ماذا قدمت لحياتي ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128728 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4793 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2022, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا قدمت لحياتي ؟

ماذا قدمت لحياتي ؟
هشام محمد سعيد قربان




إجابة من منطلق مبدأ القيمة المضافة



لعل الكثير منا سمع بعض المحاضرين أو الكتاب يذكر ويردد مصطلح القيمة المضافة (Added Value) في بعض النقاشات العامة، وهو مصطلح علمي حديث يشير إلى مبدأ ياباني الأصول في مجال الصناعة والإنتاج، وتتجاوز تطبيقات هذا المبدأ حدود العلم الذي نشأ فيه لتشمل تطبيقات حياتية كثيرة تفيدنا جميعًا.

تذكر بعض البحوث أن من أوائل من عرض هذا المبدأ الباحث ويليام كرافكيك في عام 1988 في ثنايا رسالته المقدمة لجامعة: MIT لنيل درجة الماجستير، ولقد استقى ويليام بحثه من عمله السابق لدى قسم إدارة الجودة في شركة تويوتا اليابانية للسيارات.

يعني مصطلح القيمة المضافة في صورته الأولى ما يلي: إن أي عمل أو مرحلة من العمل أو خدمة، أو جهد يقدمه العامل أو المصنع؛ بحيث لا يخدم حقيقة المستهلك والمستهدف النهائي للسلعة المنتجة والغاية منها، يعتبر عبثًا وخسارة وعبئًا زائدًا، ولا يضيف ربحًا للمنتج؛ مما يقنع المستهلك بدفع قيمته وشرائه، وهذا مما يستوجب إزالته وإلغاءه من سياق العمل أو التصنيع.

هيا ولنطبق هذا المبدأ على حياتنا؛ لنعرف عن قرب بعض فوائده، والتي أسرت بفائدتها وأثرها المفكرين خارج مجال التصنيع والإنتاج، وقبل ذلك هيا بنا فلنعقد مقارنة بين المبدأ وما يشير إليه في شؤوننا في هذه الأرض كمسلمين:
سياق العمل أو التصنيع في المبدأ
يقابله في شؤوننا: كل حياتنا
العامل أو المصنع
يقابله: الإنسان المسلم المكلف
العمل أو المصنع أو الخدمة
يقابله: كل عمل الإنسان المسلم المكلف وطاقاته
المستهدف النهائي
الله عز وجل، والتشبيه مع الفارق، فلا مثيل لله
الغاية من المنتج
العبادة ورضا الله والجنة
القيمة
الأجر من الله
لا يضيف قيمة
لا يكسب الأجر من الله
الخسارة
الإثم
إزالة ما لا يضيف قيمة
تعديل السلوك والعمل نحو الله وغاية الخلق، التوبة


هيا بنا ولنتأمل حياتنا من منظور هذا المبدأ: القيمة المضافة:
أولاً: راجع ما عملته في الشهر الماضي مثلاً، هيا واكتب تفصيلاً أغلب ما عملته، وصرفت فيه وقتك وعمرك وطاقاتك في الشهر بكامله، لا بد من أن تختلي بذاتك وتكتب بهدوء وتركيز كل ما تتذكره، ولعلك تحتاج لساعات، ولنحددها بأربع أو خمس متفرقة، ويقترح البعض تخصيص سجل خاص بهذه المراجعة الذاتية، وقد يعينك تصنيف ما عملت في مجموعات تشترك في علاقة ما، عمري، مالي، شبابي، رزقي، وعلمي، ولعلك تصنفها تحت تصنيفات أخرى؛ مثل: علاقتي بنفسي، علاقتي بغيري، ويذكر البعض نجاحًا في سرد هذه المراجعة في صورة سجل زمني يبدأ من أول يومك حتى وقت نومك، واكتب كل عمل، ولا يشترط أن يكون عبادة.

ثانيًا: خذ واحدة من هذه التصنيفات، وتأمل منها مثالاً منفردًا، ثم أتبعه بآخر، وتأمَّل واسأل:
1- لو نظرت لهذا العمل المحدد الذي أنهيته في زمن محدد في سياق حياتي كمسلم مكلف لديه موارد وطاقات، ويستهدف بحياته عبادة ربه وغايته رضاه وجنته.

2- سل نفسك: هل يضيف ما عملته قيمة؟ أي هل يكسبني أجرًا من الله، ويقربني نحو غايتي وهدفي، وهما عبادة الله ورضاه وثوابه وجنته؟ قيد إجابتك بجانب هذا العمل، وسل نفسك كيف أحافظ عليه وأحسنه وأزيد منه؟

3- سل نفسك مرة أخرى: هل ما عملته لا يضيف قيمة؛ أي: لا يكسبني أجرًا، وينقص من عبادتي لله، ويبعدني عن رضاه وجنته؟ كم من الوقت والجهد أضعت في هذا العمل؟ ما حجم الخسارة؟ لِمَ فعلته؟ كيف أعدل سلوكي لأضيف قيمة؟ كيف أتوب؟

4- طبق الخطوات 1-3 لمجموعة وصنف واحد، ثم انظر مدى القيمة المضافة؛ أي: الأجر، ومدى الخسارة؛ أي: الإثم.

5- أنت الحكم على نفسك، فانظر أسباب الخسارة وتجنبها، وانظر الوسائل المؤدية للأجر والقيمة المضافة، وحسِّنها وزِد عليها.

6- فإما أن تكون بعملك مضيفًا ومزيدًا لقيمة وأجر ونفع لك، ولغيرك وللحياة أجمع.

7- أو أن تكون غير مضيف لأي قيمة، بل قد تكون خاسرًا آثمًا.

8- واعرف أن قيمتك تكمن في إجابة هذه الأسئلة، فإما أن تضيف وتزيد خيرًا ونفعًا وأجرًا، أو أن تكون بلا قيمة لا نفسك ولا لغيرك ولا لحياتك، والخيار لك، والمؤمن كيِّس فَطِن.

9- إن وسائل كسب القيمة المضافة والأجر والنفع الحقيقي في عصرنا كثيرة، والعاقل من وضعها في خدمته مطية للجنة، والخاسر من خدم هذه الوسائل، فأصبحت عبدًا لها وخادمًا، وهو في الأصل السيد، ولكنه نسي وغفل، ولعله يتذكر بعد حين قبل نهاية الفرصة التي نعرف جميعًا.

أظن المثال واضحًا لكم، ولعلي أختم مقالي بالتذكير بآيات قرآنية منيرة وأحاديث نبوية شريفة تضع المبدأ في أفضل سياق، ألا وهو سياق ديننا وعبادتنا لربنا، وسعيًا لثوابه ورضاه وجنته:
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].

﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7].

﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23].

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104].

يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك..).

ويقول نبينا الصادق الأمين: (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: ...).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.66 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]