ردة فعل (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         داء الغفلة. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الابتسامة سرٌ آسر وأسلوبٌ ساحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صراع النفوذ والهيمنة في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انظر نفسك إن كانت علىٰ خير أو شر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من أساليب المبتدعة في نشر باطلهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احذرها في إمامتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأبناء أمانة عظيمة في عنق كل أب وأم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ( انظروا غراسكم فَإنكم مسؤولون عنهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2021, 12:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,435
الدولة : Egypt
افتراضي ردة فعل (قصة قصيرة)

ردة فعل (قصة قصيرة)
محمد حسن جباري



قبضَت كفُّه على الهواء، حين أدخلها في جيبه ليَستخرج الجوَّال! راح يَجول بها فيه، يمدُّ أصابعه المتيبسة خلال زواياه، لدرجة أنَّه يكاد يَنتهك كتَّان الجيب!

تفقَّد الجيب الآخر، على الرغم من أنَّه كان متأكدًا من خلوِّه منه؛ لأنَّه تعوَّد وضعه في الجهة اليمنى ليسهل عليه تناوله.

فتَّش جيوبَ الجاكيتة، نظر حولَه في الأرض.. عاد إلى جيوب البنطلون مرَّة أخرى!
تقهقر بذَاكرته إلى الخلف، ركَّز تفكيره في مشوار اليوم؛ ابتداء من خروجه من المنزل إلى هذه اللحظة.

ذكَر أنَّه لم يَنسَه في المنزل؛ لأنَّه ردَّ على مكالمة أحدهم وهو في الطريق إلى مركن السيارات.

لم يَنسه كذلك في السيارة؛ لأنَّه رد على مكالمة أخرى في الطريق من المركن إلى هنا (السوق)، ثمَّ دسَّه في جيبه الأيمن بإحكام.

أين ذهب الهاتف؟
قالها بشفتين متيبِّستين، وفمٍ لاهِث.

بدأَت عيناه تَدوران في كلِّ اتجاه، تتابعان كلَّ حركة، لكنَّه في الوقت نفسه لا يبصر شيئًا.. سوى صور الهواتف الجوَّالة التي كانت تلتقطها عدسات عينيه وهي تَحتضن آذانَ المارَّة؛ لعلَّه يرى مثلَ هاتفه فيعلِّل نفسه الحيرى بمنظره عن مصيبة فَقده.

زفرات مَسموعة تَندفع من جوفه حينًا بعد حين، لتلطِّف من قَبضة الحيرة التي تَكبس قلبه، وتضغط على رئتيه.

مرَّة بعد مرة.. يَضغط بكفِّه على جيبه، يتحسَّس مكان الهاتف، وكأنَّه يَطمع أن تحدث معجزة ما، فيَظفر به من جديد.

بين الفينة والفينة.. كان يردِّد:
أين ذهب الهاتف، أين ذهب؟
كان الخَطب يهُون لو كان الهاتف من النوعيَّات المتواضعة؛ لكنَّه اقتطع من ماله النَّزر حصيلة شَهر ونِصف من الكَدح اليومي ليبتاعَه، بل إنَّ الخطب إلى الآن هيِّن بالمقارنة مع الصوَر الخاصَّة المخزنة في ذاكرة الهاتف.

إحساسٌ بالبرودة بدأَ يَغمره نزولًا من رأسه.. قطرات من العرَق البارِد تَلتمع على جبهته، وكساء من الشحوب الفاقِع يلف وجهه.

راح يَقضم أظفاره في شَرَهٍ، حين فرغَت جعبة إجاباته المخيبة للآمال عن تساؤلاته الحائرة.
إحساسه بوحدته يتعملَق وهو يرى الناس يَغدون ويروحون، غير عابئين بوطأَة الهمِّ التي يرزح تحتها.
ولأنَّه لا يعرف أحدًا من الذين يَراهم؛ فقد أحجَم عن طلَب الاستعانة بهاتف أحدهم ليحدِّد موقع هاتفه.

بينما هو غارِق في وجومه إذا بيَدِ أحدِهم تربت على كتفه من خلفه.
ما كاد يَستدير إليه، ويتبيَّن فيه ملامح أحد أصدقائه، حتى سارع إلى طلَب الهاتف منه.
اتصل.. هاتفه يرن، ويرن، ويرن.. لكن لا مُجيب.
يعيد الاتصال.. يرن، ثمَّ يرن، ثمَّ يرن.. ولا مجيب.
♦ ♦ ♦

اتَّصل للمرة الأخيرة.. الهاتف مغلَق!

هل نفدت الطاقة من البطاريَّة؟
لكنَّه موقِن من أنَّها باتت موصولة بالقابس الليلة الماضية!
دقَّق في الرقم، لا يمكن أن يُخطئ فيه، هو يحفظه جيدًا.

ما الذي أصابك؟ (سأله صديقه متعجبًا).
راح يَسرد عليه القصَّة بتفاصيلها من بدايتها.

ما كاد ينهيها حتى ذكر كُتل الزحام التي كان يتمَلمل فيها، وشدَّة الحصر الذي كاد يطحن جسده وهو يَسعى للتبضع.. ارتخى جسدُه، تجمَّدَت نظراته، وأحسَّ بالأرض تتداعى تحت قدميه.

نظر إلى صاحبه، وبصوتٍ واهن متقطع:
سُ رِ قْ تُ!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]