|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أصالح زوجتي بهذه الشروط؟ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منذ حوالي 4 شهور حدثتْ بيني وبين زوجتي مُشكلةٌ، وذهبتْ إلى بَيْت أهْلِها وطلبت الطلاق، وقامتْ برفع دعاوى خُلْع وغيرها. الآن توجد بعض المساعي للصُّلْح، ولكن بشروط معينة؛ مثل: دفع مبلغ من المال مبالَغٍ فيه - أكثر من 9 آلاف جنيه - وعدم العودة إلا إلى منزل جديدٍ غير الموجود حاليًّا، مع العلم أن لدَيْنا طفلاً عُمره سنة. فبماذا تنصحونني؟ هل أقبل هذه الشروط وأصالحها؟ أو ماذا أفعل؟ مع العلم أنها إنسانة جيدة، ولكن المشكلة كلها في أهلها. أفيدوني جزاكم الله خيرًا. الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: فالأصلُ في الرابطة الزوجيَّة الاستقرار والاستمرار، والإسلام قد أحاط الحياة الزوجية بكل الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها، حتى جعل الحفاظ عليها من أهم مقاصد الدين الحنيف، وقد بيَّن الله تعالى الأحكام الشرعية التي تسير عليها حال استقرارها وحال اضطرابها، وشرع تعالى طُرُق الإصلاح بين الزوجَيْن ما يكفل حفظها من الانفكاك، وحمايتها من غوائله، وقدم الصُّلْح على الفراق؛ فقال سبحانه: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]؛ أي: من الفراق، وقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]. فليس هنالك حرَجٌ عليك - إن شاء الله - في تنفيذ طلبات أهل زوجتكَ، ونرجو لكَ الأجْر من الله على ذلك، وأن يخلفَ عليك، وهذا من الصُّلْح الذي ذَكَره الله في كتابه، فبَيَّنَ أنَّ الصُّلح إطلاقًا خَيْر من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق؛ ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾. قال الأستاذ سيد قطب في "الظلال": "فينسم على القلوب التي دبَّتْ فيها الجفوة والجفاف نسمة من الندى والإيناس، والرغبة في إبقاء الصلة الزوجية، والرابطة العائلية. إنَّ الإسلام يتعامَل مع النفس البشرية بواقعها كله، فهو يُحاول - بكلِّ وسائله المؤثرة - أن يرفعَ هذه النفس إلى أعلى مستوى تهيئها له طبيعتها وفطرتها، ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: 128]. أي إن الشح حاضر دائمًا في الأنفس، وهو دائمًا قائم فيها، الشح بأنواعه: الشح بالمال، والشح بالمشاعر، وقد تترسَّب في حياة الزوجين - أو تعرض - أسبابٌ تستثير هذا الشح في نفس الزوج تجاه زوجته، فيكون تنازُلها له عن شيء من مؤخر صداقها أو مِنْ نفقتها - إرضاء لهذا الشح بالمال - تستبقي معه عقدة النكاح، وقد يكون تنازلها عنْ ليلتها - إن كانتْ له زوجة أخرى أثيرة لديه - والأولى لم تعد فيها حيوية أو جاذبية إرضاء لهذا الشح بالمشاعر، تستبقي معه عقدة النكاح، والأمر على كلِّ حال متروكٌ في هذا للزوجة، وتقديرها لما تراه مصلحة لها، لا يلزمها المنْهج الرَّبَّاني بشيءٍ؛ ولكنه فقط يجيز لها التصرُّف، ويمنحها حرية النظر والتدبُّر في أمرها وفق ما تراه. ﴿ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 128]. فالإحسانُ والتقوى هما مناط الأمر في النهاية، ولن يضيع منهما شيءٌ على صاحبه، فإنَّ الله خبير بما تعمله كل نفس، خبير ببواعثه وكوامنه، والهتاف للنفس المؤمنة بالإحسان والتقوى، والنداء لها باسم الله الخبير بما تعمل، هتاف مؤثر، ونداء مستجاب، بل هو وحده الهتاف المؤثر والنداء المستجاب". والظاهر من كلامك أن زوجتك فيها خير كثير، وإن أهلها هم من يفسدها عليك، بدلًا من أن يعينوها على طاعتك، ولا أن يكونوا سبباً في الفساد، فاصبر عليهم وأمرهم بالمعروف، وانههم عن المنكر، وانصح لهم عسى الله أن يصلح أحوالهم، قال الله تعالى: ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت:34-35]. ففي هذه الآية الكريمة، الدواء النافع لتلك المشاكل، وهو الإحسان إلى من يسيء، لتستجلب خاطره، فتعود عداوته صداقة، وبغضه محبة، هذا من مكارم الأخلاق التي أمر الله به رسوله والمؤمنين؛ قال ابن عباس: "أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم، كأنه ولي حميم"؛ رواه البيهقي، وعلقه البخاري مختصرًا. وقال عمر - رضي الله عنه – "ما عاقبتَ من عصى اللهَ فيك بمثل أن تطيع اللهَ فيه".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |