|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اتخاذ القرار ومشكلات الأسرة أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو من المشكلات الكثيرة بين والدتها وأختها، وهي متأثرة بهما بدرجة كبيرة، مما أثر على دراستها وعملها، وتسأل: ماذا تفعل لهما؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي طويلة، عمرُها عشر سنوات، أتعبتْني لكثرة تَكرارها، المشكلةُ في أمي وأختي الكبرى، فأختي مشكلتُها في الحياة أنها دخلتْ كليةً لا تُريدها، وكانت هذه الكلية رغبة أمي، والمشكلةُ الأخرى أن أختي لم تتزوَّجْ حتى الآن، وهي تقترب من الثلاثين! تقدَّم لها حين أنْهَتْ دراستها شابٌّ، وأمي ترفض كلَّ مَن يتقدَّم لها بسبب حلم رأتْه! حاولتْ أختي أن تعملَ، فرفَض والدي في البداية، ثم وجدتْ وظيفةً مناسبة، لكنها كثيرة الشكوى من كل شيءٍ، وهي لا تطيق البيت، وتريد أن تخرجَ كل يوم، مما يزيد المشكلات بينها وبين أمي. أختي تحبُّ التعلُّم بشدة، وأُقَدِّر هذا، ولكن تريد أن يرافقها أحدُنا. الآن أنا أصبحتُ طرفًا في المشكلات، وصرتُ أسمع ما لا يُرضيني مِن أمي ومن أختي؛ فهما لا يتفقان نهائيًّا. كلٌّ منهما له أخطاء، وقد حاولتُ تلطيف الجو بينهما كثيرًا، لكن المشكلة في النهاية تعود عليَّ أنا! كان حلمي أن أصبحَ أمًّا، لكن بعد تخرُّجي رفضتْ أمي كلَّ مَن تقدَّم لي، وحاولتُ التفكير في العمل، لكنه خيار لا يناسبني، وإكمال دراستي فكرة مخيفة بسبب أختي! الآن أنا حائرة بينهما، وأرى أنني حينما أكبر ستتغيَّر مشكلاتي وتتطوَّر بحسب عمري، ولا أظن أنه سيتوقَّف بي الزمن على مشكلةٍ لا تريد أن تنتهي! أرجو أن تقدِّموا لي النصيحة، وجزاكم الله خيرًا الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.يُسعدنا أن نرحبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. وأودُّ أن أُحيي ما لمستُه فيك مِن حرصٍ على إصلاح ذات البين، لا سيما بين والدتك وأختك، ومراعاتك لمشاعر أختك، وكذلك طموحك ورغبتك في مواصلة دراستك العليا، وهي جميعُها سماتٌ إيجابية، أتمنى منك الحفاظَ عليها، وتعزيزها في نفسك. عزيزتي، من المهم أن تعلمي وأنتِ في بداية حياتك أن تغيير طباع وسلوك الآخرين ليس بالأمر اليسير، ويحتاج إلى حكمةٍ وخبرةٍ، وكياسةٍ وصبرٍ، وهو ما يجعل قلةً من الناس تتصدى لهذا الأمر؛ ولذلك فإني أنصحك بتطوير أسلوب خاصٍّ بك لرد فعلك تجاه هذه المواقف الأسرية، فرغم تفهُّمي لعبء مثل تلك المشاحنات الأسرية وتبعاتها، لكني في الوقت نفسه لمستُ فيك تحسسًا منها، لدرجة أنها أصبحت تُشَكِّل ثقلًا على اتخاذك قرارات مهمة في حياتك؛ مثل: مواصلة دراستك العليا، بل وحتى على نظرتك للحياة، حتى أصبح التشاؤمُ يرسم توقعاتك المستقبلية عن زواجك، وغيره من الأمور التي هي بيد الله تعالى وحده، ثم بجهد واجتهاد الإنسان، وحكمته وثقته في قدراته وإمكاناته. وعليه، فإني أوجز لك النصائح التالية، آملةً منك التفكُّر فيها قبل تطبيقك إياها، وهي: • النظر إلى هذه المشكلة بحجمها الطبيعي؛ فهي من المشكلات شبه الشائعة في مجتمعنا العربي، ولا يكاد يخلو بيتٌ مِن مناكفات متكررة بين طرفين أو أكثر، فلا تدَعيها تؤثِّر على حاضرك ولا تفاؤلك بمستقبل أجمل، وأحسني الظنَّ بالله تعالى. • ومِن جانب آخر أرجو منك تحرِّي (الوقت) و(العبارات) المناسبة لشخصية وطبيعة والدتك مِن جهة، وأختك الكبيرة مِن جهة أخرى، وهو أمرٌ يتطلَّب منك بعض الفراسة؛ ليكونَ لكلامك أثرٌ في نفس كلٍّ منهما. فإذا ما وجدت في هذا المنحى بعضَ الاستجابة الإيجابية لدى أختك أو والدتك (أو كلتيهما)، فقومي بتوجيهها وبشكل غير مباشر للمشاركة في نشاط اجتماعيٍّ، أو خيريٍّ، تجدين في نفسها ميلًا إليه، على أن تُمارسَه بشكلٍ دوريٍّ مرة واحدة أسبوعيًّا، وبدون عناء كبيرٍ لا سيما في البداية؛ فإن ذلك سيُعطي شعورًا باحترام الذات والرضا عن النفس وتقديرها، كما أنه سيضع مَن تقوم به في موضع مقارنة مع من هم أقل حالًا بحالها الجيد، وهو ما يسمى بـ: المقارَنة التحْتيَّة. أما عن طموحك في مواصلة الدراسة، فإني أنصحك بالتمسُّك به، وألَّا تُفرطي في السعي نحوه لسببٍ عارض، أو تحفُّظ من رد فعل هناك، ولا تكوني في موضع (المتلقي) فقط، بل كوني إيجابيةً، وعزِّزي دافعيتك دومًا، دون أن تتخلي عن صفة العطاء ورعاية مشاعر الآخرين في الوقت ذاته، فإنك بذلك تحسنين أي وضع سيئٍ يُواجهك، ويجنِّبك شعورًا بالندَم قد تقعين فيه لاحقًا. من جهة أخرى، فإني لا أجد أي عارض يمنع أختك مِن مُواصلة دراستها، وتحقيق رغبتها الواضحة بهذا الشأن، وأتمنى منك تعزيز هذه الرغبة لديها، ومساعدتها في إيجاد فرصة تناسبها لتحقيقها، فإن كانتْ لم تكملْ دراستها الجامعية، فيُفَضَّل طبعًا أن تبدأ من استكمالها، دون النظر إلى السنِّ الذي وصلتْ إليه، ولا إلى أي عارض قد يحبطها. أما إذا كانت المشكلة في معدل شهادتها الجامعية، فإن هذا الأمر أصبح لا يمثِّل شرطًا رئيسيًّا لدى بعض الجامعات، خاصة وأن التعليم الإلكتروني والمفتوح أصبح متاحًا لشريحة كبيرة مِن الدارسين، وهدفُه تذليل الصعوبات التي قد يُواجهونها. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك وشأن أسرتك، وأن يفتحَ لكم أبواب الخير وينفع بكم، وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة مجدَّدًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |