|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مُتردِّدة في أخذ قرار إكمال الخطبة من فسخها، أرجو النصيحة أ. شروق الجبوري السؤال تقدَّم لي شابٌّ، وأهله طيبون، مُستواه الماديُّ جيِّد، لم أكنْ موافقة عليه في البداية؛ إذ مُؤهله الجامعي أقلُّ مني، فأنا جامعيَّة طبيبة، ولكن الأهل يضغطون عليَّ لأوافق، ويرون أن الزواج ليس بالشهادات! طلبوا مني أن أجلس معه ربما أقتنع به، فجلستُ معه، ولكني لم أقتنع به ألبتة، لا شكلًا، ولا أسلوبًا، ولا في طريقة تفكير، فأخبرتهم بعدم موافقتي، ولكنهم أجبروني على إكمال الخطبة؛ بحجَّة أني صغيرة، وليس لديَّ الأهلية للحكم على الناس! تَمَّت الخطوبة، ولكني إلى الآن لم أنجذبْ إليه، تقبَّلتُ شكله، هو شخصية طيبة، وإنسان محترم، ولكنَّ أسلوبه وطريقة تفكيره لا تتساوى معي! كنتُ أتمنَّى أن أرتبط بشخصٍ يفهمني، ويكون في مستواي العلمي. الآن أنا أفكر في فسخ ارتباطي به؛ فأشعر أنه شخصية تافهة، سطحي التفكير، هوائي. كنتُ فَسَخْتُ خطوبتي معه بعد شهر منَ الزواجِ، لكنِّي خفتُ أن أكون ظلمتُه، وتسرعتُ في الحكم عليه، فأرجعتُ الخطوبة مرة أخرى. أنا في حيرة شديدة جدًّا، فهل أكمل معه أو أتركه؟! الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يسعدنا أولًا أن نرحبَ بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ، وينفع جميع المستشيرين. كما أثمن فيكِ اختياركِ للأسلوب السليم في حلِّ مُشكلتكِ، والمتمَثِّل في استشارة المختصين، وهو أمر يحسَب لكِ وأحييكِ عليه. عزيزتي، يبدو مِن سياق رسالتكِ، أنك تتسمين (ببعض) التردُّد في اتِّخاذ القرارات المصيريَّة، والتي تحتاج إلى حسمٍ مبنيٍّ على قناعاتٍ داخليَّة، فرغم وُجُود سمات إيجابيَّة لديكِ، أشرتِ أنتِ إلى اتسامِك بها، وجعلتْكِ ترين أنكِ لا تتفقين مع خطيبكِ في كثير من الجوانب؛ لأنه لا يمتلك ما تمتلكين مِن عقلانيَّة وغيرها، لكنَّ تردُّدَكِ في الإقبال على استكمال ارتباطكِ بخطيبكِ أو ترككِ له، يشير إلى عدم اكتمال النُّضْج الفكري لديكِ إلى حدٍّ ما، وهو أمرٌ طبيعي جدًّا، ومتناسب مع المرحلةِ العُمريَّة التي تمُرِّين بها. فقد اتخذتِ يا عزيزتي قرارًا سابقًا بفسخ الخطوبة، والذي لا شك فيه أنه كان بدوافع ذاتيةٍ تخصكِ، لكن يبدو أنه لم يكنْ قرارًا مدروسًا مِن كافة الجوانب، ولم يأخذْ كل الاعتبارات في الحسبان، والتي قد تُراودكِ بعد اتِّخاذه، وهذا ما حدث معكِ بالفعل، فعدتِ في قراركِ، ورجعتِ لخطيبكِ بعدما راودتكِ أفكارٌ تقلقكِ من (التبطر) وما نحوه، مما يشير إلى عدم إدراج تلك المخاوف وغيرها في الحسابات التي اتخذتِ عليها قراركِ. ولذلك يا عزيزتي فليس لي ولا لأي شخص آخر أن يأخذ عنكِ قرارًا باستمراركِ مع خطيبكِ، أو بفَسْخ خطوبتكِ منه؛ لأنَّ اتِّخاذ قرار كهذا ينحصر فيكِ فقط، لكنَّه يجب أن يكون - كما ذكرتُ - مدروسًا بعمقٍ مِن جميع النواحي، ويأخذ جميع العوامل والمؤثرات الأخرى في الحسبان، قبل اتخاذكِ أي مِن القرارين. لكن نصيحتي لكِ يا عزيزتي - إضافة إلى ما ذكرتُه - هو عدم تسرعكِ في إتمام الزواج من خطيبكِ، إلَّا بعد اقتناعكِ به، وتعرُّفكِ على مميزاته التي لا شك أنها كثيرة، وتكيفكِ مع ما ترينها سلبيَّات فيه، خاصة وأنه لا أحد منَّا يخلو من السلبيَّات، كما أنَّ كثيرًا من السمات السلبيَّة تتحوَّل إلى إيجابيَّة من خلال العشرة والمحاكاة مع من يتسمون بها؛ ولهذا لا بُدَّ أن تعمدي إلى إجراء مراجعة ناقدة لكل ما يتصف به خطيبكِ مِن سلبياتٍ وإيجابياتٍ؛ لتوازني بين ما يقع منها ضمن قبولكِ، وما ترفضينه منها، وما يُمكنكِ تقبله مما ترفضين؛ وعندها يمكنكِ بناء رؤية واضحة وشاملة تجاه خطيبكِ، تُساعدك كثيرًا في رسم قراراتكِ نحوه، ليس في استمرارك معه أو فسخك الخطبة وحسب، بل وفي تصحيح رؤيتكِ وأسلوب تعاملكِ تُجاهه، إن اتخذتِ قرارًا باستمرار الخطبة. ولا يفوتني أن أذكركِ بأهمية توجهكِ إلى الله تعالى بالتضرُّع والدعاء في أمركِ هذا، كما في كلِّ أمر، وإقامتكِ صلاة الاستخارة. وأخيرًا: أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، ويرزقكِ الخير حيثما كان، وينفع بكِ، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |