أحببت شخصا ظروفه المادية صعبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12934 - عددالزوار : 262790 )           »          عاقبة الترف والمترفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وانتهى موسم الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          السودان يشهد أسوأ أزمات العالم منذ عقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في الذكر بعد الصلوات المكتوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أثر الذنوب والمعاصي على المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          نهج الرسول في الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الفرقة كربة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          معاملة الرسول لأزواجه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شكر النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2023, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,681
الدولة : Egypt
افتراضي أحببت شخصا ظروفه المادية صعبة

أحببت شخصا ظروفه المادية صعبة
أ. هنا أحمد


السؤال:

الملخص:
فتاة أحبت موظفًا في الجامعة، وهو لا يستطيع الزواج حاليًّا؛ لأن ظروفه صعبة، وهي تخشى أن يتقدم إليها شخص مناسب، فيزوجها أهلها عَنوةً، وتسأل: هل إذا لم يكن من نصيبها، هل ستتمكن من نسيانه؟

تفاصيل السؤال:
أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، سابقًا كان جلُّ تفكيري منصبًّا على الدراسة، أما الحب، فقد كان شيئًا تافهًا لا قيمةَ له بالنسبة إليَّ، كنت كذلك حتى التحقت بالجامعة؛ إذ أحببتُ موظفًا في الجامعة، وفي البداية كان حبي لي من طرف واحد، ثم إنني مع مرور الأيام بدأت ألمِّح له بحبي عن طريق منشوراتي على الفيس بوك، رغم أننا لم نكن أصدقاء على الفيس بوك، لكني أشعر أنه كان يتابعني، ثم أصبحنا أصدقاء، وعرف كلٌّ منا عيوب الآخر، ثم إنه حدثت مشكلة بيني وبينه؛ إذ أرسل طلب صداقة لصديقتي، فحزنتُ جدًّا؛ لأنني كنت أُحسُّ أنه يميل إليها، وهو أيضًا غضب مني لقبولي طلب صداقة من صاحبه، رغم أن سنَّه كبيرة، ومن المستحيل أن أفكر فيه، ومنذ ذلك الحين بدأت المشاكل تكبر بيننا، ولم نعد نتكلم معًا ولا يعلم أحدنا عن الآخر شيئًا اللهم إلا ما كان ينشره كلٌّ منا على الفيس بوك، ومع ذلك لم نزدد إلا تعلقًا وحبًّا، وقد حاولنا الابتعاد، لكن بلا جدوى، نحن هكذا منذ أكثر من ثلاث سنوات، هو غير مستعدٍّ للزواج في الوقت الحالي، فظروفه صعبة، أخشى أن يتقدم لي من يزوجني أهلي له عَنوة، سيما إن كان ذلك الشخص مناسبًا، فقد كنت في الدراسة أفتعل الحجج والمعاذير بحجة الدراسة، أما الآن، فلا، لا أستطيع أن أفقده، والله يعلم فرط حبي له، سؤالي: هل لو لم يكن من نصيبي، هل سوف أتمكن من نسيانه؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص قصتكِ أنكِ فتاة في الجامعة، وتحبين موظفًا يعمل فيها، وظروفه لا تسمح له بالزواج في الوقت الراهن، وتسألين: هل لو لم يكن من نصيبكِ، فهل ستتمكَّنين من نسيانه؟

عزيزتي، ماذا لو دعاكِ أحدهم إلى حديقة غنَّاء، فيها من كل الثمرات، وبها أطيب الزهور، فطاف بكِ في الحديقة، ولم يسمح لكِ بقطف ثمرة من ثمارها، ولا بشمِّ زهرة من وردِها وريحانها؟ ماذا سيكون شعوركِ؟ هل سوف تندمين على تلبية تلك الدعوة، والتجول في هذه الحديقة، وعلى الفاكهة التي لم تناليها، والورد الذي لم تعرفي رائحته؟

إن كان رأيكِ أنها زيارة بائسة، أضرَّتْكِ ولم تنفعكِ، آلمتكِ ولم تسعدْكِ، أحزنتكِ ولم تفرحْكِ، فقد أصبتِ وأحسنتِ.

فالحب الذي لا أملَ فيه، أو حتى الأمل فيه ضعيف كالنار التي تحرق قلب صاحبها، يظنُّها جنةً وهي قطعة من جهنم، يطارد سرابًا حتى إذا جاءه لم يجدْهُ شيئًا، ووجد عذابه وألمه عنده، ولم يَنَلْ مرادَهُ، فانكفأ يتجرع مرارة الألم، وعذابات الحرمان والمعاناة، والغريب أنه يفعل هذا بنفسه عندما يسترسل خلف الأوهام، ويضيع خلف أضغاث الأحلام.

الحب الحقيقي هو الذي يكون بين الرجل وزوجته، وهو حب لا يختبره المرء كثيرًا، والغالب أنه يختبره مرة واحدة في حياته، وربما مرات قليلة، ومنا مَن لا يختبره في حياته على الإطلاق، أنا أعلم أن هناك عاطفةً حقيقةً تشعرين بها تجاه هذا الشخص، ولكن يصعب أن تعرفي أنتِ بنفسكِ حقيقتها: هل هي حبٌّ حقيقي أو مجرد إعجاب؟

ما أعرفه أن الرجل الصادق في حبه يبذل جهدًا كبيرًا في سعيه للزواج بمن أحب، لكن من يلتمس الأعذار ويتذرَّع بصعوبة الظروف والأحوال، فهذا غير صادق في حبِّهِ في أغلب الأحوال، فلو كان صادقًا، لسعى جادًّا في الزواج، أو انسحب بعيدًا عمن أحب؛ لأن أهم عناصر الحب هي إرادة الخير للمحبوب.

قصتكِ اشتملت على جانبين؛ الأول: مشاعركِ وفهمكِ للعلاقة، وهذا نعلم أنكِ صادقة فيه، والآخر: هو فهمكِ لموقفه منكِ، ولحقيقة مشاعره تجاهكِ، والذي يبدو أنه قد بُني على تتبع منشوراتٍ على الفيس بوك، وربما أحاديث عابرة لم تتناول مشاعركما ولا تكلَّمتُما فيها عن الزواج، وكل الأمر محاولة لتفسير كلامه في إطار علاقة مفترضة من جانبكِ، وليس هناك كلام واضح مباشر، وهذا الفهم والتفسير من جانبكِ قد يكون صحيحًا، ولكن هل فكرتِ أنه ربما يكون في الأمر سوءُ فَهمٍ من جانبكِ؟ وقد يكون مجرد أوهام لا حقيقةَ لها، بل ربما كانت منشوراته هذه مقصودًا بها غيركِ، ولا عجبَ في هذا؛ فالإنسان عندما ينساق وراء عواطفه لا يرى الكثير من الحقائق، ويرى الأوهام وكأنها حقائق.

إذا كان هذا الرجل غير مستعد للزواج، فمن الحماقة الاستمرار في التفكير فيه ومتابعته، وأنصحكِ فورًا بمغادرة عالم الفيس بوك بلا تردُّد، لا أقول لكِ: احظريه؛ فهذا لا يكفي، فسوف يظل هناك بابٌ للشيطان يطرقه بين الحين والآخر.

حتى هذه اللحظة كنت أحدثكِ بحديث القلب، حديث من القلب للقلب، بين أختين، أفكر معكِ بصوتٍ عالٍ، وقلب مفتوح، ولم أُشِرْ إلى الأمر من الناحية الشرعية؛ لأن سؤالكِ لم يكن عن هذا، فلقد سألتِ سؤالًا واضحًا ومحددًا: هل يمكن أن تنسَي هذا الشخص لو لم يكن هو نصيبكِ؟

أقول لكِ: هل رأيتِ امرأة كانت تعشق زوجها، فلما مات، تزوجت غيره، وأحبَّت زوجها الثاني، وأخلصت له، وكانت له نِعْمَ الزوجة، وعاشت معه، وكأنها لم تعرف زوجًا غيره؟ إن لم تكوني قد رأيتِ هذه المرأة، فدعيني أبشركِ بأنهن كثيرات، فهذا حال المسلمة التي تعرف حقوق زوجها، وترعى الله فيه وفي نفسها.

إذا توقفتِ الآن وابتعدتِ وصُنْتِ قلبكِ لمن كتبه لكِ ربُّكِ، فلن تجدي أيَّ عناءٍ عندما يحين النصيب، ويطرق بابكِ القدر، أما إذا اخترتِ الاسترسال، فلا تلومي إلا نفسكِ.

لن أقول لكِ: إن عاطفة الحب هذه محرَّمة، فالإنسان لا يملك قلبه، ولكن المسلم أو المسلمة عندما يحب يعلم جيدًا الطريق الصحيح، ويعلم ما هي المرحلة التالية لهذا الحب، ألَا وهو الزواج، فإن علِمَ أنه لا أملَ، انصرف عن هذا الحب طاعةً لله وخوفًا من أن يقع في الحرام.

والمسلمة تصون نفسها، ولا تجعل قلبها عُرضةً للحرام، ولا تسترسل في حديثٍ مع غريب قد يطمع فيها، أو يظنها سهلة، فيحاول أن ينال منها، أو يحتقرها وينصرف عنها.

إن كنتِ تريدين طبيبًا لقلبٍ، فالله خيرُ طبيب، وهو خالق القلوب، ويعلم عِلَلَها ودواءها، فالتمسي العلاج عند الطبيب في صلاتكِ، وأكثري من دعائكِ في خلواتكِ، وثِقِي أن الله يغير ما في قلبكِ، إذا كنتِ حقًّا صادقة في تغيير نفسكِ.

نسأل الله لكِ الهداية والتوفيق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]