مقومات التواصل مع الآخر في (سيرة شجاع) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         جمع السلف الصالح بين العبادة وطلب الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التبكير بالنوم بعد العشاء سنة نبوية وصحة بدنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عظات وعبر من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحياة مع القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل مرض السرطان له إيجابيات؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          (فتنة الفَقر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          اغتيال صوت غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سُنّة: زيارة أهل الفضل والصلاح لأجل صلاحهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لفي خسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-11-2021, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,628
الدولة : Egypt
افتراضي مقومات التواصل مع الآخر في (سيرة شجاع)

مقومات التواصل مع الآخر في (سيرة شجاع)


د. طه حسين الحضرمي





دراسة في البنية والدلالة


يسعى هذا المبحث الموسوم بـ"مقومات التواصل مع الآخر في (سيرة شجاع) دراسة في البنية والدلالة" إلى جَلاء الأسس الفنيَّة لرواية (سيرة شجاع)[1] ودلالاتها المضمونيَّة، وذلك بدراسة بنية صِراع المنظومات من خِلال دراسة أيديولوجيا النص الروائي المنبَثِقة من النموذج العاملي، ثم جَلاء لدلالة التي تُنتِجها هذه البنية، وذلك في نصٍّ يمتح من التاريخ من جهة، وينسج الخيالي من جهة أخرى.

تُثِير رواية "سيرة شجاع" التي نشَرَها علي أحمد باكثير سنة 1955م شيئًا من التركيز قضيَّة من أهمِّ القضايا الحضاريَّة، ألا وهي (مقومات التواصل مع الأمم الأخرى)، ولا سيَّما المحاربة، وفى إطار هذه القضيَّة يحتَدِم الصِّراع الداخلي في دار الإسلام؛ للفوز بمركز اتِّخاذ القَرار بهذا الشأن؛ لهذا تتشابَك العلاقات وتتجابَه وفقًا للخطَّة الأساسيَّة التي تُشكِّل حجر أساس الخطاب الروائي في هذه الرواية، بيد أنَّ هناك تساؤلَيْن يبرزان أمامَنا، وهما: كيف أنتج باكثير هده الدلالة؟ وما البنية التي امتَطاها لتحقيقها؟ وهما تَساؤُلان جَدِيران بالعِناية، ولا سبيلَ إلى ذلك إلا بالحديث عن هذه البنية من خِلال طرائق الاتِّجاهات النقدية الحديثة، ولا سيَّما البنيويَّة وما يُحِيط بها من مناهج ألسنيَّة حديثة تعتَنِي بأدبيَّة الأدب، دُون الوقوع في حَبائلها التي تُنادِي إلى عزْل المؤلف عن إبداعه وهُمومه الفكرية عمومًا؛ لهذا يسعى هذا البحث إلى إبراز أدبيَّة رواية (سيرة شجاع) من خِلال تتبُّع أنسِجَتها الداخليَّة بواسطة البنية العميقة لها، التي تنتج الدلالة الأدبيَّة، وذلك من خلال دراسة بنية صِراع المنظومات من خِلال الصِّراع الذي يَدُور بين الشخصيَّات، مُستَفِيدين من النموذج العاملي لغريماس، ثم دِراسة الدلالة التي تُنتِجها هذه البنية.

بنية صراع المنظومات في سيرة شجاع

الحديث عن الأفكار التي تُشكِّل العمل الأدبي هو حديثٌ عن البنية التأليفيَّة العميقة له، وصِراع المنظومات في هده الرواية معقَّد ومتشعِّب، ويتَّخذ عدَّة أشكال، على سبيل التراكُم الكمي؛ لأنَّ مضمونَه واحد، فأغلَبُ الشخصيَّات لا تستقرُّ على منظومةٍ واحدةٍ، باستثناء نور الدين وأتْباعه، وملك الفرنجة وجنوده، ويُشكِّل شجاع المحور الأساس في هذا الصِّراع؛ لهذا رأى الباحث أنَّ هذه الرواية تقومُ على عددٍ لا حصرَ له في الملفوظات، بيد أنَّنا سننتَقِي منها الملفوظات الجوهريَّة التي تُشكِّل الملفوظ العام للرواية المتمثِّل في العتبة الأساسيَّة (سيرة شجاع) وما تُثِيره من تأويلاتٍ، وهذه الملفوظات المُنتَقاة بعنايةٍ استقرائيَّة تبدو في بنيتها السطحيَّة وحداتٌ مستقلَّة قائمة بذاتها، وكأنَّ كلَّ واحدة منها تُشكِّل قصَّة منفردة، ولكنَّها عند اندِماجها في علاقات النموذج العاملي تتحدَّد وظيفتها في التناسُق العام للبنية العميقة للرواية؛ لهذا جعَل الباحث هذه الملفوظات على شكْل جملٍ مفتاحيَّة تُضِيء النصَّ؛ ليَلِجَ من خِلالها إلى البنية العميقة للنصِّ، وهي على النحو الآتي:
1- العاضد يُحافِظ على عرشه وعرش آبائه بكلِّ السبل.
2- شاور يسعى إلى كرسي الوزارة المتمثِّل في الجاه والمكانة الاجتماعيَّة.
3- ينتصر شجاع على عواطفه من أجل واجبه الأسمى.
4- جماعة المصلحين يُناضِلون من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد.

فعلى متن الجمل الأربع السابقة يتجلَّى صِراع المنظومات في هذه الرواية متمثِّلة في الصراع بين الشخصيَّات الرئيسة على النحو الآتي:
أولاً: العاضد:
من خِلال الجملة المفتاحيَّة الأولى "العاضد يحافظ على عرشه وعرش آبائه بكلِّ السبل"، نَلِجُ إلى أهمِّ عاملٍ في شبكة العلاقات في هذه الرواية، فالعاضد يُشكِّل في هذا الصراع الجبهة الرئيسة، أو هو بمنزلة عمود يتشكَّل الصراع حوله على شكلٍ دائري، فيتحرَّك ذات اليمين وذات الشمال، فتارةً يكون الوزير عن يمينه؛ أي: في صفِّه، وأخرى عن شماله؛ أي: خارجًا عن منطومته - وإنْ كان في الوزارة - ففي مستهلِّ الرواية نَراه قد أشعل فتيل الصراع بين الوزير شاور وبين ضرغام المتطلِّع إلى الوزارة، الذي قام العاضد بدَفْعِه من وَراء الستار للوثوب على شاور؛ لما رآه من سُطوع نجمه وتقرُّبه إلى الشعب بالإصلاح والعمران، وهذا دَيْدَنُ العاضد مع وزرائه، فشاور جاء بالطريقة نفسها، فقد وقف العاضد إلى جانبه للوثوب على رزيك بن طلائع الذي سار على خُطى والده الوزير طلائع بن رزيك في إظهاره الإصلاح، فيُهزَم شاور أمام ضرغام، فيفرُّ إلى الشام مستنجدًا بنور الدين، عندما علم العاضد بذلك خطَر بباله الاستنجادُ بالفرنجة؛ خوفًا على ملكه من نور الدين، فعرض الأمر على وزيره ضرغام الذي رفَض هذا الاقتراح وعدَّه خيانةً للدِّين والوطن[2]، فأسرَّها العاضد في نفسه ولم يُبدِ سخطه على ضرغام، فيضطر إلى مجاراته والتوقُّف عن مناقشته، ثم يعرض الأمر على دهاقين القصر، الذين يُؤيِّدونه على ضرورة الاستعانة بالفرنجة؛ للتخلُّص من الخطر المحدق لهم من نور الدين ومن طُغيان ضرغام[3]، وفي أثناء ذلك يرسل ضرغام رسالةً إلى نور الدين يعلمه فيها أنَّه على استعدادٍ للتحالُف معه على قتال الفرنج، فيعلم العاضد بأمر الرسالة فيزيد موجدةً على ضرغام، فيُقرِّر التخلِّي عنه في أقرب فُرصة، وهكذا يتخلَّى عنه في حربه ضد شاور، لتنتهي الحرب بهزيمة ضرغام.

والحوار الآتي بين العاضد وشاور - بعد أنْ عادت المياه بينهما إلى مجاريها - يجلو سياسة العاضد التي يتبعها مع وزرائه للحِفاظ على عرشه: "يسرُّني أنْ قد عدت، فآثرتني على ضرغام من زمن بعيد.
هذه عادتي يا شاور، أولي الوزير ثقتي على قدر ما يستقيم ويلخص"[4].

وهكذا يكون موقفه مع أتْباع نور الدين بين الشدِّ والجذب؛ فلا هو يدينهم، ولا هو يقصيهم، فتارة يُوغِر صَدر شاور عليهم، وأخرى يُزَعزِع ثقة أسد الدين في شاور، ومن جهةٍ أخرى تراه متأرجحًا بين الفرنجة وبين نور الدين، ولا يطمئن باله إلا عند سلامة عرشه من الزوال.

ثانيًا: شاور:
نَلِجُ إلى شخصية شاور من خلال الجملة المفتاحيَّة الثانية: "شاور يسعى إلى كرسيِّ الوزارة المتمثِّل في الجاه والمكانة الاجتماعيَّة"، فهذه الشخصيَّة من الشخصيَّات المركَّبة؛ فهي حجَرُ أساس صِراع المنظومات؛ فالسياسة والدَّهاء يُوجِّهان خطَّ سيره، فهو يتحالَف مع نور الدين للعَوْدة إلى كرسي الحكم، وعندما يسطَعُ نجمه يطمس بأشعته الباهرة وجْه العاضد، ويواري أسد الدين وأصحابه في الظلمات، ثم يبدأ التمرُّد على نور الدين، ويبدأ تمرُّده بنقص العهد الذي عقَدَه سرًّا مع أسد الدين؛ اتِّقاءً لشرِّ العاضد، بأنْ يفضي كلاهما للآخَر ما يقوله العاضد، ويبدأ أوَّل الوهن حينما بدأ العاضد بإيغار صدره على أسد الدين، بأنْ أوعز إليه بالتحلُّل من الشرط الذي أمضاه على نفسه لأسد الدين، فلم يُفضِ لأسد الدين بذلك، فيتَّسع الشرخ بين الاثنين حينما يخفي شاور الرسالة التي وردت إليه من ملك الفرنجة عن أسد الدين، فتكون ثالثة الأثافي، حينما يتقاعَس عن نصرة جيش أسد الدين الذي حاصَرَه الفرنجة في بلبيس، وكان قد تعهَّد له بإمداده بالرجال والمؤن، فيتحقَّق أسد الدين أنَّ شاور قد خان[5].

ومما يُميِّز هذه الشخصية أنها تتلوَّن مع أحداث الرواية، فهي تتلبَّس لكلِّ حدَث ما يُناسبه.

ثالثًا: شجاع:
تتجلَّى شخصيَّة شجاع في الجملة المفتاحيَّة الأخيرة: "ينتصر شجاع على عَواطفه من أجل واجبه الأسمى"، في أثناء حصار الفرنج لبلبيس، فهو ينشئ فرقة أسماها (فرفة الموت) تُغِير على الفرنج ليلاً، بَيْدَ أنَّ شجاعًا مضطرب في مبدأ أمره في علاقته بالمنظومتين المتصارعتين، فهو وطنيٌّ حتى النخاع، ومجاهدٌ حتى الموت، وبارٌّ بوالدَيْه إلى درجة التقديس؛ لهذا يعيش صِراعًا عنيفًا بعيد الغور في أعماقه، فهو أميَلُ إلى منظومة أبي الفضل وأسد الدين وصلاح الدين بعقله وإحساسه بواجبه، ولكنَّ قلبه أسيرُ طاعة والديه، ولا سيَّما والده شاور، الذي يرى فيه منذ نعومة أظفاره المثَل المحتذى، فيجدُ له المسوغ بعد انكِشاف خِيانته ويلتمس له الأعذار حتى بعد انجلاء الغمة عن عينيه، فيسأل الله له التوبة والأوبة، وهو على فِراش الموت، بعد أنْ تسبَّب في موته.

وبظُهور هذه الشخصيَّة على صَفحة الأحداث، يتَّخذ الصِّراع شكلاً آخَر، فشاور يُمارِس على ابنه سطوة الأبوَّة الطاغية، فيأمره بالتزام الطاعة العمياء، فيعيش شجاع أسوَأ أيام حَياته حين انجِلاء خِيانة والده، وعلى الرغم من ذلك يقول لأسد الدين: "قولوا ما شِئتُم إلا أنْ تصموه بالخيانة"[6]، ويقول لزوجته سمية: "أبي يا سمية سيجعل الناس يقولون: إنَّه خائن"[7]، على الرغم من كلِّ ذلك، يُقاوِم العالم أسرَه في هذه المسألة، فهو ينظُر إلى والده من منظوره، ولا يَراه خائنًا - وإنْ كان يعدُّ ما يعمله والده أمرًا مريبًا - فينشأ صِراعٌ صامت بينه وبين أبيه بسبب ما قام به في أثناء الحِصار، فيغضب الوالد ويغلظ القول لابنه البار الذي كره أنْ يُسِيء الأدب مع أبيه، فيسكُت ولا يرد عليه[8]، فتحدُث المواجهة التي كان يخشاها شُجاع، وهي اشتِعال الحرب بين المنظومتين؛ شاور يُحالفه الفرنجة، وأسد الدين يحالفه الشعب المصري، سيكون الظهور لجيش أسد الدين، وتدور الدائرة على شاور وحُلَفائه الفرنجة، بَيْدَ أنَّ شُجاعًا ينسحب من هذه المعركة قبل اندلاعها، وهذا حدث يجلي موقفًا أيديولوجيًّا جليًّا يتبنَّاه شجاع، يقومه شاور قائلاً: "لو كانت هفوة منه يا زبيدة لوهبتها له، ولكنَّها لوثة مُتأصِّلة لا فكاك له منها ولا فكاك لي منه"[9].

ثم وقَع الصُّلح بين المنظومتين، وكان رسول السلام بينهما شجاعًا - الذي كان همه الأكبر اتحاد المسلمين على قتال الفرنج - ولهذا دلالته الأيديولوجيَّة، هو تصوير الصراع الذي يُعانيه شجاع بين عاطفته تجاه والده، وواجبه تجاه دينه.

وتبدَأ مرحلة جديدة في سيرة شجاع، هي مرحلةُ مقاومة وجودِ الفرنجة في مصر، فتكون الفسطاط مَكمَن هذه المقاومة، فتبدأ الاغتيالات في وضح النهار؛ ممَّا يجعَل الفرنجة يعدلون سياسة الإرهاب التي يُمارِسونها تجاه الشعب المصري من خَطف وهتْك لأعراض النساء، بسياسة تضليلهم عن حقيقةِ ما يُبيِّتونه لهم، فتقطَّعت الأسباب بين شاور والفرنجة إلى حين، فيؤوب إلى العاضد، الذي يستبشر شرًّا من نهوض الفسطاط، فيوعز إلى شاور بحرقها للقضاء على القوَّة الشعبيَّة الناهضة؛ لكيلا تكون عونًا لجيش أسد الدين، يغادر ملك الفرنجة مصر بعد أنْ علم بقُرب مجيء جيش أسد الدين - بعدما استنجد العاضد بنور الدين - وقد أبدى شجاع سرورًا بالغًا، فلامَه أبوه على ذلك قائلاً: "اقتصد ويلك من ولدٍ قليل البر، أتقعد في الظل وتترك أباك قائمًا وحده في الشمس.
بل سنقعد يا سيدي جميعًا في الظل.
هيهات! إنَّ أسد الدين بريد أنْ ينزع العمامة التي تقي رأسي ضربة الشمس، أوَقَدْ نسيت عداوته لي؟!"[10].

ويبدأ العهد الجديد بقُدوم أسد الدين للمرَّة الثالثة، فتخفت أضواء شاور وتتلألأ أنوار أسد الدين، فينسحب شاور بصمتٍ - على غير عادته - وقد قَرَّ قرارُه على الخيانة، وهكذا تنكَشِف سوأة شاور أمام ابنه البار، ويزول السحر، كما يكتشف المؤامرة الثلاثيَّة التي حاكَها (زعيم الخلافة من قصر العاضد - شاور - ملك الفرنج) لاغتيال قادة العهد الحديد (أسد الدين - صلاح الدين- أبو الفضل الحريري) فيفشلها، ويكون الثمن حياته، لتنتهي هذه السيرة.

رابعًا: المصلحون:
وتُشكِّل الجملة الرابعة: "جماعة المصلحين يناضلون من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد" المفتاح الرئيس للرواية، جماعة الإصلاح تسعى إلى محاربة كلِّ فاسد وكلِّ خائن وكلِّ قاعد عن جهاد الفرنجة والوقوف إلى حالة كلِّ مصلح وكلِّ أمين وكلِّ مجاهد، وهذه الجماعة تتجلَّى من خلال صور متعدِّدة في الرواية نملكها ثلاث تيَّارات:
التيَّار الأول: الوزير ضرغام: ينتمي إلى منظومة المصلحين، ويتجلَّى هذا الانتماء في منطوقه وفي سلوكه، فهو يعفو عن شجاع عندما آنَسَ منه صلابةً في الحق، وقوَّة شكيمة، ويعفو عن الخطيب الذي دعا لنور الدين، فيقول له: "فما ينبغي أنْ أعاقبك على كلمة حقٍّ قلتها، ودعوة صالحة دعوتها للمجاهدين في سبيل الله"[11]، وتتَّضح أمانته في كفِّ أيدي إخوته عن أموال الأمَّة، ومساواته في الأعطيات بين جنده وجند شاور الذين حاربوه؛ معلِّلاً ذلك بأنهم جميعًا جند الدولة، وفي مواقفه الصارمة تجاه التحالُف مع الفرنجة، وعده مثل هذه التحالُفات خيانة للأمَّة؛ لهذا كلِّه كان يُعظِّم نور الدين ويسعى إلى محالفته في قتال الفرنجة، لا محاربته، وجرَّاء هذه المواقف العقائدية الثابتة، وافتقاره إلى سياسة شاور ودهائه، كانت هزيمته ثم هلاكه، فعندما فشلت المفاوضات بينه وبين أسد الدين الذي كان يُحسن الظنَّ بشاور، يقول ضرغام مخاطبًا شجاع: "فاشهد إذًا أنَّني نصحت لديني ووطني، وأبرأت ذمَّتي إلى الله، وأنَّ أباك هو المسؤول"[12].

التيَّار الثاني: أبو الفضل الحريري وجماعته المصلحين: وهذه جماعة سريَّة يقودُها بحنكةٍ متدربة التاجرُ أو الفضل الحريري، وتسعى في الخفاء إلى إشاعة الإصلاح بين الناس ومحاربة الفساد؛ لهذا ينصَح أبو الفضل شاور بالهروب إلى الشام والاستنجاد بنور الدين على الرغم من تَزعزُع ثقته بشاور وقلى أمله فيه "ولكنه لم يفقدهما جملةً، فما زال يرى في شاور أجرأ وزيرٍ على مناهضة القصر للحدِّ من طغيانه، ويرى في عهده أصلح عهد لنموِّ الحركة السريَّة التي يقومُ بها هو وأصحابه"[13].

أمَّا عدم وقوفه إلى جانب ضرغام فله تأويلاتٌ؛ منها: أنَّ باكثير أراد أنْ يبين القدرات البشريَّة لأبي الفضل التي تعتمد بشكلٍ أساس على الظاهر وتوكل البواطن إلى الله - عزَّ وجلَّ - ومن ذلك أنَّ ضَعْفَ ضرغام السياسي وقوَّته العسكريَّة لم يشفَعَا له في الانتصار، وهذه إشارةٌ ذكيَّة من باكثير؛ لهذا يُصوِّر باكثير الحيرة التي وقَع فيها أبو الفضل حينما سمع من شجاع أحوالَ الرجل ولا سيَّما ما يتَّصل بالإصلاح ومحاربة الفرنجة في أسلوبٍ تعبيري بديع، وذلك بالدخول إلى أعماق أبي الفضل من خلال (الأسلوب غير المباشر الحر)[14] "أما أبو الفضل فلم يشترك في الحديث إلا قليلاً، بل كان صامتًا طول الوقت يستمع ويفكر فيما يسمع، ولا سيَّما فيما رواه شجاع من قصة ضرغام، وذلك العرض الذي عرضه على أسد الدين وشاور، فقد اهتمَّ به اهتمامًا عظيمًا، إلا أنَّه لم يبد لهم رأيًا فيه، أو يعلق عليه بشيء، أحقًّا كان ضرغام بتلك الصورة اللامعة، أمَّا ما عامل به شجاعًا من الرقة والكرم فإنَّه على روعته غير مُستَغرَب كثيرًا من ضرغام، فقد أُثِرَ عنه من الفعال ما ينمُّ على شهامة وأريحيَّة، ولكن أحقًّا كان ينوي أنْ يعاهد أسد الدين على محاربة الفرنج والبدء أولاً باسترداد عسقلان من أيديهم؟ ثم أحقًّا كان من الحرص على ذلك بحيث يقبل أنْ ينزل لخصمه شاور عن الوزارة بعد استنقاذ عسقلان؟ إنْ كان ذلك حقًّا فقد أخطأ أسد الدين وأساء شاور"[15].

ومن هنا تتَّضح شخصيَّة أبي الفضل الذي يفصل بين الشخصي والعام، والعبرة عنده بالإصلاح العام والشامل؛ لهذا لم يُعلِّق على تزكية نجم الدين الخبوشاني لضرغام بنفي صفات الشهامة والعفَّة والوفاء لآل رزيك عن ضرغام، وإنما قال: "قد باع نفسه للعاضد بعد ذلك"[16].

التيَّار الثالث: المجاهدون: ويتمثَّل هذا التيَّار غيابيًّا في نور الدين وحضوريًّا في أسد الدين وصلاح الدين، وتسعى هذه الجماعة إلى محاربة الفرنجة بشكلٍ عام وإقصائهم عن بلاد الإسلام عامَّة وبلاد الشام ومصر خاصَّة، والوقوف إلى جانب كلِّ مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، فيأتون إلى مصر في أوَّل أمرهم بدعوة من شاور - وفق نصيحة أبي الفضل - ليساندوه وينصروه على عدوِّه ضرغام، ثم يستقرُّ بهم المقام في مصر بعد صولات وجولات تنتهي باستِئصال رؤوس الفساد والخونة، وذلك بإقصاء العاضد عن العرش والقبض على شاور.

لهذا نجد أنَّ المصلحين يُمثِّلون المنظومة المناهضة لمنظومة الفرنجة على النطاق الواسع، ولكل مَن يلتفُّ حولها على النطاق الضيق، سواء أكان العاضد أم شاور، وهمُّها أولاً وأخيرًا هو لَمُّ شمل المسلمين لقتال الفرنجة بعد إصلاحهم، وهكذا تكون علاقتهم بالعاضد وشاور قائمةً على دعائم هذا المفهوم، ويظلُّ الصراع بين المنظومتين على هذا الأساس، وفي هذا الإطار تتغيَّر مواقف العاضد وكذلك شاور من الطرف إلى الطرف، أمَّا مواقف هذه المجموعة فثابِتٌ لا يتغيَّر، ويظلُّ الصراع بين المنظومتين على النِّطاق الواسع محتدِمًا في الأعمِّ الأغلب، أمَّا في الإطار الضيِّق فيظلُّ بين شدٍّ وجذب، حتى تهدَأ الأمور بين الفريقين، وتستقرَّ الأوضاع في السفر الثالث، فيُصبِح الكلُّ في أمان؛ العاضد مستقرٌّ على عرشه، وشاور على رأس حُكومته، وجيش أسد الدين معسكرٌ في أرض اللوق، وأصبح السلام سائدًا بين أسد الدين وشاور، وظلَّ الأمر هكذا فترةً من الزمان، حتى تغلغل أسد الدين وصحبه في وجدان الشعب المصري، فبدأ عهدٌ جديد، سبيله إلى الحكم الثورة البيضاء، التي لم تتلطَّخ رأيتها بأيَّة بقعة حمراء، فانسحب البساط من تحت شاور شيئًا فشيئًا؛ فلزم داره، وفقد العاضد على أثرها قدرته على تدبير المكايد، ورسم الخطط من رواء الستار، ثم بدأ أسد الدين عهده بالإصلاح الشامل؛ لبناء دولة قويَّة في مصر قوامها القضاء على الفساد ومحاربة الفرنجة، وفي هذه المرحلة يتَّخذ شاور من خندق العاضد مَلجأً يَلُوذ به؛ هُروبًا من سَطوة أسد الدين، وهُروبًا من بطش الشعب المصري، الذي التفَّ حول رجال العهد الجديد، يقول العاضد معلقًا على الأوضاع السائدة:
" فأنت أولى بنا ونحن أولى بك من هؤلاء.
صدقت يا مولاي، القريب قبل الغريب"[17].

وهذا الخندق هو خندق الفساد والخيانة وعدم الانتماء، أمَّا أسد الدين فينحاز إلى خندق أهل الفسطاط مع أبي الفضل وجماعة المصلحين، وفي أثناء ذلك تأتي أوامر نور الدين ببقاء جيش أسد الدين في مصر؛ ليكون حاميةً دائمة، ويوافق العاضد على ذلك بسهولة؛ بغية الحِفاظ على عرشه، أمَّا شاور فلم يوافق على ذلك إلا بعد لجاجٍ وجدال، فيختلط المعسكران (مصر - الشام) فكان نسيج هذا الاختلاط، قتال الفرنجة.


وقد بدَأ العهد الجديد تباشيره بإعادة بناء الفسطاط، وعزل قُضاة المذهب الفاطمي وتوحيد القَضاء في القطر المصري كله على المذهب السني؛ لأنَّه مذهب عامَّة المصريين، فهان أمرُ إعادة بناء الفسطاط على العاضد أمام هذا الأمر الجلل حتى قال: "قد كنت أخشى من تجديد الفسطاط على القاهرة، فهاهُم أولاء اليوم قد حولوا القطر كله إلى فسطاط"[18]، فتَبُوء كلُّ محاولات تشويه هذا العهد وتقويض دعائمه بالفشل، فيكون ثمن بقاء هذا العهد هو حَياة شجاع.

وتتَّضح مفاهيم هذه المنظومة من خلال ربط أبي الفضل قضيَّة (الصلاح أو الفساد) بقتال الفرنجة، حينما يقول: "أرجو أنْ يوافق (أي: نور الدين) ولا سيَّما إذا شرَح له شاور حقيقةَ الحال في مصر ووجوب إصلاحها وتقويتها، خشية أنْ تقع في أيدي الفرنج"[19].

وعلى ضوء المعطيات السابقة نستَطِيع بناء النموذج العاملي وفق الترسيمة الآتية:


ويمكن إيضاح هذه الترسيمة من خلال عواملها الزوجية الثلاثة كالآتي:
المزدوجة الأولى: المرسِل والمرسَل إليه:
العلاقة بين أبي الفضل الحريري (المرسِل) وبين والأمة الإسلامية المتمثِّلة في أهل مصر وبلاد الشام (المرسَل إليه) علاقة ديناميكيَّة متَّصفة بالحركة الدائمة، فأبو الفضل هو المؤثِّر في شجاع (الذات) وهو المؤثِّر في نور الدين وأسد الدين، وهو المؤثِّر في جماعة المصلحين (المساعدون)، وله تأثير كبير في بعض الأحيان على شاور (المعارض)، كما له تأثيرٌ كبير في قطاع عريض من أهل مصر (الفسطاط، بلبيس، الإسكندرية)؛ فهو لهذا في حركةٍ دائبة لا يهدأ ولا يستكين حتى يُحقِّق الحرية التامَّة لأمَّته من الطُّغيان والبغي والاستِعباد وتدخل الفرنجة في شُؤون الأمة؛ لهذا يستجيبُ له عموم مَن يرسل إليهم رسالته الإصلاحيَّة الشاملة من الخاصَّة المتمثِّلة في نور الدين وأسد الدين وشجاع دائمًا، وشاور إلى حين.

المزدوجة الثانية: الذات والموضوع:
العلاقة بين (الذات) شجاع و(الموضوع) الإصلاح علاقة مُتشعِّبة لها اتِّصال بالمرسِل (أبو الفضل) والمعارض (شاور)، وتُشكِّل هذه العلاقة العاملة بين الذات والموضوع المِفصَل المهمَّ في الرواية، فلا وجودَ للرواية القائمة على (سيرة شجاع) من غيرها، فشجاع يعيش شدًّا وجذبًا بين عاملين (المرسل) أبي الفضل و(المعارض) شاور، ويتَّضح هذا من الصفحات الأولى للرواية حينما أنكَر أبو الفضل على شاور وأولاده صَنِيعَهم في أموال الأمَّة، فلم يستَجِبْ أحدٌ منهم له سِوى شجاع أصغر أولاد شاور، الذي استَمَع لنُصحِه فكفَّ أو اقتصد، فقد "كان أطهرهم نفسًا، وأرقَّهم شعورًا، وأميلَهم إلى الخير والاستقامة، ولأنَّه كان كثير التردُّد على بيت أبي الفضل شديد الإعجاب به والتوقير له، ولأنَّه فوق ذلك كله يحبُّ سمية"[20].

بَيْد أنَّ (ذات الحالة) شجاعًا يدخُل في علاقة ضديَّة بين هذين العاملين (أبي الفضل) وأبيه (شاور) فعندما يغيبُ عنه تأثيرُ أبي الفضل ويقوى تأثيرُ أبيه عليه يدخُل مع الموضوع المرغوب فيه (الإصلاح) في حالة (انفِصال) المرموز له بعلامة (v):
شجاع v الإصلاح

وعندما يحصل العكس يدخُل في حالة (اتصال) المرموز له بعلامة (^):
شجاع ^ الإصلاح

ومفهوم الإصلاح[21] يتجلَّى في عدَّة صور على الصعيدين: الفردي والجماعي، من خِلال شخصيَّة (شجاع)، فهناك إصلاحٌ على الصعيد الفردي فهو يعيش صِراعًا شخصيًّا لإصلاح سياسة والده الخاصَّة تجاهه المتَّسِمة باستِغلال طاعته العَمياء، وذلك فيما له صلةٌ برغبَتِه في الإصلاح بالعدل، وجرَّاء سياسة والده العامَّة تجاه قَضايا الأمَّة (الإخلال بالأمانة) ومسوغة في الاستسلام لكلا السياستين (بر الوالدين)، فإذا كان البرُّ مطلوبًا في الجانب الفردي ممَّا لا ضرر للأمَّة فيه، فإنه يُعَدُّ مفهومًا خاطئًا في قَضايا الأمَّة، ولا سيَّما في خيانة شاور واتِّصاله بالفرنجة؛ وفقًا للقاعدة الإسلامية (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق)، فمن هنا ينشأ صراعٌ مرير في أعماق شجاع، تجعله متنقلاً من حالة عدم التوازن إلى حالة التوازن وفقًا لبُعدِه عن الموضوع المرغوب فيه (الإصلاح) وقُربه منه؛ لهذا يعيش متوازنًا مع موضوعه عندما يكون في ظلِّ تأثير أبي الفضل عليه (المرسل والمساعد)، ويعيش حاله عدم توازن عندما يكونُ في ظلِّ تأثيره والده (شاور) عليه (المعارض)، وتنتهي سِيرته وهو في حالة التوازن بعد اتِّضاح الرؤية عنده.

المزدوجة الثالثة: المساعدة والمعارضة:
هذه العلاقة علاقة تكميليَّة تبعيَّة وليست علاقة أساسيَّة؛ فهي تعمل في النموذج العاملي بوصفها عُنصرًا مساعدًا؛ لهذا ليس بينهما ازدواجٌ جدلي مثلما هو حاصل في المزدوجتين السابقتين، فهما عُنصران لهما صلةٌ مباشرة بالذات (شجاع) فأحدهما (المساعد) المتمثِّل في أبي الفضل وجماعته والمجاهدين، الذين يعينونه على بلوغ غايته المنشودة في (الإصلاح) بكلِّ الطرائق والوسائل، أمَّا الآخر (المعارض) المتمثل في العاضد بطريقةٍ غير مباشرة ووالده شاور والفرنجة، الذين يحاولون إعاقته عن بلوغ تلك الغاية، فمن هنا تنشأ علاقة ديناميكيَّة بينهما وبين شجاع ابتداءً من وقوع شجاع أسيرًا في يد ضرغام ووقوعه أسيرًا في يد الفرنجة، وحتى مقتله بيد خادِم والده (ياقوت).

وبهذا نخلص إلى أنَّ النموذج العاملي بوصفه هيكلاً عامًّا يحيلُ على الصيغة التنظيمية المجرَّدة للنص؛ لهذا يمكن إسقاطُه على عُموم النصوص السرديَّة، ولكن الترسيمة العاملية هي التي تُحوِّل هذه العمومية إلى الخصوصيَّة؛ لأنَّ كلَّ نصٍّ سردي يملك من المقوِّمات والعناصر ما يجعَلُه متميزًا عن غيره من النصوص، وهذا الأمر هو الذي يُميِّز دراسة البنية في أيِّ نصٍّ من النصوص، وعدم التنبُّه إلى هذه الخصوصيَّة يجعَل الباحث يقَع في فخِّ تجريد النصوص والتعامُل معها بوصفها نصًّا واحدًا؛ لهذا تسعى الترسيمة العامليَّة إلى إبراز هذه الخصوصية؛ ممَّا يُضفِي على النصِّ وحدات دلاليَّة تمنح النموذج العاملي بُعدَه الاختلافي؛ لتُشكِّل هذه الوحدات الدلاليَّة فيما بعدُ شَفراتها الخاصَّة في إنتاج الدلالة، وبالنظَر إلى مُعطَيات الترسيمة العامليَّة وما أنتجَتْه من وحداتٍ دلاليَّة في (سيرة شجاع)، نجدُ أنَّ المبدع (باكثير) كانت له خصوصيَّته الإبداعيَّة المرتكزة على المرجعيَّة الجماليَّة (فن الرواية) والمرجعية الثقافية (التصوُّر الإسلامي)، فهو يعالج في هذه الرواية موضوعًا له صلة بالتدافُع الحضاري من خلال التواصل مع الآخر "فنسق الوحدات الدلالية يُعبِّر عن الطريقة التي تقومُ بواسطتها ثقافةٌ ما، بتقطيع الكون المدرك وبلورة شكل مضموني محدَّد"[22]، ولهذا نظَر باكثير إلى الصِّراع الدائر بين الذات (شجاع الذي يُمثِّل منظومة المصلحين) والآخر (المتمثِّل في المنظومة المعادية للمصلحين داخليًّا وخارجيًّا) من خلال تصوُّره الإسلامي لهذا الصراع الذي يتشكَّل في ثنائيَّات ضديَّة على النحو الآتي:
شجاع
(م)
الآخر
V

V
الإصلاح
(م)
الإفساد (داخلي)
الأمانة
(م)
الخيانة (داخلي)
جهاد الفرنجة
(م)
القعود عن الجهاد (داخلي)
فرقة الموت
(م)
الحصار والاعتداء (خارجي)




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 142.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 141.12 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.20%)]