|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والداي تغيرا كثيرا! أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو من تغير معاملة والديها لها، وخصوصًا معاملة أمها التي تغيرت كثيرًا، مما جعل الفتاة تفكِّر في الانتِحار أو الهروب من البيت! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبة في الثانوية العامَّة، بعد انتهاء امتحاناتي بدأتُ أُلاحظ تغيُّرًا في معاملة والديَّ، خاصة معاملة أمي التي تغيَّرت بشكل كبير، فبعدما لم يكن يَمضي يوم إلا وأرتمي في حضن أمي الحنون وأقبِّلها وأتحدَّث إليها، وكانتْ لا تأمرني إلا بلطف، بعد كل ذلك أصبحتْ تنظر إليَّ نظرات حادة، وتأمرُني بشيء مِن الاستكبار والاحتقار، وبطريقة تُشعرني بالإهانة أو أني خادمة! ما أثار دهشتي وتعجُّبي أن أمي لم تكن كذلك طوال العام، ولا يوجد ظروف جديدة حلَّت علينا غير الأزمة المالية المستمرَّة منذ أعوام! لا يمنعني من التمرُّد سوى الخوف من الله، وما تعلمته من برِّ الوالدين، لكنني حقيقة أشعر بالشفقة على نفسي، وليس أمامي أحد أشكو له همومي؛ فليس لي صديقة ولا قريبة، ولا نخرج مِن المنزل، ولا نرى الدنيا لشهور عديدة، ولا نمارس الرياضة! أنا مضغوطة، وقريبًا سأنفجر بأي شكل، بل إنني أصبحت أفكر في الهروب أو الانتحار، رغم علمي أنني يستحيل أن أفعل شيئًا كهذا، لكنني أُشفق على شبابي الضائع. أتمنى أن تساعدوني فيما أمرُّ به من ظرف عصيب، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فاصبري يا بنيَّتي، واسألي الله وتضرَّعي إليه أن يكشف ضرَّك. أقدِّر حقيقة معاناتك، وذلك أمر قد امتحنك الله به ليرى ما أنتِ فاعلة، وأنت مؤمنة تُدركين ذلك، والأهم من ذلك هو عدم اليأس، فإن اليأس من روح الله أمر عظيم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْئسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، واعلمي بأن مع العسر يُسرًا، وأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب. والمطلوب منكِ هو حسْنُ الظنِّ بالله، مع حسْن التوكُّل، مع عمل الصالحات، مُكلِّلة ذلك بالصبر الجميل؛ قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127]. أما والداك فأُوصيك بوصية الله جل جلاله؛ حيث قال: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83]، فمهما رأيتِ منهما فتحملي، وأحسني الظنَّ، وحاولي معرفة أسباب التغيُّر الذي لمستِه من والدتك، سواء كان ذلك بسؤالها مباشرةً، أو كان عن طريق بعض إخوتك، وعلى كل حال الْتمِسي العذْرَ؛ فإن الوالدين غالبًا ما تَعترضهما المؤثِّرات المختلفة التي تؤثر على أخلاقهما سلبًا، فلا تلوميهما بل اعذري وتجاهَلي، واخفِضي لهما الجناح. كل شيء سيتغيَّر، والمهمُّ أن يكون التغيُّر للأحسن، فساهِمي في ذلك التغيير؛ وذلك بالدعاء كما ذكرتُ لك، ثم بالصبر والاحتساب والإحسان، وإشغال النفس بكل ما هو نافع لها من صلاةٍ، وتلاوة، وحفظ لكتاب الله، وبرٍّ للوالدَين وخدمتهما على أكمل وجه، وغير ذلك. ركِّزي في دعائك على طلب التوفيق من الله إلى ما يحبُّ ويرضى من الأعمال والأقوال والأخلاق، وأن يرزقك الرِّضا، ويشرح صدرك، ويُيسِّر أمرك، ويفرِّج همك. أسأل الله لك ذلك، إنه سميع قريب مجيب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |