الطرح المتنوع والثراء التحصيلي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4914 - عددالزوار : 1967517 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4486 - عددالزوار : 1264557 )           »          استشهاد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة شيطانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كفارة المجلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حياة من الجن وجن من الحيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وقفة معبرة مع تقويم الهجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قصة موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عام مضى وصوم عاشورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2022, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي الطرح المتنوع والثراء التحصيلي

الطرح المتنوع والثراء التحصيلي
حسن عبدالحي




اختلاف قدرات الناس ومشاربهم من أعظم أسباب اتساع ثقافتهم وثراء تحصيلهم، ولهذا يسعى العقلاء إلى الاستفادة من غيرهم وإن كانوا أقلّ منهم معرفة وعلمًا أو قدرةً وعقلاً.

فالكاتب أو المحاضر يلقي أو يكتب من وحي ثقافته ومطالعته وسمات شخصه، ولهذا لا نكاد نجد كاتبينِ أو محاضرينِ متفقي الأسلوب أو الطريقة والعرض، حتى ولو اتفقا في تناول المضمون، فإن التفاوت والاختلاف فيما بينهما من بصمة المعرفة والمطالعة، وسمات الشخصية، والنشأة البيئية.. كل هذا التفاوت سيجعل مادّة كتابتهما مختلفة تمامًا.

فمن الخطأ الكبير إذن الزهد في مطالعة أعمال الآخرين بحجّة معرفة مضمون موادّها، إذ ليست العبرة بالمضمون المُتناوَل، وإنما العبرة باختلاف تناولِ صاحب المادة المطروحة، وكم من عنوان أو مضمون تشابه مع غيره من المواد في ظاهر الأمر وفارقه في حقيقته جملةً.

وربّ فائدة لا يجدها القارئ أو المستمع في كلّ كتاب أو مقالة أو محاضرة أو خطبة، وتلك حقيقة مشاهدة، فالمرء قد يرهق نفسه بحثًا وتنقيبًا عن فائدة في مصادرها الموسوعية الرئيسية ثم لا يجدها إلا في مقال مختصر أو كلمة وجيزة.

ومجرد تهيئة النفس على قبول الاستفادة وإثرائها من المألوف سماعًا ومطالعة يعطي للتعامل معها شكلاً آخر غير شكل مباشرتها على مضض لوقوعها في نظرنا مكررة قديمة أو معلومة المضمون لا أهمية منها.

حسن الاستماع:
في حسن الاستماع يقول ربّنا تبارك وتعالى: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ ﴾ [الزمر: 17، 18]، فحسن الاستماع آلة أصيلة من آلات التدبّر والاستفادة قد حثّنا الله تعالى على إعمالها.

الطرح المتنوع:
والطرح المتنوع يعني المتغاير في بعض مادته، سواء كان هذا التغاير في الأسلوب والطريقة، أو في أطراف الموضوع المتناوَل، أو في الإضافة عليه، ولنأخذ قضية حيّة من واقعنا كمثال على أنواع هذا الطرح المذكورة:

مثال على تربية الأبناء:
يوجد الكثير من البحوث والمقالات والمواد الصوتية التي تتناول قضية تربية الأبناء، والمتدّبر لتلك المواد يجدها متفاوتة بشكل كبير، على أن مرحلة تدوين وإثراء مواد تربية الأبناء التاريخية وإفراده كفنٍّ مستقل ليست بعيدة، ومع ذلك اتسعت محتوياته ومسائله بكثرة.

تغاير الأسلوب والطريقة:
وبالنظر لأوّل البحوث المعنية بهذا الفنّ في التراث الإسلامي، ثم البحوث والتناولات اللاحقة عليها نجد اختلاف الأسلوب والطريقة بينهما واضحًا جدًّا، إذ عُنيت الأولى بعقليةٍ ومجتمعٍ طرأ عليه الكثيرُ من التغيُّر، فاحتاجت الثانية مراعاةَ هذا فتغايرت الطريقتان.

اختلاف أطراف المتناوَل:
وكذلك تتفاوت المواد المتناوِلة لقضية تربية الأبناء، إذ يهتم بعضها بجوانب التعليم البحت للأخلاق والآداب في الإسلام، وتهتم مواد أخرى بنشأة الطفل النفسية والاجتماعية المدعومة بالعلم الحديث، وتهتم أخرى بجوانب التجربة المدعومة بالأمثال الواقعية وحلول مشاكل هذا الواقع التربوي، وهكذا تتفاوت أطراف الحديث التربوي، وإن كانت كلها تحت مسمى واحد وعناوين واحدة.

الإضافات المتجدّدة:
لا يخلو علم أو فن من الإضافات الجديدة للمتعاقبين عليه، لا سيما والحياة تسير وابتكارات الإنسان الحديثة تلزمها أقضيات شرعية ونصائح توجيهية ملائمة لواقعه الجديد.

وبالنظر إلى مثالنا عن قضية تربية الأبناء، فقد غذّت الكتابات الجديدة مسائل طارئة لم تستوعبها الكتابات السابقة، ومن الإضافات كذلك تنقيح مواد الفن الواحد، ومنها التدبّر في أصولها لاستخراج عدد أكبر من أفرادها، ومنها التوسّع في بعض مسائلها والتخصّص في بعض أبوابها، وكل هذا من الإضافات المتجددة، والباعثة على المتابعة الكافية لإثراء القدر التحصيلي عندنا من الطرح المتنوع.

إشكاليات مواكبة الأطروحات الجديدة:
لكن ثمّة عوامل تعوقنا عن متابعة الأطروحات الجديدة، سواء أكانت عوامل أحيطت بواقع الطرح ذاته، أو متعلقة بتصوّر القارئ المستفيد من الطرح، وأحاول هنا الوقوف على تلك العوامل:

أسباب متعلقة بواقع الطرح:
كثرة الأطروحات الجديدة: فبعد الانتشار المذهل لوسائل الاتصال الحديثة، سواء عبر شبكة الإنترنت أو القنوات الفضائيات كثرت الأطروحات الجديدة كثرة لا تستطيع قوى الشخص الواحد استيعابها، وهذا يزهِّد المطالع والباحث في كثير منها.

الضعف العلمي والبحثي لكثير من تلك الأطروحات: كما أن تلك الأطروحات شابَها الضعف البحثي، لمزاحمة غير المختصين وغير المتمكنين أهلَ الفنون فنونَهم، وكنتيجة طبيعية لكثرة الأطروحات وتنوع وسائل الطرح.

التكرار ونزع لمسة الابتكار: وزهَّدَ في كثير من الأطروحات الحديثة كذلك كثرةُ التكرار ونزع لمسة الابتكار في الطرح، وهو ما يصيب الباحث بالملل ويحمله على فِقدان الثقة في كلّ طرح جديد.

أسباب متعلقة بتصوّر المستفيد والمطالع:
عدم الصبر على المطالعة الجديدة: لم يعد كثير منا يطيق عملية البحث والتنقيب في سبيل البحث عن الفائدة، وغاية أحدنا الإلمام الأول - وربما المبعثر - بالمعلومة أو القضية، ظنًّا منا أن العلم موقوف على ما طالعناه وتعلمناه، وهذا من ضعف الصبر.

الانشغال بالإفادة أكثر من الاستفادة: مع انتشار الوسائل الحديثة تلهّى كثير من الناس ببث الفائدة على حساب جمعها أولاً، فأضحى عدد الكتّاب أكبر من عدد القرّاء! حتى يكتب الكاتب لنفسه وأهله وبعض معارفه! ففقدت الكتابات رونقها الإبداعي الأخّاذ وزهد القراء فيما يُقدم من طرح جديد.

وبعد:
فتلك رؤية تحتاج لمزيد من العناية لمعالجة تلك الأزمة، ولنصل إلى طرح متنوع مبني على أصول ومنطلقات تغذي الساحة الثقافية وتثري التحصيل عند طالبي الاستفادة والتخصصات المختلفة.

والحمد لله ربّ العالمين، وصلّ اللهم وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]