|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الزواج من فتاة مغتصبة أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة طلَب منها زوجُها الموافَقة على زواجِه مِن فتاةٍ تعرضت للاغتصاب - إشفاقًا عليها - لكن المرأة لا تُوافق، وتريد الطلاق. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة وحياتي الزوجية مستقرة ولله الحمدُ، إلا أنه في الآونة الأخيرة اغتُصبتْ فتاةٌ، وطلَبتْ مِن زوجي المساعدة لتحسين حالتها النفسية، بحُكم أن زوجي يَعمَل في مجال التنمية البشرية. تعاطَف زوجي معها، وأبْدَى رغبةً في الزواج منها، وأخبَرَني برغبتِه في ذلك، وطلب موافقتي على الزواج! لم أَرْتَحْ للموضوع، وتعبتُ مِن التفكير فيه، ولا أعلم كيف يُفكِّر زوجي في مُداواة الغريب وجرحِ القريب؟! الآن أفكِّر في الطلاق إذا قرَّر الزواج منها، فأشيروا عليَّ بارك الله فيكم الجواب أيتها الفاضلة، حياكِ الله. ترى كثيرٌ مِن الفتيات أن الرجل العاطفيَّ خيرٌ وأفضل مِن الرجل العمَلي، وتَميل غالبًا إليه لما فيه مِن مشاعر، وما يَبثه مِن كلماتٍ تأسر كل فتاة أو امرأة وتحتاج إليها في كلِّ مراحل حياتها، والحقيقةُ أنَّ المشاكل التي تتربَّص بالحياةِ مع الزوج الرومانسي أو العاطفي تَفوق نظيرتها التي تترتَّب على الزواج بالرجل العملي بمراحلَ كثيرةٍ؛ ذلك لأن الرجل العاطفيَّ كما سيَتأثر عاطفيًّا بالتعامُل مع زوجته، وكما سيستجيب لها ويتجاوب معها عاطفيًّا - فمِن اليسيرِ أن يقعَ تحت تأثير مواقف عاطفية في شَرَك فتاةٍ تعلم نقاط ضعفِه، وتعمل على التلاعُب بمشاعرِه، خاصَّة إن لم تكن مثله، فسيسهل عليها الأمرُ! إن كان زوجُك يَستجيب للأحاديث الودِّية العقلانية، فأنصحكِ بالتحدُّث إليه في محاوَلة لإزالة الغشاوة عن عينيه، بِتَبْيِين مَواطن الخلَل في تلك العلاقة، بضَرْبِ مثال بسيط: ماذا لو أَتَتْهُ فتاةٌ مثلها في نفس موقفها تحتاج لمساعدةٍ مُشابهة؟! هل سيتزوَّج بكلِّ مَن يتعاطَف معها ويُشفق عليها؟! على زوجك أن يَضبطَ مشاعره بصرف النظَر عن رغبته في زواج ثانٍ، أو احتياجه الفعلي للتعدُّد، لكن الزواج القائم على الشفَقة لا تَدومُ أواصِرُه، ولا تمتد جذورُه في أرض حياة يَنبغي أن تقومَ على المحبة الحقيقية، لا المحبة النابعة مِن قلبٍ لا يَرى فيمَن يُحب إلا إنسانًا مِسكينًا ضعيفًا. المشكلةُ الأخرى والأهم والتي قد تُواجه زوجكِ ويُعاني منها بعضُ الرجال العاطفيين هي الشك؛ فأتوقَّع أن يطرأَ على ذهنِه تساؤُل لا ينفكُّ يُنغص عليه عيشه، ولا يُعاني منه في الغالبِ الرجلُ العملي: ماذا لو لم تكنْ تلك الفتاةُ صادقةً؟ ماذا لو كانتْ صادقةً، ولكن الوسوسة أخَذَتْ تلعبُ دورَها معه مِن حيث إنها ليستْ بكرًا؟! إن كان في وُسعكِ مناقشة ذلك معه، فلا تَتَرَدَّدي في محاولةٍ لتوضيح أمور يصعُب أنْ تتضحَ له الآن، وأرجو أن تَتجنَّبي في حديثكِ لغةَ التهديد، أو التلميح بالفراق، وتذكيره بمصير الأبناء، ونحو ذلك؛ إذْ لن يتأثَّر بهذه اللغة في الغالب، وقد تَزيدُه إصرارًا. وأما عن نصيحتي لكِ فهي يا عزيزتي: أن تتأمَّلي وتتفكَّري في الإهمال المتوقع الذي تقع فيه المرأةُ بعد إنجاب عددٍ مِن الأطفال، وسعيها الدؤوب بين إرضاء الزوج وتلبية رغباته ورغبات الأبناء، وسد احتياجات البيت وترتيب كافة أموره مع تقدُّمها في العمر، فيَصعُب عليها إرضاء زوج بهذه الشخصية، وأذكُر زوجة طلب منها زوجها أن تغنِّي له إحدى الأغنيات العاطفية المشهورة، رغم أنَّ صوتَها أبعد ما يكون عن الأصوات الشجيَّة، ورغم علمِه بذلك بلا شك، لكن عاطفته تَرغَب فيما لا يرغب فيه غيرُه! فأبَتْ عليه، وزادتْ أن سَخِرَتْ مِن طلبه في هذا العمر، وكما هو مُتوقَّعٌ ومع تَكرار مثل ذلك الطلب أو الموقف، وإبداء ردود فعل مشابهة مِن الزوجة؛ لم يجدْ أمامه إلا الزواج مِن جديدٍ! أيتها العزيزة، الرجالُ يختلفون كما يختلف النساء اختلافًا بيِّنًا؛ فمنهم مَن يتغيَّر مع تجاوز الأربعين، ويُصبح أكثر اتزانًا وبُعدًا عن العاطفة، ومنهم مَن يَنغمِس فيها، فلا يجد بُدًّا من البحث عنها، وتحصيلها مِن أيِّ مصدرٍ. وعلى الزوجة التي تجد مِن زوجها مثل ذلك أن تَحتويه، وأن تحوطه بالعناية التي ستجد مثلها منه، وأن تتقرَّب إليه بما يحب، ليس خوفًا مِن فَقدِه، وإنما تقرُّبًا إلى الله بذلك، وما أعظمَ أجرَ التجمُّل للزوج بالكلمات والمعاملة الطيبة قبل التجمُّل بالمظهر والشكل. أنا لا أُنكر على زوجكِ ما أباح الله له، وإنما أُنكر عليه السبب الذي يَدفعه للزواج بامرأة لا يعلم عنها إلا أنها مُغتصبة، ولا أنكر عليه مساعدة الناس والتي بها مِن الأجر العظيم مِن الله، وإنما أُنكر عليه التجاوز في التعامل مع امرأةٍ لا تَحِلُّ له! ويُؤسفني أنَّ مجال عمله مما يُصعِّب عليه تجنُّب التعامل المباشر مع النساء، والخلوة المحرَّمة في الحديث حول أمور لا يَجوز التحدث بها. لا أنصحكِ بطلب الطلاق، أو سوء معاملته، أو إظهار ما تشعرين به مِن نفورٍ منه، ولكن ناقشيه فيما ذكرتُ لكِ، فإنْ لم يَستجِبْ، فدعيه يُجَرِّب ما يظهر عليه بوادر الإخفاق، وتلوح في أُفقِه أمارات الندم. والحياةُ لن تنتهي أو تتوقف على زواجه؛ سواء قدَّر الله لكِ الاستمرار معه أو لا، فهناك الأبناءُ الأعزَّاء والمجتمعُ والناسُ والأهلُ والأصدقاءُ، ومِن الخطأ البيِّن أن تحصرَ المرأة سعادتها واستقرارها النفسي على زوجٍ قد يَرضى وقد يسخط مهما بذلتْ له مِن سُبُل الإسعاد والراحة. وسلي الله أن يُوفِّق بينكما، وأن يَحفَظَ بيتكما وأبناءكما مِن كلِّ شرٍّ والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |