نحو حياة طيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: قراءة آية الكرسي عند النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فقه النصح والتوجيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فتن فافتتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأدعية التي كان النبيﷺ يكثر منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العمر قصير والعلم كثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لهذا ضُرِبت الدوحة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غربة نوح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عقوبة النظر للإباحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المبالغة في إلزاق القدم بالقدم في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم التشريف بمجرد النسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2022, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,222
الدولة : Egypt
افتراضي نحو حياة طيبة



نحو حياة طيبة









كتبه/ ياسر إبراهيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فإن الحياة الطيبة ليست هي الحياة التي تتوافر فيها أنواع المتع المادية من أكل وشرب، ومركب وملبس، ومنكح، وصناعة وزراعة واختراعات فقط.

وإنما الحياة الطيبة الآمنة هي التي تطمئن فيها القلوب، ويأمن فيها الناس على أنفسهم، وأموالهم وأعراضهم، وينتشر فيها العدل والخير بأنواعه، ويقود فيها الناس الأكفاء الصالحون إلى ما يرضي الله -تعالى-.

ولابد أن يعلم المسلم علماً جازماً بأن متاع الدنيا تابع لتحقيق الفرد والجماعة لمنهج الله في الأرض، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوايَعْمَلُونَ)(النحل:97)،
إن أي أمة في الشرق أو الغرب دانت بمنهج الله، واعتصمت بحبله المتين، واتبعت رسوله -صلى الله عليه وسلم- بصدق وعلم ويقين، وطبقت هذا المنهج؛ لابد أن تكون أسعد الأمم، وأكثرها أمناً واستقراراً، تعيش في رغد من العيش، وتحيا عزيزة سائدة تقود ولا تـُقاد، وهذه سنة الله في خلقه، وقد دل على ذلك القرآن، قال الله -تعالى- عن مريم -عليها السلام-: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًاحَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّاالْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِحِسَابٍ)(آل عمران:37).


وهذا في حق الفرد، فمريم تطيع وتستقيم وترى أثر ذلك في حياتها، كما قال بعض السلف: "ما احتاج تقي قط"،
وقال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّأَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَالسَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوايَكْسِبُونَ)(الأعراف:96).
وقد جاء الأنبياء والمرسلون بتأكيد هذه السنة، فجاء على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- في القرآن: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّىوَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْعَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)(هود:3).
وجاء عن نوح -عليه السلام-: (فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْمِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍوَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)(نوح:10-12).


إن أية أمة من الأمم ترفض منهج الله، وتبتعد عن هذا المنهج، وتحارب أولياء الله والدعاة إليه، متبعةً في ذلك لهواها عاصيةً لربها، هاجرةً كتابه، خارجةً عن هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- لجديرة لأن تكون أكثر الأمم شقاءً وخوفاً واضطرباً وضنكاً في الحياة في كل شئون حياتها لأن السعادة الحقيقية لا يجلبها منصب ولا مال، والأمن في أي مجتمع لا يحصل بقوة السلاح والرجال، والاستقرار والطمأنينة لا تأتي بأي سبب من الأسباب المادية، إذا خلت الحياة من الإيمان بالله، وتطبيق منهجه واتباع نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وبهذه السنن نطقت نصوص القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيفَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِأَعْمَى)(طه:124).
وزوال النعم وحلول النقم يكون سببه تحول العباد عن منهج رب الأرض والسماء، قال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةًمُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْبِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَاكَانُوا يَصْنَعُونَ)(النحل:112)، وقال عن قوم سبأ: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِيمَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِرَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ . فَأَعْرَضُوافَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْجَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ . ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاالْكَفُور)(سبأ:15-17)، سيل العرم: انهيار سد مأرب/ مطر شديد، أكل خمط: ثمر مر حامض بشع، أثل: شجر كبير ثمره لا يؤكل، سدر: شجر النبق لا تغني لسد الجوع.


إن مرور الأمة بمثل هذه الظروف، وتدهور الأحوال من سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من نواحي الحياة ليستدعي كل فرد ليصرخ بأعلى صوته منادياً بالرجوع إلى منهج الله الذي يحقق الحياة الطيبة، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْقَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْوَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)(الأنعام:42-43).
إن فريقاً من الأمة لا يرضى إلا بالحلول المستوردة لإصلاح المجتمعات المسلمة، فتارة ترفع راية الاشتراكية، وتارة راية الديمقراطية، وتارة أخرى راية العصرانية والعقلانية التي لا تزيد الناس إلا بُعداً عن الإسلام، ولم تحصد المجتمعات المسلمة من تحت هذه الرايات المختلفة إلا الثمار المُرة، فَذُلٌ بالشرق، واحتلال وقتل وتشريد بالغرب، وفتن بالشمال والجنوب، والحل لا يكون إلا في الإسلام كنهج للحياة، والحياة الطيبة لا تكون إلا ظل شجرة الإسلام. (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍأَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوايَعْمَلُونَ)(النحل:97).



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]