|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أجمع شمل أسرتي؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو مِن تشتُّت أُسرتها، وانشغال كل واحد منهم بهاتفه، مع ضياع بعض إخوتها ودخولهم فيما حرم الله، حتى أصيبت باكتئاب بسبب بُعدِهم عن بعضهم البعض. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 19 عامًا، مشكلتي تكمُن في تشتُّت أسرتي، فرغم أن أسرتي كبيرة العدد فإنَّني أشعر أننا لسنا مُترابطين، والتواصل بيننا ليس قويًّا؛ وذلك ربما يكون بسبب الهواتف النقَّالة التي أبعَدَتْنا عن بعضنا البعض. لقد تغيَّر وضعُنا تمامًا بعد استخدامنا للهواتف النقَّالة؛ حيث اكتشفنا أن اثنتين من أخواتي يتحدَّثن مع رجال غرباء، وقد نُصِحتا وتغيَّرَتا ولله الحمد، أما أختي الكبرى للأسف فهي تقضي غالب وقتها على هاتفها النقَّال، ولا تجلس معنا إلا في أوقات قليلة، وأظنُّها تتحدَّث مع فتيات غير صالحات، لكن ماذا عساي أن أفعل؟ هل أحاورها؟ لكن بيننا حواجز؛ فهي مبتعدة جدًّا عنا، وربما لن تستمع إليَّ. لديَّ أخ صغير لا أريده أن يَبتعِد عنا هو الآخر، ولا أعرف ماذا أفعل لكي أزيد التواصُل معه أكثر؟ ولديَّ أخ خبير تجسس على حساباتنا، وتكلم مع أختي الأولى وتغيَّرتْ ولله الحمد، لكن أختي الثانية لم تتغير إلا قليلًا، فضلًا عن أنها لا تصلي! عندما أخبَرَني أخي بما كان منه عارضتُه، وقلت: أنت تتجسَّس علينا وهذا خطأ، فردَّ عليَّ بأنه معذور لأنه لا يريد إلا إصلاحنا، فهل يحق له أن يتجسَّس علينا؟ تكلمتُ مع أختي، فقالتْ: أنت تضخمين الأمر، فهل أنا كذلك؟ أشعر أنه ليس لديَّ أسرة؛ فهم بعيدون عني، لأن لكلِّ واحدٍ منا عالمه الخاص، وإذا حدثت لي مشكلة لا أخبر بها أحدًا، حتى أُصبْتُ بالاكتئاب، ولا يعلم أحد عني أي شيء! أرجوكم ساعدوني لأني تعبتُ من هذا الوضع المأساوي، ولا أدري ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أيتها الابنة الكريمة، حياكِ الله وربَط على قلبكِ، وأصلح أهلكِ، وجمع قلوبكم على طاعته، اللهم آمين. حُقَّ لك أن تتألَّمي وتبحثي عن حلٍّ لما آل إليه الحال في أسرتكم، ولا أراكِ تُبالغين أبدًا في شعوركِ وحزنكِ لحال تفرُّق الأسرة النفسي وتبعثرها الحِسي وتمزُّقها الجسدي؛ فالأسرة أساس الدفء، ومنبع الدعم العاطفي لأفرادها على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، ولا يقبل سَويٌّ أن يَستسلم لتفرق أسرته وتشتُّت شملها. أحيِّي روحكِ الجميلة، ونفسكِ الراقية، وأخلاقكِ العالية التي لن تقبل إلا أن تُعيد شمل أسرتها وتجمع قلبها وكلمتها، وأسأل الله أن يثبِّتكِ على ذلك، وأن يُعينكِ ويجعل التوفيق والهداية حلفيكِ والنجاح مآلكِ ومصيركِ. ابنتي الكريمة، إن مما ابتُلي به مجتمعنا وأُصيبتْ به كثير من الأُسر هو التطوُّر الهائل في تلك الهواتف الذكية التي سلبت الناس عقولها، وتحكَّمت في أوقاتهم، تجمعهم وقتما تشاء وعلى ما تشاء، وتتقاذف قلوبهم فتُلقي بها في أودية سحيقة لا يَستطيعون فِكاكًا ولا يجدون خلاصًا، ومما يُؤسف له أن كثيرًا مما يَجذب الناس شبابًا كانوا أو كهولًا لا فائدة فيه دنيوية أو دينية، ولقد أبعدت الأطفال والشباب عن القراءة ومطالعة الكتُب والاستفادة مما فيها من علم؛ إذ يَستثقِلون القراءة ويَكتفون بمطالعة بعض الأخبار والمشارَكات "posts"، أو التغريدات "tweets"، على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث الاختصار والحرية في العرض، وسهولة التناقل، وسلاسة التعامل معها، وليس من الصعب أن نحقِّق الاستفادة ونَنتفِع بهذا الخير الوفير والرِّزق العظيم، ولكنه يأتي ومعه كثير من العادات والأفكار الدخيلة، ويَقتحم حياتنا بكل ما يحوي من شوائب تطغى على بعض ما به من فائدة، فيَحول دون تحقيق الكثير مِنا للفائدة، والهدف الأساسي من اختراعه، وهو: اختصار الوقت وتوفير الجهد. ليست مهمَّتُكِ باليسيرة، ولكنها غير مستحيلة مع الصبر وبعض الجهد. عليكِ بتذكير أخيكِ بحُرمة ما يفعله وخطورته عليه في الدنيا والآخرة؛ فليس من حقه التجسُّس على أحد بحجة الحرص عليه أو الخوف من المستقبل، والحرام لا يعالَج بالحرام؛ قال بعض الصالحين: "إذا رأيتم الرجل موكَّلًا بتتبُّع عورات الناس، فاعلموا أنه قد مُكر به". لا تكشفنَّ مساويْ الناسِ ما ستَروا ![]() فيَهتك الله سترًا عن مَساويكَا ![]() واذكر مَحاسن ما فيهم إذا ذُكروا ![]() ولا تَعِب أحدًا منهم بما فيكَا ![]() وبإمكانه النُّصح والتوجيه دون الاطِّلاع على عوراتهم بهذه الصورة المشينة، والتي نهى عنها الله تعالى في القرآن وأمر باجتنابها بأمر واضح وصريح: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]. أنصحكِ ببناء صداقة متينة مع أخيكِ الأصغر، ولا أرى عمره مانعًا لاتخاذه رفيقًا فيما عزمتِ عليه من إعادة الدفْء الأسري الذي حُرمته الأسرة، ولعلَّ في استماع نصيحته وأفكاره ما يكون فيه الخير الكثير بإذن الله. لم تَذكري معلومة عن والدَيكم، فإن كانا على درجة من الوعي الاجتماعي تسمح لهما بالتحاور، فلتقترحي على والدكِ أن يُقيم لكم جلسة أسبوعية لمدة ساعة يُشترط فيها أن تُغلق جميع الهواتف وما يلحق بها من أجهزة، وتُترك في أماكنها لحين انتهاء الجلسة التي تناقشون فيها بعض مُشكلات البيت، أو تتبادَلون الحديث حول الأمور العامة وتتخلَّلها بعض الطرائف أو المسابقات الخفيفة التي لن تُعجزكِ في إعدادها مرةً كل أسبوع بمُعاونة أخيكِ الصغير. لا يعفيكِ بُعد أختكِ النفسي من بذْل النصح لها، ولأخيكِ الأكبر الذي يستحلُّ المعصية لنفسه ويُحرِّمها على أخواته. كما أنصحكِ بمُحاولة التقرب إلى أختكِ قبيل نصحِها؛ عن طريق مناقشتها في بعض مشكلاتكِ الخاصة، ولو على سبيل بثِّ الثقة في نفسها وإشعارها أنها مؤهَّلة لنُصح غيرها، وأنكِ بحاجة إليها وإلى آرائها التي قد تكون أحيانًا غير صائبة. وأما التي لا تُصلِّي فأخشى أن مصيبتها أكبر من أن تترك ولو يومًا واحدًا، بل يجب مناقشة الوالدة والوالد، وتحذيرها مما هي عليه من معصية عظيمة. أعانكِ الله، وهدى أهلكِ، ويسَّر أمركِ، وجعل الخير على يديكِ، وأجرى كلمة الحق على لسانكِ، وجعل لكِ قبولًا في قلوبهم وتقبُّلًا لنُصحكِ وقولكِ. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |