|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمي تتهمني في شرفي أ. فيصل العشاري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الغرضُ الحقيقيُّ مِن النقد هو: تصحيح مسار خطأ، وتوجيهُ النَّقْد يكون للفعل لا للشخص، فالشخصُ واحدٌ، والأفعال متغيِّرةٌ. أنا أُعاني مِن نقدٍ لشخصي مِن والدتي بأقْبَح الكلمات التي تدُلُّ على العهر. أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات من عمري، ابتلاني اللهُ بكلام مع الشباب منذ مدة، وكان كلامي مِن باب حُبِّ اكتشاف الجنس الآخر ليس إلا، وكانتْ مكالماتي عن طريق الإنترنت والجوال، مع حرصٍ شديد على ألا يعرفَ الشابُّ أدنى معلومةٍ عني، حتى اسمي الحقيقي! كانتْ محادثاتي بريئةً، ولا تتعدَّى علاقتي بالشابِّ أكثر مِن أُسبوع، وكنتُ أفعل ذلك في أوقات فراغي فقط! علمتْ والدتي ذلك عندما سمعتْ مكالمةً لي مع أحد الشباب مِن وراء الباب، وعندما سألتْني اعترفتُ لها بكلِّ شيءٍ بصدقٍ وصراحةٍ، ولم أكذبْ في شيءٍ، لكنها لم تُصَدِّقني، ونعتتني بأقبح الكلام، واتَّهمتني في شرفي، وشبَّهتْني ببنات الليل! وعندما وضَّحْتُ لها الفرقَ ازدادتْ غضبًا، فما كان مني إلا أني استسلمتُ لكلامها، مع أنَّ الموضوعَ لا يتعدَّى مجرد قضاء وقت! أنا لا أُبرِّر لنفسي فعلتي القبيحة، والحمدُ لله كانتْ فُرصةً أن أتوبَ إلى الله، والله غفورٌ رحيم، لكن مُستحيل أن تُسامحني أمي؛ لأنَّ رضاها صعب جدًّا، وعن تجربة! عرَف والدي بالأمر، لكنه لم يُصَرِّحْ لي، لكني استشففتُ ذلك مِن خلال تعامُله معي، المشكلةُ الفعليةُ أنَّ الوالدةَ أصبحتْ تنعتني بأقبح الكلمات التي تدلُّ على العُهر، وعندما أُناقشها لا تقبل نقاشي. أمي تعتقد أنها مِثالية في كلِّ شيءٍ، وأنها لا تغلط أبدًا، ولا تتقبلْ أي فكرة تُخالف تفكيرها، ولا تُحب أن يُناقِشَها أحدٌ، أفْتَقِد حنانها رغم محاولتها للتقرُّب لي، أصبحتُ أحتقر نفسي بسبب كلماتها القاسِية، أصبحتُ غير واثقةٍ مِن نفسي، أصبحتُ حزينة مُحَطَّمة وفاقدة الهُوِيَّة. النفسُ البشريةُ لا تتحمَّل الانتقادَ المباشر لها، وتقبل الأخْذَ والرَّدَّ في الأفعال والأفكار، أنا أُحِبُّ أمي، ولا أريد أن أكونَ عاقَّة، لكن كلامها يُؤثر عليَّ، فما الحل؟ أسأل الله أن يرزقنا جميعًا العفة والثبات حتى الممات. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. لو تخلَّق العبادُ بصفة المغفرة والرحمة لاختفتْ مَشاكلهم، وعاشوا في سعادةٍ وهناء، لكن لما كانتْ هذه الدار دار ابتلاء وكبد، كان مِن الطبيعي وُجود أشخاصٍ في حياتنا لا يقبلون العفوَ والصَّفْحَ بسهولة، وتزداد المعاناةُ عندما يكون هذا الشخص والدًا، أو والدة! وتُصبح الموازنةُ بين واجب الأبوَّة وحقِّ الدفاع عن النفس ضربًا مِن المعاناة النفسيَّة. ما بدر منك مِن كلامٍ مع الشباب كان خطأً ولا شكَّ، ونحمد الله لك أن تداركتِ نفسكِ، وابتعدتِ عن هذا السلوك، وتُبتِ إلى الله تعالى، ونسأل الله أن يتقبلَ توبتك، وأن يثبِّتكِ على طريقه القويم. ورغم اعترافك الصريح للوالدة الكريمة، فإنها لم تقتنعْ بعدُ بنقاء سريرتك، وصِدْق توبتك، وما زالتْ هناك شكوكٌ تُساوِرُها على الدوام بخصوص ابنتِها؛ مما يجعلها تُوَجِّه سهام النقد باستمرارٍ، وهذه الطريقةُ تَضُرُّ أكثر مما تنفع، لكن مَن الذي يستطيع أن يوصلَ لها هذه الرسالة، ويُفهمها بأنَّ هذا الأسلوب قد يعود بنتائجَ عكسيةٍ؟ وهنا يأتي دَوْرُك للبحث عن هذا الشخص القادر على إقناع الوالدة، هل الوالد مثلًا يُمكن أن يتقبَّلَ هذا الأمر، ويُحسن علاج هذه المشكلة ما دام أنك استشففتِ أنه قد عرَف بموضوعك؟ هل لك إخوةٌ أو أخوات، أو عمة أو خالة، قادرة على إيصال هذه الرسالة؟ وهنا نُؤَكِّد على أهمية الحرص الشديد على اختيار الشخص المناسب الذي يستطيع القيام بالنصيحة، مع حِفْظ السرِّ، وتقدير الموقفِ، فإن لم تجدي شخصًا بهذه المواصفات، فلا داعي لهذه الخطوة، ولا تُخبري أحدًا خشيةَ أن يتطورَ الأمرُ وينتشر، ويصعب السيطرة عليه لاحقًا، وتذهب سُمعتك بين الناس! اطرقي باب الغفور الرحيم؛ فقُلوب العباد بين يديه، يُقَلِّبها كيف يشاء، ضَعِي لنفسك حظًّا مِن الدعاء، وحظًّا من الصلاة والصبر! ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]. ابحثي عن صُحبةٍ صالحةٍ من الطيبات حولك، قليلًا قليلًا سيقُمْن بنقل رسالة إيجابية غير مباشرة للوالدة. تسلَّحي بالثقة والأمل في غدٍ أفضل، ومستقبل مُشرقٍ، لا تلتفتي إلى نقْدِ الوالدة المستمر، واعتبريه نوعًا من العتاب بجرعةٍ زائدةٍ، حتى يقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا. تذكَّري أن صبركِ على أمك يُفيدك في أمرَيْنِ: الأول: اكتساب مقاومة نفسيَّة لمواجهة النقْدِ اللاذع من الآخرين، وهذه ستحتاجينها طوال حياتك. الثاني وهو الأهم: رضا الله - عز وجل - عنك، إذ قمتِ بالإحسان لوالدتك بالصبر على أذاها في حقك. وهكذا حَوِّلي المحنةَ إلى منحةٍ، والمعاناة إلى مُتعة الرضا والطمأنينة. ونسأل الله تعالى أن يثبتكِ على الهدى، وأن يرزقك الزوجَ الصالح والعمل النافع والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |