هل نتعلم بحجم أخطائنا؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التذكّر... في لحظة الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          لماذا نرغب بما مُنعنا عنه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عشرة أشفية للحزن في القرآن العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العمل الصالح .. صاحبك الذي لا يخذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عزلة مؤقتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خواطر بلا صخب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الممحاة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حين تُرِبِّت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العنوان : أفرأيتم الماء الذي تشربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رحلتي مع الكمبيوتر من صخر إلى الذكاء الصناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2022, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,434
الدولة : Egypt
افتراضي هل نتعلم بحجم أخطائنا؟!

هل نتعلم بحجم أخطائنا؟!


د. نسرين الحميد






مثلما قُدِّر للإنسان أن تكون أعمق جراحاته تلك التي يَصنعها بيده، فإن الله ألهمه القدرة لتعلُّم أفضل ما يُمكن تعلُّمه بعد أي جرْح تسبَّبت فيه خطوته العاثرة تلك، شريطة أن يقوم بفعل ما يَنبغي عليه فعله دونما تخاذُل متسلِّحًا بالصبر.

إنك أنْ تَعترف لنفسك أولاً بوقوع الخطأ - حيث لا يُمكن لذاكرتك نسيان ما تُحاول أن تتجاهَله - أبلَغُ في إيقاف الضلالات المتدفِّقة على وجدانك وفِكرك، وبعدها حاوِلْ جاهدًا تقصِّي كيفية تحويلها لنجاحات جديدة.

في كتاب جيرارد ج. نيرين برج "Do It Right The First Time" (افعل ما ينبغي أن تفعله أول مرة) يُطلعنا الكاتب على كيفية تعلم أفضل ما يُمكِننا فعله من أخطائنا التي لا تُنسى، ومِن عثراتنا وسقطاتنا المؤلمة.

هو أيضًا صاحب كتاب "فن التفاوض" و"كيف تقرأ شخصًا كما تقرأ الكتاب؟" How to" "Read a Person Like a Book.

وهي من الكتب التي يُفضفض لها بوحك بصمتٍ وبثقة؛ لأنَّ الكاتب يعلمنا كيف نُصارح النفس التي تناهض الاعتراف بالخطأ، حينها سنتعلم ما ينبغي علينا فعله.

انشغل البعض بقراءة أفكار الآخرين، ونَقدِها، وتحليلها، وهذا ليس بالأمر السهل، ربما، لكن ذلك ليس المهم؛ الأجدى أولاً أن نقرأ أفكارنا بوعي، وسنعترف عند تلاحق الأسئلة التي ستطرق رأسنا كما لو لم نسمعها من قبل، حينها ستعترف بأنك أخطأت، وحينها فقط ستتعلم.

هل شاهدت حجَّارًا وهو يكسر الأحجار؟
إنه يطرقها مائة مرة دون أن يتبيَّن له أثر كسر، ويهمُّ بطرقها كل حين كما لو أنه يفعل ذلك للمرة الأولى، وما تلبَث أن تنكسر أمام عينيه تلك الصخرة القاسية، إنَّ ما كسَرَها ليست الضربة الأخيرة؛ وإنما المائة الضربة التي سبقتْها.

وكذا المشكلة قد لا يُصلحها السؤال الأول الذي تطرحه على نفسك، ولكن قد تهتدي لما ينبغي عليك تداركه عند السؤال الخمسين مثلاً.

هكذا لا نتعلَّم بقدر حجم أخطائنا ومشكلاتنا فقط، بل بحجم تأمُّلنا لما ينبغي علينا فعله، ويُقال: "إنَّ أي شخص يَفشل في إدراك مشاكله، يَترك بابًا مفتوحًا تندفع المآسي من خلاله"؛ باولو كويلو.

وهكذا ينبغي أن نعلِّم أنفسنا ألا نرهنها حبيسة منطقة الظلِّ والاستجداء بالماضي أو الانكسار عند نقطة ما.

إنَّ لحظة إيقاف الأفكار المتدفِّقة والتأمُّل ومعرفة النفس والاعتراف لها في لحظات العزلة التي ينبغي أن نقتطعها لأنفسنا - ستصنَع لنا عالَمًا جميلاً مِن التصالُح مع الرُّوح دونَما إذلال لكرامتِنا أو سجنِها في حدود عثراتنا السابقة.

هكذا يَجب أن نتخيَّل أنفسنا عندما نجدها في مأزق: الوعي بحدوث المشكلة، والاعتراف بحدودها، وطرح التساؤلات، والإجابة عنها بصدق، واختيار البدائل الأكثر أمنًا، والأقل إيلامًا وضررًا، مع الابتعاد عن الشعور بالندم الذي يُغلِّف المزاج بالصدأ، ويَخبو معه كل لمعان للإبداع والتعلم، ثم الاستعانة بالله أولاً وآخرًا على التوفيق للعمل الجادِّ دون يأسٍ.

لنتعلم ترميم الأخطاء، وطبطبة الجراح، واندمال القروح، بدلاً من أن ننكأها بجَلدِنا لذواتِنا إيهامًا مِنا بأن هذا هو سبيل التصحيح، ونُعيد اجترارها من غياهب الإنكار.

منَحَنا الله القدرة والرغبة معًا على التعلُّم من أخطائنا دونما ندمٍ أو ألم، ليس لأننا ملائكة، بل لنُحقِّق حكمته في قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10]، وهذا هو البلسَم الرقراق الذي يَمشي على أفكارك فيَغسلها دونما ألم.

لمَ لا نَستسلم للتغيير نحو تعلُّمٍ أفضل، عوضًا عن الغوص في مستنقعٍ من وحل الإنكار والاستكبار؟


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]