|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() حبي لطالبتي لا يجعلني أتعايش مع زوجتي أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: رجل يعمل معلمًا كان يحب طالبة عنده، لكنه خطب فتاة أخرى وتزوجها وله منها بنتٌ، يشكو أنه لا يستطيع التعايش معها، فثَمَّ نقاط خلاف بينهما كثيرة، كما أنها لا تعينه على طموحاته، وهو متعلق بتلك الطالبة التي كان يحبها وتحبه، وهو الآن لا يستطيع الزواج منها، ويسأل: كيف يخرج من هذه الدائرة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا شاب في منتصف العشرينيات، تخصصي بكالوريوس علوم، أعمل معلمًا للمرحلة المتوسطة والثانوية في مادة الكيمياء، كان عندي فتاة متميزة منذ كانت بالصف الأول المتوسط، ولم أرَ فيها سوى أنها طالبة، غير أن قلبي تعلَّق بها لتميُّزِها واجتهادها، وكنت أقول: هي ليست إلا طالبة، ثم توقفت عن الدروس مدة التجنيد الإجباري، وفي أثناء سنة التجنيد كانت ذكراها عالقة بذهني، وبعد أداء الخدمة العسكرية، عدتُ ودرَّستُ لها، وهي اليوم على وشك الانتهاء من المرحلة الثانوية، والحق أقول: إنها فتاة صالحة، وبنت أصول، وصاحبة مبدأ وخُلُقٍ، عرَّض لي أبوها وأمها بالزواج، لكنني لم أفهم قطُّ إلا بعد مُضِيِّ وقت طويل، وكنت أقول: هي صغيرة أن تتزوج، وفي فترة المراهقة، وخطبت فتاة أخرى في أثناء فترة التجنيد، ولم يكن بيني وبينها توافق في كثير من الأشياء، ولأهلها مواقف كثيرة ضايقتْني، وسبَّبت لي أذًى نفسيًّا، وفي كلِّ مرة كنت أذهب لزيارتها أخرج مقبوضَ القلب، ولا أعلم ما بي، وكانوا يستعجلون في إتمام العقد، وبالفعل تمَّ العقد، وتزوجتها، وقدَّر الله لها فحملت بعد زواجنا مباشرة، وأنجبت لي فتاة، المشكلة تتلخص في الآتي: 1- لا أزكي نفسي، ولكن أُشهد الله أني ما أمرتها بمعصية، ودائمًا أحاول أن آخُذَ بيدها إلى الله، ولكن رغبتها ضعيفة جدًّا. 2- لا أستطيع التفاهم معها، فكلما حاولت تصحيحَ شيء، تُخْطِئُ به، وتبكي، سيما أنها ضعيفة حتى في أيسر الأشياء كالأعمال المنزلية ونحوها. 3- ليست ذكية، لا في ردها، ولا في تعاملها؛ بما يُحمِّل النفس منها. 4- طالبتي هذه ما زالت متعلقة بي، وما زلت متعلقًا بها، وهي في الثانوية هذا العام، فلا أنا حاليًّا أستطيع الزواج بها، ولا أهلها سيوافقون بسبب زواجي الأول. 5- أنا حاليًّا نفسيتي سيئة بسبب ذلك، فلا أستطيع التوافق مع زوجتي حتى في أيسر الأشياء؛ لأني شخصية علمية، وأحب الأبحاث، وأتطلع لمستقبل زاهر، ولا أجد فيها عونًا على أي شيء، فحياتي معها تنحصر في الطعام والشراب، دون أن أنقصها شيئًا من حقوقها الشرعية، لكن روحي منشطرة، وكلما تذكرت الأحداث، ازددْتُ حزنًا، وأريد أن أخرج من هذه الدائرة. ما الحل برأيكم؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أخي الكريم، ونشكركَ على الثقة بهذا الموقع. هناك تصورات ذهنية تَحُول بين الإنسان وبين الوصول إلى السعادة، وهذه التصورات تنشأ بسبب المقارنة؛ فحينما ترتسم في ذهنه صورة الفتاة التي يحبها من خلال التعلق بها، فلن يستطيع القبول بمواصفات أقل منها. وهذه ليست المشكلة الوحيدة للتعلق، فهناك مشاكل عديدة؛ أبرزها: انشغال القلب بما لا يحل له، ولا يمكن الوصول إليه. ونصيحتي لك بالانصراف عن الفتاة التي تعلقتَ بها ما دام الزواج بها لم يعد ممكنًا، وقطع أسباب التواصل والتركيز على حياتك الزوجية وإصلاحها، وتغيير الطريقة التي تنظر من خلالها إلى زوجتك؛ فليس من المعقول أن تطالبها بما ليس لديها قدرة عليه، فالطبائع مختلفة وقدرات الناس متفاوتة. وللنفس طموحات وأمنيات لا يمكن حصول الإنسان عليها مهما اجتهد في ذلك، فلا يوجد كمال في هذه الحياة الدنيا، فمن طبيعة هذه الحياة ألَّا يكتمل كل شيء، ولو ينتظر الإنسان أن يكون كل شيء حوله على أتم استعداد لَما استطاع القيام بأي عمل. وقد أعجبك في الفتاة الأُولى فطنتها وذكاؤها، وتتمنى الآن لو أنك قد اقترنت بها، فهل الذكاء والفطنة هي كل شيء لتحقيق السعادة؟! صدِّقني ستجد لديها مواطن نقص في جوانب أخرى، لكنه التعلق يُعمي الإنسان عن النظر إلى الحقيقة. عاودِ النظر في طريقة تعاملك مع زوجتك؛ فقد تكون أنت من وضع الحدود بينكما، وأقصاها بعيدًا عنه؛ بسبب طلب الكمال فيها. أحسِن إلى زوجتك، وتقبَّل قدراتها، وساعدها في تحسينها، ولا تجعل التفاوت العلمي يحول بينك وبين الانسجام معها. سائلًا الله لك التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |