إعراض زوجتي المؤلم

[ابوالوليد المسلم]

إعراض زوجتي المؤلم


أ. أريج الطباع


السؤال
سيدي الفاضل، أنا مُتزوِّج منذ سنوات، على مستوى عالٍ من التعليم، أعتني بنظافتي وبملابسي داخل البيت وخارجه، وأتعامَلُ مع زوجتي بمنتهى الرِّقَّة والحَنان والاحتِرام، تزوَّجنا بعد قصَّة حُبٍّ طويلة، وأنا أعلمُ يقينًا أنها تحبُّني، ولها الكثير من الصفات الأخرى الجيِّدة؛ إلا في أمر علاقتنا الجنسيَّة؛ فهي - ومنذُ زَواجنا تقريبًا - ترفُض التجاوب معي، فهي لا تمارس الجنسَ معي إلا بعد إلحاحٍ وطلب مُتكرِّر منِّي، ودومًا تتعذرُ بأشياء مختلفة كي تبتعد عنِّي، وإنْ تركتُها حتى تشتاق هي وتتقرَّب إليَّ قد يمرُّ الشهران دُون حُدوث ذلك، قرأتُ الكثير عن هذا الموضوع، وسعيت لمعرفة الأسباب، وبذلت المستحيل كي أرضيها وأُمتعها دُون جَدوَى، حاولت تعليمها بكلِّ الطرق ولكنَّها ترفض دائمًا أيَّ شيء جديد، شرحت لها شدَّة مُعاناتي من هذا الأمر، فكان ردُّها: "ماذا أفعلُ؟ أنا جاهلة بهذه الأمور!"، هددتها إنْ لم تُغيِّر أسلوبها فقد يدفعني ذلك للحرام، فكان ردُّها: "منك لربك"، علمًا بأنِّي أحرصُ على أنْ تبلُغ شهوتها في كلِّ مرَّة، وهي حتى تتحاشا المقدِّمات!

أرجوك يا سيدي ساعِدْني، فلم أَعُدْ أطيق حَياتي على هذا الشَّكل.


الجواب
تحتاج أنْ تتدرَّج معها لتَصِلَ لفَكِّ هذه العقدة التي ترسَّبتْ داخلها من العلاقة لسببٍ أو لآخَر! الأسباب غالبًا تكمُن بذاكِرتها الشعوريَّة؛ في طريقة تفكيرها حول هذا الأمر، أو نظرتها عنه، بقَناعاتٍ قديمة تعيقُها، لو استطعت أنْ تَصِلَ لها معها من خِلال الحوار يكون جيدًا.
وفي كلِّ الأحوال غيِّر خطَّتك معها، لم تُخبِرْنا إنْ كان لديكما أطفال؟
الخطَّة التي يُنصَح بها عادَةً مع هذه الحالات (حسَب ماستر وجونسون) هي: أنْ تأخُذها لمكانٍ تسترخيان به بإجازةٍ لكلَيْكُما لمدَّة ثلاثة أسابيع:
الأسبوع الأوَّل: يكون اكتشاف مناطق الحسِّ عند كليكما من خِلال اللمسات والمداعبة، مع الابتِعاد عن المناطق الحسَّاسة، وطبعًا دُون إيلاج.
والأسبوع الثاني: نفس السابق مع مُداعبة مناطق الإثارة أيضًا، ودُون إيلاج.
الأسبوع الثالث: يُفتَرض أنْ تكون العلاقة به قد قطَعتْ مرحلةً جيِّدة، وصارَ هناك فهمٌ من الطرفين لحاجات الطَّرَفِ الآخَر، فتتمُّ العلاقة لآخِرها بما يُشبِعُ الطرفين.

استَخدِمْ هذه الطريقة، واحرصْ أنْ يكون المكان مُريحًا ويُساعدكما على الاستِرْخاء، واحرِصْ خِلال هذه الفترة أنْ تتحدَّث معها وتُساعدها على التعبير عن كلِّ ما تُفكِّر فيه حيالَ العلاقة، فالعلاقةُ يتحكَّم بها الدِّماغ وطريقة التفكير كثيرًا، أكثر من كونها حاجةً فسيولوجية بحتة!
أتوقَّع أنَّك تستطيع أنْ تصلَ للأسباب الحقيقيَّة التي تعيقُها عن التواصُل بهذه الأمور، قد يكونُ للتربية دورٌ، أو لتجربتها الأولى معك، أو لقلَّة معلوماتها وخِبرتها، لكن كونك تَثِقُ من حُبِّها فمن الممكن - بإذْن الله - أن تتجاوَزَ الأمر، هو فقط يحتاجُ منكما معًا تجاوُبًا وجهدًا وصَبرًا لتَصِلا للتَّوافُق في العلاقة.

أسعدَك الله وزوجَك، ويسَّر لكما الخير دومًا.