|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تزوَّجتْ محبوبتي، فكيف أنساها؟! أ. عصام حسين ضاهر السؤال بسم الله الرحمن الرحيم أنا شابٌّ أدرسُ في السنوات الأخيرة في كلية الطبِّ، وأنا مِن النوع الخجول؛ فليس لي عَلاقاتٌ مع فتيات حتى مِن عائلتي. منذ سنتينِ تقريبًا قابلتُ بنتًا وحدَث بيننا كلامٌ، وارتحتُ لها كثيرًا، وتطوَّر الأمرُ بيننا وأحبَّ كلٌّ منَّا صاحبَه، واتَّفقْنا بعد مدَّة على الخِطْبة، فتقدَّمتُ لخِطْبتِها، لكن أهلَها رفضوا بعد مُحاولاتٍ كثيرة جدًّا، فلم يكن منَّا إلا أنَّا تفرَّقنا تدريجيًّا، وكان الأمرُ شاقًّا جدًّا علينا. أخبرتْني بأن شابًّا تقدَّم لخِطْبتِها، وأهلُها مُوافقون عليه، فنصحتُها بأن تُوافقَ، وأن تستمرَّ في حياتها، وتعيش مستقبلَها، واستطعتُ إقناعَها بذلك، وطبعًا كنتُ أقولُ لها ذلك وقلبي كاد يتمزَّق! وبعد مدَّة رأيتُ - في "الصفحة الإلكترونية" لأحد أقربائها - صورَ عُرْسها مع ذلك الشابِّ، ومع أني الذي أقنعتُها بذلك، إلا أن الأمر كان كالصاعقةِ على قلبي؛ فحذفتُ صفحاتِ كلِّ أقاربها؛ حتى لا أتعبَ مِن جرَّاء هذه الأمور! أنا ما زلتُ أحبُّها جدًّا - مع علمي بأنها مع زوجِها الآن - لأنها أول مَن أحببتُ، وأول مَن دخلتْ قلبي، وفكرةُ عدمِ نسيانها ونسيان حبها مسيطرةٌ عليَّ إلى أقصى درجة، فلم أستطِعْ نسيانها! منذ مدة يسيرةٍ جدًّا بدأ والدي في البحثِ عن فتاةٍ لي لأخطبها، فرفضْتُ بشدَّة؛ بحجة أن مشواري طويلٌ، علمًا بأن الحالةَ المادية جيدة، وأستطيع الزواج. كنتُ أرفضُ فكرةَ الزواج؛ لأني لا أستطيع أن أتخيَّل نفسي مع امرأةٍ أخرى غيرها، وفي لحظاتٍ أخرى أديم التفكير فأقول لنفسي: وماذا بعدُ؟! هل سأظل هكذا دائمًا؟! مشكلتي أني لا أريدُ أنْ أنساها، وأعلمُ أن الحلَّ في نسيانِها، لكنِّي لا أدري كيف يكون هذا؟! أفيدوني - بارك الله فيكم - ما الحل؟! الجواب الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرف الخلْقِ أجمعين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وبعدُ: فأهلًا بك - أخي الكريم - وأسأل الله تعالى أن يجعلَنا عند حُسْن ظنِّك بنا، وأن يُلهِمنا الصوابَ في الردِّ على رسالتِك، وأن يفتحَ قلبك لقَبُوله. عزيزي، أهنِّئك أولًا، ثم أعتب عليك ثانيًا! أهنِّئك على هذه المشاعرِ الرقيقة التي دفعتْك لأنْ تضحِّي بسعادتك مِن أجْلِ إسعاد تلك الفتاة. وألومُك على أنَّك حملتَ نفسَك ما لا تُطِيق، واخترتَ لنفسك أن تَعيشَ في ماضٍ انتهى وولَّى، بدلًا مِن أن ترسمَ لنفسِك مستقبلًا تعمل فيه على بناءِ بيتٍ وأسرةٍ مسلمة، وتعطي لنفسِك فرصةً أخرى في أن تختار شريكَةَ حياتِك مرَّة أخرى. اعلم أنها كانتْ تجربتَك الأولى في التعامُل مع الجِنس الآخر، وأنك أحببتَها بكلِّ كيانِك - وإن كانتِ البدايةُ خاطئة - وأنك ما زلتَ تتذكَّر كيف كانتْ تتصرَّف معك، و تتذكَّر أيضًا عَذْب حديثها إليك، وأن حالَك الآن يُصَوِّره قول الشاعر: يَا مَنْ يُذَكِّرُنِي بِعَهْدِ أَحِبَّتِي ![]() طَابَ الحَدِيثُ بِذِكْرِهِمْ وَيَطِيبُ ![]() أَعِدِ الحَدِيثَ عَلَيَّ مِنْ جَنَبَاتِهِ ![]() إِنَّ الحَدِيثَ عَنِ الحَبِيبِ حَبِيبُ ![]() مَلَأَ الضُّلُوعَ وَفاَضَ عَنْ أَحْنَائِهَا ![]() قَلْبٌ إِذَا ذَكَرَ الحَبِيبَ يَذُوبُ ![]() مَا زَالَ يَضْرِبُ خَافِقًا بِجَنَاحِهِ ![]() يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَطِيرُ قُلُوبُ ![]() أخي الحبيبُ، مع أن عَلاقتكما كانتْ خطأ؛ إلا أنك كنتَ كريمًا مع تلك الفتاةِ عندما تركتَ لها حريةَ الاختيار، وأن تختارَ لنفسِها ما تراه مناسبًا، بين أن تظلَّ تَعِيش في عَلاقة محكوم عليها بالفشلِ منذ أن بدأتْ، وبين أن تبدأَ حياتها بصورةٍ صحيحةٍ مع رجلٍ قد حَظِي بمباركة أسرتِها له. وكنتَ كريمًا معها أيضًا عندما أنهيتَ تلك العَلاقة دون أن تُسِيء إليها، أو أن تنغِّص عليها حياتها. وكنتَ كريمًا معها عندما لم تُضايقْها باتصالاتِك أو رسائلك، أو محاولةِ معرفة أخبارِها، أو تقتحم عليها حياتَها الجديدة. فهوِّن على نفسِك، وكفَّ عن جَلْدِها، وأعطِها الحقَّ في الحياة، وتخلَّصْ مِن آثار الماضي وسيطرتِه عليك، وليس في ذلك خيانةٌ لتلك الفتاة، وليس ذلك محرَّمًا، بل الحرام أن تصرَّ على حبِّك لفتاةٍ متزوِّجة الآن، وفي عصمة رجل آخر، وكنْ كما قال الشاعرُ: تَوَرَّعْ وَدَعْ مَا قَدْ يَرِيبُكَ كُلَّهُ ![]() جَمِيعًا إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ تَسْلَمِ ![]() وَحَافِظْ عَلَى أَعْضَائِكَ السَّبْعِ جُمْلَةً ![]() وَرَاعِ حُقُوقَ اللهِ فِي كُلِّ مُسْلِمِ ![]() وَكُنْ رَاضِيًا بِاللهِ رَبًّا وَحَاكِمًا ![]() وَفَوِّضْ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ وَسَلِّمِ ![]() وأمَّا السؤالُ عن كيفيَّة نسيانِك لتلك الفتاة، فإني أضَع الآن بين يديك خطوات ستًّا ستصل بك في النهاية إلى نسيانها - إن شاء الله: أولًا: عليك أن تتخلَّص مِن كلِّ ما يُذكِّرك بها، من رقْمِ جوَّال، أو هاتف، أو رسائل، أو أية وسيلة أخرى تذكِّرك بها، وأن تبتعدَ عن الأماكن التي مِن الممكن وجودُها فيها، فإن بُعْدَها عن عينِك سيُعِينك - بإذن الله - على نِسيانها. ثانيًا: أن تقبلَ مشورة والدِك في البحثِ عن زوجة لك؛ لأن سرعة التعجُّل بالبحث عن غيرها لتقيمَ معها عَلاقة شرعية - تنسيك إياها. ثالثًا: املَأْ وقتَ فراغِك بكلِّ ما هو مفيدٌ لك، وينفعُك في الدنيا، ويكسبك الثواب في الآخرة؛ مثل: حضور دروس العلم، وحفْظ القرآن الكريم، وتنمية مهاراتك في التواصُل مع الآخرين؛ مثل: حضور دورات متخصِّصة في هذا الشأن، والمساهمة في خدمة مجتمعك الذي تعيش فيه، بتوظيف مهنتِك الطبِّيَّة في ذلك؛ فالناسُ في حاجة إليك لتعالج أدواءهم وعِللهم. رابعًا: املأْ حياتك بأصدقاءِ الخير الذين يدلُّونك على الخير، ويُعِينُونك عليه، وسترى حبَّهم يملأ قلبك بحبِّ الله تعالى، ويدفعك لأن تكملَ مسيرة حياتك مِن جديدٍ. خامسًا: تعلَّم مِن أخطائك في الماضي، فلا تمنحْ قلبك لامرأةٍ إلا إذا أصبحتْ زوجتَك، ولا تدعْ لأحدٍ أن يُفسِد عليك حياتك، بل كُنْ متريِّثًا دائمًا في اتخاذ قراراتك، ولا تَنْسَقْ وراءَ العاطفة، بل حكِّم عقلك فيها قبل قلبك. سادسًا: لا تنسَ أبدًا الوصية الربَّانية بغضِّ البصر عن كلِّ ما يُغضب الله تعالى؛ حيث قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]. أسأل الله تعالى أن ينسيك هذه الفتاة، وأن يملأ قلبك بحبه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |