|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نهاية زهرة أ. طاهر العتباني زهرةٌ يانعةٌ في الروض للموتِ تَسيرْ أتُرى فكرتَ يا إنسانُ.. ما هذا المصيرْ؟ زهرةٌ كانت على كرسيِّها مجلوةً بين الزهورْ تتوارى من بعيدٍ وتلوحْ فإذا العطرُ يفوحْ وإذا النور يلوحْ وإذا الدرب سرورٌ وفتوحْ ثم ماذا؟ قد غدَت زهرتك الحمراءُ ما بين الدثورْ تلعق الموتَ وتستلقي على وهمِ العبيرْ وتغنِّي غنوةَ الموت إلى شدوِ القبورْ أتُرى فكرت يا إنسان.. ما هذا المصيرْ؟ أترى فكرت أنَّ الزهرة النيراءَ ما عادت تغنِّي أو تمورْ؟ أترى أدركت بعض السرِّ أم أنت أسيرْ؟ ♦♦♦♦ زهرةٌ يانعة في الروض للموت تسيرْ وتَرانا خلفها نحبو إلى نفس المصيرْ ويوارينا ترابٌ ثم يَذرونا الهجيرْ إنها تَحكي لنا قصتها تحكي ولكنَّا ندورْ نلعق السَّكْرةَ فوق الأرضِ نستخفي أمامَ الضوءِ نرضى أن نجورْ ولعلَّ الليل يحكي ما خبأْنَا في الصدورْ ولَوَ انَّ الأرض تحكي ما نواري من غرورْ لعرفنا أننا بعضٌ من الأشلاء في الليل المريرْ ♦♦♦♦ زهرة يانعة في الروض للموت تسيرْ ونسيرْ خلفَها.. نرقب ما خبَّأَتِ الأرضُ وما خبأهُ الأفقُ ووارَته القبورْ نرقب الفرحة في الطفل الغريرْ ثم لا ندري بأن الفرح المعسولَ يمضي كالعبيرْ ثم لا شيءَ كأن العطر لفحٌ وهجيرْ أتُرى فكرت يا إنسان.. ما هذا المصيرْ؟ كل ما في الكونِ مشدودٌ إلى نفس المصيرْ السحابُ الطلُّ والظلُّ والريحُ وزهر الروض والبلبلُ والعصفور والأفق الكليمْ كلها تحمل في طياتها هذِي الهمومْ فاتَّئد يا (.....) قبلَ أن تفلتَ من كفَّيكَ أطياف الوجومْ وتأكد أن هذا الدربَ مقدورٌ وأن القادرَ الغالبَ رحمنٌ رحيمْ رغمَ ما يعتادُنا من أسفٍ... رغمَ صراخات الصدورْ وانزواءات القلوبْ والندوبْ والكؤوس المرةِ الملقاةِ في كل طريقْ رغمَ ما يخبو من البرقِ... وما يبدُو من الدمع الحريقْ رغمَ ما تصبو لهُ أحلامُنا آمالُنا صوبَ البريقْ ♦♦♦♦ أيها الليلُ تمهَّل إن كأسي لكَ عطشى وفؤادي لك صبُّ كم قرونٍ قبلَنا مرُّوا وعبُّوا أخَذوا الدنيا وكلُّ الناس نحو المجدِ تَصبو كلُّهم شوق وحبُّ ولَرُبَّ اليوم صاروا زهرةً تحبو فتحبو.. نحوَ حتفٍ ليس يدري أيُّ فرد كيف يَصبو ولرُبَّ اليوم صاروا كجوادِ الريحِ... لكنَّ جواد الريح يَكبو لا المدى يحملُهم نوراً ولا الآفاق تصبو هل ترى فكرتَ يا إنسانُ: ما المجدُ؟ وما الموتُ؟ وما الدنيا؟ وما الليل المُكبُّ هل ترى فكرت في خطْواتكَ الحيرى... إلى أين ستمضي؟ أم إلى أين ستصبو؟ هل ترى فكرت: ما يعتادُ أرواح البشرْ؟ فإذا هم في الحفرْ وإذا هذا الترابْ فوق آمالٍ عِذابْ فوق أكباد من النور المذابْ فوق عقلٍ عبقريٍّ كان لا يرجو من الدنيا سوى بعضِ السرابْ هذه الدنيا سرابْ هذه الدنيا سرابْ هكذا صرنا لها مثل الشرابْ عندما قد أسكرَتنا بالرغابْ فنسينا أننا دوماً كزهر الروضِ ما بينَ الخرابْ سوفَ نستلقي ويَذْرونا الضبابْ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |