هل أنا مريضة نفسيًّا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1231 - عددالزوار : 134577 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5444 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8161 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2021, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,967
الدولة : Egypt
افتراضي هل أنا مريضة نفسيًّا؟

هل أنا مريضة نفسيًّا؟


أ. شروق الجبوري


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

- أنا فتاة أشعر أني مريضة نفسيًّا، وذلك من خلال تصرفاتي؛ فأنا أبكي كثيرًا على أيِّ شيءٍ، حتى ولو كانتْ قيمتُه ضئيلة، وكثيرًا ما أندم على أشياء كثيرة أفعَلُها.
- أشعُر أنِّي وحيدة وسط أهْلي مع أنِّي الصُّغْرى، ومن المفترض أن أكون أكثر تدليلاً من جميع إخوتي، لكن على العكس تمامًا فأمي تحبُّ أخي الذي يكبرني أكثر منِّي.
كذلك وضع عائلتي غير متَّزِن؛ فأبي متزوج مِن زوجة أخرى ويحبها أكثر من والدتي، ومفَرِّط في حق بيته الأول، وكذا إخوتي متزوِّجون، وكل منهم مشغول بنفسه، فأحسُّ أنِّي وحيدةٌ ولا يحبُّني أحدٌ، ولا يهتمُّ بي أحد.
- كذلك أحسُّ أنَّني كذَّابة، حتى مع نفسي، فأحلم أحلام اليَقَظة، وأحسُّ أنَّ كلَّ الناس أحسن منِّي، وأني لستُ راضيةً عن نفسي؛ لا عن شكلي ولا عن نصيبي، ولا عن شيء!

من فضلِكم ساعدوني لأني حقًّا صِرت أتمنَّى الموت!


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتي الحبيبة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أودُّ بدايةً أنْ أُرحِّبَ بانضِمامك إلى أُسرتك الثانية في (شبكة الألوكة)، داعية المولى القدير أنْ يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المسترشِدين.

عزيزتي، إنَّ ما تَشعُرين به الآن من شُعورٍ بالوحدة النفسيَّة رغم وُجودك بين أفراد أُسرتك، وشُعورك بالغبن والخيبة ممَّن حولك ومن كلِّ شيءٍ، وعدم الرضا، وغير ذلك، هي مشاعرُ تنتشر بشكلٍ كبيرٍ بين مَن هم في سنِّك، ومَن يكبرونك ببضع سنوات.
وأسباب ذلك عديدةٌ، وأهمُّها: التغييرات الهرمونيَّة التي تُصاحب هذه المرحلة، والتي لا شَكَّ أنَّك قد شعرتِ بها، فهذه التغييرات لا يقفُ تأثيرُها على التغييرات الجسميَّة، ولكنْ على حالتك المزاجيَّة والانفِعاليَّة أيضًا.
كما يتسبَّب في ذلك التغيير في أسلوب التعامُل من قِبَلِ أفراد الأسرة والأقارب والجِيران، الذين كان يستَهوِيهم مُلاطَفتك وممازحتك كطفلةٍ صَغيرة، بينما هم يرَوْنَك الآن فتاة وشابَّة لا بُدَّ أنْ يُغيِّروا طريقةَ حوارهم معك، فأنت يا عزيزتي لو قابلتِ في الطَّريق طِفلاً - على سبيل المثال - لتبسَّمتِ له ومازَحتِه وربما احتضَنتِه، في حين أنَّك لا تفعَلِين ذلك ولا تُفكِّرين به مع أشخاصٍ في مراحل عمريَّة أكبر؛ ليس لأنَّك تبغَضِينهم ولا تحبِّينهم، ولكن لأنَّك تقومين بما تفرضُه الطبيعة الإنسانيَّة؛ ولذلك فإنِّي أرجو منكِ أنْ تتَّخِذي من هذا المثال نموذجًا لفَهْمِ أسباب تصرُّفات أسرتك ومَن حولك معك بشكلٍ صحيح، ودون أنْ تُفسِّرِيها برؤيةٍ سوداويَّة.
من جهةٍ أخرى فإنَّ الوضع الأسري الذي تعيشين فيه، والذي وصَفتِه بغير المتَّزِن، يُعتَبر عاملاً مهمًّا آخَر في تكوين هذه المشاعر السلبيَّة لدَيْك، وممَّا يزيدُ في ذلك قيامُك بإجراء مُقارَنةٍ بين وضعك ووضع أُسرتك، مع وضْع الأسرة الأخرى التي كوَّنَها والدُك، والتي تشعُرين بأنَّه يميلُ فيها إلى زوجته الثانية ويحبُّها أكثر من والدتك، ثم شُعورك بأنَّ والدتك تحبُّ أخاك أكثر منكِ، وكذلك حال شُعورك مع باقي أخواتك.
كلُّ ذلك فيه إشاراتٌ بأنَّك تُفكِّرين في مُقارناتٍ دائمةٍ تضَعِين فيها نفسَك موضعَ الطَّرَفِ الضَّعيف، والشَّخص الآخَر موضع الطَّرف الأفضل.
ولذلك فإنِّي أنصَحُكِ يا ابنتي الغالية أنْ تبتَعِدي كليًّا عن إجراء مثلِ تلك المُقارَنات السلبيَّة، التي تسبِّب لك الإحباط والشُّعور بالحُزن، وعدَم الرضا عن كلِّ شيءٍ وليس عن شَكلك فقط، كما أنها تكونُ سببًا مُهِمًّا في انفِعالك الدائم الذي يعكسُه بُكاؤك الكثير، واستَبدِلي ذلك بالمقارنة الإيجابيَّة، التي تُقارِنين فيها نفسَك ووضعك وكل ما لديك من نِعَمٍ، مع فتياتٍ يفتَقِدون ما تنعمين به.
والسبيل إلى هذا الأمر يبدأ بتَفكُّرك في النِّعَم التي لديك، والتي لا شَكَّ أنها كثيرة جدًّا ولا يمكنك إحصاؤها؛ فعلى سبيل المثال: استَشعِري نعمةَ وُجودِ الأسرة والأم والأب والإخوة حولك، ثم قارِنِي ذلك مع حال فتياتٍ كثيرات تَعِشْنَ في مَلاجِئ الأيتام، وتتمنَّى العُثور على أيٍّ من أفراد أُسرتها، أو العَيْش في ظلِّ أسرةٍ مهما كان وضعها، وكَرِّري مثلَ تلك المقارنات في ذِهنك مع نِعَمٍ أُخرى تجعَلِين فيها نفسَك في وضْع الطَّرف الأفضل، حتى تُصبِحَ عادةً فكريَّة وطبيعة نفسيَّةً لدَيْك، تحلُّ محلَّ أحلام اليَقَظة، وتشعرك بالسعادة والرضا عن كلِّ شيءٍ لديك وحولَك، كما أنها ستُولِّدُ في نفسِك دافعيَّةً نحو التعامُل مع كلِّ من حولك بمودَّةٍ ولُطْفٍ وحُسن خُلُقٍ، فيَعُود ذلك عليكِ بمودَّتهم أيضًا.
كما أرجو منكِ يا عزيزتي أنْ تبحَثِي في نفسك عن مُيولك ومَواهبك المشروعة، لتعمدي إلى مُمارَستها بعدَ اكتِشافك لها، كما يُمكِنك الانضِمام إلى مَواقِع في (الإنترنت) تُعنَى بتنمية تلك المواهب وتتشارَكِين من خِلالها الآراء والخبرات مع فَتياتٍ تجمَعُك بهنَّ الميولُ المشترَكة.
واعلَمِي يا ابنتي أنَّ اجتهادَك في المجال الدراسي، واتِّسامك بِحُسن الخلُق والتعامُل مع الجميع، مع أخْذك بالإرشادات السابقة، سيجعلُك في دائرة الحبِّ والتقدير من قِبَلِهم، خاصَّة وأنِّي لمستُ فيك قُدرةً على مُراجَعة وتقييم نِقاط الضَّعف لدَيْك، وهي سمةٌ إيجابيَّة تُحسَب لك ولشخصيَّتك، وأرجو منكِ تدعيمَها واستخدامها في منْع شُعورك بالنَّدم وجلْد ذاتك عمَّا يصدرُ منك؛ ليكون عزمُك على ترْك الخطأ وعدَم العودة إليه واستبداله بالفعل الصَّحيح - البديلَ عن الشُّعور بالنَّدم والتحسُّر على ما مضى، كما أنَّ تلك السِّمة الإيجابيَّة لديك، وأسلوبك في عرْض مُشكلتك، يؤكِّدان على عدم تعرُّضك لأيِّ مرضٍ نفسي بتاتًا، بل بالعكس؛ فهذا يكشفُ عن رغبتك الجادَّة في إجراء تغييرٍ إيجابيٍّ على حَياتك وشَخصيَّتك وأسلوب تفكيرك؛ بدَليل لجوئك إلى المختصِّين لطلب استِشارتهم في ذلك، وأنتِ لا تَزالين في هذه السنِّ التي وصَفتِ نفسك فيه (بالطفلة)، في الوقت الذي يُعرِضُ فيه كثيرٌ ممَّن يكبرونك عمَّا قُمْتِ به!
ولا يفوتُني أنْ أُذكِّرَكِ بأهميَّة التَّقرُّب إلى الله تعالى، والتضرُّع إليه - عزَّ وجلَّ - بالدُّعاء، كما أنصَحُك بالاستِماع إلى تسجيلٍ لتلاوة القُرآن الكريم قبلَ نومك ليلاً، فإنَّ لذلك فوائدَ كثيرةً، ليس أقلها التأثير الإيجابي على دافعيتك وأفكارك التي تبدَئِين بها يومَك التالي.

وأخيرًا:
أدعو الله تعالى أنْ يُصلح شأنَك كلَّه، ويفتَحَ لك أبوابَ الخير، وينفعَ بك، وسنكونُ سُعَداء بسَماع أخبارك الطيِّبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]