|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعرفت على شاب عبر الإنترنت فطلب الزواج مني... أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أول مرة أراسلكم، وكلي أمل في أن أجد حلًّا لمشكلتي التي أصبحتْ تؤرقني. أنا طالبةٌ في الهندسة، وبقي لي عامٌ على التخرُّج، والحمد لله متفوِّقة في دراستي، وأعيش في عائلةٍ متفهمة، حرصتْ على تربيتنا أحسن تربية، والكلُّ يشهد بذلك. المشكلةُ أنني وقعتُ في شيء كنتُ كثيرًا ما أنتقده، ولَم أتصوَّر نفسي يومًا في مثل هذه الحالة، فأنا التي يُشهد لها برجاحةِ العقل، وحُسن التصرُّف، فمنذ مدَّة أرسلتُ مجموعةً من الرسائل عبر (الفيس بوك) لأشخاصٍ ظننتُ انتماءهم لجمعياتٍ تهتم بالأعمال الاجتماعيَّة الخيرية التطوعيَّة، وكان مِن بين مَن أرسلتُ لهم شابٌّ مسلم من دولة أجنبيَّة، أجاب على رسالتي بكونه لَم يعدْ يعمل في تلك الجمعيَّات، ولكنه أراد معرفة طبيعة العمل لعله يُساعد، شرحتُ له كل شيء، ووعدني أنه سيحاول، لكن بعد مدَّة عاد ليعتذرَ عن عدم إمكانيَّة المساعدة، وطلب مني أن يستشيرني في أمرٍ ما، وعندها عرفتُ أنه أصغر منِّي بعدة سنوات، وعلمتُ أنه أسلمَ وسط أسرة غير مسلمة، ومع الأيام طلَب مني الزواج، وطلب منِّي أن أخبرَ أهلي أنني أكَلِّمه وأتواصل معه، فرفضتُ؛ حتى لا يفقدَ أهلي ثقتهم فيَّ، المهم أنه أقنعني بأنه سيأتي إلى بلدي للتقدُّم لي بالزواج. المشكلة أنني لا أستطيع أن أخبرَ أهلي بأنني تعرفتُ على شابٍّ عبر الإنترنت، ويريد الزواج مني، والأمر الثاني أنه يصغرني بعدة سنوات. هو الآن ينتظر ردي بعد إخبار والدي، لكي يأتي لِلِقائِهم، وليس لدي القدرةُ أن أخبرهم، وأخاف أن أخونَ ثقتهم التي وضعوها فيَّ، وفي نفس الوقت قرَّرْنا قطع الاتصال الهاتفي لحرمة هذا. أعترف أنه شخص مميَّز، وأقول ذلك بميزان العقل فقط، فلستُ - ولله الحمد - ممن يتعلق عاطفيًّا لأقل الأسباب. ما رأيكم؟ هل أجيبه بالرفض، وأنهي الموضوع، فصغر سنه مشكلة؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يسعدنا انضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونشكر لكِ ذلكَ، سائلين الله تعالى أن يسدِّدَنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. أودُّ أن أحيي ما لمستُه فيكِ مِن روحٍ إيجابيةٍ دفعتْكِ لممارسة العمل الخيريِّ والتطوعيِّ، إلى جانبِ تفوُّقكِ الدِّراسي، كما أحَيِّي النفس اللوامة لديكِ، والتي تقودكِ لإجراء المراجعاتِ الذاتية لكلِّ ما يصدر منكِ، وما تنوين فعله، وهي سماتٌ إيجابيةٌ أتمنى منكِ تعزيزها في نفسكِ، والإبقاء عليها. عزيزتي، إنَّ وصولكِ إلى مرحلة أقررتِ فيها بخطأٍ ما ارتكبتِه في حق والديكِ، يعدُّ أمرًا مهمًّا، لكن الأهم هو عدم الوقوف عند هذه المرحلة، فما بدر منكِ قد بدر، وتصحيحُ مثل تلكَ الأخطاء لا يكون إلا بتتويج تلك العلاقة بارتباطٍ شرعي يتوافَق مع الدين ثم التقاليد، وأجد أنكِ وذلك الشاب قد وصلتما بالفعل إلى مثْلِ هذه الرؤية، وهو قرارٌ صائبٌ في مثْلِ تلك العلاقات، لكن مخاوفكِ مِن اتخاذ قرار حاسمٍ بهذا الأمر، تكمُن في أمرَيْن: الأول: هو صغر هذا الشاب عنكِ بعدة سنوات، والثاني: هو خشيتكِ مِن تغيُّر وجهة نظر أهلكِ تجاهكِ. وأجد أن الأمر الأول، لا يمثِّل مشكلةً حقيقيةً إذا ما توفرتْ في ذلك الشابِّ أسبابُ التأهيل الشخصية للزواج بشكل عامٍّ، والتوافق الفكري والنفسي بينكما، لا سيما وأن لنا في الإسلام أسوةً حسنة في سعة شرط العمر في الزواج، عند توفُّر شروط أهم وأجدر بالتقدير لقيامه. ولا يمكنكِ يا عزيزتي التعرُّف على تلك الشروط عن طريق المحادثة عبر الإنترنت وحسْب، بل يكون ذلك بتعرفكِ وأهلكِ عليه بشكلٍ رسمي، والتحاور المباشر معه، بالإضافة إلى السؤال عنْ كلِّ تلك التفاصيل منَ المحيطين به في مجتمعه. أمَّا عن الأمر الثاني، والمتعلق بخشيتكِ من تغيُّر وجهة نظر أهلكِ فيكِ، فأتمنى منكِ أن تنظري للأمر بطريقة أكثر عمقًا وشمولًا، فالأجدرُ أولًا أن تهتمي وتركِّزي فكريًّا على خشيتكِ من الله تعالى، وألا تجعليه أهون الناظرين إليكِ، وعندها ستجدينَ أن قيامكِ بكلِّ ما يرضاه في هذا الموضوع - كما في غيره - هو الأهم، وأن اعتمادكِ هذا المقياس سيساعدكِ على اتخاذ القرارات بعزمٍ أكبر، وقلق أقل تجاه مَن حولكِ، ومنهم والداكِ إلا فيما يرضي الله تعالى فيهما. ولا يفوتني أن أنبه إلى ضرورة قيام أهلكِ فيما بعدُ - إذا ما تَمَّ هذا الأمر - بالسؤال عن هذا الشابِّ في مجتمعه، وعن حقيقة إسلامه، وصلاح دينه، وعدم الاكتفاء بما توصلتِ إليه من رأي نحوه، مهما كانت الشواهدُ أمامكِ كثيرةً، كما أذكركِ يا عزيزتي بأهمية أدائكِ لصلاة الاستخارة، واسألي الله تعالى أن يقدر لكِ الخير حيثما كان، وأن يرزقكِ زوجًا وذرية صالحة. وأخيرًا: أختم بالدعاء إلى الله تعالى: أن يصلحَ شأنكِ كله، ويفتح لكِ أبواب الخير، وينفع بكِ، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |