كيف أتخلّص من الوساوس المتسلّطة السلبية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة التراويح .. فضلها وأحكامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مقترحات في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 87 - عددالزوار : 19761 )           »          العليـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة الصحابة في إظهار حــب النـبـي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الزواج مسؤولية وتضحية وقبول للرأي الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صيام يوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          كيف نجبر ما انتقص من فريضة الصيام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مسألة فقهية عويصة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فتوى زكاة الفطر مختصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,499
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أتخلّص من الوساوس المتسلّطة السلبية

كيف أتخلّص من الوساوس المتسلّطة السلبية


أ. شريفة السديري


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجوكم أفيدوني، فأنا كنتُ قد تعرضتُ لأزمة نفسيَّة حادَّة، وذهبت للطبيب المختصِّ فأعطاني بعضَ الأدوية، وبعدها شُفيت إلى حدٍّ ما، ولكن بعد فترة عادت الأزمة، وبشكل مختلف، فهي الآن عبارةٌ عن وساوس، مرَّة في نفسي، ومرَّة في أهلي، وأخيرًا في العقيدة، مع عِلمي ببطلانها، ولكنَّها تُتعبني، وعلى حسب بعض ما قرأتُه فليس هذا بالوسواس القَهري؛ ولكنَّه عبارة عن وساوس مُتسلِّطة، أو أفكار متسلِّطة سلبيَّة، أرجو منكم أن تُعطوني بعضَ الطُّرق للتخلُّص منها، وكذلك بعض الأدعية الخاصَّة بوسواس العقيدة.

وجزاكم الله كلَّ خير، مع العلم أنِّي بدأتُ أذهب عند متخصِّص نفسي، ولكن أنا مقيمٌ بدولة أوربية، وأُريد أن أجمع بينَ العلاج والدعاء، وهل يُمكنني أن أتزوَّج وأنا بهذه الحالة، وشكرًا.

أرجوكم لا تتأخروا عنِّي في الرد.


الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعُذرًا أخي الفاضل، على التأخُّر في الردِّ عليكم، ولكن لظروفٍ خارجة عن قدرتي، فأرجو المعذرة مرَّة أخرى.

بالنِّسبة لمشكلتك، فإني سأُلخِّص ما ذكرتَه في نقاط، وهي:
1 - تعرضتَ لأزمة نفسيَّة حادَّة، عالجتَها بالأدوية.
2 - شُفيت منها قليلاً، ثم عادت بشكل وساوس.
3 - الوساوس كانتْ مرَّة في نفسك، ومرَّة في أهلك، وأخيرًا في العقيدة.
4 - ليست بالوسواس القهري، ولكنَّها أفكارٌ سلبيَّة تُسلُّطيَّة.

أخي الكريم، اسمح لي بأن أبدأَ من آخر نقطة، وأقول لك: إنَّ ما تُعاني منه هو الوسواس القهري؛ لأنَّ تعريف الوسواس هو: "فكر متسلِّط يظهر بتَكْرار وقوَّة لدى المريض، ويُلازمه ويستحوذ عليه، ويفرض نفسَه عليه، ولا يستطيع مقاومتَه على الرَّغم من وعي المريض، وتبصُّره بغرابة الفِكرة، وسُخفها وخطئها".

ولأنَّ مِن أسباب حدوث الوسواس القهري التعرُّضَ لخبرات وحوادثَ عنيفة وصادمة، وأنت قد تعرضتَ لأزمة نفسيَّة حادَّة مهَّدت لظهوره.

والسبب الثاني لقولي بأنَّه وسواس قهريٌّ: هو أنَّ الوسواس يبدأ يسيرًا، وبأمور يسيرة، ثم يتطوَّر ويتطور، حتى يصل إلى العقيدة والذَّات الإلهيَّة، وهذا ما حَدَث معك، فقد بدأتِ الوساوس في نفسك، ثم انتقلت لأهلك، ثم تطوَّرت إلى أخطرِ مراحل الوسواس وأشدِّها وهو الوسواس في العقيدة، وقد ذَكَره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال: ((إنَّ الشيطان يأتي أحدَكم فيقول: مَن خَلَق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: مَن خَلَق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: مَن خَلَق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدُكم، فليقلْ: آمنتُ بالله ورسوله))؛ رواه أحمد.

وعن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن وَجَد مِن هذا الوسواس، فليقلْ: آمنا بالله ورسوله، ثلاثًا؛ فإنَّ ذلك يذهب عنه))؛ رواه أحمد.

وقد وعد الشيطانُ بعدم الكفِّ عن محاولة إغواء بني آدم، كما في الآية الكريمة من كتاب الله: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16 – 17].

ممتاز جدًّا أنَّك ذهبت إلى متخصِّص نفسي، وجميلٌ منك رغبتُك في الجمع بين العلاج والدعاء.

وإليكَ بعضَ الطرق التي تُعينك على التخلُّص من الأفكار الوسواسيَّة:
1 - المحافظة والمداومة على أذْكار الصَّباح والمساء؛ لأنَّها تَحمي من وساوس الشيطان، والمحافظة على ذِكْر الله قبلَ كلِّ عمل تعمله، مِن مَلْبس ومأكل ومشرب ودخول للخلاء، وغيرها مِن باقي الأعمال اليوميَّة المعتادة؛ فالله - سبحانه - يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، ادعُ دائمًا بـ: ((اللهمَّ فاطرَ السَّموات والأرض، عالِمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إلهَ إلاَّ أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومِن شرِّ الشيطان وشِرْكه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أَجُرَّه إلى مسلم))، فإنَّها تحميك من وساوس الشيطان.

2 - المحافظة على قراءة وِردٍ يوميٍّ من القرآن الكريم.

3 - المحافظة على الصَّلاة جماعة في المسجد، والمحافظة على قِيام اللَّيل والسُّنن الرواتب.

4 - حاولْ أن تكون دائمًا على وضوء، وجدِّده كلَّما انتقض؛ لأنَّ الوضوء حِرزٌ من الشيطان.

5 - لا تجلسْ منفردًا لفترات طويلة؛ لأنَّ هذا من شأنه أن يجعل الأفكارَ تتردَّد على ذهنك.

6 - تفكَّر في مخلوقات الله – سبحانه - وتأمَّل في بديع صُنعه؛ لأنَّ ذلك يَزيد الإيمان، ويَدفع الشُّكوك والوساوس عنك؛ فالله - سبحانه وتعالى - قال:{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 99].

وقوله أيضًا - سبحانه - في الآية السابعة عشرة من سورة الغاشية: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]، وقوله – سبحانه -: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت: 20].

7 - اعلم وتأكَّد أنَّ الله يحاسبنا عمَّا نفعل فقط، وليس ما نُفكِّر فيه؛ {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].

روى مسلم في صحيحه عن عبدالله قال: سُئل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الوسوسة قال: ((ذاكَ صريحُ الإيمان))؛ أي: كراهية الوسوسة هي دليلُ الإيمان بالله – تعالى - والله - سبحانه - لا يُعذِّب إلاَّ بما يملك الشخص دفعَه، وأنت لا تملك دفْعَ هذه الأفكار، ويُحاسبنا على ما نَفعل فقط، وليس على ما نفكِّر فيه.

أمَّا بالنِّسبة لسؤالك عن إمكانية الزَّواج، فلا بأسَ إذا أخبرت مَن تنوي الزواج منها بمرضك، وقبلتِ الارتباطَ بك، إلاَّ أنَّني لا أنصحك بالزواج من أقاربك؛ لما للوراثة من دور في الإصابة بالمرض، كما عليكَ أن تختار امرأةً سليمة، ليستْ مصابةً بالوسوسة أيضًا.

رزقك الله السكينةَ والاطمئنان، والثبات على الإيمان.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.32 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]