غريب (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 504 - عددالزوار : 24572 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 1887 )           »          الوابل الصيب من الكلم الطيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1246 )           »          الصوم في الشرع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المرأة وبيت الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          "المَقامة الكروية": (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حِكَمُ الطنطاوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          دعِ العوائقَ .. وانطلقْ ..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          في رمضان ماذا لو حصل...؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2022, 04:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,717
الدولة : Egypt
افتراضي غريب (قصة)

غريب (قصة)


مروة سعيد علي










أمسكتُ سَرج حصاني لأمتطيه فأبى وركلني، ذكرَتْني ركلته بماضٍ كدت أنساه، فجلدتُه لأذكِّره أنه ملكي "ما زلتَ حصاني" بهما علا صوتي مع ضربات سوطي، ثم اعتليت ظهره عَنوة، فهاج ولم أستطع كبح جماحه، هرول متوجهًا نحو المنعطف فلم أجد أمامي غير أن ألقي بنفسي من فوق ظهره لأنقذ حياتي، ثم نظرت إليه بحسرة وهو يُلقي بنفسه من فوق هذا المنحدر، جلستُ أعلى المنحدر أنظر إليه وهو طريح الأرض، وتمنيتُ لو كان عندي مثل كبريائه "يا ليتَ لي مثلَ عزة نفسك بين جنَبات صدريولكن كيف وما تعلمتُ في حياتي غيرَ الذل والهوان؟!



وُلدتُ شريدًا لا أهل لي ولا مأوى، أسكن أسفل الكباري، سريري حطام الأرصفة، وطعامي مِن سلة المهملات، علمتُ حين بلغتُ التاسعة أن أبي سجين، وأمي ماتت وهي تلدني، تكفلت بي سيدة ليس لها ولد، فلم يرحمني عُقمها، واستغلت طفولتي في الشحاذة، ليتها ما كفلتني، فلم أتعلم منها غير التسوُّل والتذلُّل، وهربت منها عندما بلغت العاشرة، فلم تكن لي أمًّا لأحتمي بأحضانها من قسوة الحياة، شاركتُ القطط والكلاب الضالةَ طعامهم سنوات وسنوات، واشتد عودي ولكنه لم يمنع عني ركلاتِ الصبية في كل مكان حسبت أنني سأجد فيه ملاذي، لم يكن بوسعي صدُّ هجومهم، فليسوا فرادى مثلي، بل لهم عزوة تحميهم، أما أنا فكان دفاعي عن نفسي بالصمت أو الخضوع طواعية لركلاتهم حتى يسعدوا بانتصارهم على مسكين لم يجد مَن يترفَّق بحاله وكأنه ليس مثلهم إنسانًا، كنت أضحك في طيات نفسي وأقول مواسيًا قلبي: "لم يتمكنوا مِن القضاء عليَّ، ما زلتُ على قيد الحياة"، وكان هذا يَكفيني... وكان فيه عزائي.



ودخلتُ السوق يومًا أنظر إلى الخُضَرِ التي لم أكن أعرف مسماها، فطلبَتْ مني عجوز أن أحمل عنها متاعها، ففعلتُ أملًا في أن تعطيني مما اشترته لأتذوق طعمه، فإذا بها تجود وتعطيني مبلغًا من المال، تفحصتُ المال حتى كدت أفقد عقلي "هذا لي أنا"، ولكن فرحتي قتلتها ضربةٌ مِن رجل عاطل عن العمل أخذه مني مرددًا:

ماذا ستفعل به؟ بالكاد يكفي ثمن سجائري.

لم أستطع أن أستردَّه، وهرولت إلى أسفل أحد الكباري التي كانت مسكني، وبكيت بحرقة... بكيت بكاءً ما بكيتُ مثله طيلة حياتي، وتماسكت بعد فترة وعدت إلى السوق أعرض مساعدتي لمَن فيه؛ عسى أن يترفق أحدهم بحالي، فوجدتُ ضالتي، وفتحت لي أبواب الرزق لأول مرة في حياتي، وتعلمت كيف أخفي جنيهاتي القليلة بعيدًا عن الأعين، وتذوقتُ طعامًا غير فاسد، سعدت به وقتها رغم أنه كان من أزهد الأنواع.



وبعد سنوات قليلة تعرفتُ على سائق لعربة نقل يحتاج تبَّاعًا له، فعرضت عليه نفسي فقبِل وأخذني معه، سألني عن اسمي فقلت: "غريب"، لم يكن هذا هو الاسمَ الذي اعتدتُ أن أُنادى به، ولكني قررت أن أختار لنفسي ما أشاء، كان غريب أقربَ لنفسي من غيره من الأسماء، فأنا بالفعل أحيا في غربة منذ وُلدت، ولم أشعر بألفة لمكان أو إنسان، لا أعرف معنى كلمة أنتمي، ولم أضع ياء المِلكية يومًا في كلامي، وفي الطريق عرفتُ أن الصناديق التي في الأسفل بها بضائع مهربة، تُخفيها الصناديق المسموح بمرورها في الأعلى، لم يكن سائقُ العربة يحتاج تبَّاعًا، بل حمَّالًا يحمل عنه الخطر، وعرض عليَّ أضعافَ ما اتفقنا عليه مسبقًا، فقبلت بدون تردد، ورددت بفخر لسائقي:

كُنْ واثقًا، ستصل بضائعك حيث تشاء، فأنا لم أولد طفلًا... بل وُلدت رجلًا بلا قلب... لا يعرف الخوف له عنوانًا.

وتعلمتُ من سائقي من أين تؤكل الكتف، وأصبح لي جدران، صار لي سكن، حجرة واحدة، حلقت بذراعي حين دخلتها، وأغلقت بابها وأنا لا أبالي بالموتى جيراني.



وتبدَّل حالي يومًا بعد يوم، عرفت السعادةُ طريقها إلى قلبي... وعرفت الضحكات طريقها إلى وجهي، وزادت فرحتي بدخول "فرحةَ" زوجتي حياتي، أنا مَن أسماها بهذا الاسم؛ ليكون لائقًا أمام سيدي الجديد، فقد تعرفتُ على صاحب عربات النقل، وبدلت سيدي الأول سائق العربة الذي علمني كيف أصل إلى المال بالسيد الذي يُعطي المال، وساعدتني زوجتي لأزداد منه قربًا، فكنا نُعِد له معًا كل ما يلزمه في أمسياته، حتى فتيات الليل كنت أجلبهن له، وتعلِّمهن زوجتي كيف يسعدن سيدي!



لكن الحياة أبت أن تتركني أنهل من بحارها دون أن تعكر صفو حياتي، فكان تأخُّر الحمل يؤرق زوجتي، وكانت تُكثر من التردد على الأطباء، حاولتُ مرارًا أن أمنعها، فلست شغوفًا بالأطفال، ماذا عساي أن أقدمَ لهم؟! أب بلا أهل يطأطئ رأسه دائمًا لكل مَن يملِك المال، وأم شأنها لا يختلف كثيرًا عن شأنه؛ فكلاهما ذليل الفقر والضعف، وما هدأت زوجتي إلا عندما تم لها حملها، وأنجبت بنتًا، فأقسمت عليها ومنعتها من السعي مرة أخرى للإنجاب، فلنا في الدنيا بغية نريد أن نصل إليها... أن نصبح أثرياء، نعم لم يعد "ما يكفي" هدفي بعدما دخلت قصور الأسياد، ورأيت بعيني رغَد العيش الذي ينعمون به، أتذكر جيدًا عندما دخلت إسطبل الخيل الذي يملِكه سيدي، سمح لي أن أمتطي حصانًا يملِكه، فشعرت والهواء يتخلَّل أنفاسي أنني صرت إنسانًا... أصبحت سيدًا للحظات، وتمنيت حينها أن أمتلك حصانًا يكون لي وحدي أنا، لا يمتطيه أحد غيري.



كنت أظن وقتها أن أحلامي لن تتحقق إلا بالمزيد والمزيد من الخضوع لسيدي، فزادت طاعتي له حتى كدتُ أعبُده، فسلبني كلَّ ما ملكتُه، ولم يترك مني غير حطام، ففي إحدى الليالي زاد سُكره، وما عاد يفرق بين زوجتي وتلك النساء، فأشار إليَّ لأدنيها منه، وقفتُ مذهولًا لا أعرف كيف السبيل للفَكاك؟ فبدا على وجهه الغضبُ؛ لتأخري في تلبية رغباته، ونظرت إلى زوجتي عساها أن تجد مخرجًا، فرأيتها تدنو وتنحني لتقبل يده، وانحنت رأسي رغمًا عني، هكذا عودتها... على الانحناء، وأمضت زوجتي ليلتها مع سيدي، وأمضيت ليلتي يحترق قلبي من الهوان، ما هذا الذي فعلته بنفسي؟ لم يكن لي أهلٌ فأصبح لي أهلٌ منذ زواجي، هي ليست زوجتي، بل هي أمي وأختي وصديقتي وحبيبة قلبي وشريكة حياتي، لا أعرف طعم السعادة إلا وهي إلى جواري، لماذا أخذها مني؟ يملِك كل الشيء؛ القوة والمال، وكل نساء الأرض ترجو رضاه، لماذا لم يتركها لي؟ فليس لي غيرها يسكن وجداني، وكيف تخلت هي عني بعدما ملكتُها كل كياني؟



تمنيتُ لو كان بمقدوري قتلُها؛ فقد باعتني من أجل قراريطَ من الألماس، ولكنها واجهتني حين هاجمتها بسؤال واحد:

هل كنت تستطيع أن تقول له: لا؟ هل كنت تقدِر؟ أجبني ولا تفرَّ من سؤالي.

لا... لا... لا أملِك أن أقول لسيدي: لا، وليس من حقي أن أبدي له استيائي، وذهبت إليه أقبل يده على ما منحني إياه من ثمن ما أمضاه مع زوجتي مِن أوقات، وشعرت لأول مرة في حياتي بخِسَّتي التي ما حسبت أن هناك مَن لديه مثلها إلا عندما طلب مني رفيقي في العمل أن أذهب معه لزيارة أهله، تعجبتُ وسألته عن السبب، فأجاب:

بيني وبين أبي خلاف وقطيعة بسبب عملي في التهريب، ولو ذهبتُ بمفردي سيُسمعني أبي ألذعَ الكلمات، وأنا لا أريد غير رؤية أمي؛ لأنها تُحتَضَر وتريد رؤيتي.

ذهبت وأنا أعتقد أنني سأرى أبًا جبارًا يوسع ابنه ضربًا، وأنني سأكون لصديقي دِرعَه الواقي، ولكني فوجئتُ بأبٍ يفترش سجادة الصلاة، ألقى عليه صديقي السلام بعدما أتم صلاته، فلم يرد عليه، وأمسك بالمصحف ليرتل القرآن، ودخل صديقي ليلقي السلام على أمه ويودعها آخرَ وداع، ووقفتُ أنا أنظر إلى هذا الأب الذي تمنيتُ لو كنت حظيت بمثله في حياتي، وخرج صديقي مناديًا لألحق به، فأبيتُ أن أرحل دون أن ألقي السلام على أبيه، سألتُه أولًا:

هل تقبل مصافحتي يا شيخنا؟ فأجاب:

نحن قوم نُكرِم ضيوفنا، شرفتنا بقدومك إلينا، وإن كان مكوثك لدينا بضع ثوانٍ.

فانحنيتُ وقبَّلت يده، قبَّلتُ مِن قبلُ أياديَ كثيرة وأنا أعلم أنني أتدنى بها، ولكن وأنا أقبِّل يد هذا الرجل شعرتُ بأنني أسمو وأعلو، وسألتُ صديقي:

لماذا أغضبتَ والدك بهذا العمل؟ فأجاب:

لنفس السبب الذي جعلك تبيع زوجتك... المال، فقلتُ له:

لو كان لي مثلُ والدك لعشت عمري كله أقبِّل قدميه، كنت أحسب نفسي أكثر الناس وضاعةً، ولكني أراك أكثر مني خسَّة ووضاعة، لم يُلقِّني كلُّ مَن قابلتهم غير الذل والخضوع، ولم يكن لي إرادة لأختار لنفسي الطريق الذي أسلكه، أما أنت فعشتَ دهرًا مع مَن يريد لك العزة، فاخترت المذلَّةَ بكامل إرادتك.



وحققَتْ زوجتي حُلمي بإرضائها لسيدي، وأصبح لي بيت وخيل، جعلتُ واحدًا منهم لي وحدي، ومنعتُ زوجتي وابنتي من الاقتراب منه، أردتُ أن أشعر أنني أملِك شيئًا لي ولا يكون لأحد غيري، وركبتُ حصاني وهرولت به، ولكنني لم أشعر إلا بالهواء وهو يتخلل أنفاسي.

وتغيرَتْ حياتي مرة أخرى عندما استبدلت بسيدي سيدًا جديدًا، تغيرَتْ معه معالم شخصيتي؛ فقد كان هذا السيد شديدَ البطش، لا عقاب عنده للمخطئ غير القتل، أمرني يومًا بتسليم البضائع، فذهبتُ، وكان برفقتي صديقي الذي اختار مثلي أن يبدل بسيد الماضي سيد الآن، ولكن الحظ لم يحالفنا في هذه الصفقة، وتبعتنا الشرطة، كان يومًا عصيبًا، مر كأنه دهر، ووفقت في الفرار، بينما وقع صديقي هذا في أيادي الشرطة، وعندما علم سيدي أن صديقي أُلقي القبض عليه أمر بعض رجاله بتهريبه - وكان لديهم الخبرة الكافية في هذا الأمر - ثم أمسك يدي ووضع فيها مسدسًا، فارتجفتُ، فنظر إليَّ وأطال النظر، ثم نهرني بصوت كالرعد قائلًا:

أنا لا أريد بين رجالي جبانًا، اذهب واقتله، وإلا قتلتك.



وذهبت إلى صديقي حيث اختبأ، وأخبرته أن السيد يريد رؤيته، كان سعيدًا بهروبه، وامتدح السيد كثيرًا، وافتخر بانتمائه إليه، ولم يكن يعكر سعادةَ صديقي غيرُ خوفه من غضب السيد؛ لوقوعه في أيادي الشرطة، وظل يسألني كل حين:

هل سامحني سيدي؟

فكان جوابي هو الصمتَ، حتى وصلت بسيارتي إلى طريق جبلي يخلو من البشر، فسألني:

إلى أين تتجه؟ ولماذا سلكتَ بي هذا الدرب؟

وبدأَتْ نبرات صديقي تتغير وكأنه علم بما أُمرت به، ونزلنا من السيارة، فانحنى وقبَّل قدمي، وسألني الرحمة، لأول مرة ينحني أمامي إنسانٌ يطلب مني الرحمة... الرحمة كلمة لم يعلمني معناها أحدٌ.

إن رحمتُك فلن يرحمَني سيدي، بهذا أجبتُ على رجائه.



فعاد يسألني الرحمة بدموعه، ويذكرني بصداقتنا وعِشرة السنوات الطوال.

أنا لم ترحمني الدنيا يومًا، فكيف أكون بك راحمًا؟ بهذه الكلمات أجابه قلبي قبل أن أطلق عليه الرَّصاص بلحظات.

وركبتُ سيارتي عائدًا إلى بيتي الذي لم أعد أشعر فيه بالسعادة التي كنت أرجوها، عملت سنواتٍ طوالًا في البضائع المهربة، لكنني لم أشعر بالأسى؛ فأنا لا أعرف معنى كلمة مهربة... لا أعرف جُرمها... ولم أشعر بالذنب مطلقًا، ثم صرت قوَّادًا أتربح من بيع النساء، حتى زوجتي لم أملك أن أحتفظ بها لنفسي، ولم أجد بين جنبات صدري كرامةً أو كبرياء يهتز من أجلها، وتهتز معه عزة نفسي ونَخْوتي؛ فقد عشتُ عمري كله ذليلًا، أبيع نفسي من أجل المال، أما اليوم فاهتزَّ قلبي؛ لقتلِه - ليس وفاءً - لصديق شاركني النذالة والخسَّة؛ فقوانينها لا تعرف الوفاء، ولكني تذكرت - وهو يقبِّل قدمي - دموعي عندما كنت صغيرًا أرجو من صبية الحي أن يرحموا ضعفي ويكفُّوا عن ركلي دون ذنب، كنتُ مظلومًا، ثم صرتُ ظالمًا، وأول مَن ظلمته هو... أنا.



وتوالت صفعاتُ الزمان على وجهي حين أُعجب سيدي بابنتي، وهرولتُ إلى فرَسي أمتطيه؛ لكيلا أرى زوجتي وهي تزيِّنها حتى بدت كعروس في خِدرها، غيرَ أن زفافها تم بغير زواج، وزاد منزلي مساحة، وزاد رصيدي بالبنك، وزاد معه ضيق صدري:

كلُّ ما تمنحني إياه الدنيا تسلُبُه بعد حين مني، وكأنها تأبى أن أكون إنسانًا، ما عاد لي غيرك، أرِني الوفاء وابقَ لي وحدي.


كان هذا هو رجائي الذي رجوتُ به حصاني، ولكنه لم يستطع، كما لم أستطع منعَ سيدي حين أمسك سَرجه، وأشار إليَّ لأطأطئ رأسي ليمتطيه من فوق ظهري، وخان حصاني عهدي كما خنتُ أنا مِن قبلُ عهودي مع كل الأحباب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]