|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي تريد الطلاق والأسباب واهية! أ. مروة يوسف عاشور السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكتبُ إليكم هذه الرِّسالةَ في وقتٍ تمرُّ فيه أعاصيرُ مُدمِّرةٌ على حياتي الزوجيَّة، التي أصبحتْ مُهدَّدة بالطلاق أكثر مِن أيِّ وقتٍ مضى. تتَّهمني زوجتي بأنني رجلٌ صامت انعزالي، قليل الأصحاب، يُكثر مِن مُشاهدة التلفاز والإنترنت، ولا يهتم كثيرًا بأطفالي. نعم أوافقها أني أكثر مِن مُشاهدة التلفاز، وأني قليل الأصحاب؛ لأنَّ الجودة عندي أهم مِن الكثرة، لكني لا أوافقها على أني أهمل أطفالي! انقطعت المعاشرةُ الجنسيَّةُ بيننا تمامًا قبل عدة أشهُر، بعد أن اتخذتْ زوجتي قرارًا برفْضِ جماعي لها، مع أنَّ هذا حقٌّ مِن حُقُوقي الزَّوجيَّة؛ وذلك رغبةً في الانتِقام مِنْ تصرُّفاتي معها! أخبرتْني أكثر مِن مرةٍ أنها استشارتْ للطلاق منِّي، ولم يجد القاضي الشرعيُّ مبررًا للطلاق. كنتُ طوال حياتي معها أعاملها معاملةً طيبةً، لَم أضربْها يومًا، لم أهنها يومًا، لم أحرمْها من الحياة الكريمة يومًا، لم أرتكبْ جُرمًا شرعيًّا واحدًا في حقِّها يوجب الطلاق، بل كنتُ دومًا أستشيرها في كلِّ شيءٍ، وآخذ رأيها. كثيرًا ما انتقدتُ آراء أهلي وتصرُّفاتهم مُقابل مدْحِ تصرُّفات والدِها، لإيماني بالوقوف إلى جانب الحق، ولا شيء غيره. تحوَّلتْ حياتي الزوجيةُ إلى جحيمٍ، وأخشى على أطفالي مِن العواقب إن حصل طلاقٌ بيننا، فماذا أفعل؟ بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله - في شبكة الألوكة - أيها الأخ الكريم, ألا ترى معي أنَّ ما تفضلتْ زوجُك بذِكْره مِن عيوب: - صامت. - قليل الأصحاب. - لا تعتني بأطفالكما العناية الكافية. كلها أمور يسيرة، لا تستجلب رغبة المرأة في الطلاق؟ ومما ذكرتْ "قلة الأصحاب"، وفيما أعلم أنَّ أغلب الزوجات ترى في الرجل كثير الأصدقاء عَيْبًا، وتُؤثِر عكسه مِن الأزواج, حتى لا يُكثر الخروج من المنزل؛ فيقل - من ثَمَّ - الوقت الذي يقضيه معها وأطفالها! عذرًا أتوقَّع وبشدَّة أنَّ كل ما ذكَرَتْ لك لم تكنْ إلا أسبابًا واهية، تُخفي خلفها السبب الحقيقي لرغبتها في الطلاقِ, وأنصحك بالبحث عنه بكلِّ السبُل ومحاولة استخراجه منها. لعلك لا تعلم أنَّ عددًا لا يُستهان به مِن المشكلات الزوجيَّة لا يُفصح فيها الزوجان عن السبب الحقيقيِّ وراء إعراضهما، وتولد النفور لديهما؛ إما حياءً أو خوفًا مِن تفاقُم الأمر، أو رغبة منه أن يكتشفَ قرينه بنفسه السببَ؛ فبعضُ الأمور لا تستجلب ولا يصلح معها إلا أن تأتي مِن تِلقاء نفسِها، دون أن يُفصحَ عنها بكلِّ صراحةٍ, أو يطلبها بكلِّ وضوحٍ, هذا مِن وجهة نظره الشخصية, ويؤسفني أنَّ بعض حالات الطلاق يتم فيها الانفصالُ دون أن يقفَ أحدُ الزوجين على الداعي الفعلي لطلب الطلاقِ! ومما يؤكِّد لديَّ هذا الشعور رفضُها تلبية رغباتك مِن باب العقاب, وهي بذلك آثمةٌ بلا شك, لكن مِن الواضح أنَّ لديها ما تُخفيه ولا تريد البَوْح به, ولهذا أنصحك بضرورة محاورتها بهدوءٍ، وكتابة كلِّ ما ترغب فيه في ورقةٍ، ومحاولة تلبية ما ترغب إن لم يكن لديك مانعٌ, وينبغي أن تكونَ الأمورُ أكثر وضوحًا. فمثلًا: مُشاهدة التلفاز كم ساعة في اليوم؟ الاهتمام بالأطفال يكون بعمل كذا وكذا. كيف تريدان قضاء نهاية الأسبوع مثلًا؟ وكيف يكون برنامج زيارات الأهل؟ وهكذا تكون كافَّة النقاط واضحةً ومحددةً؛ حتى لا تستنكرَ أو تُتهمَ من جديد. بخصوص انتقاد أهلك لا أوافِقك عليه، ولو كانوا بالفعل مخطئين! فنحن لا نختار آباءَنا أو أمهاتنا، وقد يكون فيهم مِن العُيُوب ما لا نقدر على تغييره, لكن ذكرهم بسُوء ولو أخطؤوا ليس مِن الحكمة في شيءٍ، وليس من البرِّ بهم, وما عليك إلا أن تسعى لتهدئة الأوضاع متى نشبَ خلافٌ بينهما، دون مدحِ طرفٍ على حساب الآخر. أخيرًا، أرى أن تقترحَ على زوجك مُراسلتنا بما يجول في خاطرها وإطْلاعنا عليه، ولا مانع لديَّ أبدًا مِن التواصُل معها, وقد تبوح لنا بما لا تريد البوح لك به. وفَّقكما الله، وأبعد عنكما شياطين الإنس والجن، وهدى زوجك للحقِّ، ورَزَقَها الطاعة والبرَّ والإحسان, والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |