شبهة والرد عليها في حجية السنة: الاستدلال بآية (وما آتاكم الرسول فخذوه) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4593 - عددالزوار : 1301328 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4138 - عددالزوار : 828141 )           »          جرائم الرافضة.. في الحرمين على مر العصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 109 )           »          المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348635 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 168 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 296 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 303 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 834 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2890 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2022, 12:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,282
الدولة : Egypt
افتراضي شبهة والرد عليها في حجية السنة: الاستدلال بآية (وما آتاكم الرسول فخذوه)

شبهة والرد عليها في حجية السنة: الاستدلال بآية (وما آتاكم الرسول فخذوه)
د. محمد أحمد صبري النبتيتي

صاحب الشبهة يقول: أنتم يا من تقولون بحجية السنة كدتم تطيرون طيرا في السماء بقول الله تعالى: ﴿ وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ ﴾ [الحشر: ٧].

والمتأمل للآية وسياقها يظهر له جليًّا أنها في أمر الفيء، فبداية الآية: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7].

فلماذا تلوون أعناق الآيات لخدمة مشروعكم، وتقتطعون الآيات من سياقها؟


الجواب:
أولًا: اعلم رحمني الله وإياك أننا لا نستدل بدليل واحد على حجية السنة، بل ما تقوله هو دليل واحد من نوع من أنواع الأدلة التي نحتج بها على حجية ووظيفة السنة التي سأرسلها لك على البريد كلها بإذن الله بما سيثلج صدرك مما فيها من كثرة وتنوع ويقين.

ثانيًا: الآية وإن جاءت في سياق الكلام عن الفيء، لكن عموم لفظها المأخوذ من الاسم الموصول (ما) الذي تكرر مرتين تأكيدًا لإرادة العموم قد ينفع أن يكون دالًّا على أن العبرة في الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السياق، وهذا ما كان يذهب إليه فقيه الصحابة وقارئهم ابن مسعود رضي لله عنه من صحة الاستدلال بعموم هذه الآية في غير الفيء، رغم خصوص سياقها، وأنا أعلم أنك لا تنكر كل السنة، وحاشاك أن تكون كذلك، لذا أنقل لك هذا الحديث الصحيح الوارد في البخاري ومسلم وسنن أبي داود والدارمي.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ، فَقَالَ: وَمَا لِي أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ، قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ، فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ مَا جَامَعَتْنَا.

وإن رأى أحد أن خصوص السياق يخصص عموم اللفظ، فيصح الاحتجاج بالآية مع ذلك قياسًا على دلالتها، فقبول حكم النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة قسمة الفيء وفي أحكامه؛ كقبول حكمه في غيره من شؤون الدين، ولا معنى لتخصيص الفيء بوجوب قبول حكمه فيه دونما سواه من الأحكام[1].

يقول ابن عثيمين رحمه الله: (سمعت أن بعض الناس أنكر على من استدل بقوله تعالى: ﴿ وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ ﴾ [الحشر: ٧]، وقال: إن هذا في قسم الفيء، وهذا صحيح، لكن إذا كان يجب علينا أن نقبل ما قسمه الرسول عليه الصلاة والسلام في الفيء، وأن ننتهي عما نهى عنه، فما بالك بالأمور الشرعية، فقبولنا لما جاء به شرعًا أولى من قبولنا بما قسمه مالًا[2].

ثالثًا: في الآية إشارة إلى هذا المعنى وهو قوله: ﴿ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾، فقابله بالنهي، ما قال: وما منعكم ما آتاكم، فالإيتاء يقابله المنع، فهنا قابله بالنهي، والنهي إنما يقابل الأمر في الأصل، فالآية في هذا السياق وهو الإعطاء المادي - الإيتاء المادي، ولكن يؤخذ من عمومها أنه يدخل فيها الأمر، فإنهم يجب عليهم أن يمتثلوا ذلك.

وقد ثبت في الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه[3].

رابعًا: لفظ الإيتاء يصدق على الأمور المعنوية كما يصدق على الأمور الحسية؛ كما قال تعالى: ﴿ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقولَ لِلنّاسِ ﴾ [آل عمران: ٧٩].

خامسًا: إن طريقة القرآن هي أوسع وأكبر مما اعترض به منكرو السنة، ذلك أن الخطاب القرآني كثيرًا ما يأتي بقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق، وفي ذات الوقت قاعدة عامة لكل شيء يصلح للدخول في معناها، ففي آيات الحج تكلم الله عن شعائر محددة، ثم قال: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

وقال تعالى: ﴿ ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّت لَكُمُ الأَنعامُ إِلّا ما يُتلى عَلَيكُم فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَاجتَنِبوا قَولَ الزُّور ِ﴾ [الحج: ٣٠].

ففي هذه ونظائرها هل نقول: نقتصر في تعظيم شعائر الله على ما جاء في السياق فقط، وكذلك الحرمات، فنقول: إنما جاء بتعظيم الحرمات التي دل عليها السياق فقط وهي المتعلقة بالحج؟

كل مسلم أُوتي حظًّا من الفهم لأسلوب القرآن ينزه كلام الله عن هذا[4].

وقد أحسن ابن عاشور رحمه الله حين قال: (وهَذِهِ الآيَةُ جامِعَةٌ لِلْأمْرِ بِاتِّباعِ ما يَصْدُرُ مِنَ النَّبِيءِ صلى الله عليه وسلم مِن قَوْلٍ وفِعْلٍ فَيَنْدَرِجُ فِيها جَمِيعُ أدِلَّةِ السُّنَّةِ، وعُطِفَ عَلى هَذا الأمْرِ تَحْذِيرٌ مِنَ المُخالَفَةِ فَأمَرَهم بِتَقْوى اللَّهِ فِيما أمَرَ بِهِ عَلى لِسانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعَطَفَ الأمْرَ بِالتَّقْوى عَلى الأمْرِ بِالأخْذِ بِالأوامِرِ وتَرْكِ المَنهِيّاتِ يَدُلُّ عَلى أنَّ التَّقْوى هي امْتِثالُ الأمْرِ واجْتِنابُ النَّهْيِ، والمَعْنى: واتَّقُوا عِقابَ اللَّهِ لِأنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقابِ، أيْ لِمَن خالَفَ أمْرَهُ واقْتَحَمَ نَهْيَهُ)[5].

فانظر باركَك الله كيف أن التأمل والتدبر لكتاب الله، يسوقك إلى فَهم طرق العلماء في الاستدلال، وأنصحك حبيبي بقراءة التفاسير المعتبرة؛ كالطبري والقرطبي وابن كثير وغيرها من التفاسير، فستجد فيها ما يُثلج صدرك ويُذهب إشكالاتك، ويَزيد يقينك.

[1] الأدلة اليقينية على حفظ السنة النبوية، ص ٣٣؛ للشيخ الشريف حاتم العوني بتصرف يسير.

[2] تفسير القرآن الكريم سورة آل عمران لفضيلة الشيخ ابن عثيمين دار ابن الجوزي ص ٢٠١.

[3] شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير سورة الحشر من موقع الشيخ خالد السبت.

[4] إمكان التاريخ وواقعية السنة د عبدالله الشهري، ص٩٧و٩٨؛ بتصرف.

[5] التحرير والتنوير لابن عاشور بتصرف يسير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]