
20-08-2022, 05:28 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,623
الدولة :
|
|
آخر الكلام
آخر الكلام
أ. محمود مفلح
هذي حكايتُنا الأخيرهْ..
وتضرَّجَتْ بدمِ الشهادةِ شهرزادُ
جفَّتْ حروفُ الماءِ وافترشَ القصيدةَ سندبادُ
لا وقتَ للقُبلِ الحميمةِ
فالعناقُ يطِلُّهُ سيفٌ ويحكمُهُ زِنادُ
قطفوا سلالَ البرتقالِ.. وأضرمُوا فيهِ الهزيمهْ
يا أنتَ يا زمنَ الوليمهْ..
سفحُوا الشذا وتسلقُوا خِصَلَ القصيدةِ
فامنحيني الوقتَ كي أستقبلَ الشهداءَ
فالشهداءُ آخرُهم يجيءْ
عفواً.. وأولُهم يضيءْ
هل يزهرُ الشهداءُ.. في الزمنِ الرديءْ؟؟
زحفَ المدادُ على المدادْ
والبحرُ يجترحُ الخرائطَ والبلادْ
♦ ♦ ♦ ♦ طلعَ الصباحُ على المدينةِ والدماءُ على الرصيفِ
وقاتلٌ طعنَ البنفسجَ
رايةٌ في الريحِ كانَ لها جوادْ
طلعَ الصباحُ ولم يقبِّلْ غيرَ أحذيةِ الجنودِ..
وغيرَ أرديةِ الحدادْ
♦ ♦ ♦ ♦ بيروتُ تعْوزُها القصيدهْ
بيروتُ تعرفُها القصيدهْ
بيروتُ ترحلُ في العيونِ الخضرِ ملحمةً جديدهْ
بيروتُ.. يا بيروتُ يا بيروتُ..
يا عشًّا تموتُ بهِ القنابرْ
بيروتُ يا ثَدياً تغوصُ بهِ الخناجرْ
تستبيحُ رباهُ أغربةُ البِحارْ
سقطَ الحصارُ على الحصارْ..
يا جثَّةً.. اَلبحرُ يقذفُها
ويحملُها قِطارْ
♦ ♦ ♦ ♦ مِن أينَ تبدأُ شهرزادُ
وقد ترمَّدَتِ العبارهْ
حتَّى القصائدُ أصبحَتْ فيها العواصفُ مُستعارهْ
مِن أينَ تبدأُ شهرزادْ
والجرحُ هذا الجرحُ ليسَ لهُ ضِمادْ..
وضعُوا الرقابَ على السيوفِ
وقرَّبُوا منها الشواهدْ..
عَيني عليكِ وآخرُ الأنباءِ تقذفُها الجرائدْ
عَيني عليكِ وقد تعفَّنَتِ المدينةُ فتَّحَتْ أبوابَها
للريحِ والزمنِ المعربدِ.. والجرادْ
♦ ♦ ♦ ♦ هذي النجومُ فهل تضيءُ..؟
وهذهِ الأشجارُ هل حملَتْ
وهذا البحرُ هل ألقى سوى زبدٍ... سوى جُثَثِ العِبادْ!!
بوركْتَ يا زمنَ الحصادْ
بُوركْتَ يا زمنَ الحصادْ..
بُوركْتَ يا زمنَ الفجيعةِ والرمادْ..
♦ ♦ ♦ ♦ دُقِّي على الأبوابِ يا ريحَ الجنوبِ
فإنَّ كهفي لا يُغازلْ
إنَّ كهفي لا يُجادلْ
إنَّ كهفي لا يُقاتلْ
إنَّ كهفي لا تغيرُ بهِ الجيادُ
دُقِّي على الأبوابِ وامتشقي السؤالْ
دُقِّي أيا ريحَ الشَّمالْ
بالأمسِ كانَ هنا رجالْ..
واليومَ.. قد سقَطَ الغزالْ
إنـِّـي أراهُم يحملونَ على عواتقِهم جنازهْ..
من يطعنُ الزمنَ الإجازهْ..؟
من ذا يعيدُ لنا يقينَ الانتماءْ..؟
في آخرِ الزمنِ الغُثاءْ..؟
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|