|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنا ظالم لزوجتي؟ أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: رجل يشكو تذمُّرَ زوجته بسبب زيارات أهله الكثيرة له، وبدأ أهله يلاحظون ذلك، ما أنتج بينهما مشاكل، وهي ترى أنها تُعامَل كخادمة، وأنه يهملها عاطفيًّا، وهو يسأل: هل هو ظالم لزوجته؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم. أنا رجل متزوج، قبل زواجنا أخبرتني زوجتي أنها تريد منزلًا مستقلًّا كي يبقى الاحترام سائدًا بينها وبين عائلتي، وافقت على ذلك لأنني أؤيد تلك الفكرة، بعد الزواج اضطُررت إلى أن أُسكِنَ معي أخي غير المتزوج، وابنة أختي التي تدرس في نفس مدينتي، مع العلم أن لي إخوة في نفس المدينة، لكن بيتي هو الأقرب لمكان دراستها، أنا وعائلتي نتبادل الزيارات بصورة دائمة، فبيتي لا يكاد يفرغ، زوجتي لم تستطع أن تتأقلم مع الوضع، وتقول: إنها لا تحس بأنها امرأة متزوجة بل خادمة؛ حيث ترى أن العائلة بحكم إقامتهم لعدة أيام يجب عليهم إعانتها في البيت، فأصبحَتْ كثيرة التذمر وحساسة جدًّا، وبدأت تأتيها نوبات البكاء من حين لآخر؛ حيث إن غالب نقاشاتنا بسبب هذا الموضوع، تحاورت معها كثيرًا وقلت لها أن اصبري، لكن دون جدوى، فهي تتهمني دائمًا بأنني أهملها عاطفيًّا، أراها تحاول أن تتأقلم مع الوضع، لكن سرعان ما تسيطر عليها الأفكار السلبية، ومن ثَمَّ فلم أعد أصبر على هذا الضغط، وأصبحتُ أنعتها بالنكدية، وكثيرة التذمر، وبأنها لا يعجبها شيء، وأقول كلامًا لا يفترض بي أن أقوله في تلك الحالة؛ فزوجتي طيبة القلب، وتتعامل معي ومع العائلة بما يُرضِي الله، لكن في داخلها غير راضية على الوضع، وأحيانًا يظهر ذلك على ملامحها، وعائلتي لاحظوا ذلك وأصبحوا ينتقدون ذلك العُبُوس من حين لآخر، أريد منكم أن تنصحوني، وأريد حقًّا أن أعرف: هل أنا ظالم لزوجتي؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أخي الكريم، ونشكركَ على الثقة بهذا الموقع، ولعلي أجيب عن تساؤلاتك من خلال النقاط الآتية: أولًا: هناك حقوق متبادلة بين الزوجين لا بد من قيام الجميع بها، وعدم الأنانية في ذلك، فليس من العدل أن يُطالِب الإنسان بحقوقه، دون أن يقوم هو بما عليه من حقوق تجاه الآخَر. ثانيًا: الحياة الزوجية قائمة على التعاون والتراحم بين الزوجين، والجدير بالذكر أنها مشاعر قبل أن تكون أفعالًا، فهناك من يُشعرك باهتمامه من خلال أفعاله، بل إن دفء المشاعر قد يُساهم في تحمُّل الضغوطات من أجل الآخَر، ولكن في حدود. ثالثًا: نصيحتي لك أخي الكريم بإعادة النظر في ترتيب أموركم الحياتية، وأن تنظر للأمر بجدية، فليس من المعقول أن تُحمِّلَها ما ليس من واجباتها. أحيانًا نقوم بإكرام الآخرين على حساب أهل بيتنا، وأنا هنا لا أدعوك إلى التفريط بحقوق أقاربك وأرحامك، ولا بالجفاء معهم، لكني أدعوك إلى مراعاة أهل بيتك. رابعًا: وسوف أستطرد في هذه النقطة، فليتسع صدرك لأخيك: تأمَّل معي تسلسل الأحداث وِفق ما ذَكَرْت: (زوجتي لم تستطع أن تتأقلم مع الوضع وتقول: إنها لا تحس بأنها امرأة متزوجة، بل خادمة)، وعلَّلَت بسبب منطقي: (حيث ترى أن العائلة بحكم إقامتهم لعدة أيام يجب عليهم إعانتها في البيت)، ما داموا يسكنون طويلًا، وليسوا ضيوفًا عابرين، فالخدمة لك ولضيوفك. ولقد صارحَتكَ هِي بما يُزعجها أولًا، لكنك تجاهَلتَ شكواها، حتى أصبحَت: (كثيرة التذمر وحساسة جدًّا، وبدأَت تأتيها نوبات البكاء من حين لآخر) حسب وصفك، وكل ذلك لعدم تقبلها ردة فعلك، لكنها ما زالت تُحِبُّك فهي في صِراع بين رغبتها في التخَلُّص مما يُزعِجُها، وبين رغبتها في إرضائك، فلا تمتحن محبَّتها لك، خصوصًا وقد وَصفتَها بقولك: (هي طيبة القلب وتتعامل معي ومع العائلة بما يرضي الله، لكن في داخلها غير راضية عن الوضع)، فلماذا تُلجئها للإفصاح عما تكره من شدة انزعاجها حتى ظَهر ذلك أمام الآخرين، كما وصَفتَ ذلك بقولك: (وأحيانًا يَظهر ذلك على ملامحها، وعائلتي لاحظوا ذلك، وأصبحوا ينتقدون ذلك العبوس من حين لآخَر)، وهذا الأمر مُحرِجٌ لك ولها، وقد يُحدِث مشاكل في العائلة، لو لم تُبادِر لإيجاد حلٍّ، كإحضار خادمة، أو أن تكون إقامتهم كل أسبوع عند أحد الإخوة، وتدور عليكم إقامتهم، المهم أن تبحث عن حلٍّ يناسبكم ويناسب عادات مجتمعكم، ولا تقسُ على من يُحبك ويضغط على مشاعره من أجلك، فقد تصحو على فقدان هذه العلاقة الجميلة يومًا ما، وللصبر حدود. خامسًا: اعلم أن نعمة الزوجة الصالحة القائمة بحقوق زوجها ذات القلب الطيِّب نعمة عظيمة قد حُرِمها البعض، فاشكر الله عليها، ولا تُفرِّط فيها؛ فهناك من يشكو من التفريط بخدمته هو فضلًا عن خدمة عائلته. سادسًا: لا تنشغل عن زوجتك كثيرًا، فتُهمِل احتياجاتها العاطفية، حتى لا يضمحل الوِدُّ بينكما. سابعًا: اجعل لكما أوقاتًا خاصة لا يشارككما فيها أحد، تتحدثان وتَخرُجان للتنزه؛ فهذا مما يُجدِّد روح العلاقة الزوجية. ثامنًا: لا تتجاهل أي مشكلة في المستقبَل وتتركها للزمن فسوف تتفاقَم، وتتطور إلى عدة مشاكِل لاحِقًا. سائلًا الله لكما التوفيق والحياة السعيدة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |