احذر من استفزاز البضائع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5024 - عددالزوار : 2165512 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4605 - عددالزوار : 1446254 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 9544 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 8902 )           »          أَقِطُ أم سُلَيْم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          حدث في الثامن من ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المتحابون في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          ويؤثرون على أنفسهم... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 9610 )           »          الدين وإصلاح الإدارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2022, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,561
الدولة : Egypt
افتراضي احذر من استفزاز البضائع

احذر من استفزاز البضائع
محاسن الشرهان

قالت لي بحماس: هل ذهبت لمحل الأواني الذي أُفتتح بالأمس؟
قلت لها: لم يكن لي به حاجة.
قالت باستنكار واستغراب: ولكن لديه عروض رائعة، العروض فرصة! فإن احتجتِه مستقبلاً فسيكون سعره أضعافاً مضاعفة، ثم تتحسرين!!
مستقبلاً.. ثم تتحسرين!

***
مرّت بجانبي إحدى الفتيات وكانت تمسكُ بيدها حقيبة تبدو جديدة..
فقالت التي بجانبي بسخرية: يااااه، هذه الحقيبة موديلها قديم جداً، ولا زال هناك من يشتريها؟!!
قلت: إنها تؤدي حاجتها.
قالت: إنَّني أُقيم شخصية الفتاة من اختيار حقيبتها.

***
حينما يتحول الشيء المادي التافه البسيط من كونه شيئاً عاديًّا إلى أن يكون أماناً وهميًّا للمستقبل المجهول!
فتوصية الناس لبعضهم بشراء شيء لمجرد أنه مخفَّض وخشية أن أحتاجه في المستقبل هذا ليس أمراً جيداً..

وفي الآونة الأخيرة أصبحت المؤسسات الإعلامية تغذي سُعَار الاستهلاك وتشكل الأذواق، وترسم الاحتياجات والاختيارات المفروضة والتي تسيطر على وعي الناس دون أن يشعروا، وذلك من خلال الإعلانات والصور والدعايات ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يقتنع العقل إجباراً بأن هذه السلع مهمة وضرورية، وأن حياته بدونها لا قيمة لها ولا معنى.

إن حاجة الإنسان للتقدير والاحترام هي حاجة فطرية وضرورية. إنَّ أكثر شيء يخشاه الإنسان هو نتيجة تقييم الناس له.

فلمّا يبتعد الإنسان عن العيب والخطأ ويترك أموراً محببةً خشية الانتقاد، فإنه بذلك يزيد من معدل تقييمه عند الناس، ويريد أن يكتسب تقدير الناس والوجاهة والاحترام.

أما أن يتحوَّل شراء الأشياء إلى مختبرات لتقييم للذات، ويتم إقناع الإنسان بقيمة الشيء المعنوية لا الذاتية..
فالجميل هو ما يُجَمَّلُ لنا آثاره والحسنُ هو ما يحَسَّنُ لنا وجوده.

- فتعرض الحقيبة لا لمتانتها وقوتها وجودة صناعتها وإنما على أنها هي رمز الجمال وعنوان الذوق..
- يُعرضُ الفستان الأسود عنوان قوة الشخصية والأناقة.
- وتعرض صور الأثاث في المنزل الذي لا حاجة له به على أنه عنوان الجمال والفخامة والأنس والراحة.
- وتعرض الأواني كعنوان الاجتماع والتآلف الاجتماعي..
فيشتريها الناس لا لأهميتها لذاتها ولا لحاجتهم لها أصلاً، وإنما لما تعبِّرُ عنه من تقييم للذات.

أصبح كثيرٌ من الناس يشتري الشيء لحاجته للتقدير من خلال الشيء. فطغت على الناس تقييمات وهمية وكاذبة حسب لبسك وشرائك والألوان والأوصاف والماركات العالمية والسيارات وغيرها.

ثم تلغى الذات تدريجياً لتكون هي عدد الأشياء التي يمتلكها ونوعها وسعرها!
ففي ذلك ذوبان شخصية الإنسان في الأشياء المتكومة حوله.. مما يدل على انحدار خطير لا قاع له في عقلية الإنسان المسلم.

فينبغي على المسلم أن يعيد النَّظر في علاقته بالأشياء من حوله، فكثير من الناس قد استهلك نفسه واستنفد كل طاقاته في الاستهلاك وتجميع الأشياء التافهة وغير المجدية التي تسدُّ الأفق أمامه ليفكر بعقله في التغيير، فلا يستفيق من سكرة البضائع والأشياء التي تعجُّ بها حياته.
حتى صار امتلاك الشيء هدفاً وغايةً لتكميل نقص النفس.
ولقد نسيَ الإنسانُ نفسه حتى صار لعبة في يد الإعلانات والبضائع والعروض التي تلمع الأشياء.

- فالإناء الجديد اليوم هو قديم الغد ويجب تغييره..
- وموديل حقيبتي اليوم لا تليق بي غداً وتؤثر في تقييم شخصيتي..
- إنَّ إغراءات السوق تتأسس على سذاجة المستهلك وقلة وعيه بما يجب شراؤه وما لا يجب شراؤه!
- لا بد للإنسان المسلم أن ينمي وعيه الاستهلاكي وأن يرفع من ثقافته في كيفية الاستهلاك وأن ينظر لحاجته هو وليس لإغراء الإعلانات والدعايات.

إن النفس البشرية مطبوعة على الحرص والاستزادة وحب التجديد والغيرة والتنافس والطمع. والمؤسسات الإعلامية والإعلانات التجارية اتخذت من ذلك مدخلاً ووسيلة استفزاز وضغط على الطبائع النفسية من خلال عرض البضائع بشكل يوحي بوجوب شراءها وضرورتها، فإما أن تشتري أو أن تتمنى ذلك وتحزن.

والعقل يقيِّد ذلك ويوجهه التوجيه الصحيح ولا بد للمسلم أن يضع حدًّا لهذا السيل الجارف وأن يعيد زمام امتلاكه لعقله الذي تخلى عن قيادته فأصبح تقوده النفس.

ولا بد أن يعي المسلم أنه بكثرة شراء السلع وتجميعها تكثرُ الحقوق الشرعية الواجبة عليه وهي: حق هذه السلعة وحق الله وحق الناس.

فمن حق السلعة استخدامها في الوجه الحق بما يرضي الله، والرضا بها وحسن الاستعمال.
ومِن حق الله في السلعة حمده على هذه السلعة وشكره عليها والرضا بما قسم الله.
ومن حق الناس فيها إعانتهم بما زاد عن الحاجة وإعارتها وعدم المباهاة بها.
إنَّ كل ما في الكون هو تسخيرٌ من الله للإنسان ليعمل في تحقيق الغاية الأسمى من وجوده وهو العبادة.

قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.

بيَّن لنا القرآن أن الحياة الدنيا حقيرة لا تساوي شيئاً، وأنها خدَّاعة تظهر بغير وجهها الحقيقي تغرُّ الإنسان وتخدعه، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾.

إن الدين الإسلامي بيَّن للمسلم منهجيته في الحياة ورسم طريقته في التعامل مع مغريات الحياة الدنيا.

- ﴿ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى
- ﴿ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
- ﴿ أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴾.

وأخيراً..
لا يفهمُ القارئ الكريمُ من ذلك أنني أدعو لنبذ الشراء، والتقليل من أهميته والتقتير على النفس، بل إلى عقلنة الاستهلاك حسب الحاجة لا حسب قوة الإعلان.
وأدعو إلى عبودية الله من خلال الشراء.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]