شدة الغيرة وسرعة الغضب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 150 - عددالزوار : 66244 )           »          مَحْظوراتِ الْإِحْرامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 28 )           »          اغتنام وقت السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الملل آفة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          عظمة الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          في انتظار الفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رمضان شهر الرحمات وشهر البطولات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المرأة في أوروبا القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          فقه بناء الأمم والحضارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,469
الدولة : Egypt
افتراضي شدة الغيرة وسرعة الغضب

شدة الغيرة وسرعة الغضب


د. سليمان الحوسني



السؤال




ملخص السؤال:

شاب يشكو مِن الغيرة الشديدة على أهله والتي تسبب له الغضب والمشكلات الكبيرة مع الناس، ويسأل عن علاج لها.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً جزاكم الله خيرًا على هذه الجهود الطيبة، أنا شابٌّ في الثانوية، أعيش في بلاد الحرمين.



لا أعرف ماذا أسمي مشكلتي هل هي: وسواس، أو رهاب اجتماعي، أو خوف، لا أعلم بالضبط؟! لكن الذي أعلمه أنها مشكلة عقَّدَتْ حياتي، وسببت لي مُضايقات كثيرة.



مشكلتي هي الغيرة الشديدة، والتي بسببها لا أستطيع أن أدخل الأسواق حتى لا أخالط النساء، ولا أستطيع أن أصطحب الأهل داخل الأسواق، مع أنَّ فيها رجالًا ونساءً!



لا أرتاح عندما أجِد أحدًا ينظُر إلى قريباتي النساء أو يُكلمهنَّ عند التسوق أو يقترب منهنَّ، وأحيانًا قد تحدُث مشاكل، فإذا سرتُ مع أهلي أكون قلقًا متوترًا خائفًا، ولا أعلم لماذا؟!



كنتُ بصحبة أمي وأختي ودخلنا المصعد، فلم أتحمَّل دخول الرجل المصعد معنا، وقمتُ بسحبه وضربه، لكن عاتبتني الوالدة لضربي له، ومنذ ذلك الحين لم أصحب أحدًا منهنَّ إلى أي مكان، بل أصبحت أمتنع عن السفر معهنَّ!



بعد هذه الحادثة زادت الرهبة والغيرة والوسواس لديَّ، ومع كثْرةِ سفر أهل بيتي ووالدي ووالدتي وإخوتي إلا أني لا أسافر معهم حتى لا أفسد عليهم رحلتهم بحساسيتي الزائدة!



المشكلة التي تحيط بي أنني عندما أُخالِط الناس وحدي أكون مرتاحًا، ولا أشعر بخجل ولا خوف ولا قلق، وعندما أخالط الناس مع نساء أهل بيتي تنقلب الأمور رأسًا على عقب، حتى لو كانتْ خادمة المنزل!



مشكلتي الثانية: لديَّ أخت لا أكلمها منذ ستة شهور، والسببُ أنها طلبتْ مِن المطعم طعامًا وعندما جاء الطلب كلمت الرجل، وكنتُ موجودًا ولم تخبرني لأقوم أنا بالأمر بدلاً من أن تكلم هي الرجال، وبعد مناصحة وعدم سماع النصح، قاطعتها.



فأشيروا عليَّ، وقدِّموا لي النصح، وأخبروني هل هذا شيء طبيعي أو خطأ


الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

في البداية نُرَحِّب بأخينا الكريم، وابننا الفاضل في شبكة الألوكة، سائلين الله لنا ولك التوفيق لما يُحِبُّ ربنا ويرضى.



وهنيئًا لك تميزك في الدراسة، وعليك بالمزيد مِن طلَب العلم الذي ينفعك في دنياك وأخراك، وهنيئًا لك وجودك في بلاد الحرمين؛ فمُجاورتهما مِن نِعَم الله على العباد، وبلد الحرمين هي بلدُ العلماء والدعاة.




وهنيئًا لك تلك الغَيْرة على مَحارمك، وهي مَيزةٌ طيبة فيك تُشكر عليها، وتُؤجر عند الله بسببها، ولكن أخي الحبيب، عليك بضَبْط النفس في التصرُّف تُجاه بعض المواقف التي تُواجهك في الحياة بشكل عام، وعليك بالمُوازَنة بين الغَيْرة المحمودة والمذمومة، فالغَيْرةُ على المحارم أمرٌ محمودٌ، وهي مِن خصال المؤمنين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يغار، وإن المؤمن يَغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المؤمنُ ما حرم عليه))؛ متفق عليه، إلا أنَّ الغيرة إذا زادتْ عن حدِّها، وكانتْ في غير ريبةٍ، فإنها تكون مذمومة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مِن الغَيْرة ما يُحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغَيْرة في الريبة، وأما الغَيْرة التي يبغضها الله فالغَيْرة في غير ريبة))، صححه الألباني.




والمرأةُ قد تحتاج للخروج مِن أجل قَضاء بعض الأمور في السوق أو غيره، ولا حرج في ذلك ما دام ضمن الضوابط الشرعية؛ مثل: عدم التطيب والتزين، وعدم إظهار المفاتِن، والخضوع في القول، وشيءٌ جميل بل هو المطلوب أن يخرجَ معها ويَصْحَبها مَحْرمٌ لها؛ حتى لا تتعرضَ لسوء مِنْ قِبَل بعض السفهاء، وهم في العادة يَبتعدون عن المرأة التي بصحبتها رجلٌ.




وكذلك يجوز للمرأة أن تتكلَّمَ بالهاتف وتُخاطِبَ الرجال دون تجاوُزٍ وتوسُّع، فإذا أحسَّ مَحْرَمها بريبةٍ، فيَكفيها المؤونة، ويُبادر إلى خدمتها وطلَب حاجاتها وإحضارها إليها.




ويُخطئ بعض الرجال الذين يُطلقون العنان للنساء في الهاتف أو الخروج إلى الأسواق وغيرها دون رَقابةٍ ومُتابَعةٍ، ويتخلَّوْن عن مسؤوليتهم، ويوكلونها إلى السائقين والخدم؛ فتقع الكثير مِن المُخالَفات الشرعية والتجاوُزات الخلُقية.




ولا يَصِحُّ منك هَجْرُ أختك للسبب الذي ذكرتَه، فقُمْ بالتواصل معها، وتقديم خدماتك لها، ولا يمنع ذلك مِن مُناصحَتِها وتذكيرها بالله وتقواه في بعض الأحيان، فالكلُّ يحتاج إلى ذلك، ولكن بالأسلوب الحسَن.




وعليك يا ابني العزيز بضبط نفسك وقت الغضب؛ فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم نهى عنه فقال: ((لا تغضب))، وقال في الحديث المتفق عليه: ((ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))، والمراد بالشديد هنا: شدة القوة المعنوية، وهي مُجاهدة النفس وإمساكها عند الشر، ومنازعتها للجوارح للانتقام ممن أغضبها، وفيه إشارةٌ إلى أن مُجاهَدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جعَل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوةً.




والغضبُ يترتب عليه تغيُّر الباطن والظاهر كتغيُّر اللون والرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال على غير ترتيبٍ، واستحالة الخلقة، حتى لو رأى الغضبان نفسه في حالة غضبه لسكن غضبه؛ حياءً مِن قُبح صورته واستحالة خلقته، هذا في الظاهر، وأما في الباطن فقُبحُه أشد مِن الظاهر؛ لأنه يولد حقدًا في القلب، وإضمار السوء على اختِلاف أنواعه، بل قُبح باطنه متقدِّمٌ على تغيُّر ظاهرِه.




ولذلك فتصرُّفك مع الرجل الذي صعد معكم وقيامك بضربه خطأ لا يجوز، وهو نتيجة غضبك، وعليك بمعالَجة الغضب وفْقَ هدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورَد في الأحاديث دواء هذا الداء؛ ففي الأثر: ((الغضبُ مِن الشيطان، والشيطان خُلق من النار، والماءُ يطفئ النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسلْ))، وفي روايةٍ: ((فليتوضأ))، ووَرَد أيضًا: ((إذا غضب أحدكم فقال: أعوذ بالله، سكنَ غضبه))، وأخرج أحمد: ((إذا غضب أحدكم فليسكت))، وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان: ((إذا غضب أحدكم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)).




وعليك بمُلازَمة العلماء والدُّعاة في بُيوت الله، واستشارتهم عن قُرب فيما يقَع حولك




والله الموفِّق والمُعين، ونسأل الله لك المزيد مِن التقوى والصلاح



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.51 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]