حينما يتكلم الكفار عن حياتنا الزوجية!! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طرق علاج بروز الأسنان الأمامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 110 )           »          موت العلماء (رحيل خطيب عرفة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          النعي وأحكامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الترحم على العلماء والاقتداء بهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          موت العلماء مصيبة للأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الاستجابة لله تعالى (3) استجابة الصحابيات رضي الله عنهن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العلم النافع: صفاته وعلاماته وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وقفات مع اسم الله الرازق الرزاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الاستشفاء بالقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2020, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,083
الدولة : Egypt
افتراضي حينما يتكلم الكفار عن حياتنا الزوجية!!

حينما يتكلم الكفار عن حياتنا الزوجية!!







محمد شلبي محمد









حدِّثْ ولا حَرَج، حينما يتحدَّث عن علاقاتنا الزوجية قومٌ يجامعون الخيلَ والبِغال والحَمير.

قد كنتُ أظنُّ أنَّ الكفر كلَّه مِلَّة واحدة في شبهاته وادِّعاءاته؛ حتى بيَّن لي الدانماركيُّون أنَّ الكفر يتفاوت، كما أنَّ الإيمان يتفاوت.

فكُفَّار مكةَ كان عندهم من بقايا الفِطرة ما يجعلُهم يحفظون للحَرائر عِفَّتهن، لا يتعرَّضون للحَرائر بسوء، وحتى كان الخَنا والفجور مقصورًا على فئة معروفة بين فئة معروفة، وكان الشُّرفاء يرفضونه؛ قال عنترة:
وَأَغُضُّ طَرْفِيَ إِنْ بَدَتْ لِي جَارَتِي
حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي مَأْوَاهَا



وحتَّى كان رأْس المنافقين ابن أُبَيّ بن سلول في فِرْيته الكُبرى على السيدة عائشة مستندًا على أمرٍ مَكَّنه خبثُه من قلبه والطَّعْن به، رجل يقود جَمَلاً عليه امرأة، وتغافَلَ عن كون هذه المرأة هي أفضلُ نساء العالمين بعد مريمَ وآسية، وخديجة وفاطمة.

أما كفَّار اليوم، فلا يتغافلون عن حقائق، بل يقلِّبون الحقائق قلبًا، ويزوِّرونها، كفار مكة ومنافقوها لم يزوِّروا، هذا أبو سفيان ولم يكنْ بعدُ أسلمَ حينما استدعاه "هِرَقْل"؛ ليسألَه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعَلَ أصحابَه شهداءَ عليه، قال: "فوالله لولا أنْ يَأْثِروا عنِّي كذبًا، لكذبتُ عنه"؛ البخاري (6).

وكذلك الأمرُ في طَعْنهم في نَبِيِّ الأُمَّة - صلى الله عليه وسلم - قالوا: ساحرٌ، وقالوا: شاعر، وقالوا: أساطير الأولين اكْتَتَبها وأعانَه عليه قوم آخرون، كانوا في كلِّ ذلك يحاولون التدليسَ فقط، فادَّعوا أنَّه سحرٌ؛ لأنه كان يُفرِّق بين الأب وابنه، وهذه فاعليَّة عجيبة لهذا الدِّين لم يجدوا لها شبيهًا إلاَّ فاعليَّة السِّحْر.

وادَّعوا أنَّه شعرٌ؛ لِمَا في القرآن من فصاحة وبلاغة وملاحَة لم ينطقْ بها لسانٌ عربي قبل القرآن، فادَّعوا أنَّه شعر؛ لِمَا في الشعر من هذه الحلاوة، فهو نشيدُ العرب، وادَّعوا أنه أساطيرُ الأوَّلين؛ لِمَا فيه من قَصص الأوَّلين.

وإنْ كان القرآن في كلِّ ذلك مُخالِفًا، فله الأثرُ الحقُّ، وللسِّحْر الأثرُ الباطل، وله وقْعٌ يأخذُ بالأسماع، والشعر لا يفعل ذلك إلاَّ بأوزان العَروض، وله القَصص الصِّدق، وللأساطير القَصص الكَذب.

والشاهدُ أنَّ كفارَ مكةَ ألبسوا الحقَّ بالباطل؛ كذبًا وزورًا، أما كفار اليوم، فقد جعلوا الحقَّ ذاته باطلاً، والفَرْق شاسعٌ في درجات الكفر.

وكان الكفار قديمًا لهم حدود في الكَذب، أما كفار اليوم، فلا حدود لكذبهم.

وكان الكفار قديمًا لسفولهم حدودٌ، أما كفار اليوم، فلا حدود لسفولهم.

هذه الدانمارك تتحدَّى من جديد وجْه المسلمين؛ حيث عَرضتْ منذ أيام فيلمًا عن الحياة الزوجيَّة للرسول - صلى الله عليه وسلم - يُسَمونه: "فتنة"، يستهزؤون فيه من زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - الكريمات الطاهرات، ويُظْهِرون الرسول رجلاً شهوانيًّا.

ولا أحبُّ أنْ أخوضَ في التفصيلات؛ لأنها دَنِسة ومُقَزّزة.

يكفينا من فُجورهم أن يُظهروا الحقَّ باطلاً، والكلام مُكَرَّر مشهور في بيان زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من زوجات كثيرات، أنصعه بيانًا: أنَّ زواجَه الأوَّل وهو شابٌّ بامرأة تَكْبُره بعشرين عامًا، وكانتْ بعدَ حين على وشْك أنْ تكونَ من القواعد من النساء، وأنَّ زواجَه بعائشةَ البِكْر الوحيدة، والذي بشَّره الله - تعالى - به، وأنَّ سائرَ زيجاته من قبائلَ شتَّى ومن اليهود.

كلُّ ذلك دليلٌ على أنَّ زواجَه كان لمصلحة الإسلام، فزواجُه من خديجة أمرٌ عُرِض عليه، وزواجُه عائشةَ لمكان الأُخوَّة بينه وبين أبي بكر، وزواجُه من "حَفْصة" لمكان الأخوَّة بينه وبين عمر، وزواجُه من صفيَّة لاستئلاف اليهود، فضلاً عن كون أنواع زواجه فَتحتْ للأُمَّة أبوابًا من الفقه والتشريع في أحكام نكاح البِكْر والثَّيِّب والأَيِّم، وأحكام الولاية، وكذلك أحكام الطلاق، وأحوال الربائبِ، وما إلى ذلك، وهذا أمر تفرِضه الضرورة الاجتماعية.

وهكذا سائرُ زيجاته - صلى الله عليه وسلم - كان وراء كلٍّ منها مصلحة إسلاميَّة مباشرة، أو إنسانيَّة تصبُّ في المصلحة الإسلامية.

ولكن هناك قضيَّة هي أوْلَى بالكلام من هذا كلِّه، ما الذي جرَّأ هؤلاء على المسلمين ليُجبهوهم كلَّ صباحٍ بمثل هذا الإفك؟! إني أجدُ الإجابة مباشرة في الحديث المشهور:
عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشِك أنْ تداعَى عليكم الأُممُ من كلِّ أُفقٍ، كما تداعَى الأكلةُ على قصعتِها))، قال: قلنا: يا رسول الله، أمِنْ قلَّة بنا يومئذٍ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، ينتزعُ المهابة من قلوب عدوِّكم، ويجعل في قلوبكم الوهَن))، قال: قلنا: وما الوَهَن؟ قال: ((حُبُّ الحياة وكراهية الموت))؛ مسند أحمد، (22397)، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع"، (8183).

فالحديث يرصدُ حدثًا ويُعلِّل لحدوثه، فالحدث: تداعِي الأُمم علينا، وهذا يتضمَّن استطالتَهم باللسان واليد.

والتعليل: أننا نكون كثرة مُجوَّفة، وكلُّ ذي جوفٍ ضعيفٌ، ومن ضَعفنا أنَّنا سنحبُّ الدنيا وسنكره الموت، ولا جَرَم أنَّ حبَّ الدنيا أمرٌ في فطرة الإنسان، وكُرْهه للموت أيضًا، ولكن المعنى في الحديث أنَّنا سنقدِّم حبَّ الدنيا في الوقت الذي لن تكون نجاتُنا فيه إلاَّ بالموت في سبيل الله، وسنجعل متاعَ الدنيا أفضل من متاع الآخرة؛ ولذلك سنكره الموتَ كُرْهَ من خَلَد إلى الدنيا، وليس كُرْهَ مَن يخاف ما بعد الموت.

والنتيجة الطبيعية أننا حين نصِلُ إلى هذا الحدِّ ستنتزعُ مهابتنا من قلوب أعدائنا؛ وذلك لأنه سيرانا خُلوًا من العقيدة التي بها ننتصر، هذا يعني أنَّ قانون الأسباب حينئذٍ هو الذي سيكون عليه المعوِّل في المواجهة مع الأعداء، وليس توفيق الله - تعالى - وتثبيته، فالله لا يوفِّق ولا يثبِّت إلاَّ عبادَه؛ ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

ونحن الآن نتجرَّع هذه المرحلة؛ فقد تداعتْ علينا الأُمَم من كلِّ أُفقٍ، هذه العراق كان يحاربُ ضدَّها 24 دولة يدعو بعضها بعضًا، حتى وإنْ كان ولاؤهم وبراؤهم للدينار والدِّرْهم.

وقد تداعتْ علينا الأُمم بالاستهزاء، ناعقٌ في أمريكا يحرِّك ناعقًا في الدانمارك، يحرِّك ناعقًا في ألمانيا، وعدَّ ما تشاء إلى ما تشاء.

إنَّ التفسير الوحيد لهذا الاستفزاز هو الاستضعاف، لم نجدْ قويًّا يُهَدَّد بقَدر ما وجَدْنا ذلك للضعيف، ولم نجدْ غنيًّا يُهَدَّد بقدر ما وجدنا ذلك للفقير، هذه قوانين الدنيا التي لا يَحْكُم فيها شرعُ الله.

من كان أمرُه جميعًا كان في حِصْنٍ لا يَنْهَدُّ؛ لأنه الحصنُ الذي تكفَّل الله - تعالى - بحمايته، فيدُ الله مع الجماعة.

وذلك يقتضينا أن نُجْهِدَ العقول في إيجاد مَخْرَج لأزمتنا، ولعلَّ أشدَّ ما نستطيعه الآن فعالية هو المقاطعة.

أنا أعدُّ المقاطعة جهادًا من الدرجة الأولى، فمنذ خمس سنوات حين نَشَرت الدانمارك الرسومَ المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - وهاجَتِ الدنيا وماجَتْ، وتَفَتَّقَ ذِهْنُ المجتمع الإسلامي في كلِّ مكانٍ عن فكرة المقاطعة، وُجِدَ لها حينئذٍ آثارٌ شديدة السرعة، قويَّة التأثير، فقد خَسِر الاقتصاد الدانماركي في أسبوع تقريبًا قرابة مليارَي يورو، وتوقَّع أنْ يَصِل إلى 40 مليارًا في أشهر قليلة.

واهتزَّت القاعدة السياسية في الدانمارك، وتعالَتِ الأصوات بإقالة وزير الخارجيَّة، وفَصْل رئيس تحرير المجلة التي نشَرتِ الرسوم، وكتبتْ بعضُ الصحف الأولى في الدانمارك عناوينَ في الصفحة الأولى باللغة العربيَّة تلاطِفُ العرب.

لماذا؟! لأننا أكبرُ سوق استهلاكي في العالم، أعدادُنا - والحمد لله - كأعداد الرِّمال، وأموالنا كذلك، فنحن كنزُهم الذي ينشدون، وهذه فرصتُنا التي لا ينبغي أن نضيِّعَها.

والمنتجات التي يجب علينا مقاطعتُها تفيضُ بها صفحات الإنترنت ليلَ نهار، يكفيك لإيجادها بحثٌ في بضع ثوانٍ.

وليست المقاطعة الاقتصادية فقط هي مأْربي؛ فإنه قبل ذلك لا بدَّ وأن نقاطِعَهم مقاطعة ثقافيَّة، يجب علينا أن نعودَ لديننا وتقاليدنا، وأفكارنا البِكْر القويمة، وعاداتنا الإسلاميَّة الحميدة.

لا تظنُّوا أنَّ السواك وقراءة القرآن، والتبكير إلى الصلوات أمورٌ هَيِّنة في استجلاب نَصْر الله - تعالى - فالإسلام مبدأ، والمبدأ يستوي صغيرُه مع كبيره، وطالَما كانت النيَّة عظيمة، لم يَعُدْ فارقًا حجمُ العمل.

ملايين من شبابنا مُولَعون بالغرب، وإفرازات الغرب النَّتِنة، وأراني لو أوقفتُ شابًّا يُشَغِّل مُسجِّله على أغنيَّة أجنبيَّة ثم سألتُه: هل تدري منها معنًى؟! أعلم أنَّه لن يفهمَ منها كلمة واحدة.

نحن نريد أن نقاطِعَ قومًا؛ لنَصِل آخرين، لنَصِل ذواتنا وذَوِينا، لنكنْ يدًا على مَن سوانا، يقوم بذمَّتِنا أدنانا، بهذه وبغيرها سنعود قوَّة؛ ﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]