سعادة المتقاعد: من المسؤول عنها وما طريقها؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4908 - عددالزوار : 1949356 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4479 - عددالزوار : 1255423 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14537 - عددالزوار : 765497 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 404 - عددالزوار : 124137 )           »          انتقاء الأفكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الشعوبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الرد على من يصف الصحابة بالنفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الزاهدون في السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          من فوائد صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          البِلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-08-2022, 03:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,225
الدولة : Egypt
افتراضي سعادة المتقاعد: من المسؤول عنها وما طريقها؟

سعادة المتقاعد: من المسؤول عنها وما طريقها؟
هشام محمد سعيد قربان





أُصارحكم بأنني احترت في اختيار عنوان هذا المبحث الجزئي عن سعادة المتقاعد، ولقد خطرَتْ على بالي - قبلَه - عدة عناوين، لكنني لم أرتح لها، ولم أر مناسبتها لغرَضي، فوظيفة العنوان: الإشارة لما يُراد طرحه، ومن حسن الصنعة تناغُم قصد الكاتب وكلامه مع عنوان مقاله.

إن لكل مقام ومقال عنوانه، فبعض المقال لا يصلح له إلا عنوان مخصَّص ومفصَّل في إطارٍ ضيِّقٍ ومَحدود، وقد يشير العُنوان لموضوع بصفة عامة وغير مفصلة، وفي أحيان أخرى يصلح أن يكون جرس العنوان تقريريًّا ومؤكدًا لموضوع أو نتيجة، وكثيرًا ما يلجأ الكتاب لعناوين ذات صِيَغ غامِضة، أو مُصادِمة، أو تساؤلية بقصد التشويق والإثارة.

لقد تعمَّدتُ صياغة العنوان في سؤال مفتوح، ومقصدي هو حثُّ واستثارة نقاش نفسي مبكر ومستمر بيني وبين القارئ، فلعله - من خلال العنوان - يفكِّر في إجابة أو إجابات قبل قراءته للبحث، أو لعله يظن بأنني قد أنحو في النِّقاش منحى لا يوافقه، وآمل أن تثري هذه المشاركة من لدن القارئ العزيز هذا البحث.

من العناوين التي أعرضتُ عن اختيارها:
سعادة المتقاعد مسؤولية مَن أفنى زهرة عمره في خدمته! وهذا العنوان ذو جرس تقريري محدد، يؤكد - لمن يوافقه من القراء - بأن الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية هي المسؤولة عن سعادة مستخدميها بعد تقاعُدِهم عن العمل، ونكاد نسمع كلمات مؤيدي هذا العنوان تقرر ما يعتقدونه ويؤمنون به: فالموظف قد وهب زهرة عمره وشبابه وقوته وصحَّته لمستخدميه سنين طويلة، ومهما أُعطي من أجرة، فهي لا تَفيه حقَّه كاملاً، وما عناية الشركات والمؤسسات بسعادة متقاعديها إلا بعض عرفان، وقليل امتنان، وحفظ للجميل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

لعلنا لو ساءلنا بعضًا مِن قُراء هذا الكتاب الذين يوافقون العنوان والمُنطلَق البحثي الذي تقدم طرحه عن الكيفية، أي الطريقة التي تُترجم بها الشركات والمؤسسات في القطاعين مسؤوليتها في تحقيق سعادة المتقاعد، لأجابوا أجوبة مطوَّلة ومفصَّلة تتمحوَر حول مِحورَين:
أولهما: عدم رضاهم وشكواهم من الخدمات التي تقدم حاليًّا للمُتقاعدين من جهة النوع والكم والمستوى والملاءمة، ولعل أحدهم يُعلنها صراحة قائلاً: إن شركاتنا ومؤسساتنا تخلَّت عنا، ونسيتْنا بعد التقاعد، ومستوى مشاركتها في إسعادنا ضئيل جدًّا، وأقل بكثير مما كنا نتوقع ونأمل، ولقد آن لهم أن يعرفوا بأن سعادتنا - كبشرٍ أحياء وقادرين - لا تَنحصِر أبدًا في: مرتَّب تقاعدي هزيل، وعلاج لأمراض شيخوختنا، ومجلة شهرية، وحفل سنوي يتيم كئيب.

أما المحور الثاني من إجابتهم عن الكيفية فيحوي أمانيَ وآمالاً ورغبات ومطالب للمزيد من المشاركة والجهد والاستثمار من قبل الشركات والمؤسسات في إسعاد المتقاعدين.

دعوني أشارككم بفكرة ومقترح أحبه وأحلم به، وأتمنى أن ينطلق من لدن المتقاعدين أنفسهم ممن يوافقون ما تقدم من منطلق بحثي، ويتعلق بمطالبة الموظفين والمتقاعدين مستخدميهم في القطاعين الخاص والحكومي بإعداد دورات علمية خاصة تُجهِّزهم للجوانب النفسية المهمَّة واللازمة لسعادة حياة المتقاعد، ولعل هذه الدورات تفيد من المادة العلمية الغنية والمتنوعة التي أودعتها صفحات بحثي هذا، والذي أتمنى أن يقرأه ويفيد منه كل متقاعد، ومقبل على التقاعد، وكل معني بخدمة المتقاعد وإسعاده في عالمنا العربي والإسلامي.

