|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا جديد.. - لا جديد.. لما أكمل الله-عز وجل- الدين وأتمه، ورضي لنا الإسلام دينا، كان لزاما علينا ألا نحدث شيئا جديدا في هذا الدين. فقد «جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إلى عُمَرَ، فَقالَ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ اليَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا، قالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا}، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي لأَعْلَمُ اليومَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكانَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ علَى رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعَرَفَاتٍ في يَومِ جُمُعَةٍ». - لا جديد.. قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ» (صحيح البخاري)، نفهم من هذا الحديث، أن الله قد أكمَلَ الدِّينَ، وأتَمَّ النِّعمةَ على عِبادِه؛ لذا كان الَواجب على المُسلمِ أنْ يَحرِصَ على اتِّباعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يقف على مُرادِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- ورَسولِه - صلى الله عليه وسلم - بقَدْرِ وُسعِه وطاقتِه، وألَّا يُحدِثَ ويَبتدِعَ في دِينِ اللهِ شَيئًا. - لا جديد.. فمَن أتى بشيء جديد لا أصل له في هذا الدِّينِ، فمردود على صاحبه؛ فالنبي الكَريمُ يقول في هذا الحديثِ: «مَن أحدَثَ في أمرنا» أي في ديننا، أمرا لم يكُنْ مَوجودًا فيه، أي «ما ليسَ فيهِ»، وليسَ له أَصْلٌ مِنَ القُرآنِ الكَريمِ أو سُنَّةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، «فهو ردٌّ»، أي: مَردودٌ عليه، وباطلٌ لا قيمة له. - لا جديد.. ففي هذا الحديث قاعدةٌ عَظيمةٌ، وهي مِن جَوامعِ كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، في ردِّ كلِّ الأمور المحدثة في الدين، من البِدَعِ والمنكَراتِ الخارجةِ عن أُصولِ الدِّينِ، وكذلك فيه أمر باتِّباعِ سُنَّةِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - والالتِزامِ بها، والنَّهي عن كُلِّ بِدْعةٍ في دِينِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-. وفي الحديث أيضا، أنَّ المِقياسَ في كَونِ الشَّيءِ مُحدَثًا أو غيرَ مُحدَثٍ، هو من أصول الدِّينِ في القرآنِ والسُّنةِ الصحيحة. - لا جديد.. فديننا واضح سهل، ليس فيه تعقيد؛ إذ بين -سبحانه- الغاية التي من أجلها خلق الخلق، فقال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56). قال السعدي: «هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك متوقف على معرفة الله -تعالى-؛ فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة بربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم». - لا جديد.. فالوضوء هو الوضوء، ولا يوجد وضوء جديد، قال النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ». فالأجر كل الأجر في الاقتداء بوضوء النبي - صلى الله عليه وسلم . - لا جديد.. فالصلاة الآن هي الصلاة ذاتها في عهد النبوة، قال النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (صحيح البخاري).. فلا جديد في الصلاة؛ فعلينا أن نتبع ولا نبتدع. - لا جديد.. وفي الحج عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: «رَأَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه» (صحيح مسلم). - فالحذر الحذر مما أحدثه الناس! قال الله -جل وعلا-: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (يونس:32). اعداد: سالم أحمد الناشي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |