|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحب والشك وتأنيب الضمير 2 أ. شريفة السديري السؤال لا أعْلَم كيف أوجِّه شُكري لكم على هذا الردِّ، وعلى مجهودِكم العظيم، جزاكم الله كلَّ خير. لقدْ أرسلتُ استشارة لصديقتي وساعدني كثيرًا هذا الردُّ على إقناعها بهذا الأمْر، ولكن حين ذهبتُ لإخبارها وعزَمتْ على تنفيذه؛ لأنها تعلم أن ألَم نِسيانه سيكون أرحمَ مِن ألَم الوحدة والشك والتخوين، ولكن بعد كلامي لها فقدْ فُوجِئنا به يتصل بوالدِها ليحدِّثه وقد طلَب منه المجيءَ لخطبتها، واستقبله أحْسنَ استقبال وقدْ وافق به مبدئيًّا، واتَّفقَا على مجيئه مع أهْلِه في نِهاية السَّنَة الدراسيَّة، واستخار والدها ووالدتها وشَعُرَا بالارتياحِ والسَّعادة والفرَح لابنتهما. المشكلة الآن هي: أنَّها لا تَدري ماذا تفعل بعدَ كلامي لها؛ هل تتركُه بعد أن صدَق وعْدَه وتقدَّم لها، أم تُوافِق على الخِطبة وترَى ماذا سيحدُث؟ فهي متردِّدة كثيرًا وقد صلَّتْ كثيرًا استخارة، وتجد أن الأمورَ تسير بشكلٍ طبيعي، وإذا وافقتْ، فهل توافقه عندما يطلُب منها أن تقابلَه أو تُحدِّثه، علمًا بأنَّ الأهل لا يعلمون ذلك، فهو في حُكم خَطيبها، فهو حتَّى بعد أن تَقدَّم يريد مقابلتَها ومحادثتَها، ولكنها ترفُض، خاصَّةً بعد أن رأت حُسنَ معاملة والدها له، فهي تشعُر أنَّ هذه خِيانةٌ كبرى لوالدها، وإذا رفضتْ وحاول الاتِّصال بها، فماذا تفعل، وهي كلَّما أخبرتْه بأنَّ هذا يُعتبر عدمَ احترام لوالدها الذي أحْسنَ معاملتَه، قال لها: إنِّي صدقتُ معكِ الوعدَ وتقدَّمت لوالدك؟ فأرجوكم المساعدة؛ لتستطيع اتخاذَ القرار السليم؛ فهلْ توافق وتُعطيه فرصةً أخرى ليمنحَها الثقةَ مِن جديد؟ أمْ أنَّ هذا الأمْر لن يُجدي نفعًا، وتخبر والدها أنَّها لا تُريده؟ وإذا كان رأيكم موافقتها، فماذا تفعل حين يتَّصل بها أو يطلُب مقابلتَها؟ ولكم جزيلُ الشكر؛ فإنَّ ما تفعلونه له عظيمُ الأثَر في الناس، وإنَّ المساعدة في حلِّ مشكلات الناس كتفريجِ الكَرْب عنهم، والتي أخْبَر الله بعظيمِ ثوابِها. جزاكم الله كلَّ خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب أهلاً بكِ عزيزتي مرَّةً أخرى. الزواج حياةٌ كاملةٌ نتقاسَمُها مع شخصٍ آخَر، نتقاسم فيها أدقَّ تفاصيلنا وأصغرَ أمورنا. هذا الآخَر علينا أن نَختارَه بحِكمة ووعي وحذَر؛ فإنْ لم نحسن الاختيار، حَكَمْنا على أنفسنا بالشقاء بقيةَ عُمرِنا. هذا الرَّجُل يحبُّها وتحبه، تقدَّم لخطبتها وأثبت أنَّه متمسِّك بها، وهي شعرت بهذا الحبِّ والتمسك، أعجبَ والديها وأهلَها، ولكن: هل الزواج يُبنَى على الحبِّ فقط؟ ماذا عن شكِّه وغَيرتِه وحبْسه لها قبل أن يخطُبَها؟ هل سألته إنْ كان هذا الأمر سيستمرُّ بعدَ الزواج أم لا؟ هل اشترطتْ عليه هي أو والداها ألاَّ يحرمَها مِن الدراسة أو الذَّهاب لأهلها أو صديقاتها؟ طبعًا هذا لا يَعني أنَّه ستذهبُ إليهم طوالَ الوقت لدرجة أن تُهمِل زوجَها وبيتها، لكن لأنَّها تعرِف مِن قبلُ ما ألْزَمها به وفرَضَه عليها قبلَ حتى أن يَخطُبَها؛ فماذا سيفعل بعدَ الزواج؟ عزيزتي، قولي لصديقتك: إنَّ هذا قرارٌ مصيري لا مجالَ فيه للمجاملة أو المغامَرة، هي تعرِفه جيدًا من عِدَّة سنوات، وما تَعرِفه فيه مِن صفات وطبائع لا يُمكن أن يتغيَّر بيْن يوم وليلة، فهل هي مستعدَّة أن تَقضي بقيةَ عُمرها بهذه الطريقة؟ كونه صَدَق معها الوعدَ وخَطَبها مِن والدها أمرٌ جيِّد، ونحترمه فيه، لكنَّه لا يَعني أنَّ عليها أن تُكلِّمه وتقابله حين يَطلُب منها ذلك، ولا يَعني أنَّ عليها القَبولَ والموافقة؛ لأنَّه صدَق وعدَه وخطَبَها؛ بل هي لها مطلقُ الحرية في القَبول والرفض، وإنْ أراد أن يُكلِّمها ويقابلها فلا تكرَّر الغلطة نفسها؛ بل عليها أن تُخبِره أن يطلُب ذلك مِن والدها، فإنْ هو وافق خرجتْ معه وتحدثت إليه بعِلمه وموافقته وتحتَ نظره، علمًا أنَّ فترة الخطوبة قبلَ العقد لا يجوز فيها ما يجوز بعدَ العقد؛ فهي لم تَحِلَّ له بعدُ. القرار يا عزيزتي بيدِها، فنحن لا نملك أن نفرِض عليها شيئًا؛ لذا فلتقرِّرْ هي ما تريد، ولتكتبْ في ورقةٍ مقارنةً بيْن حَسناته ومساوئِه، وهي تعرِفه من أكثر مِن سَنة؛ ممَّا يجعلها قادرةً على معرفة عيوبه وحسناته بدقَّة. إضافةً إلى أنَّها ما زالتْ صغيرة؛ أي: إنَّ أمامها فرصةً لتنضجَ وتَكْبَر، وتجِد رجلاً يُقدِّرها ويُسعدها، ويعرِف قِيمتَها الحقيقيَّة، ويثِق فيها. فلتفكِّر وتستخِر وتتروَّ، ولا تخاطِر بحياتها وعُمرها ونفسها. كان اللهُ معكم، وجزاكِ الله خيرًا على اهتمامِك بها. وتابِعينا بأخبارِك وأخبارِها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |