية يستلزم خروجنا من اللغات الأخرى، وإيماننا بها يوجب الكفر بغيرها، فكأنه لا يستقيم لنا الجمع بين لغتين وأدبين؟ السؤال التاسع: هل اللغة العربية في خطر في ظل تأثير متغيرات الحداثة والعولمة، وبناءً عليه يجب حمايتها وتعريب الحياة الفكرية والثقافية في العالم العربي؟ السؤال العاشر: ما مظاهر ضعف اللغة العربية بين أبنائها، وما الأسباب التي أدت بهم إلى هذا العجز، وما علاج هذا الوهن؟ فلا شك أن الجواب عن هذه الأسئلة، بإنصاف وصدق، يؤدي بنا إلى استكشاف الموضوع من جميع زواياه، واستدراجه من مكامنه، وإظهار معضلاته وخباياه، مما يصل بنا إلى نتائج مقنعة، تعيننا على إيجاد الحلول الوافية، واتخاذ الأدوية الشافية. وإلى اللقاء في المقال القادم -إن شاء الله-. ونسأل الله -جل في علاه- أن يلهمنا الرشد والصواب.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (2) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فقد اتفقنا -في المقال السابق- على أننا كي نضعَ أيديَنا على الجرح، ونتلمَّسَ له الشفاء ينبغي على الجميع أن يجيبوا عن عشرةِ أسئلةٍ ذكرناها في المقال الماضي، وذكرنا أن الجواب عن هذه الأسئلة -بإنصافٍ وصدقٍ- يؤدي بنا إلى استكشاف الموضوع مِن جميع زواياه، واستدراجه مِن مكامنه، وإظهار معضلاته وخباياه، ممّا يصل بنا إلى نتائجَ مُقنِعةٍ، تعيننا على إيجاد الحلول الوافية، واتخاذ الأدوية الشافية. ولَن نَفتأَ نؤكد على الحوار المشترك، والمسؤولية المشتركة، فنحن في زمنٍ لَم يَعُدْ للعمل الفردي فيه مكان. وقد يظن الكثيرون أيضًا: أنّ مسؤولية النُّهُوض بحال الأمة، وإيقاظها مِن سُباتها، وتجديد حيويتها، من خلال تفعيل أثر العربية فيها، هي مسؤوليَّةٌ مَنوطةٌ بالمتخصصين فقط! فهذا ظَنٌّ خاطِئٌ، إذْ أنّ المَسؤوليَّةَ مُشتركةٌ، مسؤوليَّةُ أُممٍ، مسؤوليَّةُ دُولٍ، مسؤوليَّةُ مُجتمعاتٍ، مسؤوليَّةُ هَيئاتٍ ومُؤسَّساتٍ، مسؤوليَّةُ أفرادٍ؛ فهي ماكينةٌ لو تعطَّل تُرْسٌ مِن تُروسِها عن أداء وظيفته لَتعطَّلَت الماكينةُ عن العمل. وفي الوقت نَفْسِه نلومُ على كثيرٍ من المتخصصين: الذين لا يزالون يعيشون في كُهوفٍ ضيِّقةٍ، لا يتعاملون فيها إلا مع عِلمَي النَّحو والصَّرف، فحصروا القضية في هذين العِلمَين فقط، حتى اعتقد أكثرُنا أنهم لو عالجوا مُشكِلَتي النحو والصرف لَصارت لُغتُنا الفصحى في الأمان، ولَأصبحنا قادرين بها على النُّهُوض، ولَأخذنا مكان الصَّدارة بين ثقافات الْأُمَم! فينبغي لك أن تَعْلَمَ -أيُّها العزيزُ الكريمُ- أنّ اللُّغةَ العربيَّةَ لُغةُ حياةٍ، لُغةٌ شاملةٌ، لُغةُ اقتصادٍ، لُغةُ سياسةٍ، لُغةُ اجتماعٍ، لُغةُ تاريخٍ، لُغةُ طِبٍّ، لُغةُ هندسةٍ، وغيرها من فروع المعرفة، فنستطيعُ أن نقولَ: إنّ أثرَ اللُّغةِ العربيَّةِ أثرٌ جوهريٌّ جدًّا في تحقيق ثقافة التَّكامُل المَعرفي. فقرارُ التَّمسُّك باللغة والعمل على تفعيل أثرها في نهضات الأمم قرارٌ يتلازمُ تلازمًا وُجُودِيًّا مع دراسة ماضيها، ومُعايشة حاضرها، واستشراف مستقبلها. وهذا ما رأيناه مِن اليابانيِّين لمّا هُزموا في الحرب العالمية الثانية، فقد استكانوا للشروط التي فرضها عليهم الأمريكيُّون؛ مِثل: تغيير الدُّستور، وحلّ الجيش، ونزع السلاح، ولكنهم تمسَّكوا بلُغتِهم القومية ورفضوا التَّخلِّي عنها، وجعلوها لُغتَهم في حياتهم العِلْميَّة والعَمَليَّة. وكذلك فعل اليابانيُّون أَنْفُسُهم مع الكُوريِّين لمّا وقعت كوريا تحت احتلال اليابان، فقد فرض اليابانيُّون لُغتَهم على الكوريِّين، ولكن لمّا تَحرَّر الكوريُّون مِن احتلال اليابانيِّين -بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية- جعلوا لُغتَهم هي اللغة الرَّسمية لهم، وصارت أساسًا في تنمية بلادهم. ونَلتقي في المقال القادم -بإذن الله-. واللهُ المُستعان.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (3) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فما أُحِبُّ أن تكونَ مقالاتي في هذا الشّأنِ بمثابةِ الضَّربِ في حديدٍ باردٍ، فتمر همساتي وصرخاتي على سمعِ كثيرٍ مِن القُرّاءِ مُرورَ الكِرَام، وتجد أحسنَهم حالًا هو مَن يكتفي بأن يُمصمِصَ شفتَيه تأسُّفًا على حالِ أُمَّةٍ لا تَعرفُ قدرَ لُغتِها، ولا تُبالِي بأمرِها! مع أنّ تَقدُّمَ الأُممِ وتَخلُّفَها، ونهضتَها وانحدارَها، يُقاسُ بمستوى ثقافتِها، الذي يُقاسُ بمستوى لُغتِها بين أبنائِها، ومدى تأثيرِها في ثقافاتِ الأُممِ الأخرى. فاللُّغةُ ظاهرةٌ صوتيَّةٌ لا تَحيا إلا بالاستعمال، ولا تُؤخَذُ إلا سَماعًا، فلا نستطيعُ أن نتعلَّمَها مِن الرُّمُوزِ الكتابيَّةِ من غير أن ننطقَها ونُفعِّلَ أثرَها في مجالات الحياة. وهذا ما فعله الكيانُ اللَّقِيطُ، الذي تمكَّن من إحياء لُغتِه العِبريَّة؛ التي كان لا يستعملها إلا الحاخاماتُ في معابدِهم، والمُتخصِّصون في معاهدِهم، وقد خالفوا في ذلك معطيات علوم اللِّسانيّات، التي يؤمن أصحابُها بأنّ اللُّغاتِ الأُمَّ كاللاتينية والسّامية لا يمكن إعادتها إلى الحياة. فأعَدُّوا لِلُغتِهم ما استطاعوا مِن سُبُلِ الحياة، وحرَّمُوا التَّدريسَ بغير العِبريَّةِ في جامعاتِهم ومعاهدِهم العِلْميَّة، مع إقامة المراكز البحثية، وتوفير الدَّعم اللازم للباحثين والدّارسين، بما يضمن لهم صياغة القواميس والمعاجم اللُّغويَّة، التي تُحقِّقُ لهم تَمايُزَ هُوِيَّتِهم اللِّسانيَّة، وتُؤرِّخُ لهم وُجُودَهم في التّاريخ القديم. وأيضًا لا يخفى على أحدٍ كم مارست الدول الاستعمارية مِن ضُغُوطٍ على الدول العربية: لِمنعِ تعريبِ العُلُوم، ولِنشرِ اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ وتدريسِها في المدارس، ولِإنشاءِ مدارسَ أجنبيَّةٍ خالصةٍ تُدرَّسُ فيها جميعُ العُلُومِ باللُّغاتِ الأجنبيَّة. وذلك لِتحقيقِ هدفَين: الأوَّل: الإبقاء على لُغاتِها وثقافاتِها حيَّةً في بلادِنا العربيَّة. والثّاني: أن تظل الدول العربية ضعيفةً مُشَتَّتَةً، وسُوقًا لِمُنتجاتِها، ومَورِدًا لِمَوادِّها الأوَّليَّة. قال الوزير الأوَّل التُّونسي الأسبق محمد مزالي (1925م - 2010م)، الذي عُزِلَ مِن مَنصبِه بسبب إقدامِه على تعريبِ التَّعليمِ الابتدائيِّ والإعداديّ، وقد عاتبه الرَّئيسُ التُّونسي الرّاحل الحبيب بورقيبة (1903م - 2000م) يومَ عزلِه قائلًا: (لماذا عرَّبتَ التَّعليمَ يا سي محمد، أَلَمْ أَقُلْ لك لا تُعرِّب؟!). قال محمد مزالي في دراستِه "في التَّعريبِ وإشكالاتِه"، وانظر كتابَه "نصيبي مِن الحقيقة": (إنّ قضيَّةَ التَّعريبِ تبقى مُرتبطةً بمصيرنا جميعًا كَأُمَّةٍ تُريدُ أن يكونَ لها وزنُها بين الأُمَمِ في خِضَمِّ هذه العَولَمةِ الكاسحة. وإذا لَم نَجزِمْ أمرَنا ونُوحِّدْ مناهجَنا، وتَقِفْ مُؤسَّساتُنا التَّربويَّةُ والثَّقافيَّةُ مَوقِفًا واضحًا مِن قضيَّةِ التَّعريبِ، بحيث تَحُلُّ لُغتُنا المَحَلَّ الأوفى في جميع مجالاتِ نشاطِنا، أُسْوَةً بجميع دول العالم التي تُدرِّسُ كُلَّ العُلُومِ بِلُغاتِها القوميَّة؛ مثل: اليابان والبلدان الإسكندنافيَّة، على تواضع حجمها، وغيرها مِن الأُمَمِ التي أصبحت في المقدمة صناعيًّا وتكنولوجيًّا، فإنِّي أخشى أن نبقى دائمًا في آخر القافلة) (انتهى). وإلى اللِّقاءِ في المقالِ القادمِ -إذا أراد الله-. واللهُ المُوفِّق.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (4) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فنسيجُ أُمَّتِنا العربيَّةِ لا يَقبلُ إلا أن تكونَ خُيوطُه من لُغتِنا العربية، التي تقوده إلى تحقيقِ عقيدةٍ جامعة، وإيمانٍ راسخ، ووحدةٍ في الفكر، ورؤيةٍ واضحةٍ في التطلع. ومع ذلك فإننا نجد مَن هم مِن بني جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا، لا يؤمنون بها، ويتربصون لها، وإن يهلكون إلا أنفُسَهم، وما يشعرون! فنقول بصوتٍ مسموعٍ -بلا مُداهَنةٍ أو مُوارَبةٍ-: لا نجاةَ إلا لِمَن يعتقدون أنّ لُغتَهم هي المَمَرُّ الآمنُ الوحيدُ لِتوحيدِ الأُمَّةِ العربية، فيعملون على إحيائِها، والدِّفاعِ عن حُصونِها. هذا مع الاعترافِ بأنّه ينبغي علينا أن ننتقلَ باللغة من كهفِها الأدبيِّ الضَّيِّق، إلى نور العلم وسعة الفكر والمعرفة، حتى لا تكون بمعزلٍ عن ثقافات العالم، بل تُبوِّئ أُمَّتَنا مكانَها الطبيعي، بأن تكونَ مُصدِّرةً للحضارة، مُساهِمةً في تقدم العلوم ونشرها في أنحاء المعمورة. وليس هذا غريبًا على لُغةٍ امتد تأثيرُها إلى المساهمة في تأصيل العِلْمِ الغربيِّ الحديث، وهذا بشَهادةِ أهلِها أنفُسِهم. قال الدكتور راسيل، الأستاذ بمعهد ويلكوم لتاريخ الطب في لندن: "وكانت العربيَّةُ هي أداةَ هذا النَّشاطِ العِلْميِّ كُلِّه، فلمّا كانت اللُّغةُ العربيَّةُ لُغةَ القُرآنِ أصبح لها أهمِّيَّةٌ خاصَّةٌ في الإسلام، بَيْدَ أنّ طبيعةَ اللُّغةِ العربيَّةِ نفسها هي التي قامت بالدَّور الحاسم، فمُرونتُها الرَّائعةُ قد مكَّنت المُترجِمين مِن دمغِ مفرداتٍ مُحكمةٍ دقيقةٍ لِلمُصطلحاتِ العِلْميَّةِ والتكنولوجيَّةِ أو ابتكارِها، وهكذا اتُّخِذَتْ لُغةُ الشِّعرِ اللُّغةَ العالميَّةَ لِلعِلْمِ والحضارة" (انتهى). أمّا عن واقع أُمَّتِنا في تفاعلها مع لغتها فهو واقعٌ مُرٌّ، شكته اللُّغةُ العربيَّةُ منذ أكثر من مئة وعشرين سنة، في قصيدة حافظ إبراهيم المشهورة: "اللُّغةُ العربيَّةُ تَنْعَى حظَّها بين أهلِها"، التي نشرها عام 1903م، إذ قالت العربية: أرى كُلَّ يومٍ بالجرائدِ مَزلقًا فشكَت العربيَّةُ لُغةَ الجرائدِ لما أصابها من كثرةِ المَزالق، بعد ما سرَت فيها لَوثةُ الإفرنجِ، فصارت كالثَّوبِ الذي به سبعونَ رُقعةً مختلفة في لونها وشكلها.مِن القبر يُدنِيني بغيرِ أناةِ وأسمعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً فأعلمُ أنّ الصَّائحين نُعاتي أيَهجرُني قومي عفا اللهُ عَنْهُمُ إلى لُغةٍ لَم تتصل برُواةِ؟ سرَت لَوثةُ الإفرنجِ فيها كما سرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ فجاءت كثوبٍ ضَمَّ سبعينَ رُقعةً مُشكَّلةَ الألوانِ مُختَلِفاتِ فإذا كان هذا في زمانِ حافظ؛ فكيف الحالُ في زمانِنا الآن، الذي نَتجرَّعُ فيه مَرارةَ إهمالِ لُغتِنا الجميلة؟! واللهُ المُستَعان. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (5) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فقد يُنكِرُ علينا بعضُ النَّاسِ -في جهارةٍ وجراءةٍ- حفاوتَنا بِلُغتِنا الجميلةِ، وإجلالَنا لها، ودفاعَنا عنها! فلو أنّ هؤلاء المُنكِرين علا فِكرُهم وسمَا ذَوقُهم لَعلِموا أنّ لُغتَنا العربيَّةَ هي ماضينا التَّلِيدُ السَّامي، المَوصولُ بحاضرِنا الجَادّ، المُتطلِّعُ إلى مُستقبلِنا المُشرِق، وبوَصفِها لُغةَ علمٍ وأدبٍ وحضارةٍ فإنَّها لها الهَيمنةُ والتَّحَكُّمُ في لُغاتِ العالَمِ المُعاصِرة، والتَّعبيرُ عنها في جميعِ مجالاتِ العِلْمِ والحضارة. لذلك ينبغي أن تَعلمَ -عزيزيَ القارئَ- أنّ لُغتَنا في عصرِنا هذا لا تبدأُ مِن الفراغ، وإنَّما -كما قال علّامةُ اللُّغةِ الأديبُ د. مهدي علام (1900م - 1992م)-: (لُغتُنا -في هذا العصر- لا تبدأُ مِن فراغٍ، وإنَّما تستعيدُ حيَويَّتَها، وتَسترِدُّ مكانتَها، وتَستأنفُ مَسيرتَها الحضاريَّةَ، فمَجدُها الحاضرُ المُعاصِرُ يَضربُ بجُذورِه في أعماقِ ماضٍ مَجيدٍ؛ إنَّها أعرقُ لُغةٍ ظلَّت حيَّةً على مدى حِقْبةٍ مُتواصِلةٍ، لَم تَعِشْ مِثْلَها أيَّةُ لُغةٍ أخرى مهما كانت قديمةً). وهذا الذي أذكرُه ليس تَعصُّبًا لِلعربيَّةِ، وإنَّما هو مِن بابِ الإنصافِ، الذي اتَّفَقْنا عليه مِن البداية، وأرجو أن يكونَ خُلُقَنا حتى النِّهاية. ويَشهَدُ على هذا المستشرقون أَنْفُسُهم، ومِن ذلك شَهادةُ المُستشرِقَةِ الألمانيَّةِ زيغريد هونكه (1913م - 1999م) في كتابِها: "شمس العرب تسطع على الغرب"، الذي صدر في بداياتِ ستينيّاتِ القرن الماضي، قالت: (لقد أصبحت العربيَّةُ لُغةَ العالَمِ وَحْدَهَا، لا تُنازِعُها تلك المَكانةَ أيُّ لُغةٍ أخرى. لقد استطاعت العربيَّةُ استيعابَ جميعِ العُلومِ التي بَلَغَتْها الحضاراتُ التي سبَقَتْها، مُضِيفةً إليها عُلومًا جديدةً، بمُصطلَحاتٍ ومَفاهِيمَ جديدةٍ. وفيها كانت تُؤلَّفُ الكُتبُ، وبها يَتحدَّثُ العُلماءُ، ويُدِيرُونَ الحِوَاراتِ فيما بينهم مهما اختلَفَتْ أُصُولُهم). ومِن إنصافِ زيغريد قالت: (صمَّمتُ على كتابةِ هذا المُؤلَّف، وأردتُ أن أكرمَ العبقريَّةَ العربيَّةَ وأتيحَ لِمواطنيّ فُرصةَ العَودةِ إلى تكريمِها، كما أردتُ أن أُقدِّمَ لِلعربِ الشُّكرَ على فَضلِهم، الذي حرَمهم مِن سماعِه -طويلًا- تَعصُّبٌ دينيٌّ أعمى، وجهلٌ أحمق). فسنَظَلُّ نَفتخِرُ بتاريخِ لُغتِنا الضَّاربِ في أعماقِ الزَّمن، وآثارِها الباقيةِ على مَرِّ العُصُور، وقِيَمِهَا التي أثَّرَتْ -وستَظَلُّ تُؤثِّرُ- في غيرِها مِن الحضارات. ولَكِنْ ينبغي أن نَسألَ أَنْفُسَنا: كيف نحن الآن؟ وماذا نُرِيدُ أن نكونَ؟ وإلى اللِّقاءِ في مقالٍ آخَر -بإذنِ الله-. واللهُ المُوفِّق.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (6) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فلُغتُنا العربيَّة تُمثِّلُ هُوِيَّةَ أُمَّتِنا، ولسانَها الذي يُعبِّرُ عن ذاتِها، وستظَلُّ رايتُها مرفوعةً، وستبقى محفوظةً بحفظِ القُرآن، الذي أنزله اللهُ -سبحانه- بلسانٍ عربيٍّ مُبِينٍ، فقال -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9). وقد اعترف المُنصِفون مِن المستشرقين بحفظِ القُرآنِ وصيانتِه مِن التَّحريف. قال الألماني ثيودور نولدكه (1836م - 1930م) في كتابِه "تاريخ القرآن": (إنّ النَّصَّ القُرآنيَّ المُتداولَ بين المسلمين... هو أحسنُ صُورةٍ مِن الكمالِ والمُطابَقة). وقالت الإيطالية لورا فيشيا فاغليري (1893م - 1989م) في كتابها "دفاع عن الإسلام": (فإلى الكتابِ العزيزِ الذي لَم يُحرِّفْه قَطُّ لا أصدقاؤُه ولا أعداؤُه، لا المُثقَّفُون ولا الأُمِّيُّون؛ ذلك الكتابُ الذي لا يُبلِيه الزَّمانُ والذي لا يزال إلى اليومِ كعهدِه يومَ أوحى اللهُ به إلى الرَّسُولِ الأُمِّيِّ البسيطِ آخِر الأنبياءِ حملة الشَّرائع). وسأكتفي هنا بكلامِ د. توفيق الطَّويل (1909م - 1991م)، حيث قال: (وقد اصطفى اللهُ رُسلَه وأيَّدَهم بمعجزاتٍ مِن جنسِ ما برع فيه أقوامُهم، فكانت معجزةُ موسى مِن جنسِ السِّحْرِ الذي اشتهر به قومُه، ومعجزةُ عيسى الطِّبُّ الذي برع فيه أهلُه، ومعجزةُ محمَّدٍ البيانُ الذي كان قومُه أئمَّتَه؛ يقول الرَّافعي: إنّ القُرآنَ قد صفَّى اللُّغةَ مِن أكدارِها، وارتقى بها في التَّعبير. كان العربُ في جاهليَّتِهم أُمَّةَ بلاغةٍ، أئمَّةَ بيانٍ وشِعْرٍ وخَطابةٍ، فنزل القُرآنُ بلُغتِهم مُعجزًا مُتحدِّيًا كُلَّ مَن كان في وُسْعِهِ أن يرفعَ ببيتٍ مِن الشِّعْرِ قبيلةً هان خَطْبُها، أو يخفضَ قبيلةً علا شأنُها، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء: ??)، (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى? عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: ?? - ??). ولمّا عجزوا وانقطعت بهم السُّبُلُ قصدوا لِمُحارَبتِه، وقالوا: ساحرٌ وشاعرٌ ومجنونٌ ورجلٌ يكتبُ أساطيرَ الأوَّلِين، وغير ذلك ممّا كان إقرارًا منهم بالعجز. ونَسألُ اللهَ التَّوفيق.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (7) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فقد قرَّرنا أنه ينبغي أن نَسألَ أَنْفُسَنا: كيف نحن الآن؟ وماذا نريد أن نكون؟ فأمّا حالنا الآن؛ فقد بلغ درجةً من الضعف الشديد في جميع مراحل التعليم في المدارس والجامعات، لا يحتاج في اكتشافه إلى مجهود، إذ نشاهده ونسمعه ونلمسه بصُورةٍ أصبحت عادةً من عاداتِ حياتنا اليومية. ويكفينا لمعرفة هذا الضعف أن نلقي نظرةً خاطفةً -ليس فيها أناةٌ- على أوراق إجابات طلاب المدارس والجامعات، فسنرى ما يُكدِّر الصفو ويُعكِّر المِزاج! ولو عزم أحدُ المتخصصين على جمع الأخطاء اللغوية والكوارث الإملائية لهؤلاء الطلاب في كتاب لصدر في عشراتِ المُجلَّدات! فأنا أُحدِّثُك هنا عن طائفةٍ واحدةٍ؛ أمّا لو فتحنا الباب لبيان هذا الضعف، وإظهار هذا العجز: فحدِّث بلا حرجٍ عن ضعفٍ شديدٍ في لُغةِ مُخاطَبة بعض العرب بعضًا، وفي كتاباتهم على المواقع الإلكترونية بأنواعها المختلفة، وفي وسائل الإعلام والصحف والمجلات، وغيرها من مظاهر ضعف حال العوامّ، وأنصاف المثقفين، والمثقفين، والدارسين، والمدرسين، بدرجاتٍ متفاوتةٍ في هذا الضعف، الذي يتطلّب العمل الجادّ على رفع كفاءةِ مستواهم اللغوي، بحسب حال كل طائفة، ومدى حاجتها إلى استعمال اللغة العربية. ولا يَفوتُنا في هذا المقام أن نُوجِّه النُّصحَ إلى متخذي القرار في بلادنا العربية بتعيين متخصصين في اللغة العربية تكون وظيفتهم هي جمع هذه الأخطاء اللغوية والإملائية التي في أوراق إجابات الطلاب عن الامتحانات الدَّورية والختامية، ومِن الممكن أن يؤدي هذه المَهمَّةَ مُدرِّسو اللغة العربية في هذه المدارس والمحاضرون في هذه الجامعات، ثم انتقاءِ طائفةٍ من المتخصصين وظيفتهم النظر في هذه الأخطاء المجموعة ومراجعتها، ثم طائفةٍ ثالثةٍ من المتخصصين تعمل على تصحيح هذه الأخطاء، ثم طائفةٍ رابعةٍ تعمل على ترتيب هذه التصحيحات وصياغتها بأسلوبٍ سهل، ثم تُسلَّم إلى المدرسين في المدارس والمحاضرين في الجامعات لمواجهة التلاميذ والطلاب بها، مع تدريسها لهم بأسلوبٍ سهلٍ أيضًا، لمحاولة تلافيها في المستقبل، هذا مع تخصيصِ درجاتٍ لسلامة اللغة العربية في إجاباتِ التلاميذ والطلاب في جميعِ مَوادِّهم الدراسية. وإلى لقاءٍ آخَر -بإرادةِ الله-. واللهُ المُوفِّق.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (8) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فسؤال أنفسنا: كيف نحن الآن؟ وماذا نريد أن نكون؟ لا بدَّ أن يتلوه سؤالُها أيضًا: مِن أين نبدأ؟ وكيف نبدأ؟ فيرى بعضُ أهل الاختصاص أنّ بدايتنا ينبغي أن تكون من المرحلة الابتدائية؛ ومنهم الأستاذ الدكتور عبده الراجحي -رحمه الله-، الذي كان يرى أنّه لا تنمية، ولا تقدم، ولا تحقيق لِلذّات دون تعليمٍ صحيح، وأنّه لا تعليم صحيح في بلادنا دون تعليمٍ حقيقيٍّ للغة العربية، وأنّ هذين المَبدأين ينطبقان على البشر جميعًا، لا يرتكنان إلى شيءٍ من العاطفة أو الانتماء القوميّ والثقافيّ، بل يستندان إلى نتائجَ ودراساتٍ علميَّةٍ تؤكد أنّ "المعرفة" لا تكون معرفةً إلا إذا "سكنت" لغة أصحابها. قال د. عبده (1937 م - 2010 م): "مِن الأنفع أن نبدأ بالمرحلة الابتدائية كاملةً، لأسبابٍ موضوعيَّةٍ كثيرةٍ نجتزئ منها ما يلي: ?- جرى العُرفُ في الأبيات التربوية إلى تسمية هذه المرحلة "بالتعليم الأساسي" ومعها المرحلة الإعدادية أو المتوسطة، ومعنى ذلك أنّها مرحلة "التأسيس" في التعليم؛ أي: أنها المرحلة الأهمّ والأخطر في عملية التعليم بأكملها. ?- إنّ هذه المرحلة تنتهي حين يبلغ الطفلُ الثانية عشرة، وهي المرحلة التي يكاد الباحثون يتفقون أنّها "المرحلة الحرجة"؛ وهي التي يصعب إتقان اللغة إذا لَم تكن قد "سكنت" في مراكزها في المُخّ في هذه السِّنّ. ?- إنّ الطفل في هذه المرحلة ينغمس انغماسًا كبيرًا في مجالاتٍ متنوعةٍ من النشاط، ويتسع اتصاله بالعالَم مِن حوله. وقد تجدر الإشارةُ إلى أنّ الطفل الآن يختلف في هذه المرحلة اختلافًا جوهريًّا عن نظيره منذ عشرين سنةً، لِمَا تمدّه به الحياة المعاصرة من أدوات المعرفة والاتصال التي لَم يسبق للبشرية عهدٌ بها مِن قبل، ومِن ثم فإنّ مقاربة هذا الطفل يجب أن تكون مختلفةً، وهو ما لَم نر له تحقُّقًا فعليًّا حتى الآن" (انتهى). ولا شكّ في أنّ السعي في تنفيذ هذا الاقتراح مِن د. عبده الراجحي وغيرِه يُعِينُنا على الانتقال بالعربية مِن كهفها الأدبيّ الذي تلبث فيه منذ زمنٍ بعيدٍ إلى الواقع الفكريّ والعمليّ، ممّا يجعلُ لها الأثرَ الفعّالَ في نهضةِ الأُمّةِ وخدمةِ حضارتِها. ولكنْ؛ هل هذه هي السِّنُّ المُناسِبةُ لسلوك المسار الصحيح أو الأفضلُ أن نرجعَ بالسِّنِّ إلى الوراءِ قليلًا؟ فهذا ما سنتناولُه في المقال القادم -إذا أراد الله-. ونسألُ اللهَ الإعانة.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() أثر العربية في نهضة الأمة (9) كتبه/ ساري مراجع الصنقري فقد عبَّر الشاعر الصقلّي إجنازيا بوتينا بأبياتٍ عنوانها: "لغة الحوار" تعبيرًا دقيقًا في وصف اللغة بالهُويّة، وقد نقلها عنه الدكتور أحمد درويش في كتابه "إنقاذ اللغة.. إنقاذ الهُويّة". قال إجنازيا: ضَعْ شعبًا في السَّلاسل جرِّدْهُم مِن ملابسِهم سدّ أفواهَهم، لكنّهم ما زالوا أحرارًا خُذْ منهم أعمالَهم وجوازاتِ سفرِهم والموائدَ التي يأكلون عليها والأسرَّةَ التي ينامون عليها لكنّهم ما زالوا أغنياء إنّ الشعبَ يفتقرُ ويُستعبَد عندما يُسلَبُ اللسان الذي تركه الأجدادُ، وعندها يضيع إلى الأبد قال الأديب الشاعر اليمنيّ الدكتور عبد العزيز المقالح (1937م – 2022م) مُعلِّقًا على أبيات إجنازيا: "هي -من وجهة نظري- أكثر من مُعبِّرة، إذ تختزل أهمية اللغة بوصفها هُويّة وانتماء.. كم كان هذا الشاعر صادقًا وأمينًا وهو يضع النقاط على الحروف في موضوع اللغة، ودورها في حياة الإنسان الذي يجد ديمومته وديمومة شعبه وأُمَّته في لغته التي عليها يتأسس جوهر هُويّته، وتتحدّد معالم انتمائه" (انتهى). وبمناسبة الكلام في المقال السّابق عن تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتي رجَّح الدكتور عبده الراجحي أن تكون بداية العلاج من عندها، ينبغي أن ننقل في هذا الشأن كلام المُفكِّر اللُّبنانيّ كمال يوسف الحاج (1917م - 1976م)، الذي كان يرى أنّ اللغة من أهمّ الأساليب التي تصهر عناصر الأُمَّة في بوتقةٍ واحدة، وأنّها من أهمّ الأساليب التي تقيم التفاهم الذهني بين مختلف الطبقات. قال في كتابه "فلسفة اللغة" (ص 140)، طبعة 1978م، دار النهار: "من أجل هذا كان عظيمًا جدًّا خطأ الذي يفرضون لُغةً أجنبيّةً كأداةٍ للتدريس على التلميذ دون العاشرة، لَكأنّنا بهم يفرضون عليه أن يعيش غير تاريخه، وأن ينتسب إلى أجداد غير أجداده، وأن ينتمي إلى غير فصيلته، إلى غير أُمَّته، وأن يتصرف بجسمه عكس منطق العفويّة. جهود هؤلاء لا تأتي بالثمر النافع، بل تساعد على خَلقِ جيلٍ لا شيء يربطه بمحيطه ويصله باختيارات السّابقين من أسلافه" (انتهى). ولا أُخفِي عليكم سِرًّا أنني حينما أذكر هؤلاء العلماء الأعلام تملكني دواعٍ من الرغبة، يُملِيها نُزوعٌ إلى التماس الرشد من منارات المعرفة، ونشدان الحكمة من جهابذة الفصحى، وابتغاء المزيد من فضل عطائهم الذي لا ينضب مَعينُه ولا تَجفّ جداولُه. ونلتقي في مقالٍ قادمٍ -إن شاء الله-. ونَسألُ اللهَ الرِّضا والتَّوفيق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |