|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحاديث علامات الساعة محمد طاهر عبدالظاهر ورد في الكتاب والسنة أن للساعة علامات وأمارات، وتظهر هذه الأمارات والعلامات قبل وقوعها، وإليك بيانها: الأول: الأدلَّة من الكتاب على أشراط الساعة وعلاماتها: لا شك أنَّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأن حينها لا يعلمه إلَّا الله، وأن الله استأثر بعلمه كما أجاب الله في السؤال عن وقت قيامها: • ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ﴾ [1]. • وقال الله تعالی: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ﴾ [2]. عند ما أَخْفاها الله سبحانه وتعالى، واستأثر بعلمها، فقد جعل لها أمارات وعلامات تدلُّ على قرب وقوعها، قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [3]. قال ابن كثير رحمه الله تعالی في تفسير قوله تعالی: ﴿ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾، أي: أمارات اقترابها؛ كقوله تعالى: ﴿ هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأولَى * أَزِفَتِ الآزِفَةُ ﴾ [4]، وكقوله: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [5]، وقوله: ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ [6]، وقوله: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [7]، فبعثَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة؛ لأنَّه خاتم الرسل الذي أكمل الله به الدِّين، وأقام به الحجَّةَ على العالمين، وقد أخبر صلوات الله وسلامه عليه بأمارات الساعة وأشراطِها، وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤتَه نبيٌّ قبلَه، كما هو مبسوط في موضعه"[8]. وقد ورَد في القرآن الكريم ذِكْرُ الأدلَّة على بعض أشراط الساعة، مثل: خروج يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى ابن مريم، وغيرها. هذه الأدلَّة من الكتاب علی بعض الأشراط، وسأبيِّن الأدلَّةَ من السنَّة عليها إن شاء الله. الثاني: الأدلَّة من السنَّة على أشراط الساعة وعلاماتها: وردت أحاديث كثيرة علی ظهور الأشراط والعلامات قبل قيام الساعة. • منها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالی عنه أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا))[9]. • ومنها: أيضًا حديث أبي هريرة رضي الله تعالی عنه، ذكَر فيه جملةً من الأشراط وعلامات للساعة؛ حيث جاء فيه ((... قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا المَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ...)) [10]. • ومنها: حديث عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ[11] رضي الله تعالی عنه قَالَ: ((أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ[12]، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا))[13]. • ومنها: حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ[14] رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((مَا تَذْكُرُونَ))، قُلْنَا: السَّاعَةَ، قَالَ: ((إِنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ))، قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِي عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لا يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِي الْعَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، وَقَال الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ فِي الْبَحْرِ))[15]. وقد ذُكرت في هذه الأحاديث جملة مِن الأشراط والعلامات، والآن بيان أنواعها وأقسامها كما قسَّمها العلماء. [1] سورة الأعراف: (187). [2] سورة النازعات: (42 - 44). [3] سورة محمد: (18). [4] سورة النجم: (56، 57). [5] سورة القمر: (1). [6] سورة النحل: (1). [7] سورة الأنبياء: (1). [8] "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، (7/ 315). [9] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب خروج النار، رقم الحديث: (7121)، (9/ 59)، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ، عدد الأجزاء: (9). [10] متفق عليه؛ أخرجه البخاري في صحيحه، واللفظ له، كتاب الإيمان بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِيمَانِ، وَالإِسْلاَمِ، وَالإِحْسَانِ، وَعِلْمِ السَّاعَةِ، رقم الحديث: (50)، (1/ 19). وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، بَابُ الْإِسْلَامِ مَا هُوَ وَبَيَانُ خِصَالِهِ، رقم الحديث: (10)، (1/ 40)، المحقق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي بيروت، عدد الأجزاء: (5). [11] عوف بن مالك (؟ 73 هـ = ؟ 692 م)، هو: عوف بن مالك بن أبي عوف، أبو عبدالرحمن، الأشجعي الغطفاني، صحابي من الشجعان الرؤساء رضي الله عنه، وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يوم الفتح، روى عن النبي وعن عبدالله بن سلام، وروى عنه أبو مسلم الخولاني وأبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير وعبدالرحمن بن عامر وغيرهم، له 67 حديثًا. راجع: "الإصابة في معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلاني، (4/ 742)، و"سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (2/ 478 490)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (5/ 96). [12] قعاص الغنم: داء يأخذ الغنم فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجاءة، وقال ابن فارس: القعاص داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق؛ (عمدة القاري: باب الجزية والموادعة 22/ 341). راجع: "الإصابة في معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلاني، (4/ 742)، و"سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (2/ 478 490)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (5/ 96). [13] أخرجه البخاري في صحيحه، كِتَابُ الجِزْيَةِ، بَابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ، رقم الحديث: (2901)، (4/ 101). [14] حذيفة (؟ 42 هـ = ؟ 662 م)، هو: حذيفة بن أسيد بالفتح ويقال: أمية بن أسيد بن خالد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار الغفاري، أبو سَرِيحَة بمهملتين وزن عَجِيبة، مشهور بكنيته، شهد الحديبية، وذُكر فيمن بايع تحتَ الشجرة ثم نزَل الكوفةَ وروى أحاديث، أخرج له مسلم وأصحاب السنن وله عن أبي بكر وأبي ذرٍّ وعلي، روى عنه أبو الطفيل ومن التابعين الشعبي وغيره، قال أبو سليمان المؤذن: توفِّي فصلى عليه زيد بن أرقم، وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين وأربعين. راجع: "الإصابة في معرفة الصحابة"؛ لابن حجر العسقلاني (1/ 216)، و"الثقات"؛ لابن حبان (3/ 81). [15] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الآيَاتِ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَة، رقم الحديث: (7468)، (8/ 179).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |