تذكير المؤمنين والمؤمنات بعظم حق الآباء والأمهات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 586 - عددالزوار : 333965 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2021, 11:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,336
الدولة : Egypt
افتراضي تذكير المؤمنين والمؤمنات بعظم حق الآباء والأمهات

تذكير المؤمنين والمؤمنات بعظم حق الآباء والأمهات
الدخلاوي علال




الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، أمر بالبر ونهى عن العقوق، وجعل حق الوالدين من آكد الحقوق، وأشهد أن لا إله إلا الله البر التواب الرحيم، فضل الأبرار وجعلهم من أهل النعيم، وأصلي وأسلم على سيد الأبرار، وعلى آله وصحابته البررة الأطهار، ما تعاقب الليل والنهار.

أما بعدُ:
فيا عبد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً.

أيها المؤمنون: إنه مما يحِزُّ في نفوسنا ومشاعرنا كمسلمين، ما نراه ونسمعه كل يوم، من كثرة العقوق، وتضييع أعظم الحقوق، وهو حق الوالدين، ولهذا وجب تذكير المؤمنين والمؤمنات، بعظم حق الآباء والأمهات.

عباد الله، إن حق الوالدين من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، فلعظم حقهما قرن الحق سبحانه وتعالى طاعته بطاعتهما، وعبادته بالإحسان إليهما وشكره بشكرهما، ورضاه برضاهما، فقال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾[1] فقرن جل شأنه بين الأمر بعبادته والأمر بالإحسان إلى الوالدين، وفي هذا دلالة عظيمة على تأكد وجوب بر الوالدين، وقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾[2] فقرن سبحانه وتعالى شكره بشكر الوالدين وفي هذا إعلام للمؤمنين بأن حقهما من أعظم الحقوق وأكبرها وأشدها وجوباً.

وقال عليه الصلاة والسلام: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد[3].
فهذه النصوص وغيرها تؤكد لنا أن حق الوالدين من آكد الحقوق، وأوجب الواجبات، وأقرب القربات.

وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الحق في تعليمه وإرشاده لأصحابه وأمته، فقد جاء في الصحيحين أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك قال ثم من؟ قال: أبوك[4].

فبين صلى الله عليه وسلم أن أحق الناس بالصحبة والرعاية هم الأب والأم، لأن فضلهم على الولد عظيم، وإحسانهم إليه جزيل، ولأنه لا منعم بعد الحق سبحانه وتعالى على الولد كالوالدين.

ولذلك على البار بوالديه أن يعلم أنه مهما بالغ في برهما لم يف بشكرهما، ومهما اجتهد في الإحسان إليهما لم يف بحقهما، فعن زرعة بن إبراهيم، أن رجلاً أتى عمر رضي الله عنه، فقال: إن لي أماً بلغ بها الكبر، وأنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها، وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها؟ قال: لا، قال: أليس قد حملتها على ظهري، وحبست نفي عليها؟ قال: (إنها كانت تصنع ذلك بك، وهي تتمنى بقاءك، وأنت تتمنى فراقها)، وقال رجل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟ قال: (لا، ولا طلقة من طلقاتها[5]).

عباد الله، إن بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تعالى بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قدم بر الوالدين على الجهاد سبيل الله، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها). قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) [6].

فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله، لأن بر الوالدين فرض عين، والجهاد فرض كفاية، هذا ما لم يتعين[7].

ويشهد لهذا ما رواه البخاري عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: (أحي والداك؟) قال: نعم. قال: (ففيهما فجاهد)[8] .

فأعظم الجهاد هو جهاد النفس في إرضاء الوالدين، وذلك ببرهما، والإحسان إليهما، ورعايتهما، والإنفاق عليهما، وصون كرامتهما، وتفقد أحوالهما، وإدخال السرور عليهما، والمبالغة في خدمتهما، واستعمال الأدب في مخاطبتها، والدعاء لهما بعد وفاتهما، والتصدق عليهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا من جهتهما، فهذا هو الجهاد الحقيقي.

عباد الله، إن البار بوالديه ينال من الله تعالى أعظم الفضل والجزاء، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر، كذلك البر، فكان أبر الناس بأمه)[9] .فأخبر صلى الله عليه وسلم أن بر حارثة بن النعمان بأمه كان سبباً في دخوله الجنة، وتلك غاية يسعى إليها كل مسلم ومسلمة.
فاللهم ارزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا، ووفقنا جميعاً لما تحبه وترضاه، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، عباد الله، إذا كان بر الوالدين من الخصال الحميدة التي يحبها الله ويرضاها، فإن عقوق الوالدين من الخصال الذميمة التي يبغضها ربنا ولا يرضها، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " قيل: بلى يا رسول الله قال: (الإشراك بالله وعقوق الوالدين[10]) فقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الشرك والعقوق، لأن الشرك هضم لحق الرب جل وعلا، والعقوق هضم لحق الوالدين.

فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا لآبائكم قدرهم ومنزلتهم فإن عقوق الوالدين من الذنوب التي يعجل الله عقوبتها في الدنيا، فبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وأكرموا آباءكم بالرعاية والإحسان، يكرمكم ربكم بالذرية الصالحة وبدخول الجنان.

فاللهم ارزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا، وجعل لنا من رضاهم أكبر حظ ونصيب، يا ذا الجلال والإكرام.


[1] سورة الإسراء، من الآية: 23..

[2] سورة لقمان، الآية: 13.

[3] رواه الترمذي في سننه في كتاب البر والصلة برقم: 1899.

[4] رواه البخاري في صحيحه، في كتاب الأدب برقم: 5541.

[5] بر الوالدين، لابن الجوزي ص27.

[6] رواه البخاري في صحيحه في كتاب مواقيت الصلاة برقم: 498.

[7] فتح الباري ج6 ص140.

[8] رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير برقم: 2842.

[9] رواه ابن الجوزي في كتابه بر الوالدين برقم: 56.

[10] رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب برقم: 5547.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]