من العناوين الأخرى التي فكرت بها ولم أخترها:
إنذار للعقلاء: سعادة الإنسان - سواء كان متقاعدًا أم موظفًا - هي مسؤوليته الخاصة، وجرس هذا العنوان قوي كسابقه، فهو تقريري ومصادم، ولسان حال من يختاره يقول: لن يحرص أحد على سعادة المتقاعد (وغيره) أكثر من نفسه التي بين جنبيه، وما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظُفْرك، ونكاد نسمع تحذيرات من يُوافقه جريئةً وعالية ومُجلجلة: إن سعادتك - أيها المتقاعد - لهيَ أثمن وأغلى من أن تأتمن عليها أحدًا غيرك كائنًا من كان، أَفِقْ من غفلتك، وحطِّم وهمَك، فلقد انتهت بتقاعدك علاقتك بشركتك ومؤسستك، وهم مشغولون - عن أمثالك من الراحلين - بأعمالهم وأهدافهم الإستراتيجية وخططهم ومشاريعهم وأرباحهم، وأنت واهم جدًّا إن ظننتَ أنهم يشتاقون لك كما تشتاق إليهم، اسمع نصحي فهم خلاف ما تتخيلهم، فما هي إلا منشآت آلية وعملية، ربحية باردة وجامدة، تتحرَّك تحت ضغوط كثيرة وأرقام كبيرة، ليس لها قلب ينبض، ولا مكان فيها للمشاعر الرقيقة والأحاسيس المرهفة، ولقد أعطوك ما وعدوك من أجرة وتأمين ومرتبات تقاعدية، ولقد حل مكانك غيرك، وسيحل غيره مكانه بعد حين.

كما فعلنا سابقًا، سنُسائل من يتحمس للعنوان السابق شرحه عن كيفية تحقيق سعادة المتقاعد، وأظن جوابهم لا يبعد كثيرًا عن الآتي: لن يسعدك أحد إلا نفسك، ومنطلق السعادة هو من داخلك ومن قرارة ذاتك، فاقرأ عن السعادة في آي قرآنك العظيم وحديث نبيك الكريم، وابحث - شرقًا وغربًا - في رصيد الأبحاث والعلوم والتجارب الإنسانية عن كل حكمة نافعة ووصفة مجربة وأسلوب مثمر ومأمون، وخالط السعداء، واقتد بهم، وأفد من تجاربهم؛ فالسعادة ليست حكرًا لأحد، وليست سرًّا غائبًا، وإياك ثم إياك من سلوك دروب الساعة الزائفة، فليس هنالك في الكون بأسره درب للسعادة أصدق وأفضل وأوثق من الصراط المستقيم، وما إخالك تَنسى أن الداعي لهذا الصراط هو أرحم بك من أمك وأبيك ونفسك التي بين جنبيك.

واسمحوا لي أن أكرر ما تمنيته من إفادة كل المتقاعدين والمُقبِلين على التقاعد من هذا البحث العلمي المفصل الذي أقدمه بين أيديهم والبحث عن أمثاله، ودعوة أنفسهم وأهليهم ومعارفهم للقراءة والبحث عن كل ما يعين ويثري بحثهم عن السعادة، وتعليم غيرهم وإرشادهم.

من العناوين الأخرى التي فكرت فيها، ولكنَّني لم أخترْها: إن سعادة المتقاعد مسؤولية مؤسسة التقاعد، ومسؤولية جمعيات المتقاعدين، ومسؤولية عائلة المتقاعد، ومسؤولية كل المجتمع صغارًا وكبارًا.

وكما رأينا فيما سبق، فكيفية تحقيق سعادة المتقاعد مرهونة بمن تتعلق به هذه المسؤولية، أو من نعتقد تعلقها بذمته.

ما رأيك أنت، أيها الكاتب؟ سؤال أتوقعه من القراء، من المتقاعدين وغيرهم، وهم كما عهدتهم لماحون وأذكياء، ولن يخفى عليهم هروبي وتنصُّلي من الإجابة إلى هذه المرحلة من المقال، ولا مفر لي من مصارحتهم بنيتي.

إن الحديث عن السعادة وتحديد مصدرها والمسؤول عنها أمر متشعِّب، ولا يسهل إيجاز تحريره وتقريره، وهو سؤال الحياة الأكبر، وإجابته سر رحلة العمر، ولقد ارتأيت قصدًا ألا أصرح برأيي في الإجابة عن عنوان هذا البحث، ولقد عرضت في جنبات هذا البحث طائفة من النقاشات والإشارات والتلميحات حول إجابة هذا السؤال، ولكنني أرى بأن أفضل من يوكل إليه جواب سؤال مقالنا هو القارئ العزيز نفسه، ولعل إجابته تتغير وَفق سِنِّه وخبرته وتجربته، وأنا واثق بأن تجربة المتقاعد الحياتية - خصوصًا - من العمق والثراء بمكان، ولا أظنه يحتاج لمثلي - بعد هذا العمر الطويل - ليُخبره الفرق بين الذهب والنحاس، والماء والسراب، والوهم والحقيقة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]