حكاية العصفورة التي أوقفت الجيش - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4904 - عددالزوار : 1939761 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4475 - عددالزوار : 1249067 )           »          أفضل ألعاب الرياضة لعام 2025: استمتع بالمنافسة مجانًا (اخر مشاركة : رامي محمود - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 180 - عددالزوار : 129170 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14215 - عددالزوار : 753771 )           »          15 صورة ترصد أجواء المتعة والبهجة لسياح العالم فى معالم الأقصر الأثرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 732 - عددالزوار : 95536 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 470 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 381 - عددالزوار : 83345 )           »          إنها صلاة الضحى… صلاة الأوّابين. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-05-2022, 09:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,702
الدولة : Egypt
افتراضي حكاية العصفورة التي أوقفت الجيش

حكاية العصفورة التي أوقفت الجيش
عامر الخميسي

تحرَّك الجيشُ كلُّه ترفعهم الوهاد، وتحطُّهم النجاد، كان سفرًا شيِّقًا، وأي سفرٍ أجمل من أن تسافر مع أطيب وأجمل وأزكى وأنقى مخلوق مشى على هذه الأرض؟!

كانوا معه يحفُّون به كالنُّجوم المتلألئة تحفُّ بالبدرِ المنير في مشهد من أروع وأحلى المشاهد التي تسرُّ الناظرين، وتبعث البهجة في قلوب المُحبين.

كان كل واحدٍ منهم يودُّ أن لو فرش قلبه بساطًا للحبيب الذي تفتديه النفوس، وكان أحبَّ إليهم من كل شيء حتى من أرواحهم.

إذا وقف وقفوا وقفةَ رجلٍ واحد، وإذا تكلَّم أنصتوا حتى كأنَّ على رؤوسهم الطير، وإذا أمر ابتدروا أمره، وإذا ابتسم ابتسمت لهم الدنيا وتاهوا على الثُّريا.

وفي ذلك السفر جاءت تلك العصفورة تشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم رافعة إليه مظلمتها.

يا للعجب!

عصفورة تشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم من ظلم وقع عليها، كيف هذا؟!

يحدِّثنا ابن مسعود كما في سنن أبي داود عن ذلك المشهد المهيب وعن تلك الشكوى الحارَّة، فيقول:
كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ في سفَرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ فرأَينا حُمَّرةً معَها فرخانِ فأخَذنا فرخَيها فجاءت تعرِشُ فجاءَ النَّبيُّ فقالَ: ((مَن فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها)).

أخذوا أولادها للعب والتسلية والمرح ونسوا أن هناك مشاعرَ فيَّاضةً في قلب أم العصافير، نسوا أن هناك أُمًّا رؤومًا، وصدرًا حانيًا، وعُشًّا دافئًا، وأسرة سعيدة تزغرد كل صباح.

عندما تمَّ اقتحام بيتها واختُطِف أولادها فاض قلبها بالجوى، وانهارت مشاعرها من ألم الفراق.

ولك أن تتخيل أمًّا يُختطَف أولادها أمام عينيها!
أيُّ أسًى نزل عليها؟
أيُّ مصيبةٍ حلَّتْ بها؟
أيُّ نكبةٍ وقعَتْ عليها؟
من يأتي فيصف حال هذه العصفورة؟

من له القدرة أن يصور مشاعر قلبها النابض، ونفسها المكلومة، وحسرتها المنبعثة؟

اتَّجهت مباشرةً إلى قائد الجيش تشكو إليه ما حلَّ بها، وتخبره بما وقع عليها، وتصِفُ له أساها!

وهل قائد هذا الجيش كأي قائد على وجه الدنيا؟
لا..

بل هو مصطفى من بين كل عظماء العالم بالرحمة والود والرقة والعطف على كل الكائنات.

هو القلب الحي الذي ينبض بمشاعر الدفء والحنان.

جاءت إليه تطير لتوصل له رسالة مفادها: أنا مكلومة أسيفة، اقتحم جنودُكَ بيتي واختطفوا أولادي.

قصدتُكَ لتُنْصِفني وتقف معي يا منصف المظلومين.

كأني بها تقول مخاطبة له:
أخذ جنودُك أولادي
فارْحَم قلبي وفؤادي
ما لي غيركَ من بشرٍ
أرجوه اليوم لإسعادي


انكبَّتْ على رأسه تذهب وتجيء، وتحوم وترفرف، وأبدت حزنًا وكآبةً، وسيَّرتْ إليه من بكاء زقزقتها سحابةً همٍّ سرعان ما انقشعت حين أمر بردِّ صغارها.

فيا الله أي سعدٍ ألفى قلبها وقد تقطَّع من الوجد!
كان سيظل شوك الحزن يُدمي جسدها بقية العمر.

كانت وَرْقاء الأيك كل همها صغارها، فبفِراق صغارها عُذِّبت عذابًا شديدًا، يساوي الحبس، وقد لا تغدو بعدها مع الطير، كيف والأنس قد فارقها؟!

سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: ((مَنْ فَجَعَ هذه بأولادها؟))
سؤال للجيش كله!
ثمَّ لما رأى أولادها أمر أمرًا قاطعًا أن يردوا إليها أولادها.

إنه مقام العدل ورد الحقوق.
مقام الحب والرحمة والعطف على كل مخلوق.
إنه مقام: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

إنه مشهدٌ صوَّره أحدهم بقوله:
جاءت إليك حمامةٌ مُشتاقةٌ
تشكو إليك بقلبٍ صَبٍّ واجفِ
من أخبر الورقاء أن مقامكم
حرمٌ، وأنَّك منزلٌ للخائفِ


ولقد كان قلبُ الحبيب صلى الله عليه وسلم قلبًا رحيمًا في غاية الرحمة، وماذا تقول عن قلبٍ رقَّ لطفلٍ ماتَ عصفوره، فجعل يُهَدِّئ من روعه ويُعزِّيه؟!

ماذا تقول عن قلب دثَّر حذيفة بن اليمان بعباءته من شدة البرد، وحمل طفلة في الصلاة فكان إن سجد وضعها وإن قام حملها؟!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]