|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فوائد متفرقة من أقوال السلف فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه طائفة من أقوال السلف في فوائد متفرقة, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
منها: أنها توجب إخلاص العمل لله عز وجل, لأن الإحسان إليهم لمحبتهم لا يكون إلا لله عز وجل, لأن نفعهم لا يُرجى غالباً, فأما من أحسن إليهم ليمدح بذلك فما أحسن إليهم حباً لهم بل حباً للدنيا, وطلباً لمدحهم له بحب المساكين. ومنها: أنها تزيل الكِبر, فإن المستكبر لا يرضى مجالسة المساكين...ويمتنع بسبب هذا الكبر خير كثير جداً, فإن مجالس الذكر والعلم يقع فيها كثيراً مجالسة المساكين, فإنهم أكثر هذه المجالس, فيمتنع المتكّبر من هذه المجالس بتكبره. ومنها: أن مجالسة المساكين توجب رضي من يجالسهم برزق الله عز وجل, -وتعظم عنده نعمة الله عز وجل- عليه بنظره في الدنيا إلى من دونه, ومجالسة الأغنياء توجب التسخط بالرزق, ومدة العين إلى زينتهم وما هم فيه, وقد نهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك, فقال تعالى: ﴿ وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى ﴾ [طه:131] وكان عون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود يجالس الأغنياء فلا يزال في غمٍّ, لأنه يرى من هو أحسن منه لباساً ومركباً ومسكناً ومطعماً, فتركهم وجالس المساكين فاستراح من ذلك. ومنها: أنه يوجب صلاح القلب وخشوعه.
أولاً: أن يعمر البيت بذكر الله, ولا يخلو البيت من ذكر الله. ثانياً: أنه متى عمّر البيت بالذكر فإنه يكون مطردة للشياطين ومأوى للملائكة والخير ثالثاً: أنه يكون قدوة حسنة للزوجة, والصغار, ولأهله إذا رأوه يكثر من النوافل, اقتدوا به في هذه النوافل فأكثروا منها. رابعاً: تعليم الأهل. كيفية الصلاة فقد يكون بعض الأولاد أو بعض النساء لا يحسن الصلاة...فإذا صلى ولي أمرهم أمامهم في البيت اقتدوا به وتعلموا صفة الصلاة خامساً: أن يكون أقرب إلى الإخلاص, وأبعد من الرياء. فوائد العزلة: ** قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: العزلة راحة من خلطاء السوء.. ** قال طلحة بن عبيدالله: أقلّ لعيب الرجل لزوم بيته. ** قال إسماعيل بن محمد: سمعت ابن إبراهيم يقول: " لو لم يكن في العزلة أكثر من أنك لا تجد أعواناً على الغيبة لكفى. ** قال الفضيل بن عياض: من خالط الناس لم يسلم من أحد اثنين, أما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل, أو يسكت إن رأى منكراً فيأثم, وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوعيد وسوى في العقوبة بين من أتى المنكر, وبين من رآه فلا يغيره ولا يأباه. ** قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: الناس...من نأى عنهم سلموا منه, وسلم منهم, لما في مجالستهم من الخوض في الغيبة واللغو وأنواع اللغط. ** قال الإمام الخطابي رحمه الله: & من مناقب العزلة: أنها خالعة عنك ربقة ذل الآمال, وقاطعة رق الأطماع, ومعيدة عز اليأس من الناس, فإن من صحبهم وكان فيهم ومعهم, لم يكد يخلو من أن يحدث نفسه بنوع من الطمع فيهم, إما في مال, أو جاه, والطمع فقر حاضر, وذل صاعر. & في العزلة السلامة من المأثم في المنكر يراه الإنسان فلا يغيره, والأمان من غوائل أهله ومن عاديتهم إذا غيره, فقد أبى أكثر هذا الزمان قبول النصائح, ونصبوا العداوة لمن دعاهم إلى هدى, أو نهاهم عن ردى. فلو لم يكن في الوحدة والتباعد منهم إلا السلامة من إثم المداهنة وخطر المكافحة لكان في ذلك الربح الرابح والغنيمة الباردة.
الفائدة الثانية: النفع والانتفاع, أما الانتفاع بالناس فبالكسب والمعاملة, وذلك لا يتأتى إلا بالمخالطة, وأما النفع فهو أن ينفع الناس إما بماله, أو ببدنه فيقوم بحاجتهم على سبيل الحسبة. ففي النهوض بحوائج المسلمين ثواب وذلك لا ينال إلا بالمخالطة الفائدة الثالثة: التأديب والتأدب, ونعنى به الارتياض بمقاساة الناس, والمجاهدة في تحمل أذاهم كسراً للنفس, وقهراً للشهوات, وهي من الفوائد التي تستفاد بالمخالطة, وهي أفضل من العزلة في حق من لم تتهذب أخلاقه, ولم تذعن لحدود الشرع شهواته. الفائدة الرابعة: الاستئناس والإيناس, وهو غرض من يحضر الولائم والدعوات ومواضع العشرة والإنس. وقد يكون ذلك على وجه حرام...أو على وجه مباح ويستحب ذلك إذا كان الغرض منه ترويح القلب لتهيج دواعي النشاط في العبادة. الفائدة الخامسة: في نيل الثواب وإنالته, أما النيل فبحضور الجنائز وعيادة المريض وحضور العيدين, وأما إنالته فهو أن يفتح الباب لتعوده الناس, أو ليعزوه في المصائب, أو يهنوه على النعم, فإنهم ينالون بذلك ثواباً. الفائدة السادسة: التواضع, من أفضل المقامات, ولا يقدر عليه في الوحدة, وقد يكون الكبر سبباً في اختيار العزلة. الفائدة السابعة: التجارب, فإنها تستفاد من المخالطة للخلق ومجارى أحوالهم, والعقل الغريزي ليس كافياً في تفهم مصالح الدين والدنيا, وإنما تفيدها التجربة والممارسة, ولا خير في عزلة من لم تحنكه التجارب.
الأمر الثاني: ظهور عبادة الصبر, وعبادة الصبر عبادة عظيمة الشأن, كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] الأمر الثالث: ظهور عبودية الرضا بالله رباً, فنرضى عن الله أن قدّر لنا المرض, ونعلم أنه لم يقدره علينا إلا لمصلحتنا, وأنه لا يريد بنا إعناتاً ولا سوءاً, ولا شراً, وإنما يريد بنا الخير والإحسان. الأمر الرابع: أن تظهر عبودية فعل الأسباب لجلب التداوي بإذن الله إلى غير ذلك من العبادات في هذا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |