كفى عبثاً باللباس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 133 )           »          أصول في دراسة مسائل التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 290 )           »          شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 144 )           »          إذا لا يضيعنا (من دروس الحج) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          ما يفعله الحاج بعد الانتهاء من الطواف والسعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          وقرن في بيوتكن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أدب الطفل اليهودي ممنوع الاقتراب أو التصوير!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          زوجة الداعية الجندي المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 5892 )           »          حتى نربي أطفالا مستقلين ومعتمدين على أنفسهم… (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2020, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,861
الدولة : Egypt
افتراضي كفى عبثاً باللباس

كفى عبثاً باللباس
خالد بن عثمان السبت


لباس المرأة..إلى أين؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإن حديثنا في هذه المحاضرة سيكون -بإذن الله تعالى- حول لباس المرأة المسلمة؛ ذلك أنه قد كثر السؤال عن أحكام لباس النساء؛ نظراً لما تفشى في أوساطهنّ من التبذل في اللباس لاسيما في الأجازات؛ حيث تكثر المناسبات، ومن ثَمّ يكثر الإخلال بقضية اللباس.
عناصر الموضوع:
الأول: شأن اللباس وارتباطه بالفطرة والدين والإيمان.
الثاني: العوامل التي تؤثر في تطور اللباس.
الثالث: لباس النساء في هذا الوقت.
الرابع: أسباب هذا التحول الذي ابتليت به مجتمعات المسلمين في هذا الباب.
الخامس: شبهة رددها كثير من النساء وهي أن حدود عورة المرأة أمام النساء ما بين السرة والركبة!.
السادس: حكم هذه اللباس التي تبرز مفاتن الجسد.
السابع: علاج الظواهر السيئة المتعلقة بلباس المرأة.
القضية الأولى: شأن اللباس ومدى ارتباطه بالفطرة والإيمان والدين:
إن اللباس يرتبط ارتباطاً كببراً بالوجود الإنساني من أوله، فالله - عز وجل - حينما خلق آدم - صلى الله عليه وسلم - وخلق زوجَه حواء وأسكنه الجن خاطبه على سبيل الامتنان بقوله - جل وعلا -: (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى) [(118-119) سورة طه].
فكان لباس آدم وحواء - عليهما السلام - من ثياب الجنة وزينتها، فلما أكلا من الشجرة انزاحت عنهما تلك الألبسة من الثياب وبدت العورات: (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ) [(121) سورة طه].
ويضعان ذلك ستراً لعوراتهما؛ كما قال الله - عز وجل -: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ) [(22) سورة الأعراف].
فهذه المبادرة السريعة من آدم وحواء إلى تغطية العورة التي انكشفت بسبب الأكل من الشجرة تدل على أن ستر العورات أمر فطري مغروز في كيان الإنسان وهو من صميم فطرته، كما أن ذلك يدل على أن التعري والتكشف خلاف الفطرة، وأنه يدل على نقص الحياء، وأن التعري إنما هو من عمل الشيطان وتزيينه؛ كما قال الله - عز وجل -: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) [(20) سورة الأعراف].
فالشيطان حسدهما، وسعى في المكر والوسوسة والخديعة ليسلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن.
والله - عز وجل - يقول مخاطباً بني آدم: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا) [(27) سورة الأعراف].
فإبليس يعمل جاهداً لتعرية هذا الإنسان، ومن أجل كشف سوءته.
فهذه الآيات تدل على أهمية هذه المسألة وعمقها في الفطرة البشرية، فاللباس زينة للإنسان وهو ستر لعورته الجسدية، كما أن التقوى ستر لعوراتنا النفسية، والفطرة السليمة المستقرة تنفر من انكشاف العورات الجسدية، كما أنها تنفر من انكشاف العورات النفسية.
وبهذا نعلم أن أولائك الذين يحاولون تعرية الجسد من اللباس وتعرية النفس من التقوى والحياء إنما يعملون على سلب الإنسان فطرته، وأنهم إنما يريدون إسلامك إلى عدوك إبليس الذي كان سبباً لتنزع لباسك من أول مرة، فالعري سمة حيوانية بهيمية لا يميل الإنسان إليها إلا حينما يرتكس إلى مرتبة هي أحط من مرتبة الإنسان، وإن رؤية العري جمالاً إنما هو انتكاس في الذوق البشري بلا مرية، ودليل على تخلف التفكير.
ولا نزال نرى إلى يومنا هذا وللأسف الشديد- أقواماً في مجاهل الغابات في أفريقيا يعيشون كما ولدتهم أمهاتهم، وهؤلاء الأقوام لهم إخوان وصل الإسلام إليهم فكان من أوائل ما قدم الإسلام لهم اللباس وستر العورات، فهؤلاء قوم جاهليون حينما يأتيهم الإسلام يقدم لهم لوناً من ألوان الحضارة والرقي.
ويكفي في بيان أن قضية التعري من أمور الجاهلية أن الله - عز وجل - نهى أمهات المؤمنين عن ذلك بقوله: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [(33) سورة الأحزاب].
ففي الجاهلية الأولى التي كانت قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت المرأة تخرج أمام الرجال مبدية لنحرها ويخرج شيء من شعرها، فنهى الله - عز وجل - أمهات المؤمنين عن هذا التكشف والتبذل، فقال - تعالى -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [(33) سورة الأحزاب].
فدلَّ ذلك على أن التبذل في اللباس وأن كشف العورات من أعمال الجاهلية، فالمرأة التي تبدي جسدها أو تتبرج وتتكشف فيها من خصال الجاهلية بقدر ما فيها من التكشف والتبذل كما دلت على ذلك هذه الآية الكريمة.
فالمرأة التي تكون متحضرة حقيقة هي التي تحتشم فتتمسك بتعاليم الإسلام، على خلاف ما ينطبع في أذهان كثير من بنات المسلمين من أن المرأة التي تكون محتشمة هي امرأة متخلفة قديمة بدائية، والواقع عكس ذلك، فالمرأة المتمدنة المتحضرة هي التي تستر العورة خلاف ما عليه كثير من أمم الغرب والشرق الكافر من ارتكاس إلى الوَهْدة التي انتشل الإسلام الناس منها، ونقلهم إلى مستوى الحضارة بمفهومها الإسلامي الذي يستهدف بقاء الإنسان في أحسن تقويم.
التلازم بين اللباس الجسدي واللباس النفسي:
فكما أن العري الجسدي نكسة وارتكاس وقع فيه من وقع ممن لا مروءة ولا حياء له فإن العري النفسي من التقوى والحياء نكسة حقيقية أيضاً وقع فيها كثير من الناس -نسأل الله العافية-، وقد جمع الله - عز وجل - بين السترين الستر الجسدي والستر النفسي- وطلب من الناس أن يتلبسوا بهما فقال - سبحانه وتعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [(26) سورة الأعراف].
قال عبد الرحمن بن أسلم - رحمه الله - في قوله - تعالى -: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ): "يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى"[1].
فهناك تلازم بين لباس العورات الجسدية وسترها وبين لباس العورات النفسية وهو التقوى، وكل واحد من الأمرين يؤثر في الآخر سلباً أو إيجاباً، فإذا رُزق العبد لباس التقوى واستقامت فطرته صار العري في عينه قبحاً، فاكتسى جسده بما يستر العورات، ومن قلَّت التقوى في قلبه قلَّ حياؤه وانتكست فطرته، فصار يرى ما ليس بالحسن حسناً.
وبهذا نعلم أن ستر الجسد والحياء من تعريته ليس مجرد عرف بيئي كما يحلو لدعاة الشيطان أن يسموه، إنما هو دين وتُقى وعفاف وشرف، وحياء وفطرة، وشريعة إلهية تميز الإنسان عن غيره، فإذا فقد الإنسان هذه المعاني لم يبالِ الله - عز وجل - به في أي وادٍ هلك، ولذا نجد من خلت نفسه من التقوى والحياء، وانعكست فطرته يرى الستر عيباً ونقصاً.
تشابه أفعال الجاهلية الغربية بأفعال الجاهلية القديمة:
لقد كان المشركون رجالاً ونساءً يطوفون ببيت الله الحرام عراة كما ولدتهم أمهاتهم، وكما قالت إحدى النساء وهي تطوف بالبيت عارية:
اليوم يبدو بعضُه أو كلُّه *** وما بدا منه فلا أُحِلُّه
وكانوا يرون ذلك كمالاً وزينة ولا يرون به غضاضة ألبته، ولما قدم المسلمون إلى مكة وطافوا ببيت الله الحرام بلباس الإحرام؛ امتثالاً لأمر الله - عز وجل - في قوله: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [(31) سورة الأعراف].
عيَّرهم المشركون ورأوا أن ذلك خللاً وقعوا فيه، وهكذا تنقلب الموازين، وتُمسخ الفطر والنفوس والتصورات والقيم.
فما تفعله الجاهلية القديمة يُشبه تماماً ما تفعله الجاهلية الغربية بمجتمعاتها المعاصرة ومن حاكاهم وتأثر بهم من غيرهم، وهذا كله لا يخرج عن الانتكاس المقيت الذي أنقذ الإسلامُ الناسَ منه وإن ادعوا أنه رقي وحضارة وتقدم؛ ليخدعوا السُّذج من الناس فيتوهموا أن التحضر بنزع اللباس، وأن المرأة المحتشمة بلباس العفاف هي امرأة متخلفة تقليدية، فالمسخ هو المسخ، والانتكاس عن الفطرة هو الانتكاس، وانقلاب الموازين هو انقلاب الموازين وإن اختلفت الأسماء والألقاب.
وما فعله المشركون عند الطواف كان نتيجة لتبديل دين إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - الذي تولى كبره عمرو بن لحي الخزاعي، كما أن العريَّ المعاصر بجميع أشكاله وصوره يقف وراءه شياطين من بيوت الأزياء العالمية ومصمميها، وشركات التجميل ودهاقنتها، فيصدروا صيحاتهم مرات في كل عام، وينعقوا بالقطعان الهائمة العارية في أرجاء المعمورة، فتطيعهم وتنقاد لهم انقياداً مزرياً، بغض النظر عن كون هذا اللباس أو هذا الزي الجديد لهذا الموسم أو تلك المناسبة يناسب قِوام هذه المرأة أو لا يناسبه، وسواء كانت مراسم التجميل والقصات تلائمها أو لا، فهي تطيع صاغرة منقادة، وإلا عُيِّرت من بقية القطعان المغلوبة على أمرها بأنها متخلفة رجعية.
وهكذا تكون المرأة بهذا تابعة لأولئك المفسدين المضلين من أعداء الدين والفضيلة، ودعاة العهر والرذيلة من يهود ونصارى، وكل أقلف مشرك، فيفسدون الشعوب والأمم ويجرونهم إلى الهاوية بهذا الهوس والخبل الذي لا تفيق منه مجتمعاتهم المعاصرة الغارقة في الانحلال الخلقي والنفسي.
لقد صارت المرأة -وللأسف الشديد- ألعوبة في يد مصممي الأزياء والتجميل حتى أركبوها المركب الصعب، وعملوا على جعلها طُعماً للإفساد والانحلال.
ومما يحسن لفت الأنظار إليه -وهو من المضحكات المبكيات- أن مصممي الأزياء في عام 1948م جعلوا الموضة في ذلك الحين أن تلبس المرأة ثوباً طويلاً يلامس القدم فعمَّ ذلك وانتشر وتلقفه الناس عنهم، وهكذا في بعض الأحيان يصبح الطويل مستحسناً، ثم في أحيان أخرى يصبح القصير مستحسناً والطويل الساتر مستهجناً، وهكذا يُلعب بعقول الناس وبمبادئهم وأعراضهم وأديانهم وأفكارهم.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]