|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعاني من الاكتئاب والقلق الدائم أ. أميمة صوالحة السؤال: ♦ الملخص: شاب متزوِّج يعاني اكتئابًا ووسواسًا قهريًّا وقلقًا منذ 15 سنة، ولم تُفِد مع هذه الأمراض أدويةٌ أو علاجٌ سلوكي، ولا يستطيع الصلاة ولا الصوم، وهو مُدمنٌ على التدخين، ويريد حلًّا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: مشكلتي أني أُعاني اكتئابًا ووسواسًا قهريًّا وقلقًا منذ 15 سنة، ولم تُفِد مع هذه الأمراض أدويةٌ أو علاجٌ سلوكي طوال هذه المدة، ولعل المستشار يسأل: لماذا داومتَ على تناول الدواء طول هذه المدة؟! فأُجيب قائلًا: إن المسألة معقدةٌ، فبعد أن غيَّرتُ الدواء كثيرًا، داومتُ على دواءٍ آخرَ مدةَ سنةٍ تقريبًا، فوجدتُ نفسي مُدمنًا لهذا الدواء، وهذه مشكلتي، فأنا أُدمنُ الدواءَ بسرعة، ولا أستطيع التخلُّصَ منه؛ سواء كان مضادًّا للاكتئاب، أو مضادًّا للذهان، أو مهدئًا! فمثلًا إذا تناولتُ لورازيبام يومين، فإني أجد نفسي مدمنًا عليه، وربما ستقول لي: كلامك غيرُ منطقي، ولكن هذه هي الحقيقة التي أعيشها، وحاليًّا أتناول إميسلبرايد ٢٠٠، والسيرترالين، وكلوريدرات الميانسيرين ولورازييام، بجرعات محددة، ولا أستطيع أن أَنقُصَ ولو نصفَ حَبَّةٍ. لا أستطيع أن أستمتِعَ بأيِّ شيءٍ، أو أجلِس في مكانٍ ما مدةً طويلة، أو أُشاهد التلفاز، وكذلك لا أستطيع التركيزَ أو انتظارَ شيءٍ، لقد صرتُ مدمنًا للسجائر، وأعيش في مَلَلٍ وتوتُّرٍ، ولم أعُد أستطيع مواجهة الناس؛ مما جعَل شخصيتي ضعيفة. مِن فضلكم لا تقولوا لي: تناوَلْ دواءَ كذا مدةَ ٦ أشهر، أو ٤ أشهر؛ لأن هذا الكلام يُعصِّبني، ولا تقولوا لي: هذا الدواء يؤدي إلى الإدمان؛ لأن الكل بالنسبة إليَّ يؤدي إلى الإدمان، وقد ذهبتُ إلى كثيرٍ مِن الأطباء، لكن دونَ جدوى، فاكتئابي مُقاوِمٌ للدواء! الجواب: الأخ الكريم، حفِظك الله وأعانك، وقدَّر لك الشفاء العاجل. نقدِّر لك مدى المعاناة مع المرض، وأثرها البالغ على مسيرة حياتك في سائر المجالات، ولكن لا يَخفى عليك أن الاضطرابات النفسية مرضٌ كسائر أمراض الجسد؛ فيها ابتلاءٌ من الله يوجِب عليك التعاملَ معه بإيمانٍ، وقناعةٍ تامَّة بأن الشفاء بيد الله سبحانه، وأنك مأجورٌ بإذن الله على ذلك البلاء بقدر الصبر والثبات الذي واجهتَ به المرض طول الفترة السابقة؛ لقوله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]. وللتعامل مع المرض والاضطرابات النفسية التي تعانيها أنصَحكَ بما يلي: أولًا: أساليب التعايش مع المرض: ♦ اليقين والإيمان بقدرة الله عزَّ وجل على الشفاء، فإنه لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء. ♦ ممارسة أنشطة حياتك اليومية بما آتاك الله مِن قوَّة، وعدم الاستسلام لوساوس النفس، ومقاومة المرض بدَحْر الأفكار السلبية، والسيطرة على ثورة الضَّعف التي تنتابك بين الحين والآخر. من أعراض الاكتئاب والوسواس القهري التأثير سلبًا على أداء أنشطة الحياة كافة، والحيلولة دون الشعور بالمتعة في سائر المجالات بالشكل المناسب - على أقل تقدير - وذلك بسبب خللٍ في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الحفاظ على التوازن الانفعالي والصحة النفسية؛ مثل: هرمون ((السيروتونين- Serotonin))، لذا لا بد من إدراك تلك الحقيقة وتقبُّلها، ومقاومة أثرها من خلال ما يلي: ♦ ممارسة نشاط رياضي بشكلٍ دوري دون انقطاعٍ. ♦ مجاهدة النفس ودَحْر الشيطان بالاستعاذة بالله مِن قهره، والتمسُّك بأداء العبادات. ♦ تناوُل الأطعمة التي تحتوي على هرمون السيروتونين؛ لتحسين المزاج ومقاومة أعراض الاكتئاب. ثانيًا: العلاج من خلال الدواء: من المتعارف عليه علميًّا أن العلاج الدوائي للاضطرابات النفسية يحتاج إلى استمرارية ودقةٍ عالية للحصول على نتائج إيجابية، ونحن غيرُ مُخوَّلين بوصف مسميات علاجية، والعلاج الدوائي لا نَنصح باتِّباعه إلا من خلال عيادات الطب النفسي التخصُّصية. هناك تباينٌ في تأثير العقاقير الطبية على الجسد؛ تبعًا للحالة ونسبة الاكتئاب، وطبيعة الاضطراب، وقدرة كلِّ شخص، لذا مِن الممكن أن تؤدِّي بعض الأدوية إلى ظهور أعراضٍ جانبية مختلفة نسبيًّا مِن مريضٍ إلى آخر، لذا ننصحك بأنْ تسأل طبيبك المختص، أو إحدى العيادات المتخصصة في الطب النفسي عن دواء منتشر حاليًّا يُمثِّل علاجًا فعَّالًا في مقاومة أعراض الاكتئاب، وتحسين المزاج، ومنع الهواجس، وهو: ((Fluvoxamine ))، ويُعطى بجرعات متفاوتة ((100 - 300 mg)) بشكلٍ يومي لمدة 6 أسابيع، وعليك التأكُّد - من خلال الفحوصات المخبرية - من مدى موائمة العلاج لحالتك. احرِص على تناول العلاج بانتظام حسب توصية الطبيب المختص، وعدم استبدال أي دواء بآخر دون توصيات الطبيب. وأخيرًا، فأنتَ تستحق الثناء والتقدير على محاولاتك الجاهدة في التكيُّف والتعايش مع المرض، مع الصعوبات التي تَمنعك من ممارسة أنشطة الحياة العملية بشكلٍ جيد وموائمٍ، كما نشكُر تواصُلَك، ونأمُل أن تكون دومًا في أحسنِ حالٍ. نسأل الله لك الشفاءَ والسعادة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |