|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أعطيته وعدا بالزواج الثاني الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة مُطلَّقة تزوجت مَن يصغُرها بتسع سنوات، وكان قد شرط عليها أن تسمح له بالزواج الثاني، ووافقت على ذلك، وشرطت عليه أن يكون بعد مُضِيِّ ثلاث سنوات، وها هو بعد مُضِيِّ ثماني سنوات يريد الزواج، وهي تريد الطلاق، متعلِّلة بأولادها وأحفادها الذين تركتهم وتزوجت، وتسأل: هل في طلبي الطلاق ظلمٌ له أو إثمٌ لإخلافها الوعد الذي قطعته على نفسها؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوجة من رجل يصغُرني بتسع سنوات، أنا الزوجة الأولَى له، وقد كنتُ مطلَّقة ولي من الزوج الأول أولاد، تزوجته وأنا من غير بلده، وسافرت معه إلى بلده، تركت أولادي وأهلي وبلدي، هو يحبني جدًّا، وأنا كذلك، قبل الزواج أخذ مني وعدًا بالسماح له بالتعدد، وألَّا أتركَهُ، إذا ما تزوج عليَّ، وطلبت منه ألَّا يتزوج مرة أخرى قبل مُضِيِّ ثلاث سنوات على زواجنا، والآن قد مضى على زواجنا ثماني سنوات، لم أُنجِبْ منه، وهو دائم التفكير في التعدد، لكنه يخاف أن يفقدني، المشكلة تكمن في أنني لم أندمج نهائيًّا مع أهل البلد الذي هو منها، وأنه منذ زواجنا يرفض أن أعمل أو أن أكملَ الدكتوراه في البيت، ولا يسمح لي بالخروج، حتى إنني لا أرى الشمس لأنه يرفض أن أفتح النوافذ، كما أنني منتقبة، في حين أنه يخرج مع أصحابه يوميًّا، ويسهر، تاركًا إياي حبيسة البيت، حتى إنني أشعر أن جدران البيت تخنقني، ينسى أنني إنسان، بحاجة إلى الترويح عن نفسي، خاصة أنني من بلد طبيعته جميلة جدًّا، وطقسه معتدل، أولادي سافروا جميعًا إلى بلد أوروبي، وصار عندي أحفاد، وبقائي معه يعني أني لن أراهم إلا في زيارات متباعدة ومحدودة، أشعر بالحنين لأولادي وأحفادي، ولا أستطيع البَوحَ بما في نفسي لأني قطعت على نفسي وعدًا قبل الزواج، ولأنه قد اختارني ولم يتزوج غيري، الآن هو يريد الزواج، وأشعر أنه جادٌّ في الأمر، ويريد مني البقاء معه، ويعدني بأنه لن يتغير، وأن حبه لي لن ينقص، لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة أنني كنت أتصبَّرُ بأنه لم يتزوج عليَّ مُؤْثِرًا ما بيننا على رغبته، وأقول لنفسي: إنه عليَّ أن أعامله كما يعاملني وألَّا أفكر في نفسي فقط، لكنني الآن أقول: إنه فكَّر في نفسه فقط برغبته في الزواج، وأنا فكرت فيه فقط عندما تزوَّجْتُه، تاركة أولادي وراء ظهري، الآن أفكر في طلب الطلاق، وأذهب للعيش مع أولادي وأحفادي، الذين أشعر تجاههم بالتقصير، فقد حرمتهم من حناني، وأخطأت إذ تزوَّجتُ وتركتهم، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلمه أو أن أُغضب ربي عز وجل لإخلافي وعدًا قطعتُه له، ولكني تعيسة وحزينة وأبنائي بحاجة إلى وجودي، وقد كنت سببًا في صلاح حياة زوجي وأعنته كثيرًا، ماذا أفعل؟ وهل طلبي الطلاقَ فيه معصية؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيمكن تلخيص مشكلتكِ في الآتي: ١- تزوجَّكِ رجل أصغر منكِ بتسع سنوات، واشترط عليكِ عدم الاعتراض على زواجه من زوجة ثانية، ووافقت بشرط ألَّا يحصل ذلك قبل ثلاث سنوات، ووافق. ٢- وبعد مُضِيِّ ثماني سنوات، عزم بجدٍّ على الزواج من الثانية، وتأثرتِ كثيرًا. ٣- بدأتِ تفكرين في طلب الطلاق، وتنسبين هذه الرغبة لأمور أخرى؛ منها: عدم انسجامكِ مع أهل بلده، ومنها تشديده عليكِ ومنعه لكِ من مواصلة الدراسة العليا، ومنعه لكِ من الخروج من البيت للنزهة بصحبته، على حين أنه يخرج كثيرًا ويسهر، فأحسستِ بأنكِ مخنوقة، حتى الشمس لا تَرَيْنَها. ٤- تحسِّين أنكِ أخطأتِ في الزواج منه، وأنكِ أخطأت في حق أبنائكِ وأحفادكِ من الزوج الأول. ٥- وتسألين: هل في طلبكِ الطلاق منه ظلمًا له، أو إثمًا عليكِ، خاصة أنه يُحبكِ وتحبينه؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: هنا سؤالٌ يطرح نفسه: لماذا تحملتِ كل ما ذكرتِهِ من سلبيات طوال سنوات زواجكما، ولم تتضجري منها، أو لم تُظهِري هذا التضجر إلا بعد عزمه على الزواج من الثانية؟ الجواب واضح طبعًا هي الغَيرة التي تشتعل فتحرق الأخضر واليابس، وتجعل الجميل قبيحًا، والحق باطلًا، وتؤدي لكفران العشير. ثانيًا: عليكِ - بدلًا من الاستسلام للهموم والأحزان والأفكار الشيطانية - أن تشغلي نفسكِ بما يُطيِّب قلبكِ، ويُدخل عليه السرور، ويُقوِّي إيمانكِ وصبركِ؛ وهو الإكثار من الآتي: أ- الصلاة والصبر؛ قال سبحانه: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]. وقال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، فأكْثِري من الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، وكل ما يقوي إيمانكِ وصبركِ. ثالثًا: لا أرى لكِ مبررًا شرعيًّا في طلب الطلاق من زوجكِ الصالح المحبِّ الوفيِّ، وما قد يحصل من أخطاء مستقبلًا تُعالج بالحكمة في حينها. رابعًا: أما ما ذكرتِهِ من منعه لكِ من فتح الشباك، فقدِّري سببه؛ وهو غيرته عليكِ ومحبته لكِ. خامسًا: وما ذكرتِهِ من أنكِ حبيسة البيت دائمًا، بينما هو يخرج دائمًا، فيُعالج بتذكيره بحقوق زوجته عليه، وحاجتها لأُنْسِهِ ومودته، وما يُدخِل السرور على قلبها، ويزيدها حبًّا ووفاءً له، وأهم من هذا أن تدعي الله كثيرًا بتوفيقه لإدراك ضرورة الزوجة لهذه الأمور. سادسًا: أعود وأكرر: حافظي على زوجكِ المحب الوفي خاصة أنكِ بلغتِ عمرًا كبيرًا؛ فأنتِ جَدَّةٌ، واستعيذي بالله من وساوس الشيطان. سابعًا: وأنصحكِ إن تم زواجه أن تزيدي وفاءً له بعد زواجه من الثانية، وأن تجتهدي في كل ما يُحببكِ إلى قلبه من حُسْنِ أخلاقٍ ولِينِ جانبٍ، وأن تتركي نهائيًّا المجادلات العقيمة والاتهامات الباطلة بالظلم، وغيرها مما يُوغِر صدر الرجل، ويزهده في زوجته، ويجعله يفضل الأخرى عليها، فكل الرحال يفضلون الزوجة الهينة اللينة المتحبِّبة إلى زوجها، مقصورة اللسان عن التطاول والبهتان. حفظكِ الله، ورزقكِ الصبر وحسن الأخلاق، وفقكما لكل خير. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |