|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ضاعت حياتي وأشعر أن الله لا يحبني أ. لولوة السجا السؤال ♦ الملخص: فتاة تعيش مع والدتها، خسرتْ كل شيء في حياتها بسبب والدها ولذاته، وليس لها إلا أمها، وتسأل: ماذا أفعل في حياتي بعد أنْ فقدتُ كل شيء؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ عمري 29 عامًا، أعاني مِن اكتئاب أثَّر على صحتي، بسبب حياتي التي أعيشها. والدي منذ أن وُلدتُ وهو مسافر، حتى فقدتُ الإحساسَ بالأمان، ولم أجد مَن يحتويني، وغاب عني رمزُ القُدوة. كانت هناك مشكلات دائمة بين أبي وأمي كلما أتى، تصل أحيانًا للضَّرْب والشَّتْم والإهانة مِن الطرفين، وكلما زاد عمري زادتْ مشاكلهم، واتسعت الفجوةُ بيننا. والدي رجلٌ أناني، ولا يهتم إلا بنفسه، وليس له أي دورٍ في حياتنا، كل همِّه ملذاته فقط. كبرتُ على هذا الحال، وتقدَّم لي شاب مطلق ولديه بنت ويكبرني بـ10 سنوات، وأقنعني والدي أن أتزوَّجه، وعشتُ معه، وللأسف ندمتُ على الموافقة، عشتُ معه حياةً مَليئة بالمشكلات، حتى طلقني! وعدتُ لبيت والدي مُطَلَّقة ومعي طفلة، وخسرتُ كلَّ شيء. تُوُفِّي والدي، وللأسف اكتشفنا بعد وفاته بلاءاتٍ كثيرةً، واكتشفنا أنه كان متزوجًا من زوجةٍ أخرى استولتْ على ماله كله، ولم يتركْ لنا أي مصدر للمال. للأسف حالُنا متوقِّفٌ أنا ووالدتي بسبب ما فعَلَهُ فينا والدي، وأشعر أن الله لا يحبني لذا حالنا بهذا الشكل، بل يزيد بسبب ديون والدي، وأزمة طلاقي، وعدم وجود عمل! خسرتُ كل شيء؛ المال، والنفسية، والمستقبل، وأشعر بالضياع، والزوج، والوالد، وإلى الله المشتكى! الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعدُ: فأسأل الله أن يُصْلِحَ شأنك، ويُفَرِّجَ همك. آسَفَتْني كلمة ليتك لم تنطقي بها حين ظننتِ أن سبب ما أنت فيه هو: أن الله لا يحبك! أليس في ذلك سوء ظن بالله؟ وكان الأَوْلَى بك في مِثْل هذه الحال أن يزدادَ حُسن ظنك؛ وذلك لأنَّ الابتلاءَ طريق الصالحين؛ ولأنَّ الله إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، ولأنَّ أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل. لِمَ لَمْ تظني مثلًا بأنه قد يكون اصطفاء مِن الله لك ليسلك بك طريق الإيمان، وأنه ما حبس الدنيا عنك إلا لحكمةٍ يَعْلَمُها سبحانه؟ لاقَى رسول الله ما لاقى من كفار قريش، وتوالتْ عليه المِحَن بأبي هو وأمي، فهل كان ذلك دليلُ بغض الله؟! الذي أقصده من كلامي هو: أن تنظري للأمور بنظرة تفاؤل، فكم في البلاء من تكفيرٍ للخطايا ومحو للسيئات ورِفعة للدرجات! ولا يعني هذا أن البلاء سيَدوم، بل إن أعظم العطايا تكون بعد عظيم الشدائد إذا صبرنا واحتسبنا الأجر وأَحْسَنَّا الظن بربنا. تقرَّبي إلى الله بصالح الأعمال، بفعل ما أمَرَ به، وهَجْر ما نهى عنه، ثم تضرَّعي إليه أن يعينكم، ويفرج همكم، ويُنَفِّس كربكم، فالله جل جلاله كريم حييٌّ يستحيي أن يرد يد عبده صفرًا. ثقي بأن بعد الشدة فرَجًا، وأن مع العسر يُسرًا، وأن الله لطيف بعباده، لا تخفى عليه حالهم ولا يحملهم فوق طاقتهم، وأنه يرضى بقليل العمل، بل ويجازي على القليل بكثير سبحانه وبحمده. أنزلي حاجتك به، وبثي شكواك إليه، فهو الكافي سبحانه، وله الأمرُ مِن قبلُ ومِن بعدُ، ولا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء. واعلمي أنَّ ما أصابنا إنما هو بذنوبنا ويعفو سبحانه عن كثير. اعتني بوالدتك فإنه عمل عظيم، بل إن برها أعظم عمل بعد التوحيد، وارفقي بطفلتك، وعوضيها حنانًا أنت ذقتِ لوعة فَقْده، فلا تُكَرِّري المأساة، واعلمي أن كل ما ستُقَدِّمينه لهما ستجدين أثره في الدنيا والآخرة، فمَن لهما بعد الله في هذه الدنيا سواك؟! وفقك الله لطاعته ومرضاته، وهداك وسدَّد في طريق الخير خطاكِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |