حكم التعزير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2041059 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310494 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129263 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4839 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2022, 09:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي حكم التعزير

حكم التعزير


بعد أن ذكرنا في المواد المنشورة سابقاً الأدلة على مشروعية التعزير تبين لنا أن التعزير مجمع عليه إلا أنه اختلف في تحديد حكم التعزير هل هو واجب أو مندوب إليه على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
وهو قول الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه إن كان حقاً لآدمي وجب كالقصاص إلا أن يعفو صاحب الحق وإن كان حقاً لله تعالى فالأمر فيه إلى الإمام أو نائبه، فإن رأى أن فيه المصلحة ولا يرتدع العاصي عن معصيته إلا بها وجب التعزير، وإن كان غير ذلك فهو مخير إن شاء عزر وإن شاء ترك، خصوصاً إذا جاء القاضي تائباً ونادماً وشواهد هذا من الحديث النبوي كثيرة، مر بعضها معنا في ثنايا البحث نذكر منها على سيل المثال ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت يا رسول الله، قال «وما أهلكك» ؟ قال: وقعت على أهلي في نهار رمضان" متفق عليه[2].
فلم يعزره رغم أنه انتهك حرمة رمضان.

القول الثاني:
أن التعزير يجب مطلقاً، لأنه إن كان لحق آدمي فلا يجوز للإمام أو نائبه العفو عنه، لأنهم لا يملكون حقوق الغير، وإن كان حقاً لله تعالى فكما أن الحدود لا يجوز له العفو عنها، فالتعزير كذلك إذاً.
وأجيب عنه: بأن قياس التعزير على الحدود مطلقاً قياس مع الفارق، فإن الحدود لا تصح الشفاعة فيها إذا رفعت إلى الإمام مطلقاً، وذلك كما في حديث المخزومية التي سرقت فقطع الرسول صلى الله عليه وسلم يدها، وقال: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها[3]، رغم تشفع الشافعين فيها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تشفع فيها أسامة بن زيد رضي الله عنه.

أما التعزير فيجوز التشفع فيه ولو بعد وصوله إلى الإمام كما مر معنا عند الحديث عن الفرق بين الحد والتعزير ومن الأدلة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود"[4].
وقوله صلى الله عليه وسلم: " «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء» " (متفق عليه) [5].

القول الثالث:
أنه إذا كان حقاً لآدمي وجب التعزير إذا طلبه الآدمي كالقصاص فلا يجوز للإمام أو نائبه العفو عنه، وإن كان من حقوق الله جل وعلا فالتعزير مندوب وللإمام أن يتركه، وهذا القول للشافعية كما يظهر من كتبهم[6].

واحتجوا بما يلي:
1- أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعرض عن الرجل الذي جاءه فقال إني لقيت امرأة فأصبت منها دون أن أطأها، فقال صلى الله عليه وسلم: "أصليت معنا، قال: نعم، فتلا عليه: ﴿ «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ» ﴾[7]" الآية ولم يعزره صلى الله عليه وسلم.

وأجيب: بأن إعراض الرسول صلى الله عليه وسلم يحتمل أمرين:
أحدهما: أنه ترك التعزير لأن الرجل جاء معلناً توبته وندمه على ما بدر منه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم قد أراد تأليف الناس وترغيبهم في الإسلام، فكأنه لمصلحة يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويريدها.

2- احتجوا: بقصة الأعرابي الذي تكلم في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله" وقول الأعرابي الآخر الذي تكلم في حكم حَكَمَ به النبي صلى الله عليه وسلم للزبير "إن كان ابن عمتك".
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعزرهما في الحالتين.
وأجيب: بأن هذا يعتبر تعد على شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعتبر من حقوق العباد، وحقوق العباد لا يقام التعزير فيها إذا عفا صاحب الحق.

الرأي الراجح:

والذي يظهر لي – والله أعلم- أن القول الأول هو الأرجح فإن التعزير إن كان لحقوق الآدميين وجبت إقامته، لأن حقوق الآدميين مبنية على المشاحة فلا يجوز العفو عنها إلا من قبل صاحبها فهو الذي يملك العفو أو المطالبة.

أما إذا كان الحق لله تعالى وظهرت المصلحة في إقامة التعزير وجبت أيضاً إقامته، لأن جلب المصالح، ودفع المفاسد واجب في الشريعة الإسلامية، فإذا كان العاصي لا يرتدع ولا ينزجر إلا بتعزيره وجب ذلك لينقطع دابر الفساد وتخف الجرائم، أما إذا لم يكن هناك مصلحة في تعزير العاصي، ولم يظهر شيء من ذلك فإن الإمام مخير إن شاء أقام وإن شاء ترك، والترك مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود"[8].

[1] حاشية ابن عابدين 3/ 197-198، وتبصرة الحكام 2/ 217، ومغني المحتاج 4/ 194-195، وكشاف القناع 6/ 121، والفقه على المذاهب الأربعة 5/ 398، والأحكام السلطانية للماوردي ص:237-238، والأحكام السلطانية لأبي يعلى ص: 281.
[2] نيل الأوطار 4/ 240.
[3] صحيح البخاري 2/ 304.
[4] سبق تخريجه ص:14.
[5] سبل السلام 4/ 52.
[6] مغني المحتاج 4/ 192، والأحكام السلطانية للماوردي. ص: 237.
[7] سورة هود آية: 114.
[8] سبق تخريجه.
__________________________________________________ ___
الكاتب: عبدالعزيز بن زيد بن عبدالله العميقان












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.71 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]